أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بابكر عباس الأمين - الانهيار الصحي في السودان (3)















المزيد.....

الانهيار الصحي في السودان (3)


بابكر عباس الأمين

الحوار المتمدن-العدد: 3337 - 2011 / 4 / 15 - 07:58
المحور: حقوق الانسان
    



ينائر - أبر يل 2011:
ارتفعت حالات الاصابة بمرض الكلازار بولاية القضارف الي أكثر من 5,555، فيما بلغ عدد الوفيات أكثر من 140 حالة سنويا. وتخوفت مصادر طبية من تحول المرض الي وباء. وعزت مصادر طبية بالولاية ان ارتفاع عدد الوفيات والاصابات الي وصول المرضي في حالات متأخرة من المرض الي مشافي العلاج، بجانب مصاحبة المرض لامراض اخري فتاكة، مثل الايدز والدرن والتهاب الكبد الوبائي. ولا يتقصر هذا الداء علي القضارف إنما يشمل سنار ومناطق الحدود الشرقية. وأكثر الانواع خطورة الذي يهاجم الغشاء المخاطي والجهاز الهضمي والكبد والطوحال ويؤدي الي فقر الدم، ومنه نوع يفتك بجهاز المناعة (الصحافة 25-1-2011). يصيب هذا المرض الذين يعانون من الفقر المدقع وسوء التغذية، وفي بعض القري يكون كل السكان مصابين به. ويستقبل مركز علاج الكلازار، الذي تديره منظمة أطباء بلا حدود، 150 مريضا يوميا، يسافر بعضهم مسافة 130 كيلومترا من اجل الحصول علي العلاج. وكان مبني المركز ضيق المساحة بحيث يُعالج المرضي تحت الأشجار. (حيدر عبدالحفيظ، عن دكتور داغمليدت ووركو، سودانايل 9-4-2011).

بحث وزير المالية مشاكل القطاع الصحي التي نجمت من الاجراءات الاقتصادية التي اشتملت علي تخفيض اموال التيسيير للوزرات الاتحادية بنسبة 30%، والتحديات التي تواجه الميزانة من الصرف علي الخدمات الأساسية والمستشفيات، بعد فقد جزء كبير من الإيرادات بعد الانفصال، مما يتطلب الموازنة بين الامكانيات الشحيحة في اوجه الصرف. (الصحافة 14-2-2011). هذا الخبر يعني ببساطة ان ضآلة ما تصرفه الدولة علي الصحة حاليا هو مقدمة لان يتدني ليبلغ صفر بعد يوليو القادم. ولعله من السذاجة الاشارة الي ان "الموازنة بين الامكانيات الشحيحة والصرف" لن تمس المقدسات كجهاز الامن، أو جيش المستشارين، الذين لا ندري إن كان القصر الجمهوري علي عهد غردون يسعهم أم شيدوا امتداد له.

الحل الحكومي لغلاء أسعار الأدوية، فبرائر 2011:
خلال مخاطبته ل "ورشة تطوير الصناعة الدوائية الوطنية" تطوع السيد علي عثمان، مشكوراً، بنصح شركات الدواء "بالتحلي باخلاقيات المهنة الإنسانية ومراعاة حقوق المواطنين." وأضاف الأستاذ أن "فاتورة الدواء أصبحت تمثل ضغطاً نفسياً علي الاُسر، خاصة الدواء ذا الاستخدام المتكرر." بعد أن تخلي النظام عن مسؤوليته الأخلاقية في دعم الدواء، فهو يقدم الحل الناجع للمشكلة: نصحية غالية للشركات، كأن سيادته يجهل أن القطاع الخاص يعمل من منطلق واحد هو الفائدة. ومع علمنا بعدم جدوي النصح لأن في الآذان وقراً، فإن كان هنالك شخص أو جهة تستحق النصح فهو علي عثمان نفسه، إذ ننصحه بالتحلي باخلاق مهنته في وظيفة الحكم، لأنه لا يعمل متطوعاً، بل ظل يحصل علي امتيازات ومخصصات لا حصر لها، لأكثر من عشرين عام، دون القيام بواجبه بتقديم أبسط الخدمات للمواطن، والتي هي في الواقع من الحقوق الأساسية.

أبريل 2011:
نشرت صحيفة "حريات" خبر مصحوب بوثيقة، أشار الي ان السودان قد أصبح مزبلة نفايات الكترونية. وذكرت ان البلاد قد استقبلت في عام واحد 586 حاوية من النفايات الالكترونية، وتحولت بذلك الي اكبر مقبرة للنفايات في العالم. وأفادت بتورط وزراء في استجلاب هذه النفايات عبر منظمات حكومية؛ وان الذين يتعهدون بالتخلص منها يتلقون مبالغ طائلة، علماً بان لها اضرار بالغة علي الإنسان والزراعة والمياه. وقد اجرت "حريات" لقاء مع الدكتور نزار الرشيد، الخبير في النفايات النووية، الذي أفاد بانه خلال عشر سنين سيكون لدينا 22 مليون مصاب بالسرطان. (حريات 9-4-2011).

