أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - الثورات العربية والتحديات القائمة..!














المزيد.....

الثورات العربية والتحديات القائمة..!


كاظم الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 3335 - 2011 / 4 / 13 - 01:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تواجه الثورات العربية الشعبية الجديدة تحديات قائمة، يمكن تقسيمها إلى تحديات البناء، وتحديات المواجهة، إستراتيجية ومرحلية، جديدة وقديمة. وفي كل الأحوال تكون الثورات أمام ظروف صعبة ومعقدة وهي تخوض غمار التحولات والتغيير. فالثورة تغيير متواصل لكل ما في العهد السابق لها، بمستوياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها داخليا، مما يحولها إلى عملية متواصلة ومتقاطعة مع قديمها على جميع هذه الأصعدة. وبديهي تتحداها قوى كثيرة، من العهد السابق ومن القوى التي انحنت أمامها مؤقتا بانتظار الالتفاف عليها، ومن القوى المشاركة في الثورات نفسها، ومن الأعداء الخارجيين. وتتباين تأثيرات كل تحد بموازينه وفعله على الأرض.
هذا أمر طبيعي لأنها أولا ثورات شعبية، وثانيا لها سمات جديدة في صفحات التاريخ العملي للثورات، وثالثا لأنها عفوية ومن اجل الشعب ولخدمة مصالحه وقام بها الشعب بكل قطاعاته وأجياله وتياراته، مع غلبة الأجيال الشابة الفقيرة والمتوسطة، العمالية والجامعية عليها. وقد يكون أول التحديدات اسم أو مفهوم الثورة نفسه، بعد ان ابعد خارج التاريخ العربي، واستخدمت مسميات كثيرة لا تقترب منه. وتأتي بعدها التحديات الأخرى. الاستمرارية في التغيير والتحول فيها من فعل الاحتجاج والانتفاضة إلى الثورة. وهذا يتطلب عمليا الحسم في التنظيم والتخطيط والاتجاهات والعمل المشترك ومهمات البرنامج الثوري لها، في الأوليات والأولويات ويلعب فيها عامل الزمن كثيرا. وواقع الثورة يتطلب التغيير الفعلي ليس في الأسماء والوجوه فقط وإنما في الآليات والأدوات بمعناها السياسي أولا وعلى مختلف الصعد ثانيا.
ولأنها لم تنجز كما حصل في الثورات الكلاسيكية، كامل دورها وإنما تمت ببقاء جسم النظام بعد التخلص من رأسه في تونس ومصر، مثلا، فان الخطر يبقى كبيرا من أعضاء الجسم، كفلول له، ومما اصطلح على قسم كبير منه عربيا في مختلف الثورات بالبلطجية. وهنا تتصارع القوى على المكشوف أو في الخفاء، أو في الحالين معا، مع سلمية الاندلاع والانجاز، وينتصر من يمسك بزمام الأمور ويغلب في موازين القوة في العملية الثورية. وبحكم ان المؤسسة العسكرية في تونس ومصر انحازت بشكل ما إلى الثورة والشعب، إلا ان اغلب قياداتها لم تحسم أمورها بقناعاتها الشخصية، وقد تؤثر عليها قوى خارجية أيضا، وتدفعها إلى الارتداد أو تحرفها مما يجعل منها خطورة حقيقية وتحد كبير، وتأتي المخاوف هنا بحكم إغراءات السلطة وإمكانيات المؤسسة العسكرية والتجارب السابقة التي حصلت في العالم العربي سابقا في التشبث بالسلطة والانقلاب على الثورة الشعبية ومكاسبها وما حققته بتضحياتها. هذا تحد خطير مبكر أمام أية ثورة مما يبقي الحذر واجبا والتفكير في حماية الثورة ومكتسباتها مطلوبا.
