أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سمير اسطيفو شبلا - حمار بستان البطيخ العاقل















المزيد.....

حمار بستان البطيخ العاقل


سمير اسطيفو شبلا

الحوار المتمدن-العدد: 3335 - 2011 / 4 / 13 - 08:31
المحور: حقوق الانسان
    



لابأس من تكرار قصة حمار بستان البطيخ لان الرواية واقعية اليوم ومعظم الاحيان وهذه الايام واللحظات! ومن جهة اخرى نجد الحيوان (حمارنا) يعمل وفق طبيعته ويتصرف بنتيجة "أعقل" من كثيرين من نوعه اليوم، ولكن نعلم جميعاً ان ليس كل حمار!حمار، بل هناك حمير كثيرة يسوقون الى مالا يعلمون ورؤوسهم الى تحت، وفي الغروب قليل من التبن بدون شعير، لان الاخير – الشعير – يستعمل للأكل البشري اليوم وخاصة من هم مرضى السكري أمثالي، ويضعون قليل من الماء في سطل، وعندما يوضع قليل من الثلج في الماء (في السنة مرة) تقوم هناك مظاهرة لكافة حيوانات الحاشية وتهتف:عاش القائد لهبته الكريمة
القصة تبدأ بشراء أحد الفلاحين حمار قوي بمبلغ 6 دنانيرفي منتصف الستينات من القرن الماضي! وهذا المبلغ مُبالغ فيه في ذلك الوقت ولكن للضرورة احكام لان الفلاح كان له عشرات الدونمات من بستان (ورزا) البطيخ الالقوشي، وهو بحاجة ماسة الى واسطة لنقل المحصول الى سوق البلدة والمناطق المجاورة، في اليوم الاول ركب على ظهر الحمار الى البستان عن طريق وحيد المؤدي اليها، وبعد عملية قطف المحصول وحمله على ظهر الحمار واتى به الى سوق البلدة ووقف امام دكان شريكه في داخل السوق وافرغ الحمل ورجع الى البستان مرة اخرى، وهكذا استمر الحال لمدة ثلاثة ايام وفي كل يوم يذهب مرتين او ثلاثة يقطف فيها البطيخ ويضعها في كيسين بطريقة فنية على جانبي ظهر الحمار والى السوق مباشرة! وفي اليوم الرابع حَمَلَ الحمار من محصول البطيخ وضربه ضربة خفيفة بعد ان وضعه في بداية الطريق الى السوق وتركه لوحده الى ان وصل الحيوان – الحمار – الى داخل السوق ووقف امام نفس دكان شريك صاحبه، وبعد ان انزل منه الحمل أُمِرَ بضربة خفيفة ايضا واتجه الى البستان لوحده بعد ان قطع 7 – 8 كيلومترات ذهاباً واياباً تقريباً، واستمر الحال هكذا الى نهاية الموسم!!
موضوع قصتنا يتجلى في القول: ان الخطابات والافكار لا تصنع التاريخ لوحدها ابداً، بل الحياة تنسج من خلال الفعل المتمكن، اي عندما الفكر يجعل الفعل ممكناً من خلال القوى الاجتماعية والاقتصادية التي تستند على البعد الاخلاقي والحقوقي وتكون النتائج ايجابية حتماً عندما تطرح للحوار وتُقبل من قبل المجموعة المطالبة بحقوقها، اذن هناك مواقف وافكار مفتوحة ومتفاهمة وليس موقف وفكر منغلق على نفسه اي مفتاحه يكون في جيب السيد او الشيخ او رئيس الحزب او مرشد ديني او زعيم او حاكم ،،، كل واحد يغلق منطقته على نفسه وجماعته وطائفته ومذهبه وحزبه ومصلحته بمفتاح خاص لا يفتحه الا عندما يطلب منه الذهاب الى القاعة الكبرى لاستلام حصته من دم الاخرين! البقاء في غرفة بدون تهوية تعني السير باتجاه واحد مثل صاحبنا الحمار الذي يعرف مسافة واحدة في طريق واحد وحيد وكأن لا يوجد في هذا الكون سوى (بستان البطيخ والطريق الوحيد والسوق)
ولكن البعض ينسون ويتناسون ان هناك بساتين وطرق واسواق وحمير بانواع واشكال، وخاصة عندما يفتحون صومعاتهم ويرون الطيف الشمسي ومياه النهرين والانهار والهواء العليل يصيبهم دوار البحر وحمى مرض الخنازير والطيور،،،، عندها امامهم طريقان لا غير
