أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الاء حامد - المسالة الاجتماعية والدين الإسلامي














المزيد.....

المسالة الاجتماعية والدين الإسلامي


الاء حامد

الحوار المتمدن-العدد: 3333 - 2011 / 4 / 11 - 23:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المسالة الاجتماعية والدين الإسلامي
مشكلة العالم التي تملا فكر الإنسانية اليوم وتمس واقعها بالصميم هي مشكلة النظام الاجتماعي والتي تتمثل في إعطاء إجابة واضحة عن السؤال التالي: ماهو النظام الذي يصلح للإنسانية وتسعد به في حياتها الاجتماعية ؟

ومن الطبيعي ان تحتل هذه المشكلة مقامها الخطير وان تكون في تعقيدها وتنوع الألوان الاجتهاد في حلها مصدرا للخطر على الإنسانية ذاتها, لان النظام داخل في حساب الحياة الإنسانية ومؤثر في كيانها الاجتماعي في الصميم.
لهذا جاءت الأديان لتكون منقذة للبشرية من اعوجاجها الفكري القاصر على فهم واقع الحياة الاجتماعي الذي دفع بالإنسانية في شتى ميادينها الفكرية والسياسية إلى خوض جهاد طويل, وكفاح حافل بمختلف ألوان الصراع, وبشتى مذاهب العقل البشري التي ترمي إلى إقامة البناء الاجتماعي وهندسته ورسم خططه ووضع ركائزه , وكان جهادا مرهقا يضج بالمآسي والمظالم .ويزخر بالضحكات والدموع وتقترن فيه السعادة مع الشقاء ,كل ذلك لما كان يتمثل في تلك الألوان الاجتماعية من مظاهر الشذوذ والانحراف عن الوضع الاجتماعي الصحيح , ولولا الومضات الدينية التي شعت في لحظات من تاريخ هذا الكوكب لكان المجتمع الإنساني يعيش في مأساة مستمرة , وسبح دائم في الأمواج الزاخرة.

لا أريد ان استعرض ألان كل أشواط الجهاد الإنساني وإنما اختصره في الجادة الصحيحة التي من خلالها تسير بها سفينة الحياة لترسوا في شاطئ السلام والخير وتؤوب حياة مستقرة يعمرها العدل والسعادة بعد جهد وعناء طويلين وبعد تطواف عريض في شتى النواحي ومختلف الاتجاهات.
لهذا اوجد الدين الإلهي قاعدة فكريه تمثل النظرة الصحيحة للإنسان إلى حياته فجعله يؤمن بأن حياته منبثقة عن مبدأ مطلق الكمال . وإنها إعداد للإنسان إلى عالم لا عناء فيه ولا شقاء. وسبق ان ذكرت في احد تعليقاتي في مقال السيد طلعت خيري على مقياس رباني خلقي أوجدته الأديان للإنسان في كل أدواره وخطواته والمقياس هنا هو رضا الله"

واعتمد الدين الإسلامي دون غيره على هذا المنظار كثيرا حيث اوجد قاعدته الفكرية للحياة الاجتماعية بمقياس رضا الله . فليس كل ما تفرضه المصلحة الشخصية فهو جائز وكل ما يؤدي الى خسارة شخصيه فهو محرم"(1) ومن هذا المنطلق يكون الهدف الذي رسمه الإسلام للإنسان في حياته هو الرضا الإلهي " والمقياس الخلقي الذي توزن فيه جميع الأعمال إنما هو مقدار ما يحصل بها من هذا الهدف المقدس . والإنسان المستقيم هو الإنسان الذي يحقق هذا الهدف والشخصية الإسلامية الكاملة هي الشخصية التي سارت في شتى أشواطها على هدي هذا الهدف وضوء هذا المقياس وضمن إطاره العام.
ويقوم هنا الدين هنا برسالته الكبرى التي لا يمكن ان يضطلع بأعبائها غيره ولا إن تحقق أهدافها البناءة وإغراضها الرشيدة إلا على أسسه وقواعده فيربط بين المقياس الخلقي الذي يضعه للإنسان وحب الذات المتركز في فطرته.

