أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - زاهد عزت حرش - ما بين ال هنا وال هناك














المزيد.....

ما بين ال هنا وال هناك


زاهد عزت حرش
(Zahed Ezzt Harash)


الحوار المتمدن-العدد: 3339 - 2011 / 4 / 17 - 15:19
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في سياق الأحداث المتلاحقة في الوطن العربي، والمستجدات المتغيرة ما بين يوم وآخر.. وفي خضم موجات التنظير الإعلامي الهاجم علينا من كل ناحية.. خطر ببالي القيام بمقارنة لحيثيات واقعنا هنا، العرب الفلسطينيون في إسرائيل.. وواقع الجماهير العربية في أوطانها هناك، خاصة وأن في بعض من هذه البلدان، والتي بدت أكثرها استقرارًا وسكينة، تفجرت ثورات شعبية أطاحت بالنخب المستبدة الحاكمة.. وأن شيئًا مما كنا نحسبه ذلاً وتخاذلاً، ينقلب إلى بركانًا يلهب الأرض ويزعزع عروش سلاطين الجمهوريات "الديمقراطية"، ويسحق في سيله، في بعض الأحيان، قليلاً من الأخضر وكثيرًا من اليابس. فهل ستهب هذه الرياح الثورية، لتشمل واقعنا الفلسطيني هنا أيضًا..؟ أم أن واقعنا و"قياداتنا" الحزبية السياسية في مأمن عن ذلك، لأنها لم تصل إلى سدة الحكم والسلطنة؟!

وبداية أقر وأقول، ما أشبه أل هنا بال هناك. فمجرد سلطة محلية لقرية من قرانا، أو مجلس بلدي، يتحول أصحاب السلطة فيه إلى الحاكمون "بأمر الله"، وتتحول المجالس تحت أمرتهم إلى "شركة خاصة" يصول ويجول رئيسها وحاشيته فيها كما يشاءون، فيتم التوظيف وصرف الأموال العامة بما يخدم مصالحهم ويضاعف ثروتهم، هذا على الصعيد الاقتصادي، كما يعزز مركزهم وسطوتهم بين الناس على الصعيد الاجتماعي.. وكأنهم حكام لدولة ذات سيادة، ولو لا أن بلادنا تحتكم في شيء من واقعها إلى نظام ومؤسسات، لكانت هذه "القيادات"، أو هؤلاء الزعماء باعوا واشتروا البلاد دون رادع أو وازع من ضمير!!

وما هذه الحالة هنا إلا شكلاً من أشكال السلطة المنتشرة هناك، في بقاع هذه الوطني العربي "الممتد من البحر إلى البحر.. سجون متلاصقة.. سجان يمسك سجان" مظفر النواب. فكيف بسلاطين مجالسنا وبلداتنا هنا، لو أنهم استطاعوا أن يملكوا ما يملكه سلاطين وحكام العرب هناك.. أما كانوا سيصنعون هؤلاء هنا أكثر مما صنعه أولئك هناك؟!!

وعلى الصعيد الكلي هنا.. ففي أروقة الأحزاب "السياسية"، أو القبلية حقًا.. القائمة على أسس دينية أو عشائرية، تحت شعارات تحمل كافة الصيغ الديمقراطية والوطنية والحرية.. وهي في واقعها أبعد ما تكون عن تلك الشعارات.. فأنها في سياق عملها اليومي "ونضالها" الموسمي، ما هي إلا صورة واحدة لوجه آخر لنفس العملة. فالنائب العربي، أي عضو البرلمان، الكنيست، هنا.. هو رئيس الحزب، والقائد العام، والمنظر، والمفتي، وصاحب القول الفصل وسيد القرار.. وهو صاحب الخبر الأول في الصحيفة.. وفي موقع الحزب على الشبكة "يعني الانترنت".. وهو لا يزور مكان الكوارث، من هدم بيوت ومجازر، إلا ببذلته وربطة عنقه.. ولا يتحدث إلى القوم إلا إذا أيقن أن المصفقون له قد حضروا قبل حضوره.. وأيضًا هو لا يتحرك إلا وحاشية من أمامه ومن وراءه ومن حوله.. أفلا يذكرنا ذلك بما يقوم به سلاطين الحكم في الدول العربية هناك؟!

أعجب أننا في "واحة الديمقراطية" هنا.. والتي سمحت لنا بمزاولة حق الانتخاب، و"تقرير المصير" محليًا.. أنه ما زالت تعشش في مكنوناتنا الذاتية نفس الأساليب التي يعيش عليها الناس في بلاد الظلم العسكري هناك!! وأنه على الرغم مما نملكه من "مساحة" للتعبير عن الرأي، وحرية اختيار ممثلينا وقادتنا، رغم العنصرية المؤسساتية والسياسة المنهجية التي تمارسها الدولة ضدنا.. فأنه ما زال يصل إلى هذه المناصب من يقدمون مصالحهم على المصلحة العامة.. إلا نزر يسير منهم، هو من حاول قدر المستطاع، أن يوازي بين ما له وما عليه.. فيما أن معظمهم لم يصلوا بعد إلى سدة الحكم والسيطرة.. فكيف أن وصلوا إلى ما وصل إليه الحكام العرب هناك!!

ما يقلقني.. أن في واقعنا هنا، ولأننا لا نحكُم. أو قُل لم ولن نصل إلى سدة السلطة التنفيذية بأي شكل من الأشكال.. على الأقل في المدى المنظور! فأن الناس هنا لا يفكرون بالثورة.. أو أن رياح الثورة المتفجرة هناك لن تغريهم هنا، وأخشى أن ما يجري هناك على امتداد الوطن العربي، لن يحرك هنا فيهم تلك النزعة الثورة الداعية إلى التغيير وقلب موازين المعادلة، والعمل على أن يصل إلى سلطة مجالسنا المحلية، قيادات تمثل الأكثرية الساحقة من الجماهير.. والتي بإمكانها أن تعمل على خدمة المصالح العامة لكل الناس، اعتمادًا على الصدق والمصداقية.. لا على المزايدة والعائلية الحزبية القبلية!!. وأن يصل نوابًا ممن يمثلون الناس حقيقة، لكونهم أهل لذلك، على أن يحملوا قضايا الناس الحياتية واليومية، لا السياسية البرغاماتية فقط. نحن نحتاج إلى ثورة هنا.. كما يحتاج الوطن العربي إلى وابل من الثورات بعد الثورات هناك!



#زاهد_عزت_حرش (هاشتاغ)       Zahed_Ezzt_Harash#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اغتيال جوليانو رصاصة في جبين فلسطين
- الى جنين.. رغم أنف الغاصبين
- إسماعيل شموط.. ربيع يتجدد كل عام
- انفلونزا الحمير
- بلاغ الى الرفيق لينين
- الزَعِيّم
- مِيلاّ بَلدِيه
- السلم الاجتماعي .. وتقاسم الغنائم
- تعشبقي فوقي
- كلمة إلى ابنتي الغالية
- صيامًا مباركًا يا دكتور أبو عمر
- رسالة ذكريات الى امرأة فاتنه
- ضيعان تاريخيك واسمك يا بلد
- جائزة اسماعيل شكوط.. لاسم لا يموت
- غزة 2009
- يا خسارة الايام
- صوت المعاقون العرب في الانتخابات المحلية
- حول ما جاء في رواية -بحث- للكاتبة مليحة مسلماني
- تشكيل بطعم الارض
- منارات خافتة


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - زاهد عزت حرش - ما بين ال هنا وال هناك