أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي متعب جاسم - كشف الرؤيا وتجليات الفن .نحو قراءة اولية في عالم محمد الصيداوي الشعري















المزيد.....

كشف الرؤيا وتجليات الفن .نحو قراءة اولية في عالم محمد الصيداوي الشعري


علي متعب جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 3340 - 2011 / 4 / 18 - 04:44
المحور: الادب والفن
    


القراءة النقدية هي كشف لاشك . وهي تجربة استنطاقية كشفية لعوالم نصية رسمت حدودها بشكل من الأشكال وأرست قيما فنية من نوع معين .
مهمتي إذن إن اكشف عن الصيداوي شاعرا واتتبع مهيمناته القولية وفقا لرؤيتي النقدية وليس بالضرورة ان اكون موفقا او صائبا اذ ان النقد في تصوري هو دائما ما يفسح او يترك للقول مكانا .
غير اني اصارحكم ان الصيداوي لم يكن بمتناول اليد في كل الاحوال .
فهو وعشرات من اقرانه لم يحظوا بالفسحة النقدية التي تقربهم من عوالم القراء ولذلك اسباب كثيرة سناتي عليها ذات وقفة وربما قريبة .
من زاوية اخرى اكشف عن خلل ربما سيصيب هذه القراءة النقدية . ذاك هو ان ما بين يدي من شعر الشاعر مقطوع عن تاريخه الشعري . انني اقتطعت برهة من الشعر وليس ذلك باختياري طبعا .هذه البرهة هي مرحلة او درجة من درجات تمظهر الوعي الشعري عنده . فاوليات الشاعر ومراحل تكون تجربته وصفائها حتى استقراره على اسلوب وفن مميز لم تتح الي وبالتالي ساتي الصيداوي من منطقة وسطى ارى انها تمثل مرحلة الابداع

التجربة الشعرية ...وعي الذات وحدود العالم

اقترح هذا السؤال مدخلا للحديث عن التجربة الشعرية .هل الوعي الشعري اسبق ظهورا ام الوعي النقدي ؟اقصد بالوعي الشعري نضج التجربة وتفاعلها وجرأتها على شق حجب العالم .واعني بالوعي النقدي تفكيك هذه التجربة ومراقبة تحولاتها ومن ثم صلاحيتها أي مقدار ما تضيف ومقدار ماتنتج .
بهذا التصور تكون التجربة اقتراحات ممكنة من لدن الشاعر وبالوقت ذاته قدرة مكثفة غنية تمثل عالمه لكن من المهم ونحن نتحدث عن التجربة أن نميز بين الشاعر بوصفه إنسانا يقف خارج النص وبينه وهو يتشكل ضمن خارطة نصه .ما يصطلح عليه بعض الباحثين بالذات الشاعرة وذات الشاعر .فالاولى لهاليس وجود واقعي حقيقي خارج النص والثانية وجودها وحياتها في خارج النص.
هذا التوصيف يخدمنا بمراقبة تحولات أنا الشاعر معارضاته تجاوزه و تمرده على اناه وبالتالي صناعة عالمه .بخلق الوعي الضدي وهنا تكمن خطورة الشعر في تصوري يكمن بهاؤه وإشراقه .
فالشعر ليس مهادنا ابدا وحين يهادن فهو يعلن موته
ومراقبة عالم الصيداوي تفضي بنا الى مؤشرين أساسين
الاول وعي الذات تجاه الاخر "الخارجي "
.
فيما يخص الأول .
تشكلت تجربة الصيداوي في مجموعتيه عبرانبثاق الانا الشعرية لتتشكل عبر وعيها في الاخر "الذات "وليس الواقع ومن ثم لتشكله .بمعنى اننا من الممكن ان نحدد ملامح رؤيوية للانا الشعرية عبر اندماجها في الذات الخارجية أي الاخرى والقيام بالمسالة عكسيا أي تشكيل الاخر عبر وعي الانا .وما يسهل علينا هذا التشكيل ان الذات والاخر سيطرا سيطرة مباشرة على امتداد نصوص المجموعتين ما يعني ان الانا الشاعرة لم تجر على نفسها تحولات بل حافظت على هياتها بنسق عمودي وتجنبت الظهور عبراكثر من رؤية وتشكيل . دائما الزم الشاعراناه بالظهور محبا ينتمي الى عوالم سحريةشكلتها هندسة لغوية اقامت نفسها عبر شاشات مكبرة للصورة ذات الطابع التاثيري العاطفي .
بالمجمل سيرورة التجربة باتجاه واحد ما افقد شعرية النص ذلك النوع من التكامل المعرفي الذي يتوحد والشعر .
ان النصوص الشعرية تظهر
الثاني: تركيب الانا الشعرية عبر مقتربات الفن.
تشهد نصوص الصيداوي وعيا فنيا حاول ان يظهر اناه الشعرية من خلاله .والوعي الفني يتمظهر في ابهى تمظهراته عبر تشكيل اللغة تشكيلا ابداعيا افضى الى رسم ابعاد الانا بطابع احيانا سلبي يمثل نكوصها امام واقع اوتوقعات واحيانا ايجابي يظهر قدرتها على التبني والاضافة .
ولنمثل لماسبق .من نص اسميك ماذا

