أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - هجمة أخرى على قطاع التعليم في القدس ..















المزيد.....

هجمة أخرى على قطاع التعليم في القدس ..


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 3335 - 2011 / 4 / 13 - 15:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


.......... بتاريخ 7/3/2011 وجهت دائرة المعارف الإسرائيلية رسالة إلى مدراء مدارس القدس العربية حول المنهاج والكتب الدراسية تطالبهم فيها بعدم شراء أو الحصول على الكتب المدرسية من أي مصدر آخر غير دائرة المعارف الإسرائيلية،وبما يؤشر الى ان الهجمة الإسرائيلية على قطاع التعليم العربي في القدس، والمندرجة في إطار الحرب الشاملة التي تشنها إسرائيل على القدس بهدف الأسرلة والتهويد،قد أخذت منحى على درجة عالية من الخطورة،فالمقصود هنا ليس عملية شكلية استبدال اسم السلطة الوطنية الفلسطينية ببلدية القدس على أغلفة كتب المنهاج،بل فرض منهاج وتدخل سافر في جوهر العملية التربوية والتعليمية في القدس،وكذلك استهداف للوعي والذاكرة والتاريخ والهوية والثقافة الفلسطينية،فالاحتلال منذ بداياته استهدف التعليم في القدس وحاول فرض منهاجه على سكانها العرب،ولكن أهل القدس بمجموعهم أحزاب ومؤسسات وفعاليات وأفراد تصدوا لتلك الهجمة وأفشلوها،واليوم في ظل ما يشن على القدس من حرب شامله تطال كل مناحي حياة السكان العرب فيها،فإن الاحتلال يعاود الكرة ثانية لكي يأسرل ويهود التعليم فيها،وخصوصاً في ظل ما أقدم عليه وزير التربية والتعليم الإسرائيلي "جدعون ساغر" من استهداف لمناهج التعليم العربية في الداخل الفلسطيني- مناطق 48 – حيث أصدر في 20/7/2009 قراراً بإخراج مصطلح النكبة من مناهج التعليم العربي هناك،واستتبعه بقرار آخر يفرض مواضيع يهودية على منهاج التعليم العربي من الصفوف الرابع وحتى التاسع،وهذا يلزم الطلبة العرب بتعلم مواضيع عن التراث والهوية اليهودية،أي تعلم مواضيع عن الأعياد والكنس والصلوات والمحرقة و"الاستقلال" بدل النكبة،بالإضافة إلى شخصيات تاريخية يهودية مثل الرابي موشه بن ميمون وغيرهم،أي باختصار اغتصاب الهوية الثقافية للطلبة العرب،ومنع تبلور العرب هناك كأقلية قومية بهوية ثقافية خاصة بهم،لها منهاجها وتعاليمها الخاصة.
والقدس لن تكون بعيدة عن ما قام به وزير التربية والتعليم الإسرائيلي وما اتخذه من قرارات بحق مناهج التعليم العربية في الداخل الفلسطيني،وخصوصاً ونحن نلمس ضخامة وخطورة الهجمة التي تشن على القدس،حيث جملة من القوانين شرعتها وأقرتها حكومة الاحتلال على طريق أسرلة وتهويد المدينة وتفريغها من سكانها العرب،فمن قانون الولاء الى قانون الاستفتاء فقانون اعتبار القدس أولية وطنية في التطوير الى قانون اعتبار القدس عاصمة لما يسمى بالشعب اليهودي في كل دول العالم وليس إسرائيل وحدها.
والمأساة هنا ليس فقط في استهداف التعليم من قبل الاحتلال،بل في غياب دور السلطة والقوى والمؤسسات،فما يقدم لقطاع التعليم في القدس،لا يخرج عن إطار الكلام الإنشائي والشعارات،فهذه القطاع التعليمي الذي يخضع لأكثر من مظلة تعليمية،أكبرها المظلة المرتبطة ببلدية الاحتلال ودائرة معارفه،تلك المظلة التي تتمدد وتتوسع تجاه المدارس الخاصة والأهلية،مستغلة غياب دور السلطة وعدم وجود خطط واستراتيجيات وآليات لحماية وتطوير هذا القطاع في القدس،أو توفير الدعم المالي له عبر صناديق خاصة،او حتى بناء جسم موحد يتولى متابعة كل المظلات التعليمية في القدس،وهذا له ارتباط بتعدد العناوين والمرجعيات وتصارعها ،وغياب الجهد والفعل الموحد،وفي اعتقادي أن ما شجع الاحتلال على الانقضاض على التعليم في القدس،ليس مرتبط فقط بتراخي وتراجع دور الحركة الوطنية وشدة الهجمة عليها من قبل الاحتلال فقط،بل عدم وجود ضوابط وإستراتيجية وقرارات وتوجيهات موحدة من قبل مديرية التربية والتعليم الفلسطينية للمدارس الخاصة والأهلية،حول الدعم المالي الذي تتقاضاه من بلدية القدس ودائرة معارفها،هذا الدعم الذي لجأت إليه العديد من تلك المدارس،بسبب غياب الدعم المالي لها من السلطة،رتب عليها التزامات وشروط معينة،وعندما شعر الاحتلال بأن تلك المدارس قد تورطت، تشجع على إصدار قراره وتعميمه على تلك المدارس،بعدم شراء الكتب التعليمية او الحصول عليها من أي مصدر آخر غير بلدية القدس ودائرة معارفها،ومربط الفرس هنا فمجموع ما تتلقاه المدارس الخاصة والأهلية من دعم مالي من بلدية ودائرة معارفها يزيد عن أربعين مليون شيكل،وبالتالي هذا المبلغ اذا لم تقم السلطة بتوفيره بشكل عاجل وملح وبشكل دوري وثابت،فإنه سيضعف من معركة التصدي لتهويد وأسرلة المنهاج والتعليم في القدس،والمسألة ليست هنا فقط،بل ضعف وغياب دور السلطة ووزارة التربية والتعليم الفلسطينية ،شجع العديد من تجار العلم على فتح مدارس تدرس المنهاج الإسرائيلي،وأخرى تدرس "البجروت" الإسرائيلي بدل التوجيهي الفلسطيني،وهذه الظاهرة في توسع،تحت حجج وذرائع أن ذلك يساعد الطالب والخريج المقدسي على الالتحاق بالجامعات الإسرائيلية والتوظف في المؤسسات الإسرائيلية.
المعركة جداً خطيرة ويجب إعطاءها الاهتمام الذي تستحق،وعلى السلطة أن تغادر نهج ودور المراقب والمتفرج،وأيضا على المقدسيين أن يعلقوا الجرس،وان يكون المبادرين للمواجهة والتصدي لمثل هذا القرار الخطير،وهنا يجب أن يتكاتف ويتوحد الجميع،وعلى لجان أولياء الأمور والقوى والسلطة والمؤسسات والفعاليات،أن تعمل على تشكيل جسم تنسيقي ينظم كل الحركة في هذا الاتجاه من ألف إلى الياء،وكذلك من الضروري والهام جداً مخاطبة منظمة الثقافة والعلوم الدولية "اليونسكو" على اعتبار أن ما تقوم به إسرائيل،ليس فقط خرق سافر للقوانين والاتفاقيات الدولية،بل مس بحرية وحق شعب محتل في تدريس منهاجه وثقافته،وهنا تقع المسؤولية بشكل أساس على السلطة الفلسطينية.
في القدس كل شيء في خطر،بشر،حجر،شجر،هوية،ثقافة، تاريخ،مقدسات،تعليم ووجود،ولم يعد مجدي أن نستمر في اجترار الحديث عن الدعم والصمود والعاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية،دون أن يترجم ذلك إلى أفعال على أرض الواقع،فأهل القدس ملوا تلك الشعارات وأوضاعهم وظروفهم وأوضاعهم المعيشية تزداد تدهوراً وسوءاً،والاحتلال يشن عليهم حرباً حقيقية،وهم متشبثون بالوجود والبقاء والصمود،ولكن حجم الهجمة عليهم يفوق قدراتهم وطاقاتهم،وهم بحاجة الى من يعزز ويقوي من صمودهم وثباتهم،وهذا يتأتي فقط من خلال المرجعيات والعناوين الموحدة،تلك العناوين والمرجعيات التي تقدم دعماً حقيقياً لأهل القدس،وليس التي تقدم الوعود والشعارات،فهذا من شأنه أن يزيد من إحباط المقدسيين وحالة فقدان الثقة ويوسع الهوة والفجوة بين السلطة الفلسطينية وأهل القدس.
علينا كمقدسيين أن لا نخسر معركة فرض المنهاج التعليمي الإسرائيلي على طلبتنا ومدارسنا في القدس،فهذه المعركة،هي معركة كسر عظم واثبات وجود،ودفاعاً عن الهوية والثقافة والوعي والتاريخ والحضارة والتراث العربي والإسلامي.

