أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احمد اسكندر - ثورة بلا ثوريين














المزيد.....

ثورة بلا ثوريين


احمد اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 3340 - 2011 / 4 / 18 - 04:36
المحور: كتابات ساخرة
    


عندما يتم إعتراض خط مجرى الماء فإنه يرجع للوراء ويأخذ نوافذ جانبية ؛ كذلك التاريخ فبمجرد الإعتراض على حركته وسيرورته وتطوره الميتافزيقي ،فإنه يستدعي الماضي كزمن بديل لواقع مهمل.
تمر الثورة المصرية الأن بحالة مضايقات وإعتراضات لمجراها الطبيعي ،وتكاد تعانى من أزمة مخلصين لها .ربما يرجع هذا إلى عدم الدراية الحقيقيةبنعى ومغزى والثوارات ،فالتاريخ يعلمنا أن الثوارات أنها دائما عملية نفي لما هو موجود وقائم والتطلع إلى ما هو مرغوب .ولو تتبعنا تاريخ الثوارات وشعوبها نجد أن أى ثورة تمر بثلاثة مراحل جوهرية متتابعة :-
1-مرحلة التفكيك 2- مرحلة التأسيس 3- مرحلة الإختيار من بدائل

هذه المراحل دوما متتالية ولاتعرف الثوارات معنى للقفـز أوالتخطي.
هنا السؤال ؛ إلى أي مدى أخذت الثورة المصرية هذا الطابع المرحلي؟!
الأجابة بالقطع سلبية ؛ لم يحدث إلى الأن تفكيك لبنية مصر ما قبل الثورة بشتى جوانبها السياسية والاقتصادية والأجتماعية والثقافية حتى الأمنية والعسكرية. سياسيا لم نرى أي تصور أو نية لتغيير سياسي جاد ؛ فالجيش دوما ينقل ولا يغيّر ؛ ليست أزمة مجلس عسكري وحده ولكن المشكل الرئيسي في النخب والقوى والجماعات والتيارات السياسية من المفترض أنها ثورية . فكما ذكر الاستاذ هيكل هى مشكلة طلب وضغط من قبل تلك القوى التي إكتفت بالمسايرة والقبول بإجراءات أبعد ماتكون شبه ثورية ؛ وتناست أن الثوارات تملك بيدها المطلق وليس
الإحتكام إلى بدائل تأتى من خارج سياق الثورة.
أما على المنحى الإجتماعي ؛ لم تدع لنا أي فرصة لغزو التابو الإجتماعي الذي لاحق البنية المصرية منذ عقود والذي يؤهلنا للتعرف على طبيعة منْ الموجه إليهم القرار السياسي وماذا لديهم وبما يطمحون ؛ لو تجاهلنا الواقع الإجتماعي فأننا سنصدّر هذا الوضع إلى المستقبل بكل كوارثه ؛ وهذا هو الوقت المناسب لفتح الصندوق الأسود _على وصف هيكل_ قبل أن ينفجر لاحقا . وهناك حقائق إقتصادية وتفاوت طبقى ومالى رهيب كان محرك أساسي للإنفجار المصري ضد النظام المخلوع ؛ حتى الأن لم نعرف ماذا لدينا من أمكانات إقتصادية وما طبيعة وحقيقة ومستقبل الحالة الإقتصادية المصرية . لدينا واقع ثقافي مزيف ومدجن بالتناقضات والتشوهات ؛ حالة أمية بنوعيها الأبجدي والمعرفي ،يجب أن نثور على البنيوية الثقافية المصرية التى أعطت شرعية وقبولا لأنظمة بطريركية ظلت في الخريف ولكنها تربعنت
(من الربيع) على كاهل شعوبها ؛ ويصف خيري منصور تلك الحالة بقوله " ، ما تقتضيه ثقافة العصيان على القطعنة وموروث الامتثالية والتقريد هو اعادة النظر في مناهج تدريس ملغومة بالتعقيم والتدجين، وثمة حكايات توارثناها جيلا بعد جيل علينا اعادة النظر فيها" . لم يكن الطغيان جملة معترضة في كتاب بقدر ما كان المتن ذاته . فيجب أن تعي الشعوب أنها كانت تحي حياة القبور . هناك حقائق أمنية مليئة بالمتاهات ومعطيات إستراتيجية وعسكرية مليئة بالإستفاهامات ،حقائق تحالفات وصراعات ؛ هناك حقائق تاريخ مزيف ومدجن بإلهامات الحكام ونخب البلاط.

إن الوضع الأن - كما يصف منصور- "هو محاولة اشبه بكشط بثور متقيحة ودمامل على الجلد، وتبقى الجرثومة التي تسببت في هذا الوباء هاجعة في الدم.مسلمات دينية متواطئة تحيى ما قبل الحداثة ،ويقين مدجج بالمسلمات؛ وما لم نعد الى اول السطر لفحص التربويات السائدة التي غذت الفهلوية والانتهازية وبالتالي عوامل الإفساد فإن المعالجات سوف تبقى خارجية وأشبه بجرعات تخدير موضعي للوعي."

هذه الملفات يجب ان تُفتح الان وفي حالة حوار وطنى شامل ؛وليس في مرحلة صراع سياسي او مرحلة الرؤية الحزبية الواحدة .ما نراه الأن ما هو إلا تهافت وتصارع القوى والنحب السياسية والأيدلوجية على مرحلة التنافس والصراع والجدل السياسي ؛ وتناسوا أنهم بحاجة إلى ثورة ذاتية بداخلهم لانهم يجرجرون ذيول ملطخة بممارسات ومباركات النظام البائد ويحملون عقلية-وليس عقل- (الرضا بالفتات خير من الشتات) .وتناسوا أنهم لم يكن ليستطيعوا أن يغيروا في قرار تشريعي واحد قبل الثورة فهم في حاجة لغزو الصندوق الأسود لديهم ؛ ولتعلم تلك القوى والتيارات أنها نجت من الغرق في مستنقعات النظام السابق من خلال قوارب الثورة وشبابها .

الوضع الأن أشبه بمصارعة دون حلبة ؛ ليس لدى تلك النخب النية أو الامكانية لبناء الحلبة ، وليس لدى الجمهور ما يؤهله لإرساء قواعدها . اذا لم ندخل في فترة انتقالية حقيقية ؛سندخل في جدل سياسي حول هوية الفترة القادمة وبالتالى ستضيع الثورة حتما.

ما يحدث الأن تجاوز لماهية الثورة ومحاولة القفز عليها وعلى مراحلها وعلى حقيقة بنيتها التكاملية . هنا أستعين بتساؤل كاتبنا الكبير خيري منصور ؛ متى ستعاد النقاط الضالة إلى هذه الحروف المبهمة ؟!!

إن صنع المستقبل لا يجيء بالقفز أو الأنفجار ، لكنه يأتى بثوريين حقيقيين.
ما يراودنا الأن حقا ؛ هو ثـورة بلا ثوريـيـن...!!!!



#احمد_اسكندر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البنيوية في الثورة المصرية


المزيد.....




- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احمد اسكندر - ثورة بلا ثوريين