أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - تحريرُ فلسطين والأراضي المحتلة بطريقةٍ تخرقُ الأساطير 10














المزيد.....

تحريرُ فلسطين والأراضي المحتلة بطريقةٍ تخرقُ الأساطير 10


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3340 - 2011 / 4 / 18 - 09:40
المحور: الادب والفن
    


تحريرُ فلسطين والأراضي المحتلة بطريقةٍ تخرقُ الأساطير 10



ستهجم القوات بعد أن يتم توزيع أرتال البهائم على كلِّ الحدود البرية من دول الطوق على اسرائيل، حيث سيكون ما بين كلّ انتحاري وانتحاري خمسة أمتار نحو الأمام ونحو اليسار، وسيكون كل انتحاري مدرّع بدروع مضادة للرصاص ومزوَّد بألغام غير محرّمة دولياً لأننا لا نريد أن نخرق الأعراف الدولية ولا نريد من أية جهة أن تحمِّل بهائمنا مسؤوليات هم بغنى عنها، نريد حرباً شريفة، تصونها الأعراف الدولية! سيتقدم المقاتلون بشكل مستقيم بحسب التدريبات والترويضات التي تمت لهم، سيتقدمون دفعة واحدة على كامل الحدود البرية بما فيها بحيرة طبرية أو أية بحيرات وأنهار خفيفة تأتي في طريقهم، سيدخلون في العمق الاسرائيلي، مركِّزين أن يحافظوا على مسافة خمسة أمتار ما بين مقاتل وآخر، وهكذا سيدخلون العمق الاسرائيلي عبر هجوم مركّز وكثيف، ويبدأ المروّضون بتقديم أوامرهم عن بُعد وعندما يصلون إلى قلب تل أبيب والعمق الاسرائيلي سيتم البدء بالعمليات الانتحارية وأشدِّد على عبارة انتحارية لأنني أريد أن أقود المعركة بطريقة انتحارية خالصة لربما بعض السذج يقول هذه ليست شهادة هذه عمليات انتحارية، فليكن انتحاراً، استشهاداً سيّان، لا فرق عندي، المهم أن نحرر الأرض من جنون الصولجان، سيتم تفجير الألغام التي يحملها كل انتحاري من البهائم عبر جهاز تحكُّم يتحكَّم فيه المروّض عن بعد، بحيث يتم تفجير الانتحاريين الأوائل الذين وصلوا إلى العمق الاسرائيلي ثم يتم تفجير الذين يليهم إلى أن يتم تغطية كافة الأرض المحتلة بالانتحاريين، من المؤكّد أن الكثير من مقاتلينا سيتعرّضون للقصف لكن هذا لا يؤثّر على سير المعركة لأن مهمة المقاتلين أصلاً هي الانتحار، فليقصفوا أقصى ما يستطيعوا، سيقتلون بضعة آلاف، ملايين! .. وسيستمر ملايين آخرين، سيقتحمون المدن والقرى والبراري والغابات، ويبيدون الأخضر واليابس، سيرى الاسرائيليون العجب العجاب، معركة ضارية ولا في عالم الخرافات!

ماذا ستفعل اسرائيل بطائراتها وصواريخها أمام ملايين الانتحاريين، جثث مهيمنة على مساحة الأرض المحتلة، لا تستطيع دبابات العدو ولا مدافعها التقدُّم متراً واحداً، ستجد نفسها محاصرة بجثث الشهداء الانتحاريين، وهكذا ستجد قوات العدو نفسها خائرة القوى أمام هذه الروح الانتحارية، ستشعر اسرائيل بالاحباط والفشل الذريع والهزيمة المريرة، ستجد نفسها على أرضٍ غريبة، غربة الأرض عن السماء، .. سيُقتل من يُقتل، وسيهرب من يهرب، وسيبقى من يبقى، وكل مَن يبقى منهم على قيد الحياة سيجد نفسه محاصراً بملايين الجثث المنتحرة وأخرى في طريقها إلى الانتحار، سيجد الاسرائيلي نفسه مهدداً بالموت المحتّم من خلال تفسُّخات انتحاريينا الأشاوس فهم أشاوس حتى بعد انتحارهم، سيجد نفسه أن لا ملاذ له سوى البحر المتاخم للأرض المحتلة، سنترك له البحر مفتوحاً على مصراعيه، سيطلب النجدة من قوات دولية سيهرب في جلده نحو شواطئ أوروبا، نحو البلاد التي جاء منها، تاركاً جِمالنا وبغالنا وحميرنا في حال سبيلهم يستمتعون بانتحارهم واستشهادهم الراقي!

