أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - القدس تاريخ حافل














المزيد.....

القدس تاريخ حافل


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 3334 - 2011 / 4 / 12 - 11:55
المحور: القضية الفلسطينية
    


جميل السلحوت:
بدون مؤاخذة-
القدس تاريخ حافل
القدس عاصمة التمدن العربي-3-
عندما يطل المرء على القدس القديمة تنتابه مشاعر لا يستطيع تفسيرها، فنفسه ترتاح ويشعر بسعادة غير مسبوقة، ويشعر أنه قريب من الله، وأن الله سبحانه وتعالى قريب منه، ولا يملك الا أن يخرّ ساجدا لله، وهذا ما فعله الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فعندما اكتحلت عيناه برؤية القدس من قمة"جبل المؤامرة"الذي يطل على المدينة من جهتها الجنوبية، هلل وكبر وخرّ ساجدا لله، فأطلق العرب والمسلمون على الجبل اسم(جبل المكبر) وهذا هو الجبل الذي ولدت وعشت ولا أزال فيه أنا البدوي المنحدر من عشائر بدوية، ويقلقني البحث عن المكان الذي هلل وكبر فيه خليفتنا الثاني، فالبناء الاستيطاني يغطي سفوح الجبل من جهاته الأربع، ويتربع قصر المندوب السامي البريطاني على قمة الجبل، ويستعمل منذ انتهاء الانتداب البريطاني في 15 أيار 1948 وحتى الآن كمقر رئيس لقوات الطوارئ الدولية في الشرق الأوسط، وعندما بنى الاحتلال البريطاني قصر المندوب السامي عام 1922فزع زيتونة فلسطين الشاعر الراحل عبد الكريم الكرمي"أبو سلمى"وأنشد قصيدته الشهيرة التي مطلعها:
جبل المكبر طال نومك فانتبه* قم واسمع التكبير والتهليلا
جبل المكبر لن تلين قناتنا***حتى نهدم فوقك الباستيلا
ونشر قصيدته تلك في مجلة الرسالة المصرية التي كان يرأس تحريرها الأديب عبد القادر المازني موقعة باسم "أبو سلمى"فاحتار المحتلون بمن يكون أبو سلمى هذا، فلا بد أن يكون واحدا من الشعراء الفحول الثلاثة: الكرمي، ابراهيم طوقان، وعبد الرحيم محمود، فاختار عبد الكريم الكرمي القصيدة الموقف وخسر عمله في الاذاعة، أما أنا فقد أفزعتني الأمم المتحدة بعد حرب حزيران 1967 عندما قلصت مساحة الأرض المحيطة بالقصر، وأعادت السياج الى الداخل تاركة أكثر من ألف دونم للبناء الاستيطاني، ولم يراجعها أحد بذلك، وفزعت عندما بدأ استيطان قمة الجبل وسفوحه الغربية في العام 1972، واستولت المستوطنة على أراضي لمالكين من أبناء قريتي ومن قرية صورباهر المجاورة، لكنني فزعت أكثر في السنوات القليلة الماضية عندما شرعوا ببناء حيّ استيطاني على السفوح الشرقية للجبل، ومتداخلة في وسط بيوت عدد من أبناء قريتي، فشعرت أن نيران الاستيطان قد وصلت بيوتنا، لكنني فزعت الى درجة كبيرة عندما رأيت الدبابات الاسرائيلية تسيطر على الجبل في أول أيام حرب 1967.
ما علينا فـ"هي الأيام دول من سرته أيام ساءته أزمان"لكن ما أفزعني حقا هذه الأيام هو شعار"القدس عاصمة العشائر العربية" فهل ضاقت القدس بجلها وجلالها لتكون عاصمة للعشائر؟ وهل سنمحو تاريخ مدينة تصنع التاريخ نفسه؟ وأين سنضع حياة التمدن والحضارة التي بناها المقدسيون عبر التاريخ؟ وهل التمدن والعشائرية والعادات والتقاليد تأتي من خلال شعار نرفعه؟ وهل نتقي الله في مدينة هي عنوان عروبة فلسطين وقبلة المسلمين الأولى، ومكان حجيج المؤمنين من الديانات السماوية الأخرى؟
وكم كانت سعادتي عندما صدر كتاب الدكتور صبحي غوشة في الأسابيع القليلة الماضية عن"الحياة الشعبية في القدس في القرن العشرين" وكتاب "القدس والبنت الشلبية" للدكتورة عايدة النجار، ومع الجهد الكبير المبذول في الكتابين، الا أن هناك الكثير مما يمكن عمله وانجازه عن تراث المدينة وحضارتها، لكنه لا يجد من يتبن الفكرة قولا وعملا، وهناك الملايين التي تصرف باسم القدس، لكنها تتبخر عند الحديث عن تراث القدس وحضارتها والحراك الثقافي فيها، وكأننا دون تخطيط مسبق نريدها "عاصمة للعشائر"، فهل نحن على وعي وادراك لما جرى ويجري وسيجري في القدس؟ أم أننا سنحافظ على تراثنا العشائري ونغني:
بالله تصبو هالقهوه وزيدوها هيييييييييل
واسقوها للنشامى ع ظهور الخييييييييييل
ومع أهمية تراثنا العشائري، ودوره في بناء مجتمعاتنا، الا أنه لا يساوي شيئا أمام عظمة المدينة المجبول ترابها بدماء آبائنا وأجدادنا.
12-نيسان-2011
مدونة جميل السلحوت: http://www.jamilsalhut.com



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القدس عنوان حضارتنا
- القدس عاصمة التمدن العربي
- مزين برقان في ندوة اليوم السابع
- العمالة الوافدة تهدد عروبة دول الخليج العربي
- من أدب الرحلات-في لبنان جنة الشرق
- الأبواب المنسية في ندوة مقدسية
- ديكتاتورية القائمين على المؤسسات
- الأرض محور الصراع
- من أدب الرحلات-سوريا
- فوبيا عقلية المؤامرة
- المتوكل طه يطرق الأبواب المنسية
- د. صبحي غوشة والحياة الاجتماعية في القدس
- فوز....تكريم....ورحيل
- لن ينقذ ليبيا إلا الليبيون
- لا لتدمير ليبيا ولا لحكم القذافي
- بين الشيطنة والأنسنة
- الاحتفال بالذكرى العشرين لانطلاقة ندوة اليوم السابع الثقافية ...
- كي لا تضيع فرصة التحول للديموقراطية
- مزين برقان تبدع رواية الحب
- د. غوشة والحياة الاجتماعية في القدس


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - القدس تاريخ حافل