أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مهند حبيب السماوي - حذاء نسائي...خبر صحفي !














المزيد.....

حذاء نسائي...خبر صحفي !


مهند حبيب السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3335 - 2011 / 4 / 13 - 16:07
المحور: الصحافة والاعلام
    


" خلوي كاردشيان تستعير حذاء كورثني من اجل عشاء مع لامار"....
هذا كان احد عناوين الإخبار التي نشرتها صحيفة الــ( Daily Mail) البريطانية واسعة الانتشار الثلاثاء 12-4-2011 ....
تفاصيل الخبر تتحدث في تفاصيله عن حذاء كورثني كارشيان !!! الذي وصفته الصحيفة في تقريرها بأنه " ازرق وعالي مُهدب" حيث ارتده قبل أسبوع وهي تخرج من محل تصليح سيارات في لوس أنجلس، ثم بعد ذلك شوهدت أختها خلوي كاردشيان ترتدي نفس
الحذاء، مع بنطال جينز وتي-شيرت وسترة جلدية سوداء، وهي تخرج من مطعم (Katsuya) في مدينة هوليود في ولاية كاليفورنيا مع زوجها لاعب كرة السلة لامار اودام بعد تناولهما لوجبة العشاء .
انتهى الخبر ...ومن حقنا ان نسأل ...
ماذا يشير هذا الخبر ؟ ماذا يدل ؟ على ما يؤشر ؟ و مالمعاني الذي يمكن أن نستنبطها من سلوك محرر صحفي كتب خبر" حذاء كاردشيان " في صحيفة غربية تعلم أن هنالك الآفاً من القراء ممن يتابعوها يوميا ؟
يدل هذا الخبر ببساطة، ومن غير أن نُدخل القرّاء في تحليل فلسفي مُعمق ، أن العقل الغربي، أو، على نحو دقيق.. جزء كبير منه ممن يتابع أو يلاحق مثل هذا النوع من الأخبار، قدم أوراق استقالته... وعزف عن القيام بدوره المطلوب منه ...وتم تحنيطه داخل متاحف وكهوف الإثارة الوقتية والاستفزاز الزائل الذي مصدره ومبعثه الهوس الجنسي وطغيان " الطاعون الانفعالي" في الغرب.. وهي إحدى صور انهيار قيم عصر التنوير الذي ظهر في الحضارة الغربية في القرن الثامن عشر كما أشار لذلك الباحث والفيلسوف ريجيس دوبريه في كتابه " الانوار التي تعمي" الصادر عن دار غاليمار- باريس عام 2004 .
في هذا الخبر تأكيد على " تفاهة " و" خواء " واضحين لذهن القارئ المهتم بمثل هكذا أخبار تتحدث عن حذاء تنقل من قدم إلى قدم أخرى خلال فترة زمنية معينة ! وفيه تزييف كبير وتضليل واضح لاهتمامات الإنسان التي انتقلت هنا إلى حذاء أمرأة بدلا من التركيز على قضايا كبرى تهم الإنسانية ومستقبلها الحالي الذي يعيش أزمات كبرى لا حصر لها.
ربما يُدرك محرر خبر " حذاء كارشديان " سيكولوجيا " الشذوذ الفتشية " عند بعض القراء حيث بعض منهم مصاب ب الفتشية الجنسية " Sexual fetishism " وهو انجذاب جنسي لأجزاء من الجسم لا تعتبر مثيرة للجنس في الواقع، وهي تكون انحرافا وشذوذا ًإذا كان تعلق الشخص بها زائداً عن المقبول، أو أن هذا الشخص لا يستطيع الوصول للنشوة دون هذا الجزء .... ومن أشهر الأمثلة على الفتشية، فتشية الأقدام Foot fetishism التي تنتشر لدى بعض الرجال .
ان البحث المحموم بهوس" أفيوني" عن خبر متعلق بحذاء ممثلة، لا تمتلك مواصفات او مؤهلات أكاديمية او سمات إبداعية غير جسدها، لا يختلف عن " أفيون " كرة القدم، الذي تحدث عنه دوبريه، وما شهدته مباراة كاس العالم من انفعالات وهستريا وفقدان واضح للعقلانية والهدوء والموضوعية والمعرفة والعلمية، وهو ، في صميمه، عملية تزييف وتضليل كبيرة تجري، في الوسط الجغرافي الغربي، ضد " أفكار عصر التنوير ولكن باسم هذه الأفكار والإخبار المُسلعة التجارية التي لاشك لدي انها ، في الكثير من الأحوال ، تعيق، بتفاهتها،الجهود المعرفية للإنسان.
طبعا لم يخل الخبر المتعلق بـ" الحذاء" من ردود فعل تجسدت، كجزء من سمات التفاعل مع الإخبار في الإعلام الجديد، في تعليقات للقراء جاء بعض منها متفقا مع ما أقوله في المقالة والهدف الذي من اجله كُتبت المقال. اذ صرّح ولمّح، في نفس الآن، بعض القراء الى التفاهة التي وصلنا اليها وحالة الجمود الذهني والسبات العقلي والفراغ الذي تعيشه عقول تبحث عن هكذا أخبار وتهتم بها وتُضيع وقتها في قراءتها.
فمثلا كتبت إحدى المُعلقات تحت اسم ستوتيا " لخاطر الله...نريد قراءة إخبار وليست ترهات!" وأضاف آخر أو آخرى تحت اسم " شخص ما في مكان ما " انه خبر حصري لـالديلي ميل ..بنت تستعير حذاء أختها القبيح !" أما كاتي فقد علّقت بعبارة كافية وذات معنى كبير حيث قالت بألم وحسرة، شعرت بها، "هنالك الكثير يموتون في هذا العالم! " وهي مماثلة ل سيجي، وهو اسم إحدى المعلقات التي قارنتها مع " منظر حطام قطار وأطفال يرون إبائهم يسقطون" .
أما لوسيا فقد أرجعت الغاية من كتابة الخبر إلى أسباب تجارية وليس إلى ضحالة فكر المحرر أو هوسه بهكذا أخبار قائلة " خبر لا يستحق القراءة ... يا ترى كم دفعت عائلة كاردشيان للمحرر لكي يقوم بكتابة أخبارهم التافهة... حيث نقرأ أخبار عنهم كل يوم في هذا الموقع الذي بدا ينهار ".
وسواء كان الخبر قد جاء مدفوعا بأسباب تجارية إعلانية أو ضحالة فكر مُنحط ، فأن الشيء الأكيد أن الإعلام الجديد، بكل ما فيه من تحديات وحقائق ومُكتشفات، قد سطّح فكر الإنسان، وبسّط عقله، واستغباه... كما لاحظ ذلك الكاتب الأمريكي Nicholas G. Carr في كتابة" The Shallows "الصادر سنة 2010 الذي لنا عوده تفصيليه للحديث عنه في مقال آخر .



