أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سعيد مضيه - لموطن الأصلي للتوراة 3















المزيد.....

لموطن الأصلي للتوراة 3


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 3333 - 2011 / 4 / 11 - 15:32
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الموطن الأصلي للتوراة 3
عرض كتاب " فلسطين المتخيلة للمؤرخ فاضل الربيعي
حملة نبوخذنصر
و يكرس الباحث فصلا كاملا يستقصي أخبار حملة نبوخذ نصر على يهودا وسبي عدد من زعمائها ( حملة نبوخذ نصر على بني إسرائيل في نجران (المجلد الأول ـ ج2،، 388 ـ 447) . خط سير الحملة يتطابق مع فضاءات جغرافية تقع في اليمن وليس فلسطين. يدحض في تحرياته الزعم بأن السبي البابلي حدث من فلسطين. يقول الباحث: ولسوف يكون مثيرا للاهتمام والجدل أكثر من كل هذا أن يبرهن الكتاب على أن حملة نبوخذ نصر لم تتجه إلى فلسطين قط؛ بل إلى السراة اليمنية لتأديب القبائل العربية البائدة ومنها قبيلة بني إسرائيل. وما يدعى بالسبي البابلي ـ وهو حدث تاريخي لاشك فيه ـ لم يقع على أرض فلسطين ، كما أوهمنا المؤرخون ؛ إنما وقع في نجران وعدن وصنعاء. كما سيثير القسم الثاني من الكتاب مسألة فتح أريحا على يد يوشع بن نون ، مثلما قصتها التوراة ، ليبرهن أن أريحا هذه ليست سوى أريحا اليمن؛ وأن الوصف الذي يقدمه محررو النصوص التوراتية للمدينة لا ينطبق على أريحا التاريخية كما عرفها القدماء والمعاصرون ولا بأي صورة من الصور".
ويواصل القول: كما لا وجود لأي مكان من الأماكن الواردة في هذا الوصف قرب أريحا الفلسطينية التي أطلق عليها الاسم المهاجرون من جنوبي اليمن ، وأن معركة (العي) التي يتحدث عنها يشوع لا وجود لها في التاريخ الفلسطيني؛ بل هي معركة دارت في جبال ومرتفعات اليمن. " وإذ صار أمرا مألوفا في السرديات العربية التاريخية رؤية حادث السبي البابلي بوصفه الجزء الأهم في هذه الحملة الحربية فقد جرى امحاء لمعالم المسرح الحقيقي الذي جرت فيه الأحداث. ومن المؤلم أن السرديات العربية لا تزال حتى اليوم تغرف من خزان الرواية التوراتية ـ الاستشراقية رؤيتها وفهمها للأحداث ، ومن تصوراتها للمواضع التي سار نحوها الجيش الآشوري، ومن دون إمعان النظر في غرائبية الأسماء أو انعدام إمكانية العثور عليها داخل فلسطين" [ الربيعي : المجلد الأول ـ ج2، 393].
جرى استبعاد سفر يهوديت ـ يهودية من قائمة الكتب الدينية والقانونية المعترف بها من جانب المتدينين. لقد اتسمت معالجات بعض المشتغلين في الكتاب المقدس من المستشرقين وعلماء الآثار ، وبقدر فظ من الاستخفاف بهذا السفر تحديدا لا لسبب إلا لأنه يعطي أسماء مواضع الحملة الحربية لنبوخذ نصر على نحو لا يتوافق مع القراءة الاستشراقية . أي أن السفر لا يصادق على الدعاية الغربية القائلة بأن نبوخذ نصر اتجه نحو فلسطين. وهذا هو المغزى الحقيقي لاستبعاد السفر الذي ينظر إليه عادة على أنه من كتب الأبوكرافيا ، مثله مثل الأسفار المتأخرة الأخرى. كتب سفر اليهودية في الأصل باللغة الكنعانية القديمة واليونانية، وهو يصور على نحو ممتاز المواضع التي سارت إليها جيوش الآشوريين"[الربيعي : المجلد الأول ـ ج2، 396] .