الايدز:
حسب البنك الدولي والأمم المتحدة، يتبوأ السودان المرتبة الأولي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من حيث انتشار مرض الايدز. وحسب البرنامج القومي السوداني للإيدز (حكومي)، ييلغ عدد المصابين ب 400 ألف حسب إحصائية 2005. وتشير الدراسة التي بين أيدينا علي ان هذا رقم متواضع لحساسية البعض عن الحديث عن هذا المرض، خاصة الاُميين في الشرق، حيث ينتشر هذا الداء. صحيح ان الحكومة ليس لديها مسؤولية مباشرة عن انتشار هذا المرض، كمسؤوليتها عن انتشار الفشل الكلوي (رداءة التصريف)، أو السرطانات (النفايات الالكترونية-الأسمدة الفاسدة)؛ ولكنها مسؤولة بطريقة غير مباشرة، لأن تردي الخدمات الصحية قد أدي لإلتقاط نسبة معتبرة من المرضي الفيروس من خلال عمليات نقل دم. هذا ما ذكرته عائشة إبراهيم، التي تعمل متطوعة مع جمعية المصابين بالايدز، وهي احدي ضحايا هذا الانهيار إذ إلتقطت الفيروس بتلك الوسيلة. مسؤولية النظام أيضاً في انه لا يصرف علي الحملة ضد الايدز ويعتمد علي الدعم الخارجي، (26 مليون دولار من أمريكا، التي قال رئيسنا المفدي أنه يضعها تحت حذائه). مسؤولية النظام تتمثل أيضاً في انه كان يرفض الاعتراف بوجود الايدز في دولة المشروع الحضاري، التي لا تقل طُهراً عن دولة المدينة. لذا، فقد ظل حتي عام 2005 يرفض مواجهة الوباء، ويرفض بث الوعي عنه، من خلال الإعلام والمناهج الدراسية، ويرفض تداول العازل أو الواقي. تجدر الإشارة الي أن أكبر مصدر لانتشار هذا الوباء هو تفشي الدعارة، احدي الامراض الاجتماعية التي بثها النظام الحضاري، بسبب الفقر والبطالة.

فبرائر 2011:
إغلقت وزاراة الصحة بولاية سنار المستشفي الصيني. وهناك روايتان حول سبب الإغلاق. تقول الأولي، التي يمثلها دكتور ولاء الدين المعزل، ان غالبية الأطباء الأجانب غير مسجلين بالمجلس الطبي، كما لا توجد رقابة مباشرة علي عملهم، وتم اكتشاف مخالفات. أما الرواية الثانية، فيمثلها اثنان، الاول دكتور شرف الدين هجو، الذي قال ان "المستشفي الصيني إضافة حقيقية للصحة بالولاية." والثاني، هو دكتورة سارة حسن عبدالله، التي طالبت "بضرورة الاسراع في فتح المستشفي، لما يقدمه من إضافة وتطوير للخدمة الصحية." وتفيد بعض المصادر بان الإغلاق تم لأن هنالك لوبي من الأطباء المقربين من صناع القرار قد تضرروا لأن المستشفي الصيني يقدم خدمات صحية مجانية لشريحة واسعة من الفقراء، ويرون ان "اعادة فتحه تُعد هزيمة لهم واقتطاعاً لجزء من رزقهم وتقديمه علي طبق من فضة للصينيين" (الصحافة 22-2-2011). والواضح ان الرواية الثانية أقرب للصواب، لأن هذين الطبيبين ليس لديهما مصلحة مادية في عمل مستشفي يقدم خدمات مجانية. وإن كانت المسألة عدم تسجيل الاطباء الأجانب، وعدم وجود رقابة عليهم، فالعلاج يكون بتسجيلهم ورقابتهم وليس بإغلاق المستشفي. يشير هذا الخبر الي فوضي ضاربة الاطناب إذ ان هناك أطباء جعلوا من مرض المواطن ساحة حرب فيها منتصر ومهزوم.

فبرائر 2011:
تراجع مستوي الخدمات العلاجية في مستشفي الابيض التعليمي وباتت لا ترتقي لإستيعاب الاعداد الكبيرة من المرضي الذين يدفعون ثمن ذلك العجز فبات عليهم تكبد عناء السفر للعلاج؛ كما اسهم ذلك العجز في ازهاق أرواح البعض، وآخرون اقعدتهم فاتورة الاسعاف الباهظة ليجدوا حتفهم الأكيد. وقد اتضح ان المستشفي يعاني من شيخوخة متأخرة في بنيانه حيث شُيد قبل اكثر من ستين عاما، دون ان تساهم الدولة في تجديده. عند تشييده كان هذا المستشفي يستهدف عددا محدودا من السكان، لا يتجاوز عددهم العشرة آلاف إلا انه يستهدف حالياً ربع سكان السودان. ومر فريق "الصحافة" علي "مرتع الاوساخ والتبول والنفايات شمال المشرحة وجنوب كلية الطب، فلم يستطع الوقوف لاكثر من ثلاث دقائق من كآبة المنظر وسوء الحال." (الصحافة 20-2-2011).

