أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فلورنس غزلان - الراعي الكذاب














المزيد.....

الراعي الكذاب


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 3339 - 2011 / 4 / 17 - 15:20
المحور: الادب والفن
    


الراعي الكذاب .
إهداء لشباب الثورة السورية..أخص بينهم أهلي" شباب حوران".
يامن تمسك الفخ بلسانك وتحمل الشوك في حروفك..مستلهماً وحي اقتناص اللحظة من مفارقة التاريخ واعوجاج الأفق حين غمر الطرقات بوحل نامت فيها الأقدار ولم تنهض إلا بعد أن أكل الذباب مآقي الصغار.
لاتعتقد أن الظلام يمكنه أن يحميك من ضوء الحقيقة، ولا تنام بجفون مغلقة على جنون استفاق حتماً بعد أن أطلق مَن خدَّرتهم عقوداً سهام اللغة من جديد، وأعادوا لياسمين الشام ...بعضاً من عبقه، ولزنابق الحدائق نسيم ربيعٍ هرب من درب الفصول فوق هذي البلاد.
أيها الراعي الكذاب جئت بثوب أهل القرية متلبساً معجزةَ مَن يعرف أجوبةً على أسئلةِ حروبنا...وعلى حاجات بيوتنا..كيف أمَّنا جانبك ردحاً من زمن تمكنت فيه ذئابك من اقتناص سهوتنا والانقضاض على ثروتنا؟!.
هاقد عادت المدن من غيبتها تنثر عشقها وقصائدها أرجوانية اللون فوق ساحات الحرية..تمسك بتلابيب القواقع المتآكلة في كهوف الزمن العربي الرديء، وتلقي بها إلى أتون نارٍ اتقدت منذ فجر قريب..لن يخفت وهجها إلا بعد أن تحطم أساطير العبودية والعبيد.
يغزل الشارع أنشودة تميت الموت أمام" إصرار الجمعة وعيد الجلاء"، حين تصهل خيولاً لاتعرف سوى الهضاب والسهول ساحة لحريتها، يمتطيها فتية رشوا الملح على جراحهم، وصاغوا من لغة الصدق سهاماً تقتل كذب الراعي في صدره، وتعيد له بضاعته خاسرة في سوق نخاسة بناها ..وهاهو يجني ثمارها حنظلاً من ماء يحاصر ليله ونهاره..
أيها الراعي ..يامن احترفت الجري أمام الذئب الكاسر على حدود" مجدل شمس ومسعدة"..وفوق اللاذقية ودير الزور...وحولته إلى برقٍ يمنع ويصد هجوم السَّحَرَّة ..لم يعد سحرك يُضحك الأطفال في الأحياء البائسة، لأنهم اكتشفوا أن بريقه مجرد ألعاباً نارية تختفي مع انبثاق خيوط الشمس..
لقد كبر الفتية وتمردوا على سحرك المذاب في الطعام المُر..لأنه أردى رفاقهم..فاعتزلوا شرابك القاتل..وقرروا أن يبنوا كواكبهم بأنفسهم..لأنهم عشاق أرض، عشاق ملح لبحر بانياس وطمي لبردى واليرموك..
دماء الضحايا في حروب الراعي " الدونكوشيتية"..رفضت قيوده ، وأخرجت من صدورها زفيراً يُنشد الغيوم والشمس..ينشد الفرح والضوء..لم تمر عليها غواياتك ،ولا الغبار المفتعل من سنابك بغالٍ جهدت أن تبدو فرساً عربية أصيلة!..
دماء الضحايا نطقت وأوصت بالخطو نحو نقطة الضوء البعيدة..فوق حدود المدن المتآخية ، فقد خرجت من عصر الصمت لعصر شريان يقفز من القلب إلى الفضاء.. يعبر الممرات والساحات ويصيح بوحدة الدم وقوة الاحتمال..
هجرت المدن جراحها..وراحت تصهل في يقين يخرج من حديد السلاسل..كَبُرت بأيام ونضجت بشهر..صار عمرها دهر.. يميز بين القهر والفجر، بين العهر والطهر..
لاتحتاج لغة الفتية إلى مترجم..لأنهم يلهجون بلغتهم الأم..فقط هذا الراعي وصحبه من الحملان..الشاردة..من لايفهم لغتهم..فقد انكشفت عورته..لأنه غريبٌ.. غريب عنا ..عن الأرض..عن سكان البلاد..عن جياد لايستطيع أن يمتطيها..غريب عن بلاد..لم يقرأ تاريخها..لايفهم نبض قلبها..لم يدرك معنى وجودها ولا مقصدها..فقرروا إعفاءه من مهمة لايجدر به أن يتسلمها..فلا تسمح البلاد للغرباء..بالقيادة..لاتسمح الفتية للغريب..أن يسطو على مزارعهم وبساتينهم..أن تنكشف عليه نساءهم..أن يبحر من شواطئهم إلا نحو مصيره المجهول..
ــ باريس يوم الجلاء 17/04/2011



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيلم سوري رديء
- زهرة من دم
- سوريا بين الأمس واليوم
- المدن السورية تعلن القيامة
- إلى درعا الحرة- سيدي بو زيد السورية-
- امنعوا انتصار الاستبداد، امنعوا الطاغية من قتل شعبه.
- (غرغرينا ) النظام السوري
- ظاهرة تراجيديا الاستثناء في شخصيات الزعماء
- أوراق اعتماد ( سيف الإسلام) للشعب الليبي، والتشابه مع أوراق ...
- إلى الرئيس السوري- بشار الأسد-...الزلازل تصيب المناطق، التي ...
- بين ديموقراطية - إسرائيل - وبعبع الأخوان المسلمين!
- إعداد سيناريو لإخراج مبارك - بكرامة-، ماذا عن كرامة 85 مليون ...
- رحيل الطغاة العرب
- مفتاح الذاكرة السورية( شبابها).
- مَن يجرؤ في حزب البعث السوري على بروستورويكا، تُغير قبل أن ي ...
- فرح ثورة الياسمين وعطرها النافذ
- أين يكمن البلاء، في زعمائنا المرضى أم نحن البلهاء؟
- كنا نريد رمي اليهود في البحر، الآن نرسل بمسيحيي بلادنا إلى ا ...
- أيتام على مائدة اللئام
- غصون الميلاد


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فلورنس غزلان - الراعي الكذاب