أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مهدي مبارك - ملف طارق خضر !














المزيد.....

ملف طارق خضر !


مهدي مبارك

الحوار المتمدن-العدد: 3336 - 2011 / 4 / 14 - 21:26
المحور: حقوق الانسان
    


بين أوراقي رسمة كاريكاتيرية، صادرة عن جماعة " كتَّاب واشنطن بوست " الأمريكية : جدرية فرعونية، تصوِّر حاكمًا قديمًا يهوى بعصا مدبَّبة على رأس رجل نحيل، أقرع، راكع، يرفع لافتة احتجاج من البردي .. مكتوب أسفل الجدرية " القمع " .

يتفرَّج عليها اثنان، يرتديان قبعة " أونكل " سام . يبدو أحدهما مفزوعًا، يقلِّب في قاموس، قائلاً " لا لا، إنها كلمة الاستقرار بالهيروغليفية " .

في مرآة الشعوب، يستطيع النظام الحاكم، أي نظام حاكم، أن يرى حقيقته، أن يرى كرمشات وجهه التي لا يعرفُها . ظلّت مصر، سنين طويلة، مُعتقلة " بعاصمةِ جهنم " : من مقابر البوليس السياسي إلى مقابر أمن الدولة، نوعًا من انحراف الثورات وانحراف الحكَّام . وربما تطبيقًا صريحًا لنصائح ميكيافيلي إلى " لورنسو دي ميتشي "، حاكم فلورينزا، النصائح التي تضمن وحدة إيطاليا، اليوم وغدًا وإلى الأبد .. فيقول : " الذي يرغبُ في الحفاظ على ملكِه يكون مضطرًا، أحيانًا، لارتكاب بعض الجرائم "، ثم يتساءل : " أيهما أفضل، حب الآخرين أم خوفِهم ؟ " .. ويجيب، ببساطةٍ : " إذا أردتُ أن تبني آمالك على حبّ الناس فأنت تبننيها على رمالٍ متحرِّكة، الأكثر أمانًا أن يخافَك الآخرون " .

إذنْ من رأي ميكيافيلي، في تحقيقِ وحدةِ الشعوب، أنّ القمع هو الاستقرار .. وأن الاستقرار هو البديل " الأنيق " للقمع . وأنّ الفراعنة هم أول من أسَّس سياسة توحيد صفّ الشعب .. حيثُ ظلَّت النظُم، أيًا كانت، تعلِّق على ناصية شارعِنا قبل كل انتخابات رئاسية يافطةً، تقول : " عندك شهوة استعباد . بلطجي ؟ . تعاني إفراطًا في أعراض السادية . ممكن توصل لرياسة الجمهورية . ممكن تكون، أنت، رئيس الجمهورية " !

من بين ما تمَّ العثورُ عليه، أثناء غزوة " أمن الدولة "، عثر طارق أحمد محمد محمود خضر على ملفِّه بين أوراق مقر الجهاز بمدينة نصر .. طارق خضر، طالب علوم بحار بجامعة الإسكندرية تمَّ اختطافه من داخل حرم الكلية بواسطة عناصر من " أمن الدولة " بزيٍّ مدني، صباح الخامس والعشرين من مارس 2010، وإخفائه هو وخبره معًا، حيث ظلَّ مُختطفًا بطول ثمانين يومًا، قضاها بين " مقبرة " أمن الدولة - مدينة نصر وسجن ليمان طرة، قدَّم خلالها النائب حمدي حسن استجوابًا إلى وزيري الداخلية والتعليم العالي لاستبيان حالة اختفاء الطالب طارق خضر، الذي لم يتمّ الواحد والعشرين بعد، مما يعني حالة " اختطاف " - وليس اعتقالاً - منظَّم تؤكِّد، صراحةً، تورُّط أمن الجامعة !

واليوم، بين يديَّ، ملفُ طارق خضر بأمن الدولة .. أقرأ تحت عنوان " مجموعة الشيوعة وحقوق الإنسان - قسم : شيوعية "، أنَّ طارق خضر : شيوعي، ليبرالي، وعضو نشط بحركة " 6 إبريل ".

وأقرأ تحت عنوان " تقييم موقف المدعو / طارق خضر - سري جدًا " انتمائه للتيار الإخواني ذي النشاط المتطرِّف، حيثُ أنه " نشأ في أسرةٍ دينية، ويخالط بعض العناصر الإخوانية خلال ( الدروس الدينية وجلسات تحفيظ القرآن، اعتكاف العشر الأواخر من رمضان ) " . لذا " نرى على خلفية نشاطاته، اعتقال المدعو طارق خضر لفترةٍ تجدَّد دوريًا، ردعًا له وتحجيمًا لنشاطِه "، إي والله قرأت هذا الكلام، أيْ أنّ طارق خضر اعتُقِل لمدة ثمانين يومًا . خلالها، كان يتلقّى دورات التعذيب أصنافًا وألوانًا، بدايةً من الضرب، التحرُّش الجنسي ، التذنيب واقفًا لأيام كاملةٍ إلى الكهرباء؛ لأنّه شيوعي وإخواني .. ليبرالي ومتطرِّف .. بيصلّي ويعتكف !



لديَّ آخر ورقة، تقول أنّ صاحب الملف - في ضوء معلومات هيئة الأمن القومي - قد اعترف في حديثٍ مع أحد العناصر الفلسطينية المقيمة بالضفة الغربية برغبته في حرقِ القنصلية الإسرائيلية بالإسكندرية احتجاجًا على ممارسات الكيان الصهيوني لهدمِ المسجد الأقصى . عندها شهقت شهقةً مرتبكة، وسألت طارق : " فعلاً، حصل أي تفكير يخصُّ القنصلية الإسرائيلية ؟! "، فأجاب : " تصدَّق بالله، ما أعرف قنصلية إسرائيل فين أصلاً ! .. لكن بعد اللي حصل، بفكَّر !! " .. ها ها ها !

كان لا بدَّ أن نضحكَ .. وبجمعِ هذه الاتهامات مع جحيمِ الدولة البوليسية بعدما انقلب على ساحرِه وسيده وأهله جميعًا، فأصبحوا معًا بين حيطان " طرة "، نقول للأمير ميكيافيلي : " حتى خوف الناس رمال متحرِّكة "، اسأل طارق خضر، اسأل مبارك، اسأل معمِّر القذافي وبشَّار الأسد وعلى عبدالله صالح .. اسأل الطغاة العرب !



#مهدي_مبارك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- برومثيوس ، اللص والمخلِّص !


المزيد.....




- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بشبهة -رشوة-
- قناة -12-: الجنائية ما كانت لتصدر أوامر اعتقال ضد مسؤولين إس ...
- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق دولي في المقابر الجماعية بمستشفيا ...
- مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: أعداد الشهداء بين الأبرياء ...
- لازاريني: 160 من مقار الأونروا في غزة دمرت بشكل كامل
- السفارة الروسية لدى واشنطن: تقرير واشنطن حول حقوق الإنسان مح ...
- غرق وفقدان العشرات من المهاجرين قبالة سواحل تونس وجيبوتي


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مهدي مبارك - ملف طارق خضر !