أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - أنا الأردني الأصل















المزيد.....

أنا الأردني الأصل


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3334 - 2011 / 4 / 12 - 18:56
المحور: كتابات ساخرة
    


أنا مواطن أردني وأحمل جواز سفر أردني وبطاقة شخصية أردنية ومع ذلك أخاف داخل الأردن من أن أكشف للناس هويتي, فحين يسألني الناس هل أنت أردني؟ فغالبا ما أخاف من هذا السؤال: لالا فشر ولا أكون أردني أنا فلسطيني, وذلك لكي أتمكن من العمل ومن أكل الخبز فغالبية الذين أعمل عندهم فلسطينيون ولو أنهم يشكون بي بأنني أردني فحتما سوف أضيع وأموت من الجوع, لذلك أنا مواطن أردني يكذب ويقول بأنه فلسطيني في أغلب الأحيان وأتنكر لوطنيتي ورجلي فوق رقبتي, وحصل معي أكثر من مرة بأن تبرأت من الفلسطينيين ومن الأردنيين وكثيرا ما كنت أقول للعمال الذين أعمل معهم: أنا مواطن مصري من محافظة سوهاج وركبت واتسطحت فوق القطر واتدليت المحروسة وامي وأبوي فتهم بعافيه شويه عند السيده زينب , خالعين الجِزم من رجليهم يبوسوا في الحديد ويتوسلوا للمرسي أبو العباس يرزقني بناس طيبين زيكوا, فيصدقون من هذه اللهجة بأنني مصري , وتخيلوا معي بأننا في الأردن كأردنيين الشعب الوحيد في العالم الذي يتذبذب للغرباء ويتذلل لهم لكي يقدر على شراء الخبز.


وأنا مواطن أردني أتضرر أينما ذهبت في كافة أرجاء الأردن وأدفع غصبا وكرهاً للحكومة وللشركات النصابة ورجلي فوق رقبتي, ودائما ما أدفع وأنا فمي مسدود ..ولا أشعر بأنني مواطن أردني محترم بل دائما أشعرُ بأنني لقيط أو مخلوق قادم من كوكب آخر, وأدفع ورجلي فوق رقبتي فكل الذين أتعامل معهم يقولون لي ستدفع ورجلك فوق رقبتك , فإذا دخلت المحكمة في قضية فإنني أخرج منها بقضية أخرى أتفاجأ بأنها مسجلة عليّ كقيد بعد أن أكون قد خرجت أولا ببراءة وعدم مسئولية وأدفع ثمن ذنب لم أقترفه ورجلي فوق رقبتي.

وأنا مواطن أردني إذا اتفقت مع شركة موبايلكم على خدمة الإنترنت بعقد قدره 21 دينارا شهريا أتفاجأ بفاتورة تأتيني ب33 ديناراً شهرياً, وحين أراجعهم واطلب منهم إنهاء العقد يقولون لي : أوكي بس لازم تدفع 100 دينار أردني بدل فسخ العقد, يعني بصراحة وكأنهم يقولون لي : بدك تدفع ورجلك فوق رقبتك, لذلك أفضل أن أطلب حق اللجوء السياسي من دولة محترمة مثل جمهورية إسرائيل العظمى أو مملكة داوود العظمى..أو مملكة يهودا والسامره العظمى.

وأنا مواطن أردني أتفاجأ يوميا بأنني مشترك في خدمة إرسال الرسائل القصيرة واستقبالها وأعاقب على ذلك بأن شركة الاتصالات الأردنية موبايلكم يحسمون من رصيدي 10 قروش في كل ساعتين, يعني أنا طوال النهار أحرث وأدرس لشركة موبايلكم, وأعترض ومع ذلك أدفع في النهاية ورجلي فوق رقبتي.


وأنا مواطن أردني إذا شحنت كرت موبايلكم الخاص بي ببطاقة (أم الخمس دنانير) أدفع ثمنها 6.50 ستة دنانير ونصف وهذا شيء طبيعي وفوق كل ذلك أفاجأ بعد 5 ساعات من الشحن بأن بطاقتي أصبحت تالفة وعليّ استبدالها ببطاقة أخرى بقيمة 3 دنانير, وأعترض على ذلك وأدفع الثمن ورجلي فوق رقبتي.

وأنا مواطن أردني أقترح على شباب 24 آذار أن يقفوا على دوار الداخلية لينادوا بضرورة إسقاط شركة موبايلكم الأردنية لأننا نتعرض بسببها للأذى.
وأنا مواطن أردني عندي مجموعة اقتراحات من بينها استبدال اسم المملكة الأردنية الهاشمية بإسم مملكة موبايلكم الأردنية, وأقترح أيضا على شركة موبايلكم أن يشتروا داري أو يخرجوني منها بالقوة لأنني بصراحة أنوي طلب حق اللجوء السياسي من إسرائيل وأن أترك الأردن كله والجمل بما حمل للزعران وللبلطجية, أنا لا يمكن أن أستمر في حياتي أو أن تستمر حياتي في هذه المملكة .

