أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم المظفر - أنا وضعي مختلف .. !!!















المزيد.....

أنا وضعي مختلف .. !!!


كريم المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3333 - 2011 / 4 / 11 - 16:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من منا لا يتذكر المشهد المسرحي للفنان المرحوم أحمد زكي في مسرحية مدرسة المشاغبين , وهو يقول للفنان عادل أمام , الذي كان يهم وزملائه الطلبة للمقالب ضد معلمتهم ( سهير البابلي ) ، " أنا وضعي مختلف " في محاولة منه التملص عن المشاركة في هذه المقالب فيرد عليه إمام بالقول " لي هو أنت أشول يعني " ، هذا المشهد وضعني خلال الفترة الماضية ومنذ أن بدأت الثورة في تونس ، أمام حالات مماثلة ، من قبل زملاء لنا ، من ليبيا والعراق وسوريا واليمن ومصر ، وآخرون من دول الخليج العربي ، تجمعنا وإياهم ساعات سمر في إحدى المقاهي العربية في العاصمة الروسية .
فمع بداية الثورة في تونس ، وبالطبع كعادتنا نحن العرب جميعا ، نتحول بقدرة قادر إلى محليين سياسيين وإستراتيجيين ، ونضع الخطط والتوقعات المستقبلية لأي حدث في العالم ، وطبعا الاختلاف في تقييم هذه الأحداث أو تلك لا يفسد في الود قضية ، لأن هذه التحليلات تنتهي مع نهاية كل جلسة ، بإعتبار أن كل واحد منا يرى في تحليله هو الأصوب إلى الحقيقة .. وبالطبع ومع بداية الثورة جزم الجميع إن سيناريو تكرارها في بلدانهم أمر صعب و للأعتبارات التالية :
فالزميل المصري ، الذي يعيش في موسكو منذ أمد بعيد ، وأختارها كبلد بديل يستكن فيه وتكوين عائلته ، بعد أن عجز عن إيجاد هذه المقومات في بلده ، لم يتوانى في إعادة جملة المرحوم الفنان أحمد زكي وقال ( أحنه في مصر وضعنا مختلف ) وبالطبع بدأ يعدد ماهية وجهة الإختلاف بين المجتمعين التونسي والمصري سواء في الحالة الإجتماعية والنظام السياسي ، وخلص بالقول إلى أن الشعب المصري إعتاد على الخمول والكسل ، ورغم الفقر والجهل ، فإن همه الوحيد هو إرتياد المقاهي أو ( الغرز ) لقضاء ساعات تنسيه همومه ، وإن أي فكرة لتغيير غير واردة في رأسه ، لأنه يعرف أن في بلاده نظام صلب مدعوم من العم سام بشكل كامل ، ويمتلك جهاز أمن للدولة يكن له الولاء المطلق ويعرف ( دبة النملة ) وبالتالي فإن قيام مثل هذه الثورة في مصر ضرب من المستحيل.
أما أخونا من اليمن ( السعيد ) ورغم روح الفكاهة التي تعودنا عليها من قبله ، فهو الآخر دخل هذه المرة في حلقة القناش عن الثورة العربية الجديدة ، ليقول ( صدقوني ..أن وضع اليمن مختلف !!! ) وإن ثورة تونس وما تلاها في مصر صعب تكرارها في هذا البلد الذي لا زال حتى يومنا هذا يحتفظ وبشكل صارم بالعادات والتقاليد القبلية بكل صورها ، وإن تسليح القبلية لأفرادها يعتبر واحدا من عناصر قوتها ، ، وإن الرئيس علي عبد الله صالح ، هو الأخر يحتفظ بجيش وقوات أمن قادرة وبدعم خليجي كامل على القضاء على أي تحرك داخل اليمن ، على إعتبار أن أمن اليمن جزءا لا يتجزأ من أمن الخليج وهذا يجعل من البلاد ككومة من الجمر التي من الصعب تحريكها ، لأن نيرانها ستلسع الجميع .