عرف القدماء أريحا بوصفه اسم حي من العرب واسم مكان معلوم ورد ذكره في الشعر العربي القديم بوصفه ميدان معارك بين القبائل العربية ـ اليمنية البائدة. لأجل كل ذلك سعى الكاتب إلى إعادة تركيب التاريخ التوراتي ليبرهن على أن الدعاوى الاستشراقية التوراتية السائدة والمنتشرة بكثافة وقوة لا أساس لها ـ أصلا ـ في التوراة ذاتها ؛ لأن التوراة لم تذكر اسم فلسطين أو الفلسطينيين، ولم تأت على ذكرهم بأي شكل من الأشكال(..) عن كل ما ورد من أسماء لأماكن ومواضع وشخصيات وأسماء قبائل لا وجود له البتة في التاريخ الفلسطيني". إن الهمداني الذي يعيد الكتاب اكتشافه وتقديمه للقراء المعاصرين، هو من وصف ـ قبل مئات السنين من مولد مؤلف هذا الكتاب ـ وبدقة متناهية ـ كل ما ورد من أسماء أماكن باعتبارها أماكن القبائل العربية اليمنية التي دان بعضها في وقت من التاريخ بدين اليهودية .
ها هنا يستخلص البحث العاني أين توجد المواقع والشخصيات الواردة في التوراة ، الأمر الذي يضع النص في نسق منسجم ويكشف حقبة من تاريخ الديانة اليهودية ومنشئها بين قبائل عربية عملت الثقافة الاستشراقية على تحويرها وخلطها كي تلائم أغراضا استعمارية .

صهيون
وفيما يتعلق بالاسم صهيون، فإن من مفارقات القراءة الاستشراقية للتوراة أن سقوط حصن صهيون يرتبط في التوراة بسقوط اورشاليم بيد داوود. ليس في التوراة أية إشارة على أن صهيون جبل في فلسطين؛ ان بيت بوس قرب صنعاء كانت تدعى أورشاليم أيضا. واليمنيون والعرب عرفوا ثلاثة مواضع باسم قَدَس .اثنان منها قرب وادي شليم ـ وادي سليم ، والثالث جبل شهير إلى الجنوب من تعز يعرف حتى اليوم باسم جبل قَدَس. وفي معركة احتلال أورشليم سقط حصن صهيون بيد داوود؛ فبادر هذا إلى زيادة تحصينه والدفاع عنه. والاسم الحقيقي للجبل هو صيون والهاء بالوسط تضاف في اللغة العربية البدائية على غرار بريق ـ بهريق. مهد الاستيلاء على الحصن الطريق للاستيلاء على ربة ، وليس في فلسطين مكان بالاسم على مقربة من صهيون. وبعد احتلال أورشليم البوسية طلب داوود من ملك صور تزويده بأخشاب ونجارين لتحصينها. وامتدادات السور في التوراة تتضمن أماكن لا وجود لها إلا باليمن. " ولكن إذا ما تتبعنا خطى صموئيل والهمذاني ووصفهما المنمق لبيت بوس وحصن صهيون وصور والربة في فضاء جغرافي واحد فإن الرواية ستبدو ، آنئذ، مقبولة ومنطقية تماما."[الربيعي: المجلد الأول ج2، ص326].