اسميك ماذا
كانك ياصحوة الشاعر المتسكع
فوق غيومك شاطرت منه
التراشق بالبرق في لحظة البدء
انت التي مرغته نوافذ هدبيك
نجما بلون اتقادك في خلسة الخلق
هذي عيونك
قد اطعمتني اللجاجة
شفت مناسكها يوم التقاك
اعترافي اليك نزيفا تشذر
بين عشايا البنفسج والكلمة المستباحة
اسميك ماذا
وكل اسامي اللواتي تشابهن في القتل والخلق انت
وكل العيون التي شايعتني
الوداعة والوجع المتدثر انت
وانت مواسم هذي النبوءات انت
.......
ها النص يتكرر لا من حيث الاداء ونضجه وانما من حيث هذا التسامي في الخطاب الذي يظهر انا الشاعر متوحدا في الغالب مع الاخر .يرسم ملامحه ويعكس صورته بمعزل عن عالم الخليقة .هنا عالم يتشكل عبر الخطاب وحده .هذا العالم اكثر ما فيه ثبوتية الانا واستغراقها بنفي الذات توهجا في الاخر أي الانوجاد من خلاله وبه ولذا يقترب الشاعر من صوفية عرفانية تتخلق . من رؤية اخرى يحدد ملا مح هذا العالم انبثاق اللغة بوصفها مرسلا ومستقبلا بالوقت ذاته .الشاعر يعتني باللغة .اعني تشكيلها .لتكون ضمن تصورات الانا حاملة صورة الاخر ومنتجة صورة الانا بارتداد متعاكس اوعكسي .

