أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مكارم ابراهيم - اسلام فوبيا في الغرب والمسيحية فوبيا في الشرق!














المزيد.....

اسلام فوبيا في الغرب والمسيحية فوبيا في الشرق!


مكارم ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3335 - 2011 / 4 / 13 - 23:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


استطاع رئيس الحكومة الفرنسية نيكولاي سيركوزي ان يحقق نصرا كبيرا للاحزاب اليمينية المتطرفة يوم الاثنين الماضي الرابع من ابريل ,وذلك عندما تم تفعيل قانون منع إرتداء الحجاب والنقاب في الاماكن العامة في فرنسا حيث استطاع سيركوزي بهذا القانون أن يضمن حفاظه على منصبه بكسب اصوات هذه الاحزاب العنصرية واصوات غالبية العنصريين والاصوليين المتطرفيين في فرنسا للحملة الانتخابية القادمة.

كما ان سيركوزي اكد في احدى تصرحاته بانه وقبل نهاية العام الحالي سوف يحدد موضع الاسلام في فرنسا( الدولة العلمانية). واتساءل هنا هل فعلا فرنسا تعتبر دولة ديمقراطية علمانية عندما تتدخل الحكومة بحرية الافراد في ممارسة عقيدتهم الدينية وتفرض عليهم زي معين؟ فهل هذه هي الدولة العلمانية المدنية التي يسعى إليها الاحرار والثوار اليوم في العالم العربي ؟

فماهو اذا الفرق بين دول اسلامية غير ديمقراطية وغيرعلمانية مثل ايران والسعودية التي تفرض فيها الدولة زي محدد للنساء حيث يفرض عليهن لبس الحجاب او النقاب في الاماكن العامة وبين فرنسا الدولة الغربية التي تدعي الديمقراطية والعلمانية واحترام حرية المواطنين في ممارسة حرياتهم ومع هذا اصدرت قرارات سياسية في فرض نزع الحجاب والنقاب على المسلمات؟وماذا عن الرموز الدينية الاخرى فلماذا لم يتم حظر ارتداء الحجاب على الراهبات الفرنسيات ولماذا لم يفرض حظر لبس القبعة اليهودية؟

من المعروف انه يوجد في فرنسا خمسة ملايين مواطن مسلم في حين ان عدد النساء المنقبات لايتجاوزعددهن المئتين. ومايلفت الانتباه هنا هو ان الحكومة الفرنسية انشغلت بقضية مئتي مسلمة منقبة وعلى مدى عدة سنين من خلال إقامة ندوات تلفزيونية ودراسات ميدانية وكتابة مقالات عديدة في المجلات والنشرات والاعلانات دون ان تخصص نفس هذا الوقت والجهد لمعالجة ازمتها الاقتصادية ومعالجة موضوع الفقر والبطالة الذي يعاني منه غالبية الشعب الفرنسي والذي هو نتيجة لاقتصادها الرأسمالي البرجوازي. ومن هنا يمكننا ان ندرك مدى اهمية موضوع الاسلام لدى الحكومة الفرنسية التي استطاعت ومن خلال احزابها اليمينية الاصولية المتطرفة ان تخلق الاسلام فوبيا ليس فقط في فرنسا بل في غالبية الدول الغربية مثل سويسرا وهولندا والدنمارك واسبانيا والخ . فالدين ومنذ بداية التاريخ كان افضل ورقة تستخدمها الحكومات في قمع شعوبها من خلال خلق عدو ديني ينشغل به الشعب عن المشاكل الاساسية من فساد وبطالة والى ماشابه...

ولقد كان واضحا جدا تاثير الاعلام الموجه للحكومات الغربية على شعوبها وذلك من خلال الندوات السياسية التي اقمناها نحن الجاليات الاجنبية في الدنمارك فقد كان واضحا جدا اهتمام كبير من المواطنين الدنماركيين على خطورة وصول الاخوان المسلمين الى الحكم وتحول الدول العربية الى ايران بدلا من ان يكون اهتمامهم منصبا على الانتهاكات الانسانية والمجازر التي يتعرض لها المتظاهرون في الدول العربية والتي كانت هي التي نحاول التركيز عليها في تلك الندوات .

ومثلما استخدمت الحكومات النيوليبرالية البرجوازية في الغرب خاصة بعد صعود احزابها الاصولية المسيحية واليهودية من جعل الاسلام كعدو لشعوبها كذلك استخدمت الحكومات العربية الديكتاتورية المسيحيين كعدو لشعوبها.
فالمساحة الكبيرة للمعايير الانسانية من الديمقراطية والعلمانية التي كنا نتصور انها تبعد الغرب عن الشرق هذه المساحة تقلصت اليوم وربما تلاشت اذا صح التعبير فلم يعد هناك فرق بين الدول الغربية والدول العربية.
على كل وبكل الاحوال ربما كان قانون منع الحجاب والنقاب في فرنسا هو الطريقة الوحيدة امام رئيس الحكومة الفرنسية سيركوزي للخروج من الازمة الاقتصادية الحالية وذلك لانه بحظر الحجاب والنقاب في الاماكن العامة في فرنسا ستضطر عندها النساء السعوديات والخليجيات الى دفع 150 يورو كضريبة لبسهن النقاب في شوارع باريس الى جانب الدولارات التي يدخلنها الى صندوق الديون الفرنسية وذلك عندما يتبضعن من محلات الشانزيليزيه ومحلات اللوي فورتو في عطلة نهاية الاسبوع. وبهذا تكون حكومة سيركوزي ضربت عصفورين بحجر اولا حلت ازمتها الاقتصادية من جهة وجعلت شعبها ينشغل بعدو اسمه الاسلام تستطيع من خلال هذا العدو ان تكون لها حجة امام شعوبها عندما تغزو البلاد العربية والاسلامية باسم الديمقراطية والقضاء على الارهاب.

مكارم ابراهيم



#مكارم_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الويكيليكس والفيسبوك وتناقضات الديمقراطية!
- موقف الدنمارك من الحرب في ليبيا
- ليبيا نعم والبحرين لا!
- لماذا لا يحاكم الزعيم العربي المخلوع؟
- لنهنئ المراة في عيدها على الانجازات التي حققتها
- ألن تفكرالشعوب الغربية بالثورة على انظمتها ايضا؟
- الثورات العربية خيبت آمال ثلاثة !
- إما مع المالكي أو ضده!
- مازال الطريق شاق امام التغيٌير
- المجد للشعب والجيش الليبي الصامد
- وماذا عن العراق؟
- هل سيتمكن القذافي من الوصول الى بيرلسكوني ؟
- قراءات في كتابات يسارية
- موقف الحكومات الغربية من الانتفاضات العربية!
- رسالة الى الشعب العراقي
- الجيش المصري ضالع في تعذيب المتظاهرين
- طلب خاص للجيش المصري
- ثورات الفيسبوك كانت المدّ !
- الصهيونية والانظمة العربية وجهان لعملة واحدة
- بالرصاص الاسرائيلي ايضا سقط شهداء تونس


المزيد.....




- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- لوموند: المسلمون الفرنسيون وإكراهات الرحيل عن الوطن
- تُلّقب بـ-السلالم إلى الجنة-.. إزالة معلم جذب شهير في هاواي ...
- المقاومة الإسلامية تستهدف تحركات الاحتلال في موقعي المالكية ...
- مكتب التحقيقات الفيدرالي: جرائم الكراهية ضد اليهود تضاعفت ثل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مكارم ابراهيم - اسلام فوبيا في الغرب والمسيحية فوبيا في الشرق!