أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد صبيح - ماذا بعد التكفير؟ راي في تنويه الشيخ الآصفي















المزيد.....

ماذا بعد التكفير؟ راي في تنويه الشيخ الآصفي


خالد صبيح

الحوار المتمدن-العدد: 220 - 2002 / 8 / 15 - 00:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لقي التنويه الذي تضمن فتوى الشيخ محمد مهدي الآصفي استحسانا وقبولا في اوساط التيار الاسلامي ، ولم تبدر اعتراضات من هذا الطرف الا في حدود عدم انسجام الفتوى مع مواقف وممارسات سياسية سابقة للشيخ الآصفي  قام بموجبها بتعاون وتقارب سياسي مع ذات الاطراف السياسيةالتي قام بتكفيرها وعدم جواز (تحريم) العمل والتعاون السياسي معها في فتواه الاخيرة. وتركز الاهتمام والنقاش داخل هذا الوسط حول شرعية وحقيقة وجود الجهة< جماعة العلماء المجاهدين> التي وقعت ميثاق التعاون < ميثاق لندن> والشخص الذي يقودها<السيد محمد باقر الناصري> . وهذا يدفعنا للتصور ان هذه الفتوى جاءت منسجمة مع التصورات السياسية والفكرية العامة لدى هذا التيار ، وهو امر معروف، فالطروحات التكفيرية نابعة من صلب التفكير العقائدي والايدلوجي للتيار الاسلامي، حيث قامت معظم المراجع الدينية بهذا التكفير في اوقات ومناسبات مختلفة .

 لكن تساؤلات ملحة تفرض نفسها في هذا السياق من قبيل : ماذا يترتب من الناحية العملية على هذه الفتوى، وماهي الاجراءات السياسية وغير السياسية التي من الممكن، وحسب ذات المنطق الفقهي< الديني> ،ان يقوم بها هذا التيار وفق هذه الفتوى، التي ربما ينظر اليها على انها حكم الهي؟.

في نفس السياق لم تقم القوى السياسية التي عناها التنويه باي ردة فعل (حسب اطلاعنا) ولم تقم باية مناقشة للموضوع،  ولايعرف ان كان ذلك خوفا وتجنبا للحساسيات وحفاظا على وحدة الصف كما هي الحجة المائعة القديمة، ام تجاهلا وعدم ايلاء اهمية لهكذا فعل؟         

  نترك هذه التساؤلات لمن تعنيه ليتفكر بها ونحاول اعطاء تصور عن الموضوع.

 في الوقت الذي يبدو فيه ان كل جهة في الساحة السياسية العراقية تغني موالها لنفسها، ولااحد يستمع للاخر، وربما لايريد ان يشعر بوجوده، ظهر تنويه الشيخ الآصفي،  مشكلا خرقا للراكد والمالوف، ولاجواء الدبلوماسية والشكليات الفارغة.  وسواء كان هذا التنويه مناسبا في التوقيت ام لا،  فانه ينطوي على ايجابية كبيرة في اثارته لعناصر التباين والخلاف في الرؤى الفكرية والايدلوجية  لدى الجماعات المختلفة، وفتحه< كما يفترض ان يكون> لمصاريع ابواب النقاش والجدل الذي يوصل لحيوية مفتقدة في الساحة .

 ففتح باب الجدل الواسع لابراز التناقضات والاختلافات والتوجهات والافكار الى السطح، وطرحها للناس للنقاش حولها لتحديد المواقف الفكرية والايدلوجية، وتعديل الاصطفافات السياسية ، هو خطوة كبيرة وضرورية باتجاه المعالجة والحلول لتلك الاشكالات ، اي كان شكل هذه الحلول،لان هكذا طروحات< تدور حول مواقف فاصلة في مسائل كبيرة ، عن علاقة القوى السياسية والتيارات الفكرية فيما بينها وبالتالي دورها وعلاقتها في المجتمع > قادرة على فتح الافق لتناول ادق اولويات الصراع السياسي والفكري المقبل في عراق مابعد التغيير ، حيث ستولد امكانية  لانفراج، مهما تكن نسبيته، سيوفر المناخ الافضل للتعدد والتنوع في المجتمع مما يمهد الارضية لمواجهات وحوارات هي من صلب عملية التطور والتقدم فيه.

 كذلك التباين الجوهري في الرؤى والمواقف حول بناء المجتمع، وان موه الان عمدا بسبب من هيمنة النظام على مقاليد الامور،هو المحك الذي يعين ويحاكم قدرات القوى الاجتماعية والسياسية في حراكها السياسي داخل السيرورة الاجتماعية الجديدة. لان هدف اسقاط النظام، الذي كان سببا في مركزة كل الجهود ورأسا جامعا لكل المشتركات فيما بين القوى، سيزول بزوال هذا النظام. وبغض النظر عن امكانية ظهور اشكالات تتعلق بالسياسة والحكم او السيادة الوطنية، ستتطلب مرة اخرى اجماعا من نوع خاص يرجئ الصراعات الداخلية،الا ان مسالة الصراع السياسي والاجتماعي ، وهي سنة طبيعية في اي مجتمع سوي، ستطفو الى السطح، وستتصارع المفاهيم والخطط والبرامج من كل نوع ، وليس في ذلك اي ضير ، بل على العكس فهي تجسيد لمظاهر  عافية يحتاجها المجتمع لاعادة بناء ذاته.

