أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - -ورقة التوت- القومية و-العورة الديمقراطية-!















المزيد.....

-ورقة التوت- القومية و-العورة الديمقراطية-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3340 - 2011 / 4 / 18 - 16:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في صراعه الدائم من أجل البقاء، ولو لم يُبْقِ بقاؤه على الوجود السياسي (والإنساني) للشعب، يتوفَّر نظام الحكم الدكتاتوري في سورية على تصوير نفسه، إعلامياً، على أنَّه خطُّ الدفاع الأوَّل (والأخير) عن الأُمَّة العربية في معركتها القومية ضدَّ إسرائيل، وضدَّ حلفائها في الغرب، وفي مقدَّمهم الولايات المتحدة، التي هي، في الوقت نفسه، القوَّة الإمبريالية العظمى في العالم، والتي لولا سورية الصامدة المتصدِّية الباسلة لَقَضَت على البقية الباقية من الوجود القومي للعرب؛ فنظام الحكم هذا هو الذي مكَّن "حزب الله (الشيعي اللبناني)" من أنْ يقاوِم إسرائيل بما يُعْجِزها عن الانتصار عسكرياً في لبنان، وهو الذي حمى عروبة لبنان، وأحبط سعي الأعداء القوميين للعرب إلى الهيمنة عليه، عبر حلفائهم من اللبنانيين، وهو الذي كانت له مساهمة كبرى، ومن خلال مساندته المقاومة العراقية، في جَعْل مصلحة للولايات المتحدة في إنهاء احتلالها العسكري للعراق، وهو الذي بفضله ظلَّ للفلسطينيين مقاومة صلبة للاحتلال الإسرائيلي، وهو الذي (أخيراً) إنْ أصابه مكروه، وغادر الشام مغادَرَة هرقل لها، تمزَّقت الوحدة القومية للأُمَّة، وعاد العرب قبائل وطوائف (دينية) يقتتلون إلى يوم الدين.

كل هذا زَعْم باطل، فنظام الحكم في سورية لم يمارِس "العداء" لإسرائيل إلاَّ بما يُثْبِت، أو يكاد أنْ يُثْبِت، أنَّه متَّفِقٌ معها، ولو ضِمْناً، على أنْ تظل محتفظة بسيطرتها على الجولان في مقابل أنْ يظلَّ مَعْفِيَّاً من توقيع معاهدة للسلام معها؛ فنظام الحكم هذا لم يُعادِ الديمقراطية، والحقوق الديمقراطية لشعبه؛ لأنَّه، على ما يَزْعُم، في صراعٍ مصيري مع العدو الإسرائيلي، فإذا جنحت إسرائيل للسلم معه، وأعادت إلى سورية ما احتلته من أراضيها، جَنَح للسلم مع شعبه، مُسْبِغاً عليه نعمة الديمقراطية. إنَّه، والحقُّ أقول، يتَّخِذ من العداء (اللفظي) لإسرائيل ذريعة (يريد لها أنْ تبقى ما بقي) لحربه (الصريحة تارةً والمستترة طوراً) على الحقوق الديمقراطية (والإنسانية) لشعبه، الذي، بثورته الآن عليه، سيقيم الدليل المُفْحِم على أنَّ "الشعب الحُرُّ الديمقراطي الذي يحكم نفسه" هو (وليس نظام الحكم الدكتاتوري) الذي يحقُّ للعدوِّ الإسرائيلي أنْ يخشاه خشية المؤمِن لربِّه؛ فالدكتاتورية، التي هي قَلْب نظام الحكم السوري وقالبه، تقصي الشعب عن المعركة القومية، وتَخْدُم إسرائيل أكثر بكثير ممَّا تَخْدمُها الولايات المتحدة؛ ولو (وهي حرف امتناع لامتناع) انحاز نظام الحكم السوري إلى شعبه لاكْتَشَف أنْ لا أهمية تُذْكَر لانحياز الولايات المتحدة (ولو كان انحيازاً أعمى) إلى إسرائيل.

الدكتاتورية (في سورية، وفي سائر البلاد العربية) هي التي تَجْعَل إسرائيل تبدو لنا كما يبدو القط للفأر، لا وحش أقوى منه!

لو كان نظام الحكم السوري (وأشباهه في سائر بلاد العرب، أي نحو 99.9 في المئة من أنظمة الحكم العربية) صادقاً وجاداً في عدائه لإسرائيل، أو في تبادله العداء مع هذا العدو القومي الأوَّل للعرب، لأدرك أنَّ الديمقراطية هي السلاح الذي إنْ تخلَّى أو زَهَد عنه لسلَّح إسرائيل بالسلاح الأشد فتكاً بنا؛ فإنَّ تحرير الشعب السوري من الدكتاتورية، بصفة كونها أسوأ احتلال يخضع له شعب، هو الطريق إلى تحرير الجولان.

الدكتاتور، وعلى ما أثْبَت تاريخ أنظمة الحكم الدكتاتورية في العالم، وفي العالم العربي على وجه الخصوص، لا تشتدُّ صعوبة القضاء عليه من الداخل، إلاَّ لتتضاءل صعوبة القضاء عليه من الخارج، وكأنَّه "الأسد" في الداخل، و"الفأر" في الخارج؛ وشعوبنا، التي ثارت على نفسها قبل، ومن أجل، أنْ تثور على حُكَّامها المستبدِّين، ما عادت تَقْبَل ثنائية "الأسد ـ الفأر" نظام حكم لها.