ينائر 2011:
ألغي مستشفي سنار العمليات الجراحية وعمليات التوليد بسبب انعدام مواد التخدير و(الشاش) والأدوية المنقذة للحياة. حدث ذلك بعد أن سدد أهالي المرضي كافة الرسوم المقررة للعمليات. وتم إلغاء عشرين عملية عاجلة بينها حالات ولادة قيصرية. (الصحافة 26-1-2011).

فبرائر 2011:
ظاهرة غريبة شهدتها منطقة الخوي بشمال كردفان، تمثلت في حالة ضحك هستيري وقهقهة عالية وهذيان غير معروف السبب أصاب ثمانين شخصاً. وتكهن عبدالحميد منصور، وزير الصحة بشمال كردفان، بان نوعاً من القمح المخصص للزراعة (تقاوي) تسرب الي الأسواق قد تسبب في هذه الحالة.

وإن كان عدد سكان السودان الشمالي 30 مليون، منهم اثنين مليون طفل مريض بالسكر، وثمانية ملايين حالات غير مكتشفة، 35 ألف مريض قلب، 450 طفل يحتاج لزرع كبد، 450 ألف مصاب بالسرطان، أربعة آلاف فشل كلوي، 20 طفل يضافون يومياً للفشل الكلوي (730 سنويا)، 600 ألف مريض درن، 400 ألف ايدز، 5,555 كالازار، فكم يبلغ عدد الأصحاء في دولة المشروع الحضاري؟ هذا مع الوضع في الحسبان ان إحصائية السرطان، الموجودة في الحلقة الاولي، هي لعام 2006، وإحصائية الايدز أعلاه لعام 2005. ومع الوضع في الحسبان ان عدد المرضي بالدرن والايدز يتزايد باستمرار لسهولة العدوي. ومع الوضع في الاعتبار ان هذه الإحصائيات والدارسات تنحصر في أقاليم معينة ومحدودة من القطر؛ وهنالك أصقاع منسيِّة الله وحده أعلم بحالة قاطنيها الصحية، كجبال النوبة والبحر الأحمر والأنقسنا ودارفور. أما ردنا علي سؤال كم يبلغ عدد الأصحاء فهو شريحة ضيئلة، إنتفخت كروشها، وإحتكرت ثروة البلاد، وحولت منها أرصدة في الخارج، وتتطاول في بنيان القصور بعد فقر وفاقة.

باختصار، هذه أمة تحتضر وتعاني الموت الآني والمستقبلي، لأن الأثر لهذا الوضع الصحي المأسوي لا يقتصر علي الحال فقط بل يتعداه للأجيال القادمة، حتي بالنسبة للأمراض غير الوراثية، لأنه يؤدي لإفراز جينات أضعف. ذلك لأن للعديد من الأدوية آثار جانبية منها ما يضعف جهاز المناعة، خاصة في ظل انتشار سوء التغذية والفقر. يبدو أننا نحتاج أن ندخل مفهوم ومبدأ جديد لمجلس الأمن والمحكمة الجنائية نطلق عليه مبدأ "التدخل الأمُمي لحماية الشعوب من الابادة الجماعية بسبب الإهمال الصحي."



#بابكر_عباس_الأمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانهيار الصحي في السودان (2)
- الانهيار الصحي في السودان (1)
- واقع سياسي نتِن في السودان
- أمريكا قوة من الدرجة الثانية عام 2030
- لقد كان لكم في تونس ومصر قُدوة حسنة
- حضارات أرض الرافدين
- الصادق المهدي: تزوير التاريخ المعاصر والتهديد باعتزال السياس ...
- موسم تفجيرات دور العبادة وإضطهاد الأقليات الدينية في العالم ...
- النظام السوداني: حكومة رزق اليوم باليوم
- نسخ نظام الحكم المصري في السودان
- الاستهداف الصهيوغربي للعراق
- تناقض تصريحات نائب الرئيس السوداني في واشنطن
- نزع حكومة السودان لأراضي شرق النيل
- (جحود وتطاول) السودان علي ليبيا
- عن فتوي رضاعة الكبير
- الحل لمِحنة مسلمي أوربا
- شعب عِملاق يتقدَّمه أقزام
- النفوذ السياسي للشركات متعددة الجنسيات
- نقد ثورة يوليو المصرية
- الصادق المهدي يكرر آراءه العنصرية


المزيد.....




- العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغ ...
- جامعات أميركية تواصل التظاهرات دعماً لفلسطين: اعتقالات وتحري ...
- العفو الدولية تدين قمع احتجاجات داعمة لفلسطين في جامعات أمري ...
- اعتقالات بالجامعات الأميركية ونعمت شفيق تعترف بتأجيجها المشك ...
- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بابكر عباس الأمين - الانهيار الصحي في السودان (3)