ومثال آخر نورده عن القدس في الفضاء الجغرافي أمثلة متكاملة ومتداخلة على صفحة من تاريخ القبائل العربية في اليمن. "أن وجود مدينة السلام لا يقصد به حصرا المكان نفسه في التوراة. فمدينة السلام صفة تطلق على مدن عدة تيمنا بحلول عصر تنعدم فيه الحروب. إن اورشليم ، بلاد اليهودية العتيقة التي اجتاحها نبوخذ نصر كانت مع ذلك مكانا بعينه. في هذا الإطار لا بد من الإشارة إلى أن قدس وأورشليم ووادي شاليم على التوالي ، بوصفها أماكن بعينها قصدتها الوفود( أرسلها ملك بابل لتنذر القبائل المتمردة، قبل أن يحرك جيشه للغزو)؛ ثم اتجه الجيش الآشوري لتدميرها(...) وقدس غير بعيدة عن وادي عُنةـ بيت عنوت في سلسلة جبال السريح اليمنية إلى الجنوب ـ اليوم ـ من مدينة تعز (...) يقع وادي عُنة على مقربة من زبيد( وهي ليست الزبداني السوري) ، وفيه تصب مياه حوالي خمسين واديا مجاورا لتجتمع أخيرا في سيل يصب في البحر الأحمر. وهذا سر ازدهاره كمملكة يمنية قديمة وسر خصوبة أرضه ، ونشاط قبائله.... وعلى غير بعيد من هذا المخلاف تقع صيدا اليمنية ، وهي بلد ساحلي تماما كما وصفته التوراة. ولذلك يبدو مفهوما قول كاتب السفر أن سكان صيدا على الساحل ارتعدوا وهم يسمعون أخبار الحملة الحربية؛ إذ لا توجد صيدا ساحلية في فلسطين. والسائر في وادي عنة من زبيد على الساحل متوجها صوب صنعاء سوف يصل إلى بيت بوس ـ بيت بوس في حروب داوود ومنازل يهوذه ، والتي تصفها التوراة بأنها اورشليم وليس قدش ـ قدس. بل إن السائر في هذه الوديان متتبعا خطا الهمذاني ويشوع وصموئيل وكاتب السفر المجهول سوف يصل إلى وادي العرب ـ ها عربه وريمه ـ رمه ، قبل أن ينعطف باتجاه بلدة صيدا مارا بالمملكة اليمنية القديمة ،مخلاف حضور ـ حصور. هذه الخريطة المثيرة لا يمكن مماثلتها مع الخريطة الفلسطينية [الربيعي : المجلد الأول ـ ج2، 418] .
"إن جبل القدس، هذا الذي تخيلته القراءة الاستشراقية على أنه مدينة القدس في فلسطين ، لا يحمل من عناصر التماثل معها سوى التطابق الشكلي في الاسم. اما وصف المكان، كما في نص يشوع، فإنه يتناقض كلية مع منطوق النصوص التوراتية ؛ لأن قدس التوراة ، وإن كانت تقع قرب وادي وجبل حضور( بينما تقع القدس الفلسطينية قرب تل صغير يدعى حاصور ) فإنها ليست قرب جبال شمير بكل تأكيد، إن الالتزام بتحديدات القراءة الاستشراقية للمواقع المتخيلة في فلسطين يقود إلى الفوضى إذا ما جرى التقيد بها على أنها تحديدات جغرافية صارمة في فلسطين الحقيقية. وبالعكس تقودنا تحديدات يشوع والهمداني والشعر الجاهلي إلى الأماكن نفسها في ارض اليمن دون عناء أو تكلفة ." [ الربيعي: المجلد الثاني ،ج4، 435]
قبر راحيل
دحض الباحث [ الربيعي:المجلد الأول ـ ج2 ، 456] خرافة وجود قبر راحيل قرب بيت لحم الفلسطينية، ويورد " جرى مسح شاوول على إسرائيل ملكا قرب قبر راحيل ؛ هذا ما تقوله التوراة . وهذا يعني أن قبر راحيل المزعوم في فلسطين ليس سوى خرافة . تقول الرواية التوراتية أن " صموئيل استدعى شاوول وصب قارورة الزيت على رأسه عند مدفن راحيل في حدود بن يامن، في صلصح . يقول التوراتيون لا يُعرف معنى الكلمة ، صلصح ؛ أما الحدود فهي بن يامن وأفرائيم (..) إنه التقليد القديم عن قبر راحيل الذي حدد مكانه بالقرب من بيت لحم حيث يرى إلى هذا اليوم التلفيق الاستشراقي. إذن لا يعرف كلمة صلصح ولكنه يستطيع الجزم بأنها موضع يقع في حدود بن يامن ... هذا يعني أن القراءة المخيالية للتوراة استندت إلى مطابقة عشوائية بين أسماء مواضع في فلسطين لا سياق لها في التوصيف الجغرافي ، وبين أسماء وردت في التوراة . في الواقع توجد صلصح على مقربة من جبل يامَن ، ولكن الهمداني يضبطها وفقا لشكل نطقها في عصره في صورة قريبة الشبه صلحلح . وهذ الموقع غير بعيد عن جبل حُمَر في سلسلة جبال السرو قرب نجران [الربيعي: المجلد الأول ـ ج2 456 ـ 457]
إلى فلسطين من اليمن
تعرّف العرب قبل الإسلام على بقايا مملكة مزدهرة دان سكانها بدين اليهودية على ساحل البحر الأحمر ، وأن هذه المملكة هي التي أرسل الرسول محمد إلى بقايا سلالتها الحاكمة في اليمامة .
