أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - مجنون دبّ حجر في بير














المزيد.....

مجنون دبّ حجر في بير


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 3339 - 2011 / 4 / 17 - 09:47
المحور: القضية الفلسطينية
    


جميل السلحوت:
بدون مؤاخذة-
مجنون دبّ حجر في بير
خلال أقل من شهر وقعت جريمتان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، واحدة في مخيم جنين تمثلت بقتل الفلسطيني جوليانو صليبا خميس، والثانية في قطاع غزة تمثلت بقتل الايطالي فيتوريو اريغوني عضو حركة التضامن مع الشعب الفلسطيني، وكلا الجريمتين تمثلان وصمة عار بحق شعبنا، وبنضالاته وصموده أمام قوى الشر الاحتلالي، ان ثبت أن القتله من ابناء شعبنا، وان كان القتلة من جهات معادية فبالتأكيد فانها تسعى الى تشويه شعبنا ونضالاته، ومن هنا تنبع أهمية متابعة الجريمتين حتى معرفة القتلة وتقديمهم للقضاء حتى ينالوا العقاب الذي يستحقون، فجوليانو خميس الفنان المرهف الاحساس والذي تربى في بيت معاد للاحتلال، وفاعل في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، حيث كان والداه عضوين في المكتب السياسي للحزب الشيوعي الاسرائيلي، المناهض للصهيونية وللاحتلال، ووالده الراحل صليبا خميس أحد مهندسي يوم الأرض في 30آذار 1976، والصحفي الذي تصدى للدفاع عن حقوق أبناء شعبه الذين بقوا على تراب وطنهم في نكبة العام 1948 وتعرضوا لسياسة التمييز والقهر القومي والطبقي، لا يحتاج للتعريف، فكتاباته في صحيفة الاتحاد الحيفاوية وفي مجلة الجديد شهادة لتاريخ الرجل، وجاء ابنه جوليانو الذي درس المسرح والاخراج المسرحي ليتضامن مع أبناء مخيم جنين بعد المذابح التي تعرض لها المخيم عند اجتياحه في العام 2002، احتضن أبناء المخيم وأطفاله، واحتضنه أهل المخيم واعتبروه واحدا منهم، وجاءت رصاصة حاقدة وعمياء لتنهي حياته على أرض المخيم، فاعذرنا يا جوليانو على الجريمة ان كان مرتكبها من أبناء شعبنا، وليعذرنا والداك أيضا، فقد أحزننا رحيلك بهذه الطريقة المأساوية بغض النظر عن هوية القاتل الذي يستحق أقسى العقوبات.
أما المتضامن الايطالي اريغوني الذي جاء متضامنا مع شعبنا في قطاع غزة، الذي يتعرض لحصار جائر قارب الخمس سنوات، فعملية قتله جريمة يندى لها جبين البشرية،أريغوني دفعته انسانيته الى التضامن مع شعب يحاصره مدعو الحفاظ على حقوق الانسان، فهل هذا جزاؤه؟
إن استنكار الفصائل والمؤسسات الفلسطينية لجريمتي القتل يعبر عن موقف الأصالة الفلسطيني الذي يرفض الجريمة، لكنه لن يغسل العار اللاحق بنا إن ثبت أن القتلة من أبناء شعبنا، واذا كنا نعاني من عدم قدرتنا على ايصال قضيتنا العادلة الى الرأي العام العالمي، فان جريمتي القتل هاتين قد زادتنا عمى على عمانا، ومن هنا فانه يجب متابعة هاتين الجريمتين الارهابيتين بجدية متناهية، حتى تنجلي الحقيقة، وحتى ايقاع أقسى العقوبات بالجناة.
ان ممارسات الاحتلال اللاانسانية واللا أخلاقية في الأراضي الفلسطينية، ليست مبررا لردات فعل لا مسؤولة ولا انسانية، فهكذا جرائم ليست من ثقافتنا ولا من أخلاقياتنا، فحياة الانسان مقدسة بغض النظر عن جنسه أو دينه أو لونه، فما بالكم اذا كان نصيرا لنا ومتضامنا لتخفيف المآسي اللاحقة بشعبنا؟ وهل يمكن أن يتحول الضحية الى مجرم؟ فرحماك يا رب...واذا كان "مجنون منا دبّ حجر في بير، فمليون عاقل لن يستطيعوا اخراجه".

17 –نيسان- 2011
مدونة جميل السلحوت: http://www.jamilsalhut.com



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الروائية منصورة عز الدين في القدس
- رواية -وراء الفردوس- وجحيم الواقع
- بيتُ شَعَرٍ في حرم جامعة القدس
- القدس تاريخ حافل
- القدس عنوان حضارتنا
- القدس عاصمة التمدن العربي
- مزين برقان في ندوة اليوم السابع
- العمالة الوافدة تهدد عروبة دول الخليج العربي
- من أدب الرحلات-في لبنان جنة الشرق
- الأبواب المنسية في ندوة مقدسية
- ديكتاتورية القائمين على المؤسسات
- الأرض محور الصراع
- من أدب الرحلات-سوريا
- فوبيا عقلية المؤامرة
- المتوكل طه يطرق الأبواب المنسية
- د. صبحي غوشة والحياة الاجتماعية في القدس
- فوز....تكريم....ورحيل
- لن ينقذ ليبيا إلا الليبيون
- لا لتدمير ليبيا ولا لحكم القذافي
- بين الشيطنة والأنسنة


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - مجنون دبّ حجر في بير