سينوغرافيا الشكل"غوايةالشكل,

هناك دائما رؤية تتكون وتتبلور عند الشعراء تبعا لمراحل نضجهم ومستوى الابداع وبالتالي لطبيعة التجربة التي تصوغ عوالمها الاطلاع على التجارب الجديدة للشعراء العالميين ايا كانوا واختيار شكل الكتابة. والاستقرار على نمط معين هو احد اركان تلك الرؤية .
فالصيداوي بما بين ايدينا من من شعره يصوغ تجربته وفق شكلية القصيدة الحرة وهو ما يعني ضمنا ان تحولا حدث عنده اذ لابد انه انتقل من تجربة الشكل العمودي الى الحر ليرتضيه عالما يعي مكنونه الشعري . وما يمكن ان نتوقعه ان التحول الاتي أي ما بعد القصيدة الحرة هو الارتماء في افق القصيدة النثرية بوصفها الشكل الشعري الاكثر حداثة قبل ان يتثاءب الى الولادة شكل شعري احدث اطلق على نفسه او اطلق عليه "الشكل المفتوح او النص المفتوح ". لكن ما حدث مع الصيداوي هو عكس ذلك فهو غادر شكل القصيدة الحرة قفولا الى القصيدة العمودية على شاكلة السياب ما افقده امكانية تطوير الشكل الشعري وانضاج التجربة في مستويات معينة يبيحها الشكل الحر وياباها العمودي واهمها الافادة من تنويع الجمل الإيقاعية التي بداها في مرحلته الحرة وسنشير الى بعضها ومنها ايضا تطوير الرمز وقيادة النص وفق مستوى من البناءات الفنوية التي تتاخى وتتناسب طرديا مع فن الشكل . ولكن تجدر الاشارة الى ان الصيداوي اضاء نصوصه في مجموعة اوليا نخلة مريم باثراءات شعرية تبنت الشكل النثري ما جعل القارئ ازاء نصين يتوازيان في الدلالة "بغض النظر عن الاتساع والعمق " ويتقاطعان في الشكل . فمثلا قوله اثراء نصيا مقدما لنص رقى اوليا"
لن اشك في بلاهات الليل حينما
تسحبني نجومه الى مواقد ثلوجك
المشتعلة بالالوان
او مثلا
لاشيء اكثر بلادة من الحجر الا الذاكرة ياحبيبتي"
هذه الاثراءات تؤشر مستوى متعاليا من التعامل مع اللغة استثمرت من لدن الشاعر في نصوصه السابقة واللاحقة وسنبين شيئا منها .
وما يلاحظ ايضا ان افتتاح المجموعة الثانية "اوليا نخلة مريم "بقصيدة عمودية
ياثرة الشفتين بي ضما فمتى فديت سيعصر الكرم
العيش لولا الحب أي سدى كالموت لالون ولا طعم
فوق الهوىاهواك يامراة لاالطيش يدركه ولا الحلم
يؤشر_ واعتذر عن هذا_ رؤية غيرمستقرة فهذه المقطوعة النواسية لاتمهد لتجربة المجموعة لاشكلا ولا مضمونا وبالتالي تشي ان الشاعر للان لم يحسم خياره في الشكل مع ملا حظة ان مايشيع من قول نتداوله نحن مدرسي النقد والادب ان الإبداع لايتحدد بالشكل هو نوع من المجازفة .ذاك ان الشكل يتدخل في صياغة الإبداع أسوة بالتجربة أسوة بتقانات الفن .
اثر الصيداوي الاحتماء وراء الشكل العمودي ولابد من وجود أسباب.
الشكل العمودي وفر له ولغيره إيقاعا عاليا وبناء مرغوبا فيه على المستوى الجماهيري "الخطابي "وقدرة متاحة للفن من خلال اللغة والصورة . ولكن الا يتبادر لنا نحن القراء ان لمضمون التجربة أثرا أيضا في ذلك ؟ فالخروج من عالم أوليا من حلم الى حلم اخر تحت أي مؤثر هو كفيل بذلك .
حين ننتقل الى عالم الشاعر بمفرداته وتكويناته الأخرى من كوة النقد ومن خلال هاتين المجموعتين ياخذنا الشاعر الى استبطان عالمه الداخلي اجواء من الحلم المخملي الذي يفصح عن انفعال متواصل بالتجربة وتعميق لها ولكن باتجاه واحد ورؤية واحدة .كما ذكرنا
المجموعة الاولى "قراءات في وجه القمر " تشرع بفتح عالم تجربة يؤسس لها في هذه المجموعة ويرمم ويشيد اركانها في مجموعته الثاني "اوليا نخلة مريم " وبالتالي يمكن القول ان كلا المجموعتين يمثلان عالما واحدا ممتدا عبر اكثر من نص ففي نص" قراءة رابعة يرد قوله "ها هي ذي نخلة مريم
تسمق راهبة ويشب مسيح اخر "
ونخلة مريم هي البنية الاستعارية التي ترحلت الى المجموعة الثانية .ما يعني ان الشاعرمتواصل في رسم دقائق تجربته التي انطلقت وبقيت ذات مديات نفسية كما ترد ايضا في اول نص من المجموعة "قراءة اولى "قوله
اه اوليا"ما يدل على ان عالم الشاعر هو كشف فتوني لاوليا الرمز الذي لم يتطور كثيرا .
اوليا كان يمكن للشاعر ان يطور من امكاناتها .اي يجعل منها رمزا بابعاد ومديات كاشفة الا انها لم تكن عائشة البياتي او الزا .هي بقيت أوليا .
هذا الكشف تحدد وفقا لقطبين بقيا يتجاذبانه على امتداد نصوص المجموعتين اللتين يمكن ان نطلق عليهما نصين هما نص "الذكورة " ونص الانوثة".
يقودنا هذا التحديد الى افتراض الآتي ان النص الذكوري يتمراى عبر فرض مهيمنة الفحولة النصية التي تبدو اكثر ما تبدو عكس صورة الانثى عبر ذاكرة الذكر وبالتالي هناك اقصاء لمفهوم الانثى عبر ظهور انا الذكر في انحاء النص ما يترك لنص الانثى التسرب عبر مضايق اللغة .