 بالتاكيد ان مسالة اختلاف قطاعات المجتمع الفكرية والسياسية فيما بينها هو امر طبيعي ومقبول، بل اكثرمن هذا، هو ضروري لتحريك عجلة التقدم ، لكن لكي تستطيع هذه الالية من تحقيق اهدافها، ولكي يستطيع اي تيار ان يحقق حضوره الفعلي في الساحة، يجب ان يتوفر، كشرط اولي واساسي، مناخ سلمي وديمقراطي قائم على الانفتاح والتسامح.  لان هذا المنحى الايجابي الذي تنطوي عليه الفتوى، يدفعنا للتفكير الجدي في بعض المخاوف والمخاطر التي قد تؤدي اليها هذه الدعوة ، مخاوف تسوقها امامنا مجموع خبرات الحياة السياسية في العراق عبر تاريخه المعاصر لاسيما العهود الجمهورية، حيث اتسم الصراع بالعنف الدموي والقسوة والتصفية وفي احسن الاحوال بالقطيعة وتجنب النقاش ناهيك عن الحوار ، وفي  المبالغة في المواقف وتحويل لمراكز الصراع وميادينه.

استدراكا نقول ان هذا الشكل في ادارة الصراع  لايعودالى الارث السياسي فقط وانما يعود في جذوره الاعمق الى الخلفيات التي شكلت العقل السياسي العراقي والتي هي بدورها اثر للذهنية الاجتماعية ، التي نتصور انها وبعد التشبع من مشاهدة العنف وممارسته اكتسبت نوع من الخبرة والوعي بضرورة نبذ هذا الشكل في الصراع السياسي والفكري.  

وبمثول هذه المخاوف امامنا، تُفرض علينا ضرورة ملحة، هي الاهتمام بالضوابط التي تؤطر وتنظم الصراع الاجتماعي، هذه الضوابط التي هي بالقدر الذي تكون فيه انعكاسا حيويا لالية الحياة في البنية الاجتماعية، فهي  في نفس الوقت، ذات دفع  ذاتي، ضروري وفعال ، يتشكل من الارادة الجماعية للتيارات السياسية وممثليها وللنخب المثقفة في المجتمع ، لتؤكد على المبادئ الحضارية في اقامة الحوار المفتوح والمنفتح على على كل الطروحات والتاويلات، وذلك في ميثاق شرف خطي وعرفي يكرس المفاهيم والمعايير الانسانية والمتمدنة في تنظيم العلاقات داخل المجتمع، لتتشكل بذلك ارهاصات الكتلة التاريخية المؤهلة موضوعيا لقيادة  المجتمع وتنمية قدراته على بلورة تلك القيم  والاساليب  في نظامه، وبالتالي تجعل منها اداة قوية بيد المجتمع لمواجهة الحكم ( السلطة) وفرض ضوابطه عليها ليقطع الطريق على اية محاولة لسرقة جهوده وحرمانه من اداء دوره في ادارة نفسه.

وختاما نرى  ان موقف التيار الاسلامي من <تشخيص> الفتوى للتيارات السياسية الملحدة، والغمز السياسي لاصولها واسباب وجودها في الساحة السياسية ، من الضروري ان يتطور ويرقى الى مستوى يرى ويستوعب ، بسعة صدر ، ان لهذه القوى  وجهة نظرها هي ايضا( والتي عليها ان تجرأ على اعلانها) في الموقف هذا وفي عقيدة وايدلوجية الشيخ الاصفي والتيار الاسلامي برمته، وعليها وفق اعتبارات التحضر والتوجه لبناء قواعد للتسامح والحوار،ولتعزيز وضمان السلم الاجتماعي،  ان تتعايش مع هذه القوى ومع افكارها وان ترقى باطروحاتها عن المهاترات والمماحكات المؤدية الى احتقانات سوف لن تجد تنفيسا لها في غير العنف..

 

خالد صبيح



#خالد_صبيح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الازمة العراقية مطالب خيالية في افق مغلق
- اقصاء الآخر والانفراد السياسي - (نقد) التيار الاسلامي للمارك ...
- المعارضة الوطنية العراقيةهل تخطو باتجاه الوحدة؟
- التوجه العقلاني اساس لمواجهة التحديات القادمة
- العسكر قادمون اخفوا رؤوسكم!
- الحل الاميركي للازمة العراقية القبول الخفي والرفض المكشوف
- واقع لغة الحوار السياسي
- عراق المستقبل وملوك الطوائف
- الحوار والديمقراطية
- المثقفون العراقيون.. المنفى والوطن


المزيد.....




- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة
- تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد صبيح - ماذا بعد التكفير؟ راي في تنويه الشيخ الآصفي