#مهند_حبيب_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زنكة...زنكة ليست عبارة للاستهزاء والتندر !
- هل فعلا سيذهب العراق إلى الجحيم ؟
- موظفون فيسبكيون عاطلون عن العمل !
- ثلاثة مواقف - فاضحة - للمملكة العربية السعودية !
- التظاهرات في العراق تفقد زخمها !
- صحافة الارتزاق وبؤس الثقافة الأمنية !
- هل تعي الحكومة العراقية ما ورد في بيان السيستاني !
- ليس بالديمقراطية وحدها يعيش الشعب العراقي !
- مُبارك واحد... خيرٌ من عشرين مبارك !
- المطربة بيونسي عذراء ..هل تعلمون !
- كربلاء وسيل التفجيرات الانتحارية !
- مالذي تعنيه عودة مقتدى الصدر بالنسبة للأمريكان ؟
- انهم يدفعون العراق نحو أيران!
- من يمثل تركمان العراق ؟
- هجمات السويد ...ارهاب في رقعة جديدة !
- حكومة الاغلبية السياسية...هي الحل الناجع !
- الحمد لله...خسر المنتخب العراقي !
- حينما يجيب الرئيس طالباني الصحافة!
- أخطاء جديدة ل-مؤسسة كارنيغي- بشأن العراق !
- تقاسم مغانم ام تقاسم سلطة !


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مهند حبيب السماوي - حذاء نسائي...خبر صحفي !