أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ماهر علي دسوقي - طفلة فلسطينية تحرج مسؤولاً في منظمة التحرير














المزيد.....

طفلة فلسطينية تحرج مسؤولاً في منظمة التحرير


ماهر علي دسوقي

الحوار المتمدن-العدد: 3334 - 2011 / 4 / 12 - 00:42
المحور: حقوق الانسان
    


هي براءة الأطفال وجرأة الصغار تتحدث فتلقي بظلالها على الأمكنة التي علاها التدليس والقمأ .. تحضر فتملأ الأرجاء بعطر لطالما غالبته رائحة الرطوبة والصدأ.. هي لحظات في حياتنا تأتي فتترك من الأثر ما لم تتركه عقودٍ خلت..

فما يخط هنا ليس من الخيال او من بنات افكار المحُال .. بقدر ما هي واقعة صدق لا نألفها لدى الكثير من ابناء جلدتنا هذه الايام .. او قل هي صراحة قول جهلنا دروبها منذ زمن بعيد.. واعتدنا وفقها على النفاق ومحاباة أهل الأمر والنهي .. والعيش كعبيد..

فقد سَعُد طلاب الصف السادس في احدى مدارس رام الله بالضيف القادم، لا لمعرفتهم المسبقة به او لشوقهم او شغفهم لسماع ما سيقول.. بل من باب كسر الروتين والخروج على المألوف الممل.. وما ان دخل قاعة الصف حتى بدى منتشياً بما لديه من معلومات عن "م.ت.ف"، فالدرس الخامس من الوحدة الثانية لمقرر التربية الوطنية يحمل عنوان "منظمة التحرير الفلسطينية"..

طفلة تبلغ من العمر احدى عشر سنة، وقفت.. بعد محاضرة بدت اكثر مللاً من "الحصص التقليدية"، وفي خلدها ما تعلمته قبل ايام في درس اللغة العربية .. "كن جريئاً بالحق ولا تبالي" .. فاستجمعت ما لديها من صوت لتلقي على الضيف المسؤول "الموظف" سؤالها غير الخيالي ....

فقرأت من الدرس السطر التالي .. انتخب احمد الشقيري في المؤتمر التأسيسي الاول لمنظمة التحرير الفلسطينيه .. على ظريق تحرير فلسطين.. رئيسا للجنة التنفيذيه ..الخ، وعليه.. وبكلمات واثقه سالت.. لماذا لا توضع صور احمد الشقيري الى جانب صور "عرفات"و"عباس" في مؤسسات السلطة والمنظمة التي انتصرت ؟! وهل لعدم كونه عضوا في حركة فتح لذلك علاقه ؟! وهل هذا التجاوز يعتبر من طباع المناضلين الغلابه ؟

زمجر المسؤول المفترض حيث لم يتوقع ان يسأله هذا السؤال احد، فلطالما خرست الألسن او التصقت في الحلوق قبل ان تنطق اسم الشقيري ، فما باله ان تستهجن طفلة عدم "تعليق" صورته الى جانب او قبل ياسر عرفات ومحمود عباس!! هذا امر حتما فيه مكيدة و التباس.

وما كان منه الا ان اشاح بوجهه الى طالبة اخرى لتسأل.. لكنه ما ابعد نظره عنها طوال اجاباته الاخرى..وكأنه يقول .. انظري كيف اجيب بطلاقه وهذا لساني لما اقول شهاده .

ومن الغرابة حقاً ان مدرسة التربية الوطنية لم تتدخل ولم تطلب منه الاجابة .. لعلمها ان مجارات الطفلة قد "يحرجها امام من يمثل "سلطة" الشعب الفلسطيني والرقابه.

عادت الى البيت وفي ذهنها ان السؤال غير مهم لذلك تجاهله المعني .. لكن "الغمة" انقشعت حين سألت والدها الذي ابدى بدوره اهتماماً خاصاً بالسؤال .. وقال: السؤال يا صغيرتي في محله .. ويحمل من الذكاء والفطنة الكثير .. لكنهم لن يجيبوا عليه لان فيه ايضا الكثير ..

ألا عجباً لهذه المناهج التي تعلم الطالب ان يكون في الحق جريئاً من جهة .. وحين يسأل عما وضع فيها توصد في وجهه الأبواب من جهة ثانية ..

ان تصرف هذا "المحاضر الضيف" ينم عن دراية ومراس خاص في تجاهل من يعارضه الرأي..تماما كمُوظِّفيه .. والا لكان اجاب.. فالتجاهل هنا يعني رفض الجرأة والتمرد على القائم، بل انه يحمل في طياته اصراراً غريباً على نهج التلقين "والبصم" والبقاء تحت عباءات "النظام"..

نعم، انه سؤال مشروع ويحتاج الى اجابة .. ليس من باب الاعجاب بالرجل الراحل المؤسس واترابه .. بل من باب الاحترام لدوره امام احفاده ..
.. فالى متى يلغى من "سبق" ويعلن عن بداية اخرى لمن لحق.. لا لشيء الا لانه على غير هدى اللاحقين كان قد خطى..وعلى غير صراتهم قضى اومضى ...

هل علتم الآن.. ما يضرهم لو جُعل العلم في المدارس بين التلاميذ جرأة وانصاف.. لا تلقين وتدجيل واسفاف ..لان من يمتلك العلم عن وعي وفطنة كسلاح ..لابد له وان يشهره رافضا الخنوع والالتفاف..

واخيرا ...
هل اصبح الكتاب في زماننا الصديق الذي يعاتب.. والجليس الذي ينافق؟!



#ماهر_علي_دسوقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جالدو نساء السودان .. يجلدون!
- الشعب الامريكي اولى بالثورة على نظامه
- حماية المستهلك الفلسطينية 1989-2011 تجربة شعبية رائدة (6)
- في ذكرى يوم الارض .. عين على مجازر الصهاينة
- حماية المستهلك الفلسطينية 1989-2011 تجربة شعبية رائدة (5)
- فتوى كَعِطرِ مَنشِم
- حماية المستهلك الفلسطينية تجربة شعبية رائدة 1989 - 2011 (4)
- في ذكرى جيفارا غزة
- حماية المستهلك الفلسطينية 1989 - 2011 تجربة شعبية رائدة (3)
- حماية المستهلك الفلسطينية 1989 - 2011 تجربة شعبية رائدة (2)
- حماية المستهلك الفلسطينية 1989 - 2011 تجربة شعبية رائدة
- بجس الحرية .. ليبيا
- الشيخ امام .. في التحرير ثورة في لحن
- سمة العصر .. إرادة الشعوب
- أبرهة النيل
- مليون ونصف دولار لكل مواطن مصري فقير
- كومونة فقراء القاهرة
- بو عزيزي سبارتاكوس العرب


المزيد.....




- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-
- السعودية ترحب بالتقرير الأممي حول الاتهامات الإسرائيلية بحق ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ماهر علي دسوقي - طفلة فلسطينية تحرج مسؤولاً في منظمة التحرير