يقول مثلا :
انك الان تفاحة
لونها الحب
تشتهيها الحياة
في نصه اسميك ماذا . "واعتذر عن اختياره ثانية الا انه يجسد ما اريده بوضوح .
ومن ذاك يعرف غيري
نيازك وجهك من
يستطيع ابتداع طقوس هواك
من يستفز ملامح
هذي الحقول الغريبة
تلك الشطوط المشاعة لي
والقصيدة والبحر والشفق المتلفع بالماء
واللون من لفتة
الثلج الا اشتهائي
.....
فماذا اسميك
هاذي اساريرك اللايراها سواي
تصرخ
هاجئتك الان من اول القيظ
فافتح لي الماءبالتار وسع انحيازي
لكم ادهشتني الجلالة اه
فما عدت اذكر اني انا
وما عدت اذكر من قبل اني
مررت على ساحل الورد او داعبتني البروق
فماذا اسميك
فيا امراة اشعلتني قناديل
زختها باجتيازي اليها
وانت التي سمت الغيم
والعشق واقترحت
نزهة الخمر في الشعر
في رجفة الخصر
وابتكرت لكلينا اغاني البكاء.
متابعة النص بمرموزاته تفصح عن محاولة لكشف عالم الانثى وفق مقترب ذكوري مع ملاحظة ان ما نقصده بعالم الانثى يتنحى عن التركيز على تكبير صورة الجسد فالمراة هنا ليست جسدا وانما انثى الجسد احد تمظهراتها .
عبر قناة الذكورية يتمراى هنا هذا النص فيفترض لنفسه تجربة نفسية انعكست بصراعات بين القدرة والانكفاء على صناعة عالم حلمي دفعه اليه ويدفعه تصور ربما غير مكتمل ولذا كان عنوان نصه "اسميك ماذا "
فاسم الاستفهام "ماذا"ببنيته الاستفهامية يحيل الى افتراض مجموعة من التسميات والتشخيصات غير المستقرة في ذهن الشاعر . هذا النص هو تفكير ذكوري في عالم انثى .
انتقالا الى نص اخر
اه يامراة
طاردني في الليل شفيف مفاتنها
اتعبني غصن لوته الريح
المجنونة حتى اسلمها ثلج رجولته في ورق مزدحم بالنسوة
وتوضا في كف انوثتها
ياقمرا غيبني في عينيه ولما بعد اشم ملامح فتنته
او المس اشجار توهجه
ماذا لو اطفاني كاس جداوله .

نص الانثى يتوهج حضورا مشكلا نصا موازيا للنص الاول ولكن الفارق المهم بين الاثنين ان الاخير يتمراى عبر اللغة بوصفها فتحا انثويا تشي بعلاماتها الدالة على عوالم الانثى ابتداء من مرمزات الفتوني وانتهاء ربما بالمقدس الالهوي الذي ينساح له النص برؤية عرفانية كما في "صلوات في يدي القمر" وغيرها .

في نصه "امراة الفصول "نقرا...
اسلمت روحي لكفيك ادركت اني رفعت لاخمصيك دعائي
فنافرت حزني لوجهك من فرحي
فيك وابتدات بكائي
.......
اذكر انك خلعت عني نوافذ نبعي
واذكر انك اوحيت لي بالمكوث
امامي فيا زخة من عويل البنفسج
اني احبك ملء انهزامي اليك
اشير قبل الانتقال الى تحولات الفن الى ان نمط القصائد في المجموعتين هو نمط بناء القصيدة الغنائية القصيرة ذاك انها جميعها تتوحد في بؤرة شعورية واحدة وتسير في اتجاه واحد كما ان كثيرا من القصائد لاتستنفد قدرتها كاملة للوصول الى نهاية معينة .

فتنة اللغة .
ابهى ما يواجه قارئ المجموعتين هو القدرة المرنة للشاعر في التعامل مع اللغة تعاملا حساسا ولد عنها اشراقات شعرية لماحة ولذا اثرت تسميتها "فتنة اللغة " .
اللغة عند الصيداوي موحية الى حد بعيد ولكنها غير مكثفة والجمع بين الايحاء والانتشار المحدود أي بين الضدين سلوك شعري انعكس على مواضعات اخرى شكلت مميزات اسلوبية ظهرت واضحة في اغلب نصوصه ان لم تكن في جميعها . وساشير الى مميزين سريعا ...

الاول .اللغة المتضادة . اقصد بها ان الشاعر يعمد الى تحقيق فعل تاملي من خلال الالحاح في اظهار شبكة علاقات لغوية تتاصر تركيبيا وتتنافر دلاليا حتى تجمعها مخيلة نشطة .مثلا
"اني اتساقط في خوفي
اقمارا من عينيك
صدعها ضؤ الليل المتسلل من جفنيك "
هذه الشبكة اللغوية اشتغل الشاعر عليها باتجاهين :
الاول . البناء المجازي .المحكم
الانا .اقمار .تتساقط . وقد صدعها ضوء الجفنين .
هذه المفردات تحمل مدلولات موحية ترتبط ببعضها لتصنع صورة يتدخل فيها الشكل "الهيئة "واللون "بشكل واضح . ليس ما اريد هنا بالضبط وانما وهو :
الثاني : ان يلتفت الشاعر الى تحميل هذا البناء المجازي بعدا مضافا يحول ويعمق الصورة فبعد ان ادخل كلمتي "من عينيك "في السطر الاول وكلمة "الليل"في السطر الثاني اضاف للصورة بعدا اخر اذ لايمكن وان قرات بدون هذه الاضافات ان تاتي بالايحاء نفسه . وكنصه

