أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رائد الدبس - في انتظار غودو














المزيد.....

في انتظار غودو


رائد الدبس

الحوار المتمدن-العدد: 3337 - 2011 / 4 / 15 - 15:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في انتظار غودو.../رائد الدبس.

الصورة الأولى. أستاذ جامعي (أوروبي أو أمريكي) يخاطب رئيسه قائلا : سيدي الرئيس، بعد انقضاء أربع سنوات على انتخابك وإدارتك لشؤون بلادنا، أستطيع القول بأن سياساتك لم تعجبني ولن أنتخبك لولاية رئاسية ثانية، وسأحاول إقناع طلابي وزملائي بذلك أيضا. يعقد الرئيس اجتماعا لمستشاريه ويقول لهم : حسب ما أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة، فإن ما قالهُ هذا الأستاذ الجامعي يمثل شريحة من الجمهور الناشط سياسياً والمعارض لسياسة إدارتنا.. وعليه فإنني أجد نفسي أمام خيارين لا ثالث لهما، إمّا عدم الترشح لولاية رئاسية ثانية، أو إحداث تغيير جذري في السياسات وفقاً لما يريده المعارضون.

الصورة الثانية. رجل الأمن يخاطب أستاذاً جامعياً في بلد عربي: نحن احترمناك يا أستاذ، ووافقنا على توظيفك في الجامعة رغم أنك لست عضواً في حزبنا القائد للدولة والمجتمع. لكنك تؤيد تظاهرات الطلبة وتقول لهم كلاما كثيراً عن الحرية والديمقراطية وتداول السلطة.. يسأله الأستاذ: وماذا أقول لطلابي إذا كنت أدرسهم العلوم السياسية؟
رجل الأمن: قُل لهم أن بلادنا تتعرض لمؤامرة خارجية لأننا في حالة مواجهة. قل لهم أن يحترموا القانون والنظام. ولا تقل لهم كلاماً يضعف الشعور الوطني والقومي.
الأستاذ: لكن الحرية والديمقراطية تقوي الشعور القومي وتدعم حالة المواجهة وتقطع الطريق على المؤامرة الخارجية، كما أنها تعزز سيادة القانون والنظام.
رجل الأمن: يبدو أنك لم تفهم شيئاً. نحن لسنا بحاجة لعلومك السياسية النظرية التافهة.

الصورة الثالثة. يردد الأستاذ الجامعي مقولة مونتيسكيو أن السلطة مَفْسَدة مُفسِدة، ومقولة فولتير أن لا شيء يسوق الناس إلى الحرية مثل الطغيان. ويتساءل: هل يستقوي الاستبداد على مواجهة أحد غير شعبه؟ ويقرأ بعض قصائد لوركا ونزار قباني والسيّاب والشابّي، وما قاله محمود درويش على لسان أستاذ جامعي طردهُ الاستبداد الظلامي: "لا أستطيع الدفاع عن حقي بالعمل ماسحَ أحذية .. وما دمنا لا نعرف الفرق بين الجامع والجامعة، لأنهما من جذر لغوي واحد، فما حاجتنا للدولة" ؟

الصورة الرابعة. إعلامي عربي يهاجم حكما مستبداً في بلد عربي ما، ويدافع عن استبداد آخر، بدعوى تبنّي هذا الآخر لشعارات المواجهة والممانعة. فالاستبداد من وجهة نظره نوعان: واحدٌ مقبولٌ ومحمود، وآخر مرفوضٌ ومذموم. وفي المشهد الآخر، شعوب تثور على كل أنواع الاستبداد المنبطح والممانع والظلامي على حد سواء.. لأنها أدركت أن الاستبداد بكل أنواعه المنبطحة و"الثورية" والظلامية، يتحالف ويتآلف. وينطبق على الشعوب قول الشاعر: حبيبتي تنهض من نومها.

