أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا الظاهر - تأملات / صوب المرتجى بأناشيد سلم وحرية !














المزيد.....

تأملات / صوب المرتجى بأناشيد سلم وحرية !


رضا الظاهر

الحوار المتمدن-العدد: 3333 - 2011 / 4 / 11 - 17:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تأملات

صوب المرتجى
بأناشيد سلم وحرية !

لا يحار المرء كثيراً في تفسير موقف "المتنفذين" من الاحتجاج السلمي، فهذا مرتبط، أساساً، بخشيتهم من تهديد الأصوات المحتجة، المختلفة، لامتيازاتهم. وكم يتمنى المرء لو أن هؤلاء المتنفذين، قصيري النظر الى حد تضحيتهم بمن يسعون الى دعمهم، يدركون هذا الواقع ويتخلصون من عماهم الآيديولوجي وازدرائهم للرأي الآخر والاختلاف في التأويل والاجتهاد.
وإذا كان مفهوماً أن يخشى الحكام من خصوم، فإنه من غير المفهوم أن يخشوا من متضامنين ساعين الى إصلاح النظام والعملية السياسية، إلا إذا كانوا، هم أنفسهم، من السعاة الى تحويل المحتجين الى خصوم في السياسة والفكر، فيمهدوا، بذلك، سبيلاً أمام خصوم حقيقيين للعملية السياسية، وبينهم، بالطبع، أنصار النظام المقبور ممن يغذون نزعات قمع "المعارضين" وتخويف السلطة التي تسلقوا أو تسللوا إليها بعد أن خرجوا من معطف الدكتاتورية الفاشية، متلونين كحرباء.
ولا حاجة بنا الى كثير قول إن السبب الرئيسي للاحتجاجات يتمثل في استمرار الأزمة الاجتماعية في البلاد على مختلف الصعد، وإن الحركة الاحتجاجية، الواسعة والمتخطية الانقسامات الطائفية والاثنية والمناطقية، والمجسدة الدور الواعد للقوى الحية من الشباب والنساء والمثقفين خصوصاً في عملية التغيير، صاغت قضايا مطلبية اجتماعية في شعارات ناضجة، وسارت في اتجاه ينبيء بفتح آفاق وتحويل ما يبدو مجرد أزمات معزولة الى طابع تحرك شامل مما ينطوي على إمكانية تطوير حركة شعبية قادرة على فرض إرادتها المشروعة وتحقيق مطامحها العادلة.
غير أنه مما يثير الأسى أن إسهامنا في الحركة الاحتجاجية وموقفنا منها، وهو موقف بعيد كل البعد عن اللهاث وراء مغنم أو مبتغىً ضيق، أثار حفيظة البعض وأقلقهم دون وجه حق.
أما الحملات التي سعت، عبثاً، الى إسكات أصوات المحتجين بالتضليل والتشوية والقمع، فقد أخفقت أمام عدالة الاحتجاج وسلامة أساليبه ومشروعية مطالبه ونزاهة وإصرار قواه التي ماتزال تخوض التحدي السلمي في إطار العملية السياسية ذاتها من أجل إصلاحها وإصلاح النظلم السياسي برمته إصلاحا جذرياً.
ومن ناحية أخرى فانه إذا كان هناك من فضل للحركة الاحتجاجية على "قادة" سياسيين، وأفضالها كثيرة، فانها أخرجت البعض من عزلة المكاتب ووضعت أقدامهم على أرض الواقع بعد أن كانوا محلقين في سماء أحلام أو أوهام، فكانت درساً بليغاً من الشباب تمس الحاجة الى تقييمه بواقعية وعمق. وقد كان على المتنفذين أن يدركوا أفضال حركة الاحتجاج عليهم، فيتخذوا منها الموقف المنفتح المتعاطف لا المرتاب المرتعب.
ولا ريب أن بعض الشباب "المتحمسين"، المتباهين بالعفوية حد التقديس والمزدرين التنظيم حد الصبيانية، يرتكبون خطأ فادحاً عندما ينظرون بتعالٍ الى حركات سياسية عريقة، ويبتعدون عن التواضع واحترام الخبرة، ويحولون القضية الى "صراع بين أجيال" بدفع من متطرفين ومغرضين من ركاب موجات أو ساعين، عبر إيهام وخداع، الى إجهاض الحركات والانتفاضات الثورية. فشباب الاحتجاج لم يظهروا بغتة من فراغ، وحركاتهم لم تنزل فجأة كما مطر من السماء، وإنما هي حركات ذات بعد سياسي ومحتوى اجتماعي ترتبط، على الرغم من مستوى عفويتها والتباساتها، بحركة الواقع وتراكم المعاناة ونضج السخط وتبلور الأمل.
وبوسعنا القول إن رهان الاحتجاج يستند، من بين مرتكزات أخرى، الى التكامل بين حماس الشباب الساخطين وتبلور وعيهم في تمارين الكفاح وبين أهل التجارب ممن ينقلون خبرتهم الى أجيال جديدة. وهذا التفاعل بين الأجيال هو من سمات حركة التاريخ وتطور الحياة.
ومن المعلوم أن الشباب كانوا، على الدوام، نسغاً يغذي حركات الاحتجاج ويمنحها العافية والشرعية ويفتح أمامها أبواب التجاوز وآفاق الرجاء. ومن دون الشباب البناة، ومن دون النساء واهبات الحياة، ومن دون المثقفين حملة مشاعل التنوير، ما كان يمكن أن نشهد استيقاظاً في التاريخ، ولا نوراً يبدد الظلمات، ولا شرارات يندلع منها لهيب الكفاح، ولا نداءات إصرار على بزوغ فجر حياة جديدة وغد وضاء.
* * *
احتج أبو ذر الغفاري ضد عثمان ورفض عطاياه فظلت الأجيال تتذكره .. وأطلق الحسين، سيد الشهداء، صرخته المدوية "هيهات منا الذلّة" ضد بني أمية فانتصر وكانوا المهزومين .. وانتفض القرامطة والزنج، وقبلهم سبارتاكوس، وبعدهم مقتحمو السماء في باريس .. واليوم يكتب محتجو ساحة التحرير فصلاً جديداً في مسيرة التاريخ الانساني يضيء نفسه بإرث عريق مجيد، ويتطلع، بمثال ملهم، الى مرافيء الضفاف الأخرى.
الاستيقاظ، الذي بدأت شرارته في تونس ليندلع اللهيب ممتداً الى ساحات أخرى شهدت سخط الشباب وهتافاتهم الغاضبة المفعمة بالتحدي والاقتحام، كشف، من بين أمور أخرى، عن وهم أن الجماهير كتلة صماء لا يمكن اختراقها، وعن حقيقة أن الشعوب لم تكن، كما تخيل يائسون وفاقدو صبر، في رقاد. فقد نهضت في اللحظة المنشودة لتحسم خيارها وتطيح بعروش الطغيان وتعيد الى التاريخ ناموسه الحقيقي، وتثبت أن بوسع قوى الشعب الحية أن تواجه الاستبداد وتسير، غير هيّابة، رائدة الدروب، وخائضة غمار المعارك، وماضية صوب المرتجى بأناشيد السلم والحرية ورايات الأمل الوطيد وينابيع المعرفة التنويرية.