ما يقوله الاقتباس من الهمداني وبطليموس( التصورات الفلكية ـ الجغرافية) ببساطة أن بلاد اليهودية العتيقة هي جزء من الجزيرة العربية ، ولها مكان بعينه في فضاء جغرافي محدد لا صلة له بفلسطين. ولذلك فإن الخطأ الشائع الذي يروج له الاستشراقيون والقائل أن فلسطين عرفت باسم إيليا ـ ايلياء هو خطأ قابل لأن يندرج بسهولة في سياق التضليل[ الربيعي: المجلد الأول ـ ج2،408] .
بدأت الهجرة إلى فلسطين من اليمن قبل عام 200 ق.م؛ وتفيد الدراسات التاريخية أن حاكم اليهودية هيرودوس كان إيدومياً عربياً متهوّداً. ].... ، تزوج من ابنة أحد ملوكهم بنى معبدًا، وهو المسمى "هيكلاً"، في مدينة القدس لإرضاء كهنة البلاد المسيطرين على مختلف الطوائف "الموحِّدة"، وعلى مر التاريخ ارتأى الحكام أن مما يقّرّب السكان منهم تشييد أفخم المباني الدينية." والوثائق المكتشفة عن طريق التنقيبات الأثرية تغطي حقب حياة الكنعانيين ولا تشير إلى مملكة داوود وسليمان. ورد أول ذكر لليهود أنهم بدو رحل يتعاطون إلى جانب الرعي بالتجارة في تاريخ مدون على ألواح تل العمارنة[د.عبد الوهاب المسيري : الإيديولوجية الصهيونيةـ عالم المعرفة‘ ، 13].
وذكر المؤرخ سترابو أنّ العرب سكنوا الأجزاء الغربية من فلسطين قروناً قبل الميلاد. وكانت البادية شرقي الأردن، التي لجأ إليها المسيحيون الأوائل في عصر الاضطهاد الأول، نبطية عربية تمتد من الفرات إلى البحر الأحمر. وكذلك كانت مملكة دمشق التي مر بها الرسول بولس عربية صريحة. وكانت مملكة حمص عربية، ومملكة مدينة الرستن أيضاً.
بل إنّ المؤرخ الروماني بلينيوس أدخل الرّها (في تركيا اليوم) في جملة أراضي العرب، منذ القرن الثاني قبل الميلاد. وينسب المؤرخ ابن العبري إلى ملك الرّها العربي الأبجر، أنّه راسل السيد المسيح".