فيا ايها القمر الخزفي الغريب الاليف
المرصع بالماء والنار بالسر والبوح
بالحزن والفرح المنتمي بالطفولة باللانهاية
وكقوله :
تخطيت كل المفاتن بالنار
جاوزت كل النساء الشفيفات بالثلج
امطرت عيني بجمر بروق هواك
فاين مسيل الضياء المصفق
بالطيف من دفقة من هواك

الثاني . صناعة المفارقة .
تعمد بعض النصوص الى الارتكاز شعريا على نمط او اكثر من المفارقة . كقوله مثلا
احث اليك نزيفي احمل عينين للحب اسكرتا غابتي .
فنزيفي تصبح معادلا ل"خطاي " التي يتوقعها القارئ الا انه سرعان ما يهلع لتلقي النص بشكل مغاير
او قوله " "يعرفه الشعراء المنفيون الى خارج انفسهم .


الايقاع النمط وتشكل البنية

يتوازى الفعل الايقاعي للمجموعتين مع نمط التجربة المتاحة للشاعر ولذا فهو يتحدد بحدودها.
فعلى مستوى النمط لاتبتعد النصوص اغلبها عن المتدارك والمتقارب والكامل والهزج والرجز وهي التجربة التي انطلق منها شعراء الرعيل الاول في الشعر الحر . ليس ذاك ما يهم كثير اذا ما تصورنا ان تطويع الايقاع بوصفه العام للتجربة ليشكل لغة قولية ثانية هو المهم . وهذا ما يتحقق اذا اردنا فحصه ومراقبة مستوياته عبر تشكلات تركيبية وتنغيمية متعددة نقف على سمتين :

الاولى :المفارقة الايقاعية :
وهي تنتج عن المفصل الايقاعي اذ يمكن للشاعر ان يدير نصه عبر اكثر من قناة ايقاعية
اه اوليا فاعلن فاعل
لعينيك يا قمرا شاقني دفق احزانه... فعولن فعولن .....فعو
حين اغمض في خلسة وجعي المستريب فاعلن .... فعو
واشعل زيتونه بانطفائي
نلاحظ حين نصل السطر الثاني بالثالث ينتظم النص من بحر المتقارب . هذا النظام الايقاعي
ينتج من المسافة المتوقعة ابتعادا او اقترابا بين الجملتين اللغوية والايقاعية .اي احداث نوع من الشد حين تنتهي الجملة تركيبيا ولكنها تستمر ايقاعيا والعكس .ونقطة التقاطع بين الجملتين تولد ايقاعاعا مضافا .
الثانية :التدوير .
التدوير في ظني ليس سمة ايقاعية فحسب . هو قيمة دلالية تسهم في استبصار النص وتشي بمنظومته بالوقت ذاته .وقد التفت اليه الشعراء المعاصرون منذ خليل الخوري وبعده السياب وصولا الى حسب الشيخ جعفر وغيره . راى فيه البعض تقنية شعرية ويمكن ذلك جدا لكن ما اراه عند الصيداوي على كثرة وروده عنده انه جاء ملمحا اسلوبيا يتماشى وطبيعة الانفعال في كتابة النص من جهة ومن اخرى انثيال اللغة وتماديها احيانا .
عيونك علمتني كيف ارسم وجهك الوثني
في رئتي
عيونك يا اوليا اخصبت مدني
اشم بها ندى روحي نقيا مثل وشم
الوجد في اوجاعي الممتدة الاطراق
من زمني الى زمني
عيونك كلما اوقدت اهاتي ...يند الضوؤ من قنديلها فاطفئ فيه احزاني

عيونك تستضيف ارائكي التعبى تقبلها
اقبلها تقبلني وتهمس بي
تمهل ايها المتوسد اللايرتوي ابدا
احبك انت يامراة بحجم نساء كل الارض
يا امراة بعرض الماء والنيران يامراة بعمق
الضؤ في عينيك والالوان في انهار وجهك
في طقوس البحر والقرصان والسفن



#علي_متعب_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العروض العربي والمواجهة الصعبة
- تجليات الذات وقناع المديح
- فضاءات السيرة
- السرد وتحولات البنية


المزيد.....




- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي متعب جاسم - كشف الرؤيا وتجليات الفن .نحو قراءة اولية في عالم محمد الصيداوي الشعري