والحال هو الحال مع زميلنا الآخر من العراق ، الذي أكد هو الآخر ( بأن الوضع في بلاده أيضا يختلف !! ) وراح يعدد مزايا الأختلاف ، منها ظهور نظام عراقي جديد ، بعد سنوات عجاف طوال ، و الذي يجب أن يعد مثال تقتاد به الأنظمة العربية !!! ، ففيه نظام حكم برلماني ينتخب من قبل الشعب في إقتراع ( حر ونزيه ) يسمح لكل الطوائف الدينية و الإجتماعية المشاركة فيه ، وإن الصراعات الطائفية فيه بدأت تنحسر ، وإن تلكؤ الحكومة في تحقيق بعض الإنجازات في بلد يعد واحد من أغنى الدول في العالم في الموارد المالية والبشرية ، هو بسبب حداثة مثل هذا النظام في البلاد ، وعدم تعود الناس عليه بعد ، فهم عاشوا سنوات طويلة من الدكتاتورية و الإضطهاد ، وهم اليوم في وضع يحسدون عليه !!! ، فإن قيام ثورة شعبية فيه أمر غير وارد !!!!.
والأخ من ليبيا لم يتردد ولو لحظة في القول ( أن وضعنا في لبيا مختلف !! ) ، وعندما سألناه بماذا تختلفون ، بدأ يسرد علينا المكاسب التي يتمتع بها الشعب الليبي ، والخطط الإستراتيجية التي وضعتها الدولة في خدمة المواطن سواء من مشروع الإسكان الضخم أو مشروع الإقراض الحكومي بدون فوائد .. و .. ، ومشاريع عديدة أخرى في طريقها إلى التنفيذ مثل مشروع إصلاح الدستور وقوانين أخرى تمنح المواطنين حرية أكثر سواء في التعبير أو في العيش.. بالإضافة إلى عامل مهم في إختلاف وضع بلادهم , هو تماسك المجتمع الليبي في شرقه وغربه وشماله وجنوبه خلف قيادته الحكيمة !! كل هذه عوامل تجعل من تكرار السيناريو التونسي أو المصري في ليبيا مسألة صعبة !!!
" لا نحن في سوريا وضعنا مختلف " لم يتردد زميلنا السوري العائد توا من بلاده في تردديها ، والسبب هو أن سوريا بالنسبة إليه ، كباقة مختلفة من الطوائف والأعراق الدينية و الإجتماعية المختلفة ، والتي نسجت لنفسها وقيادتها شبكة تواصل تجعل التفاهم بينهما سهلا وسلسا ، وإن الفوارق بين السني والشيعي والعلوي والمسيحي ، لا يمكن ملاحظتها لأن الجميع يشعر بأن ابنا سوريا الواحدة الموحدة ، وإن النظام لديهم لا يبخل بالغالي والنفيس في سبيل تحقيق الرفاهية والأمان لأبناء شعبه ،، وإن أن ثورة قادمة لن تكون سوى بتحريض خارجي يستهدف أمن و إستقرار سوريا !! .
أما الزملاء في دول الخليج ، فهم أيضا وضع بلدانهم مختلف !! ، و إختلافه ينبع بالنسبة لهم من التآلف العائلي سواء في القيادة أو بين شعوب المنطقة ، والتكافل الإجتماعي في بينهما ، وما يتمتع به المواطن في هذه الدول من إمتيازت وحقوق إجتماعية ، والرفاهية التي توفرها لهم بلدانهم ، كل هذه عوامل تستبعد قيام أي ثورة فيها ، لأن كل الثورات التي تقام هي ضد الجوع والفقر والعوز الإجتماعي والثقافي ، وكل هذا متوفر في الخليج ، وبالتالي فإن وحدة الخليج تشكل اليوم الحلقة الأقوى في دحر ( أي مؤامرة ) تستهدف أمن بلدانهم .