الاول - التشبث بالمكان والزمان ومن ثم الكبرياء والحسد والنتيجة تكريس الطائفية والتأكيد على الانا والانا والنحن فقط، مع استعمال اشارات وشعارات براقة وكلمات مستهلكة قديمة مغلفة بمعان جديدة مثلما تخيط فستان قديم بقطعة قماش جديدة ويلبسنا فستان نشاز لنُضَحك علينا الاخرين علناً وسراً
الثاني - بديهية عندما نؤكد ان ابائنا واجدادنا اصبحوا قدماء اليوم، وغداً سنصبح نحن أيضا وهكذا دواليك الى انتهاء العالم، قديماً ان رأى احد اجدادنا طائرة تطير في الجو لا بد وان يقولون: كيف الحديد يطير؟ محتمل انه الله بعينه! وان رأوا تلفزيون او كاميرا فيديو ليتعجبوا بقولهم: كيف كل هؤلاء يسكنون ويتواجدون داخل هذا الصندوق الصغير؟؟؟؟!!! فهل تريدوننا ان نبقى داخل الغرفة الخاصة ونعبد الماضي ونراوح في مكاننا حتى يصل الحمار الى السوق ونبيع البطيخ؟ هل نحن امام نظرية الكهف لافلاطون؟؟؟ ام نبقى على خصوصيتنا وننفتح على الاخر والاخرين بعلمهم وتاريخهم الخاص وثقافتهم المختلفة واخلاقهم وقيمهم المتميزة وطريقة ادائهم الباهروقيادتهم لشعبهم ومجتمعهم بحرية مدروسة وديمقراطية مخصوصة وحقوق مكفولة للجميع، لانهم تطوروا كثيراً وقصروا المسافات بيننا وبينهم بعد ان استعملوا المواد الخام من ارضنا وتاريخنا وحضارتنا وابداعاتنا، ونحن لا نرغب بان نفتح باب شرنقتنا لذا اصبحت المسافة بيننا طويلة والهوة كبيرة بحيث ان قفزنا سنقع ونوقع غيرنا معنا في لهيب وقودها دماء الابرياء ونار من محروقات الدولارات مع علمنا ان جزء منهم ابرياء والجزء الاخر مثل حمارنا العاقل
الخلاصة تكمن في سؤالنا: اي من الطريقين هو الانجع؟ البقاء في الماضي وايقاف الزمن واللعب على الاوتار الخاصة الطائفية والمذهبية والمشاعرالقومية وشراء الذمم واستلام المقسوم!!! أَم الانفتاح وقبول الاخر والاحتفاظ بخواصنا واحترام خواص الاخرين والاعتراف بتساوي كراماتنا مع الجلوس على مائدة واحدة وممارسة ثقافة الحوار الذي لا حل خارجها، ام نحتاج الى ثورة شبيهة بثورات الشباب وفوران الشعوب وغضبها على وضد حكامها الظالمين وخاصة من حكموا عشرات السنين ولازالوا متمسكين بكراسيهم لانها تحلب ذهب على حساب الفقراء والمحتاجين واطفال الشوارع واجساد العذارى والشهداء والارامل والمهجرين والمهاجرين،، اذن تكفينا النظريات والاقوال والتملق وتقديس الاشخاص وطمس الحقيقة مقابل وساخة وسحب الصور والوقوف امام الكاميرا وحضور الحفلات والاجتماعات وان حضرنا لابد من قليل الكلام وكثير الافعال بالملموس والا لنجلس في بيوتنا ولا نضحك على ذقون بعضنا البعض قبل ذقون الاخرين! لان الجميع او الكل اليوم "مفتحين باللبن" وخاصة المظلومين والمعوزين، وبشكل اخص من هم يعيشون الحالة داخل البستان اصحاب القرار وليس نحن الذين نعيش في التدفئة والتبريد والدولارات، وواجبنا هنا تقديم العون باشكاله ليس الا، وكل حسب قابلياته دون المزايدة على الوطنية والقومية، لا تنسوا ان للآخرين اوطانهم وقومياتهم وللحمير مملكتهم أيضا، فهل نسكت على فرض فكر طائفي ومذهبي في مدارسنا وتدريس أطفالنا وشبابنا وبناتنا قصص خرافية بدل من تعليمهم القيم والاخلاق والمحبة وحب الاخر والعيش المشترك؟ عليه وجوب ان نختار بين ان يحملوا على ظهورنا نوع من انواع البطيخ الخاص كالطائفية والمذهبية والتشبث بالقومية مقابل الارض والوطن والهواء والماء والبشر الاصلاء،، مع انتكاس رؤوسنا والنظر الى الارض! !! أو ان نتحرر ونحرر انفسنا من أدرار الماضي المتعلقة في فكرنا وضميرنا وعاداتنا وتقاليدنا، ونؤمن بالاخر كما هو، نعم كما هو باختلافاته عنا ومشتركاته معنا التي تبقى جسراً لنلتقي معاً داخل دائرة "الانسانية"
Icrim1.com