ويقول جون سبنسر ترمنغهام، المؤرخ البريطاني في كتابه "المسيحية بين العرب في العصور السابقة للإسلام"، إنّ الجموع التي كانت تحتشد حول السيد المسيح وهو يبشر كانوا عرباً، وإنّ أول المهتدين خارج نطاق الرسل الأوائل كانوا عرباً كذلكً". ." قبل الإصلاح اعتبرت فلسطين الوطن المقدس الذي أورثه المسيح لأبناء المسيحية ، ولم تكن القدس توصف بأنها صهيون اليهودية ، بل مدينة العهد الجديد المقدسة "[ ريجينا الشريف:21 الصهيونية غير اليهوديةـ ترجمة أحمد عبدالله عبد العزيز / عالم المعرفة عدد 96 /،1985 ،21
في مقالة كتبها إبراهيم بولاك، وهو صهيوني مؤسس قسم تاريخ الشرق الأوسط بجامعة تل أبيب، لم يورد أن جميع الفلسطينيين هم الأحفاد المباشرون أو الوحيدون ل "اليهودائيين". أدرك أنه على مدار مئات وآلاف السنين لم تكن هناك تقريبا مجموعة سكانية في العالم ، خاصة في ممر ضيق كالبقعة بين نهر الأردن والبحر المتوسط،إلا واندمجت مع جيرانها، في محتليها أو الخاضعين لاحتلالها. أتى على المنطقة في مراحل تاريخية مختلفة يونانيون وفرس وعرب ومصريون وصليبيون، وجميع هؤلاء اندمجوا أو ذابوا دائما في السكان المحليين. غير أن بولاك افترض أن احتمال تأسلم اليهودائيين كبير للغاية. وبالتالي كان هناك تواصل ديمغرافي في الوجود المستمر والطويل ل " فلاحي البلاد" منذ الزمن القديم وحتى الآن...كل ما لم ترغب فيه كتب التاريخ للصهيونية حذف ببساطة . ومن هنا لم تهب أي هيئة بحثية ولا جامعة إسرائيلية لمساعدة بولاك [ بروفيسور شلومو ساند: 238]

يذكر الربيعي أن المؤرخ هيرودوس ،الذي جال في المنطقة في القرن الخامس قبل الميلاد ،وكتب ملاحظاته لم يسمع ، ومن ثم لم يسجل كلمات تشير إلى أي من "أورشليم" ،"يهوذا" ، "إسرائيل" "السامرة" أو هدم "الهيكل" ولا "السبي"، وذلك على الرغم من أنه تحدث عن مواقع وأقوام تبعد عن خط رحلته آلاف الأميال. و تفيد الوثائق القديمة أن اسم فلسطين ورد ذكره في الكتابات اليونانية والرومانية القديمة. وكل من كتب عن الإقليم في تلك المرحلة استخدموا المصطلح نفسه، أي فلسطين، أرسطو وباليمو الإليومي وكاسيُس ديو العضو في مجلس شيوخ بالإمبراطورية الرومانية الذي رفض صراحة اسم "يهوذا" الرسمي، ويوليوس أفريقانوس وبطليموس وفيلو السكندري، جميعهم أطلقوا على الإقليم اسم فلسطين.
والأمر ذاته فعله آباء الكنيسة ومنهم أسقف مدينة قيسارية يوزبيُس وأُرِغِنِس.
يؤكد البروفيسور وايتلام أن إسرائيل لم تكن سوى لحظة عابرة في مسيرة التاريخ الحضاري لفلسطين القديمة؛ وعلى النقيض من هذه الحقيقة فإن نظرة سريعة في النشرات الإعلامية الصادرة عن أقسام الآثار في أميركا وأوروبا وإسرائيل وكتيبات هذه المؤسسات تدخل في إطار دراسة التوراة العبرية من وجهتي النظر اليهودية والمسيحية. والشيء ذاته ينطبق على الجامعات " العلمانية" ، التي تحتوي على أقسام للدراسات الدينية ( بدلا من كليات اللاهوت).