وشعوبنا، التي تَفْهَم "الحق الديمقراطي" على أنَّه تأكيد، لا نفي، لـ "الحق القومي"، و"الحق القومي" على أنَّه تأكيد، لا نفي، لـ "الحق الديمقراطي"، لن تعادي حكَّامها المستبدِّين، أو تبادلهم عداءً بعداءٍ، بما يجعلها، في الوقت نفسه، معاديةً لقوى عربية (شعبية) معادية حقَّاً لإسرائيل، أو حليفة لقوى دولية وإقليمية وعربية تناصبنا، وحقوقنا القومية والديمقراطية، العداء؛ فإنَّ الوقوف مع الشعب السوري في ثورته على نظام حكمه الدكتاتوري لا يعني، ويجب ألاَّ يعني، أنْ نقف ضدَّ "حزب الله"، وسائر قوى المقاومة العربية، مهما كانت عيوبها ومثالبها، أو أنْ نقف مع قوى الرابع عشر من آذار، وأشباهها في البلاد العربية، أو أنْ نقف مع "السِّين" العربية الأخرى؛ لكنَّنا يمكن، وينبغي لنا، أنْ نقف ضدَّ إيران إذا ما ظلَّت تُفْسِد صراعنا الديمقراطي والقومي بعصبيتها الشيعية تارةً، وبعصبيتها الفارسية طوراً؛ فإيران لن تكون أبداً "المثل الأعلى" لشعوبنا؛ وكيف لها أنْ تكون ونحن لدينا الآن، وفي مصر وتونس على وجه الخصوص، "المثل الثوري والديمقراطي الأعلى"؟!

ونظام الحكم الدكتاتوري في سورية، والذي لديه من الغرور ما جعلنا نزداد اقتناعاً بأنَّ "الصِّفر" لا ثوب يفضِّل لباسه إلاَّ الغرور، أضاف إلى أسباب "سقوطه الفكري"، والذي يسبق سقوطه المادي والواقعي، سبباً آخر إذ تجرَّأ على مَسْخ وتشويه ثورتي الشعب المصري والشعب التونسي بتصويره لهما على أنَّهما "الغطاء" الذي به تُسْتَتَر مساعي وجهود "أعداء الأُمَّة" لضَرْب سورية التي من خلال "قيادتها القومية الصلبة" تقود "الأُمَّة"؛ وكأنَّ الثورتين العربيتين العظيمتين ليستا سوى الدُّخان الكثيف الذي به تُحْجَب "الحقيقة" عن الأبصار والبصائر؛ أمَّا هذه "الحقيقة" فهي سعي "أعداء الأُمَّة"، الذين يتَّخِذون من أهالي درعا وبانياس واللاذقية وحمص وحماة وحلب ودمشق..، مخالب لهم، إلى ضَرْب تلك "القيادة"، التي ترى نفسها "محور الكون"، من الداخل "بعدما حَبُط سعيهم إلى ضربها من الخارج"!

وإنَّه لأمْرٌ لا يمكن فهمه إلاَّ على أنَّه الرَّغبة في الإمعان في إهانة الشعب السوري أنْ يتعمَّد الرئيس بشار الأسد مخاطبته عَبْر "سفارته" لدى هذا الشعب، أي عَبْر "مجلس الشعب" و"الحكومة"، وأنْ يصف ضحاياه (من الشعب الثائر عليه) بأنَّهم "شهداء"، قُتِلوا على أيدي قوى معادية للشعب والرئيس معاً، وأنْ يُضمِّن (وكأنَّه يُزيِّن) حديثه عن "الإصلاح"، الذي يَقْطُر دماً من رأسه حتى أخمص قدمه، ما يَحْسَب أنَّه يَصْلُح لإضحاك مستمعيه، الذين ويلٌ لهم إذا ما تصرَّفوا بما يجعله يَظُن أنْ ليس بالمُضْحِك ما حسبه مُضْحِكاً، فربَّما يرى في تصرُّفهم هذا ما يَصْلُح علامة على أنَّهم معارضون متخفُّون!

وأحسب أنَّ سؤالاً واحداً يستبدُّ بتفكير الرئيس بشار الأسد مُذْ انتزع الشعب الخوف من قلبه ليلقيه في قلب نظام الحكم؛ وهذا السؤال هو "كيف يَظْهَر لشعبه، وللعالم، على أنَّه، في قوله، وكلامه، وقراره، وتصرُّفه، وفعله، لا يكترث للنار التي تشتعل في أطراف ثوبه؟"؛ وكأنَّ في "الإنكار" من "السِّحر" ما يُمكِّن صاحبه من جعل 1 + 1 = قِرْد!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يُحْظَر التظاهر بموجب -إلغاء الطوارئ-!
- -فِلْمٌ- أصْدَق من -خطاب-!
- لماذا هذه الحملة الظالمة على شاهين؟!
- الأردن وسورية!
- السيِّدة المسالمة.. بأيِّ ذنبٍ أُقيلت؟!
- دكتور بشارة.. يا للأسف!
- -الإصلاح- في سورية بين الوهم والحقيقة!
- الأهمية الثورية ل -الاعتصام-!
- -الدِّين- و-الثورة- في ميزان -الوسطية-
- تقرير -فيلكا إسرائيل-.. كيف يجب أنْ يُفْهَم؟
- التِّيه العربي إذ شرع ينتهي!
- سؤالٌ صالح جعلناه فاسداً!
- الطريقة العربية في الحُكْم!
- خطاب السقوط!
- .. إلاَّ سورية!
- كيف تكون -قذَّافياً- مستتراً
- مواقف -ثورية- لمصلحة القذافي!
- العبور الثوري من -الواقع الافتراضي- إلى -الواقع الحقيقي-!
- مخاطر ما يحدث في البحرين
- إشكالية التدخُّل العسكري الدولي


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - -ورقة التوت- القومية و-العورة الديمقراطية-!