فأن المقياس الفطري يتطلب من الإنسان ان يقدم مصالح الذاتية على مصالح المجتمع ومقومات التماسك فيه, والمقياس الذي ينبغي إن يحكم ويسود هو المقياس الذي تتعادل في حسابه المصالح كلها , وتتوازن في مفاهيمه القيم الفردية والاجتماعية .
طيب كيف يتم التوفيق بين المقياسين وتوحيد الميزانين لتعود الطبيعة البشرية الإنسانية في الفرد عاملا من عوامل الخير والسعادة للمجموع بعد ان كانت مثار المأساة والنزعة التي تتفنن في الأنانية وإشكالها ؟؟

إن التوفيق والتوحيد يحصل بعملية يضمنها الدين للبشرية التائهة وتتخذ العملين أسلوبين (2)
الأسلوب الأول: هو تركيز التفسير الواقعي للحياة وإشاعة فهمها في لونها الصحيح كمقدمة تمهيدية إلى حياة أخروية يكسب الإنسان فيها من السعادة على مقدار ما يسعى في حياته المحدودة هذه. في سبيل تحصيل رضا الله . فالمقياس الخلقي او رضا الله يضمن المصلحة الشخصية في نفس الوقت الذي يحقق فيه أهدافه الاجتماعية الكبرى . فالدين هنا يأخذ بيد الإنسان الى المشاركة في إقامة المجتمع السعيد والمحافظة على القضايا العادلة فيه التي تحقق رضا الله ,لان ذلك يدخل في حساب ربحه الشخصي , مادام كل عمل ونشاط في هذا الميدان يعوض عنه بأعظم العوض واجله.

الأسلوب الثاني: هو التوفيق بين الدافع الذاتي والقيم أو المصالح الاجتماعية فهو التعهد بتربية أخلاقية خاصة,تعنى بتغذية الإنسان روحيا وتنمية العواطف الإنسانية والمشاعر الخلقية فيه .فينتج عن ذلك للإنسان حبه للقيم الخلقية بعد إن نشأت سبب ذلك مجموعة من المشاعر والعواطف النبيلة التي بثها الدين للإنسان على احترامها وجعله يستبسل في سبيلها ويزيح عن طريقها ما يقف إمامها من مصالحه ومنافعه . وليس معنى ذلك ان حب الذات يمحى من الطبيعة الإنسانية ,بل العمل في سبيل تلك القيم والمثل الدينية تنفذ كامل لإرادة حب الذات . فأن القيم بسبب التربية الدينية تصبح محبوبة للإنسان ويكون تحقيق المحبوب بنفسه معبرا عن لذة شخصية خاصة فتفرض طبيعة حب الذات بذاتها السعي لأجل القيم الخلقية المحبوبة تحقيقا للذة خاصة.
فهذان هما الطريقان اللذان ينتج عنهما ربط المسالة الخلقية بالمسالة الفردية ويتلخص احدهما في إعطاء التفسير الواقعي لحياة أبدية لا لأجل ان يزهد الإنسان في هذه الحياة ولا لأجل ان يخنع للظلم ويقر على غير العدل ... بل لأجل ضبط الإنسان بالمقياس الخلقي الصحيح الذي يمده ذلك التفسير بالضمان الكافي.
ويتلخص الأخر في التربية الخلقية التي ينشأ عنها في نفس الإنسان مختلف المشاعر والعواطف التي تضمن إجراء المقياس الخلقي بوحي من الذات.
فالفهم المعنوي للحياة والتربية الخلقية في رسالة الإسلام هما السببان المجتمعان على معالجة السبب الأعمق للمأساة الإنسانية.



مصادر الاقتباس
1.فلسفتنا
2.المصدر نفسه اعلاه



#الاء_حامد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل حرق القران حلا؟!!
- العلمانية والاديان وفق نظريتان مختلفتان
- الاسلام والارهاب جزء الثاني
- الاسلام والارهاب الجزء الاول
- ابى العراق ان يثور وينتفض!!!
- العراق ينتفض اليوم وغدا المصير
- متى جياع العراق ينتفضون!!!
- يا مبارك .. يا مبارك .. الطيارة في انتظارك
- رثاء لشهداء الاربعينية من قلب مسيحية
- دروس في ثورة تونس الخضراء
- الهوية الوطنية الحلقة الاخيرة
- الهوية الوطنية ( الحلقة الثانية )
- الهوية الوطنية - الحلقة الاولى
- الطائفية وثقافة الاستئصال في الإسلام ج5
- الطائفية وثقافة الاستئصال في الإسلام ج4
- الطائفية وثقافة الاستئصال في الاسلام ج3
- الطائفية وثقافة الاستئصال في الاسلام ج2
- ( الطائفية وثقافة الاستئصال في عالم الإسلامي )ج1
- أوراق مهربه ( ضحايا حسن النية ) ج7 لأبو غريب حكاية-
- أوراق مهربة ( ضحايا حسن النية ) ج6


المزيد.....




- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الاء حامد - المسالة الاجتماعية والدين الإسلامي