الكل أدلى بدلوه ، ونسينا جميعا ولو للحظات ، بأننا شعب عربي واحد , ونؤمن بإله واحد ، ونبي واحد وكتاب واحد ، والحمد لله قد ابتلينا ببلاء واحد ، هو حب قادتنا لمواقعهم ، ويعملون بتنسيق واحد ، ويبذلون الغالي والنفيس من أجل صد أي محاولة لتعكير صفوهم ومزاجهم ، بثورات يعتقدون بأنها غير مجدية لأنها لن تحرك فيهم من المشاعر قيد أنملة .. وأن إجراءاتهم القمعية التي أستخدمت في بطش وقتل الشعب واحدة ، والغريب أنهم يستخدمون أدوات قمع متشابهة في العدة والأدوات وكأنها من منشأ واحد وخصصت لهدف واحد .
كما أن تبريرهم واحد في إستخدام آلات الموت ضد شعبنا العربي ، فإن من يثور ضدهم هم ليس من أبناء الوطن ، والتهم ضدهم جاهزة وموحدة ، فهم ( العملاء والمرتزقة ) وهم ( المدمنون على حبوب الهلوسة والمخدرات ) وهم ( المنفذون لأجندات خارجية ) وهم ( أعداء الثورة ومكتسباتها ويجب قتلهم ) .. و .. و أسماء أخرى حفظناها عن ظهر قلب !!
نعم نحن شعب واحد ، ولغتنا واحدة ، تجمعنا خواص قبلية و إجتماعية واحدة ، تجعل من شرق وطننا الحبيب يشعر ويحس بالآم غربه ، وثوراتنا واحدة ، ، وإن إختلفت قليلا في بعضها في المضمون ، إلا أنها توحدت في مطلبها ، هي توفير الأمن والأمان ، والتعليم وحرية التعبير في الرأي والمشاركة في رسم إستراتيجيات بلداننا ، ومكافحة الفساد المستشري في أجهزة دولنا بمباركة قادتنا ، وتوفير أبسط الخدمات الإجتماعية لضمان مقومات عيش بسيطة ، والتفكير بقضايانا بشكل موحد ، تبعدنا عن سياسة الخنوع والخضوع ( والإنبطاح ) التي تعودنا أن نراها من قبل ساستنا أمام أسيادهم !! لأنه بالفعل وضع وطننا الكبير مختلف !! فهو الغني بالموارد البشرية والمعدنية والمائية والمالية التي تجعله قوة لا يستهان بها ويحسب لها الحساب .



#كريم_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نحن بحاجة لدراسة اللغة اليابانية !!
- كوسا وحسين ، وإن تعددت أسباب هروبهما ، فمصيرهما واحد
- أفتخر .. لأنك عربي
- ماذا لو كانت ليبيا بلدا للموز ..... ؟
- صحوة موت عمرو موسى سياسيا
- أيها الليبيون .. العبرة لمن أعتبر
- في العراق .. عجيب أمور .. غريب قضية
- بعد خطاب مبارك .. مصر إلى أين !!


المزيد.....




- برق قاتل.. عشرات الوفيات في باكستان بسبب العواصف ومشاهد مروع ...
- الوداع الأخير بين ناسا وإنجينويتي
- -طعام خارق- يسيطر على ارتفاع ضغط الدم
- عبد اللهيان: لن نتردد في جعل إسرائيل تندم إذا عاودت استخدام ...
- بروكسل تعتزم استثمار نحو 3 مليارات يورو من الفوائد على الأصو ...
- فيديو يظهر صعود دخان ورماد فوق جبل روانغ في إندونيسيا تزامنا ...
- اعتصام أمام مقر الأنروا في بيروت
- إصابة طفلتين طعنا قرب مدرستهما شرق فرنسا
- بِكر والديها وأول أحفاد العائلة.. الاحتلال يحرم الطفلة جوري ...
- ما النخالية المبرقشة؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم المظفر - أنا وضعي مختلف .. !!!