الصورة الخامسة. كعادتها الدائمة، تستغل إسرائيل انشغال العالم العربي وتنفّذ المزيد من مخططاتها، مثلما استغلت ضعفه وفُرقته وهيمنة أنظمة الاستبداد عليه خلال العقود الستة الماضية. وبرغم انزعاجها الشديد من سقوط تلك الأنظمة كأحجار الدومينو ، إلا أنها تبدو مستعدةً لاستغلال انشغال العالم العربي بإعادة تنظيم وترتيب أوضاعه الداخلية، حتى إشعار آخر.

الصورة السادسة. يحتفل الروس في هذه الأيام، بالذكرى الخمسين لخروجهم إلى الفضاء. نحن العرب، وبعد أكثر أو أقل من خمسين عاماً من الحصول على دول "الاستقلال الوطني"، لا نحلم أكثر من الخروج من "زنقات" هذا الاستبداد والتخلف والعهر السياسي، زنقة زنقة.. من زنقات كامب ديفيد إلى زنقات عقيد ليبيا أو اليمن، مروراً بزنقات استبداد "الممانعة والمواجهة"، وصولا الى زنقات العنف الظلامي المجرم الذي لا يجيد شيئا سوى القتل والترويع والتكفير . أما فلسطين التي نشأت كل تلك الصور فوق جراح نكبتها وكفاحها الطويل، فهي تنتظر الخروج من كل هذه الزنقات بكل ما أوتيَتْ من شغف المُحِبّ، وتستمع لصرخات الضحايا وهم يقولون كلاماً مُحقّاً ومؤلماً، بأن الغريبَ يُظهر رأفةً ورحمةً بهم أكثر من الحكام المستبدين، وتتذكر ما قاله شاعرها محمود درويش: هل كلما ابتسم الغريبُ لنا وحيّانا ذبحنا للغريبِ غزالةً؟ وتحترفُ الانتظار.. انتظارَ غودو .



#رائد_الدبس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورات العربية بعيون فلسطينية
- نماذج استبداد بذهنيّة الحرب الباردة.
- ضحايا الاستبداد.
- فلسطين، ما بين ثورتين وأدنى وأبعد.
- جمعة مصر العظيمة.
- سقوط هيبة وفكرة النظام.
- بصرف النظر، لا لطبائع الاستبداد !!
- تونس تكسر النمط
- تونس وأثر الفراشة.
- جوليان أسانج : الرسالة والصفقة.
- أوّلُ الغيث : هدف برازيلي في مرمى الشرعية الدولية
- ويكي ليكس : لعبة الأمم والعولمة الماكرة .
- في الذكرى السادسة لرحيله: كي تبقى العرفاتية فكرة حيّة .
- خصوصيات ثقافية حمّالة أوجه.
- فيروز أسمى من قرار المنع
- سلوك القطيع وسيكولوجيا الحشد
- اللاجئون الفلسطينيون في لبنان وفزّاعة التوطين!!
- سياسة العمق الاستراتيجي لتركيا وحصار غزة
- ما بعد رياح السماء ودلالاتها.
- محاكم التفتيش الجديدة والثقافة الاعتباطية.1-


المزيد.....




- لعلها -المرة الأولى بالتاريخ-.. فيديو رفع أذان المغرب بمنزل ...
- مصدر سوري: غارات إسرائيلية على حلب تسفر عن سقوط ضحايا عسكريي ...
- المرصد: ارتفاع حصيلة -الضربات الإسرائيلية- على سوريا إلى 42 ...
- سقوط قتلى وجرحى جرّاء الغارات الجوية الإسرائيلية بالقرب من م ...
- خبراء ألمان: نشر أحادي لقوات في أوكرانيا لن يجعل الناتو طرفا ...
- خبراء روس ينشرون مشاهد لمكونات صاروخ -ستورم شادو- بريطاني فر ...
- كم تستغرق وتكلف إعادة بناء الجسر المنهار في بالتيمور؟
- -بكرة هموت-.. 30 ثانية تشعل السوشيال ميديا وتنتهي بجثة -رحاب ...
- الهنود الحمر ووحش بحيرة شامبلين الغامض!
- مسلمو روسيا يقيمون الصلاة أمام مجمع -كروكوس- على أرواح ضحايا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رائد الدبس - في انتظار غودو