القدس- فلسطين
13/4/2011
0524533879
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تراجع غولدستون عن تقريره لن يكون الأخير ..؟؟
- ما الجديد في مبادرة الجنرالات الاسرائيليين ....؟؟؟
- لماذا لا تحترم المواثيق والخطوط الحمراء....؟؟؟
- في يوم الأرض ....لم تبقى أرض !!
- الشباب الفلسطيني بين التحزيب و-الأنجزة- ...
- زيارة الرئيس عباس للقطاع/ خروج من أزمة أم تعميق لها ؟؟
- الثورة العربية المقدمات والافاق ..
- انفلات غير مسبوق لسوائب المستوطنين وحكومتهم ...
- حركة شباب 15 آذار حمل حقيقي أم كاذب ...؟؟؟
- القذافيون الصغار ...
- نحو ربط القدس بمحيطها الفلسطيني ..
- فلسطينياً/ المطلوب استخلاص الدروس والعبر ...
- قمة عربية بدون أصحاب الفخامة والجلالة والسمو ...
- خطاب الدم والجنون ......
- التهلليل والتطبيل للثورات العربية وحده لا يكفي ...
- فكرة مجنونة ولكنها معقولة ...؟؟؟؟
- نجاح الانتفاضة المصرية وانتصارها تبشران بولادة شرق اوسط جديد
- لا عودة الى الحياة الطبيعية الا بتحقيق المطالب ...
- الادارة الأمريكية والتكتيكات السياسية الجديدة ....
- أنظمة أوهن من بيت العنكبوت ..


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - هجمة أخرى على قطاع التعليم في القدس ..