ستتدخل قوات الطوارئ الدولية ومنظمات وقوات غربية لانقاذ الموقف لكنني سأعطي أوامري بالهجوم المباغت، والانزال الجوي، سأجعل من الأرض المحتلة أرضاً مشاعة لدوابنا وبهائمنا التي انتحرت فوق تراب الوطن، وهكذا كلما تتدخَّل قوى ما ستجد نفسها محاصرة بملايين الانتحاريين، ستهرب من تفسُّخات جثث شهدائنا الأبطال، ستهز المعركة صولجانات الغرب، سيندهش الزعماء العرب من جبروت بهائمنا، سيتساءلون بشيء من الدَّهشة، كيف فاتنا كلّ هذه السنوات أن نحرِّر الأرض المغتصبة ولدينا كل هذه القوى الضارية؟ ستملأ نشرات الأخبار مساحات الصحف على مستوى الكون، سيندهش الغربي والشرقي والشمالي والجنوبي من كيفية التحرير!

سيقلق الغرب من حميرنا وبغالنا وجِمالنا وسترتفع قيمة بهائمنا ومَن يصونها ويروِّضها ويقودها، سيعترف بعدئذ العالم كله أننا قادرين على تحرير الأرض المحتلة بجدارة، لأن لدينا قوة تستطيع أن تزلزل الجبال، وسيعرف العالم كله أن لغة الحوار مع بغال آخر زمن لا تفيد، لهذا لا بد من إيجاد لغة بغليّة أكثر شراسة من بغالهم، تحاربهم باللغة البغلية التي فرضوها علينا منذ عقود من الزمان، آنذاك سيدركون أن لغةَ البغالِ تختلف من بغلٍ إلى آخر، سيهزُّون رؤوسهم، محتارين ومطأطئين، سيتساءلون باِندهاشٍ كبير، مَن هو هذا الذي خطر على باله أن يلملم كل هذه البهائم ويسلِّطها علينا بطريقة عجائبية، تفوق قصص الجنِّ والأساطير؟ عندئذ سأنهضُ من حلمي وأقهقه على مدى براري الشرق، وعلى مساحات غربتي ونشوة الانتصار تضيء ليلتي، ثم سأكتب تحذيراً، إلى مخرجي هوليود وبقاع الكون إياكم أن تسرقوا فكرتي وتحوِّلونها إلى فيلم سينمائي من دون اذني وإلا سأسلِّط عليكم جِمالي وبغالي، عندها سيتذكَّرون جيّداً أننا أوَّل من كتب الأساطير وآخر من يحرَّرُ الأرض بطريقةٍ متعانقة مع عالمِ الأساطير!


ستوكهولم: 19. 7 . 2006
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
http://www.sabriyousef.com




#صبري_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحريرُ فلسطين والأراضي المحتلة بطريقةٍ تخرقُ الأساطير 9
- تحريرُ فلسطين والأراضي المحتلة بطريقةٍ تخرقُ الأساطير 8
- تحريرُ فلسطين والأراضي المحتلة بطريقةٍ تخرقُ الأساطير7
- تحريرُ فلسطين والأراضي المحتلة بطريقةٍ تخرقُ الأساطير 6
- تحريرُ فلسطين والأراضي المحتلة بطريقةٍ تخرقُ الأساطير4
- تحريرُ فلسطين والأراضي المحتلة بطريقةٍ تخرقُ الأساطير 3
- تحريرُ فلسطين والأراضي المحتلة بطريقةٍ تخرقُ الأساطير 5
- تحريرُ فلسطين والأراضي المحتلة بطريقةٍ تخرقُ الأساطير 1
- تحريرُ فلسطين والأراضي المحتلة بطريقةٍ تخرقُ الأساطير 2
- ترتِّلُ لأمواجِ البحرِ ترتيلةَ العيدِ 46
- بوح شفيف يصبّ في الذَّاكرة البعيدة
- زهرةٌ مسترخية بينَ ربوعِ الأقاحي!
- ننثرُ السنابلَ فوقَ خدودِ المروجِ 45
- تأمُّلات متعانقة مع تجلِّياتِ الخيالِ
- تعالي نزرعُ رحيقَ الخيرِ 44
- وجعٌ يتنامى في سماءِ حلقي!
- من فصيلة البحر
- أكتبُ شعراً من لجينِ البحرِ 43
- أزرعَ وردةً من لونِ الصَّفاءِ 42
- تهدّلَتْ أجنحةُ بابل 41


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - تحريرُ فلسطين والأراضي المحتلة بطريقةٍ تخرقُ الأساطير 10