#رضا_الظاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات / -غيبوبة- مساءلة .. وفساد وترقيع !
- تأملات / الشعب يريد إصلاح النظام !
- تأملات/ يامن يعلّمنَنا السير الى الضفاف !
- رضا الظاهر في حوار مفتوح حول: موقع الحزب الشيوعي العراقي في ...
- تأملات: غضب عادل أضاء نصب الحرية !
- عودي الى ينابيعك يا بلاد الأحزان !
- تأملات: لن نصمت .. وبغداد ليست قندهار !
- في بلاغات النساء (2)
- تأملات - شراكة الفحول !
- أمقدمة لاستبداد جديد !؟
- ... ولنا مقام الاحتجاج والأمل !
- تأملات - شبح طلفاح يجول في بغداد !
- تأملات - ليست معركة بين أصلعين على مشط !
- تأملات - أغرقوا تراتيل -سيدة النجاة- بالدماء !
- تأملات - أيَّ عار يغسلون !؟
- ما صمتكم أيها الجياع !؟
- تأملات - بعيداً عن الأوهام !
- تأملات - ينابيع السخط ورايات الاحتجاج
- تأملات - نخبة الى نعيم وملايين الى جحيم !
- تأملات - أفجر جديد حقاً !؟ من يخدعون !؟


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا الظاهر - تأملات / صوب المرتجى بأناشيد سلم وحرية !