كما تشكل الصراعات بين التيارات والاتجاهات التي تحملت مسيرة التغيير وناضلت في صفوف الثورة تحديا كبيرا، إذا لم تستوعب دروس الثورة وتتعاون فيما بينها وتتحمل بشرف نجاح المسيرة وتعمل سوية على بناء دولة مدنية ديمقراطية جديدة فعلا، دون استئثار أو تفرد أو محاولات هيمنة عليها وارتداد بها عن أهدافها الرئيسية التي دفعت بشباب الثورات ان تضحي بدماء زكية ثمنا للحرية والديمقراطية والعدالة والتغيير. وهو تحد يعرف قديما، في القول القائل: الثورة تأكل أبناءها. الأمر الذي ينبغي ان يكون واضحا أمام الجميع، من شارك بالثورة أو ساهم بتحقيقها أو انتمى إليها، بعد نجاح الثورة في تونس ومصر خصوصا، واستمرارا للثورات المشتعلة الآن في غيرهما من البلدان، ان يضع أمامه طبيعة الثورة والمهمات الإستراتيجية لها قبل كل اعتبار آخر، فئوي أو إيديولوجي أو بأبعاد ضيقة وقصر نظر ونسيان أهمية المنجز وآفاقه ومصير الثورة والشعب أيضا.
يتلو ذلك النظر في حل التحديات الإستراتيجية في البناء، ومن أبرزها إشاعة مفاهيم الثورة والتقدم والتطوير، في تثوير قضايا الثقافة الوطنية وقيم التعليم التربوية والمشاركة الجماهيرية وتمكين المرأة فيها والتخلص من سياسات التخلف والفردية والأنانية وما يرجع عجلة الثورة عن التطور والتجديد. وهذه لها أبعاد مختلفة تعتمد على سبل تنفيذها والإبداع فيها. وتبرز فيها السياسات الجديدة المتبعة في التعامل مع الإرث السابق ومكوناته البشرية خصوصا. والانتباه إلى إنسانية الثورة والتغير السلمي وقيم الكرامة والحس الوطني. وتقديم نموذج فعلي، بتحكيم العقل والمنطق الإنساني والتركيز على المكتسبات والنهوض الثوري بها والابتعاد عن روح الانتقام والاستئصال والاحتكار وإعادة إنتاج السيناريوهات السوداء للدكتاتوريات السابقة أو استنساخ العنف والاستبداد والفوضى.
من بين ابرز التحديات أيضا صناعة الحلول المناسبة والعملية للإشكاليات والقضايا الأساسية التي لعبت الأنظمة والسلطات الديكتاتورية عليها، فيما يتعلق بالوحدة الوطنية ومشاريع الفتنة والتفرقة، والعمل على إشاعة روح المواطنة والمساواة وتطوير عجلة التنمية المستدامة والحكم الرشيد وتعميق منجزات الثورة الوطنية الديمقراطية ومهماتها الكفاحية. واستخلاص الدروس والعبر والتجديد في معالجاتها. ولعل ما حدث في تونس ومصر إلى الآن من خطوات صحيحة في تطهير الحكم واحترام الحياة الحزبية والنقابية وبناء مؤسسات جديدة للأمن والعمل الوطني، عبرة ودرسا آخر إلى غيرها من الثورات والتحولات التي يتوجب ان تتواصل وتستمر كتحديات مستقبلية إستراتيجية للعالم العربي . هذه جزء من تحديات كثيرة، داخلية وخارجية، تثير مخاوف فعلية من الانقضاض على الثورات الشعبية وتشويه مساراتها التنويرية والحضارية التي مارستها ويؤمل تطويرها عربيا.



#كاظم_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورات العربية والأحزاب السياسية
- زمن الغضب العربي
- ميدان التحرير.. الاسم والمسمى
- التغيير ... من الأمل إلى العمل
- العراق: تحذير أمريكي وطمأنة بايدن
- مظفر الريل وحمد
- المشهد السياسي في العراق: العودة إلى المربع الأول
- الحراك الشعبي والتغيير في العالم العربي
- إن للطيور أجنحة..!
- قراءة في المجابهة الكبرى
- المحروسة
- حجر
- شعر سويدي باللغة العربية: رقصة القصيدة وفي الحيوان
- كلمات القلب وعثرات اللسان..
- قصاصات ورق..!*
- حروف المنفى
- صور عن مناضلات عراقيات
- توضيح
- رسالة الى الرفيقات النصيرات
- فرسان بشت آشان..!


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - الثورات العربية والتحديات القائمة..!