أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - فليحة حسن - شوارعنا وتكريس الحزن














المزيد.....

شوارعنا وتكريس الحزن


فليحة حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3339 - 2011 / 4 / 17 - 19:56
المحور: اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
    



وأنت تتجول في الشوارع الرئيسة أو الفرعية من مدن العراق على حد سواء تصادفك ظاهرة غريبة استحدثت بعد عام ألفين وثلاثة هذه الظاهرة متمثلة بتعليق صور الراحلين فيها،
فلا يكاد يخلو عمود في شارع من صورة قد تم تعليقها فيه حتى باتت تترأى للسائرين وكأنها شواهد قبور،
فقبل هذا العام كان ذوو الشهداء والموتى يكتفون بتعليق يافطات سود تخط عليها أسماء الراحلين وتواريخ رحيلهم وأيام إقامة مراسيم العزاء عليهم ،وكثيراً ما ترفع هذه اليافطات السود بعد مرور عشرة أيام أو قد تزيد تلك المدة الى الأربعين يوماً ،
لكن الذي يحدث هذه الأيام إن الناس لم يكتفوا بتعليق تلك اليافطات كشواهد ودلائل على الحزن، بل سعوا الى تكريس الحزن بإبقاء صور الموتى معلقة في الشوارع وكلما تآكلت تلك الصور بسبب عوامل البيئة من أمطار أو حرارة أو برد أو عواصف سعوا بكل جهد ادخروه الى تجديدها واضعين تحتها عبارات من مثل الشهيد السعيد والشهيد البطل أو كتابة بعض المقطعات الشعرية التي ترثي ذلك الفقيد وتتغنى بمواقفه ، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تعداه الى أن وضعت تلك الصور في مداخل دوائر الدولة والسيطرات وساحات لعب كرة القدم وحتى المتنزهات والحدائق العامة ،
ولكم أن تتصوروا حال الداخل الى تلك الأماكن بعد ملاقاته لصورة ميت أو أكثر وأين ومتى سينسى حزنه والأخير يزاحمه حتى على أماكن الراحة والاستجمام ؛
فمن الجميل أن نحترم ذكرى من رحلوا ونكن لهم الود ، ولكن أليس من الأجمل أن نعيش نحن أيضاً حياة تحمل قليلاً من الفرح بدل أن نكرس حياتنا لذرف دموع الحزن الدائم والتأوه على الراحلين ؟؛
ومتى نكتفي من تكرار الحزن والسعي الى المحافظة عليه وكأنه ارثنا الوحيد دوناً عن الشعوب الأخرى ؟؛
وِلمَ دوماً نعتني به وكأنه طفل رضيع لابد من رعايته كي يتواصل في النمو؟
وإذا كنا قد مللنا الحروب وتناسلها وسيل الدماء التي مازالت تنزُّ منها ، فلمَ نخنق أنفسنا بدوائر السواد ونكحل عيوننا كل يوم بملامح الموتى ؟؛
وإذا كان الله قد حبانا بنعمة نسيان الحزن من اجل استمرار الحياة وتواصلها فلماذا نسعى لمخالفة تلك النعمة بالعمل على تذكيرنا به خصوصا وإننا ميت يودع ميت ليس أكثر؟؛
فالسائر في شوارع مدننا ينتابه شعور إن الأحياء يعتنون بموتاهم أكثر مما يعتنون بأبنائهم ،
إلا يجدر بنا مثلا أن نعلق في شوارعنا صور زهور جميلة ووجوه أطفال مبتسمة ترنو لمستقبل سعيد ؟
ومتى نتصالح مع حياتنا ونحن نسعى بخطى حثيثة الى إنهائها متخذين من الحزن طريقا لذلك
أيها الموتى سلاماً
لتحفروا ذكراكم في قلوبنا ولتتركوا شوارعنا تتزين بملامح الفرح من اجل القادمين



#فليحة_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العمامة و(البوشية ) لهما الاولوية؛
- شعر
- منهم (مطاية)
- بعيدا عن التهميش ، محاولة للسطوع
- قصيدة ذكرى
- إغفاءة على هدب عينيها
- الى الآخر الذي لن يسكنني أبدا
- الى محمود درويش حيا
- (حزينيا أو نقص في كريات الفرح)
- قصائد قصيرة
- قصة
- الرفض في بيت الطاعة
- ليس من حقك أن أتلاشى
- احتراقات


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين وسفينة إسرائي ...
- وزير الخارجية الأيرلندي يصل الأردن ويؤكد أن -الاعتراف بفلسطي ...
- سحب الغبار الحمراء التي غطت اليونان تنقشع تدريجيًا
- نواب كويتيون يعربون عن استيائهم من تأخر بلادهم عن فرص تنموية ...
- سانشيز يدرس تقديم استقالته على إثر اتهام زوجته باستغلال النف ...
- خبير بريطاني: الغرب قلق من تردي وضع الجيش الأوكراني تحت قياد ...
- إعلام عبري: مجلس الحرب الإسرائيلي سيبحث بشكل فوري موعد الدخو ...
- حماس: إسرائيل لم تحرر من عاد من أسراها بالقوة وإنما بالمفاوض ...
- بايدن يوعز بتخصيص 145 مليون دولار من المساعدات لأوكرانيا عبر ...
- فرنسا.. باريس تعلن منطقة حظر جوي لحماية حفل افتتاح دورة الأل ...


المزيد.....

- الفساد السياسي والأداء الإداري : دراسة في جدلية العلاقة / سالم سليمان
- تحليل عددى عن الحوار المتمدن في عامه الثاني / عصام البغدادي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - فليحة حسن - شوارعنا وتكريس الحزن