#سمير_اسطيفو_شبلا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حبيبتي أرضي وبستاني/ عراق العراق
- لا أقبل ان تُلَبسني قميصك
- نعلن ثورة على حقوق الانسان
- شكرا منظمة العفو الدولية
- لَمْ يَحنْ دور الملوك بعد
- لتكن الجمعة القادمة -جمعة الحقوق-
- المرأة في المقدمة دائماً
- جُمَعُ التغيير العراقي وثقافة الحقوق
- وطنية شيخ الشهداء -رحو- في ساحة التحرير
- عراق موحد مستقل بعد 25شباط
- الكرامة ليست للبيع / وصية أبي
- ثورة -الخبز والكرامة- العراقية في الافق
- لاهوت السلام يصفع قادة المنطقة
- تسونامي شعبي يضرب الحكام الظالمين
- بقي العراق طفلاً منغولياً ولا زال
- سيف المحبة ل -ساكو- يلتقي غيرة الياسري/نحن بحاجة الى تنقية و ...
- الحقيقة دائماً مُرْة بسبب تقاطعها مع المُضطَهد/الحوار مع صحي ...
- رئاسة الحكومة العراقية/ الشرطة الادارية ضرورة وطنية
- دماء شهداء كنيسة القديسين/الاسكندرية تصرخ
- أسباب الفشل والأمل قادم 2011


المزيد.....




- -الرئاسة الفلسطينية- تدين استخدام واشنطن -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- فيتو أمريكي بمجلس الأمن ضد العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم ...
- مؤسسات الأسرى: إسرائيل تواصل التصعيد من عمليات الاعتقال وملا ...
- الفيتو الأمريكي.. ورقة إسرائيل ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحد ...
- -فيتو-أمريكي ضد الطلب الفلسطيني للحصول على عضوية كاملة بالأم ...
- فيتو أمريكي يفشل مشروع قرار لمنح فلسطين العضوية الكاملة بالأ ...
- فشل مشروع قرار لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة ...
- فيتو أمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة
- الرئاسة الفلسطينية تدين استخدام واشنطن -الفيتو- لمنع حصول فل ...
- فيتو أميركي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سمير اسطيفو شبلا - حمار بستان البطيخ العاقل