وأنا مواطن أردني إذا ركبت في السرفيس من أي مكان في الأردن فإنني أتفاجأ حين أنزل من السرفيس أنني دفعت ورجلي فوق رقبتي زيادة عن الأجرة المقررة.

وأنا مواطن أردني إذا ركبت سيارة أجرة خاصة وكانت قراءة العداد دينار أردني واحد فقط لا غير فإنني أنزل من السيارة وأدفع للسائق دينار ونصف ورجلي فوق رقبتي.

وأنا مواطن أردني إذا استهلكت مياه صحية لمنزلي بقيمة 4 دنانير فإنني أدفع 10 دنانير ورجلي فوق رقبتي.

وأنا مواطن أردني إذا أردت الخروج من منزلي لقضاء أي حاجة فإنني أقبُل أولادي قُبلة الوداع الأخير قبل خروجي لأنني أعلم بأنني في بلد لا يمكن أن أعيش به في سلام دائم ولا يمكن أن يمر عليّ يوم واحد دون أن أتعرض للأذى, وصدقوني أنني كلما خرجتُ من داري أشعرُ فعلاً بأنني قد لا أعود إلى بيتي نهائيا أو قد لا أعود سالما غانما, ذلك أن الحكومة تمكر بالمواطن الأردني وتحاول إسقاطه نهائيا في قضايا الشرف عامدا متعمدا زورا وبهتانا, لذلك أنا غير أمين على شرفي في الأردن وعلى سمعتي.

وأنا مواطن أردني إذا قرأت في أي محل تجاري أسعار بضاعة ودخلت لشرائها فإنني أدفع زيادة عن المعلن عنه ورجلي فوق رقبتي.

وأنا مواطن أردني إذا ذهبت إلى شركة الكهرباء الأردنية فإنني أتفاجأ بأنني قد وصلت إلى دائرة الأراضي لإتمام معاملة شركة الكهرباء وفي دائرة الأراضي وجدت نفسي أكثر من مرة في المحكمة الشرعية, وهنالك أدفع ثمن ذنب لم أقترفه ورجلي فوق رقبتي بمبلغ وقدره أكثر من 170 دينار أردني قبل أن أعود إلى شركة الكهرباء لإتمام المعاملة, لذلك أنا مواطن أردني أطالب الدول الغربية بإجراء حضر إداري على الأردن أو بأن يفرضوا علينا الوصاية.

وأنا مواطن أردني إذا ذهب ابني إلى المدرسة فإنني بصراحة أبقى خائفا عليه من المدرسة فالمدرسة غير أمينة على ولدي وجدرانها والأدراج التي يجلس فيها كل ذلك غير مؤتمن على صحة ولدي ,وإذا خرج من المدرسة أخاف عليه من الشارع وإذا خرج من الدار أخاف عليه من الشارع وإذا اشترى أي منتج أردني فإنني أقول له: دير بالك هذا صناعة أردنية,ولي الحق بأن أحمل كافة أفراد عائلتي وبأن أطلب من أي دولة محترمة حق اللجوء السياسي.

وأنا مواطن أردني غير أمين على أولادي من الشوارع الأردنية وغير أمين عليهم من المدارس الأردنية وغير أمين عليهم من وزارة التربية والتعليم وأنا مواطن أردني فقد الثقة في الأردن قيادة وحكومة وشعبا.

وأنا مواطن أردني إذا خرجت من داري أو من بيتي فإنني كثيرا ما أفكر بالتأمين على حياتي ضد الحكومة الأردنية, ولو يوجد في الأردن قانون يؤمن على حياتي ضد النظام الأردني فإنني حتماً أول من يذهب للتأمين ذلك أنني أعرف بأن كل مصائبنا ومشاكلنا يفتعلها أو تفتعلها الحكومة افتعالا, ولا يوجد في العالم كله حكومة تفتعل وتختلق المشاكل مع الشعب إلا الحكومة الأردنية.

وأنا مواطن أردني إذا خرجت زوجتي من البيت أو أختي فإنني أوصيهن جميعا بعدم الاحتكاك بالأمن العام الأردني ودائما ما أوصي أختي : إذا تعرضت للأذى أو إذا شعرت بأنك بحاجة للمساعدة أطلبي المساعدة من أي شخص ما عدى الأمن العام الأردني, وإذا عاكسك رجل أمن عام أو تحرش فيك فقولي: ما بدناش مشاكل , خشية أن نقع في مشاكل كالتي وقعت فيها قبل أسبوع المواطنة (آثار العلاونه).



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روحي
- من سيطمع بالبنت الأردنية؟
- السوالف عن الناس الطفرانه
- هرمنا
- عسكر وحراميه
- اتجاهات
- من يوميات مثقف أردني4
- ماذا أعبد؟
- البنت مش عيب
- كلمة إلى ابنتي وفاء البتول
- وأخيرا جاءت وفاء سلطان
- الأوراق المتسخة
- أنا مجرد رقم
- أعداء الأردن
- ممن يتعلم الأطفال الكذب!
- المرأة تستعمل لسانها للحوار والرجل يستعمل يده للحوار
- الريموت كنترول
- مظاهرة تأييد في لواء الطيبه
- تأويل النص
- أمة عرصه ورب غفور


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - أنا الأردني الأصل