لا يوجد تاريخ موثق لدولة يهودية بفلسطين. هناك وثيقة تعود لعام 853 ق.م تتضمن خبر قيام تحالف بين ملك يهودا ، إهاب، وملوك سوريا وفلسطين ضد ملك آشور. وصيغة العبارة تفشي أيضا تباينا بين فلسطين وسوريا ومملكة يهودا. احتفظ الأشوريون بوثيقة عن المعركة التي جرت في كركر بسوريا، أجلت زحف الآشوريين، دون أن تهزمهم. لم تختلف مملكتا يهودا والسامرة ثقافيا عن بقية الممالك في المنطقة ؛ كما تشير الموجودات الأثرية إلى أن الناس قدموا أضحيات لآلهة أخرى غير يهوة. كانت القدس بلدة صغيرة ، هي أفقر وأصغر مما صورتها التوراة . لم تظهر قط كلمة يهودي ، وحيثما ظهرت كانت تعني سكان يهودا، المنطقة المحيطة بالقدس، لكن أي قدس، وفي أي فضاء جغرافي؟
ينفي البروفيسور وايتلام اعتبار تاريخ فلسطين خلال خمسة قرون (القرن الثالث ق.م حتى القرن الثاني الميلادي) خلفية لتواريخ إسرائيل ويهودا ، أو فترة الهيكل الثاني[ وايتلام: 25] . ويمكن أن نجد الحل لهذه الإشكالية في تقديرات الباحثين في التاريخ القديم للشرق الأوسط إذا ما وضعنا في الحسسبان أن اليهود في فلسطين ظلوا منذ أن وطأت أقدامهم أرض فلسطين في زمن أبكر قليلا من هذا الزمن كانوا قبائل عربية هاجرت من الجزيرة العربية بعد تدمير مراكزها في جنوبي اليمن وحملت معها التوراة نصا شفاهيا . وهناك القبر المكتشف قرب حيفا عام 1936 وعليه ما يشير إلى طائفة يهودية من قبيلة حمير.



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ردة غولدستون
- الموطن الأصلي للتوراة(2من)3
- الموطن الأصلي للتوراة
- مع شلومو ساند في كتابه اختراع الشعب اليهودي
- يسفهون الرواية الصهيونية
- مع البروفيسور شلومو ساند في كتابه اختراع الشعب اليهودي حلقة ...
- كيث واينلام في كتابه اختلاق إسرائيل القديمة إسكات التاريخ ال ...
- أعمدة سرابية لهيكل الأبارتهايد
- تتهتكت الأقنعة
- مصر القاطرة
- كشف المستور أم قناع للزيف؟
- هل هي حكومة حرب في إسرائيل؟
- جوليان أسانج وقانون التجسس ومأساة الزوجين روزنبرغ
- ويكيليكس وحرية العبور الإعلامي
- بين حجب الحقائق وهدر العقل الجماعي
- نقد مسمم النصال
- الانتظاريون والانتخابات الأميركية
- في ذكرى ثورة أكتوبر العظمى متى بدأ نقص المناعة ينخر جسد النظ ...
- الطريق الثالث غير عبث التفاوض وعبث العنف القاصر
- الوساطة الأميركية مشكلة وليست الحل


المزيد.....




- جريمة غامضة والشرطة تبحث عن الجناة.. العثور على سيارة محترقة ...
- صواريخ إيران تتحدى.. قوة جيش إسرائيل تهتز
- الدنمارك تعلن إغلاق سفارتها في العراق
- وكالة الطاقة الذرية تعرب عن قلقها من احتمال استهداف إسرائيل ...
- معلومات سرية وحساسة.. مواقع إسرائيلية رسمية تتعرض للقرصنة
- الفيضانات في تنزانيا تخلف 58 قتيلا وسط تحذيرات من استمرار هط ...
- بطائرة مسيرة.. الجيش الإسرائيلي يزعم اغتيال قيادي في حزب ال ...
- هجمات جديدة متبادلة بين إسرائيل وحزب الله ومقتل قيادي في الح ...
- مؤتمر باريس .. بصيص أمل في دوامة الأزمة السودانية؟
- إعلام: السعودية والإمارات رفضتا فتح مجالهما الجوي للطيران ال ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سعيد مضيه - لموطن الأصلي للتوراة 3