أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهار حسب الله - دروس برنارد شو.. قصتان قصيرتان














المزيد.....

دروس برنارد شو.. قصتان قصيرتان


نهار حسب الله

الحوار المتمدن-العدد: 3333 - 2011 / 4 / 11 - 10:35
المحور: الادب والفن
    


الدرس الاول:

كان شديد الاعجاب بكتابات المؤلف المسرحي الايرلندي الشهير جورج برنارد شو، حيث كان يعدها حِكماً ونصائحاً وتجارباً حياتية، يؤسس من خلالها ثقافته وتساؤلاته.
اعتاد الجلوس صباح كل جمعة مع كتابات (شو) في مقهى الشابندر بشارع المتنبي ببغداد.
وفي احد الايام، دخل الشارع فيما عينيه تبحثان بين الكتب عن ترجمات جديدة لكاتبه المفضل.. استمر في سيره حتى وصل الى المقهى، تنبه لانشغال طاولته المفضلة بشيخ طاعن في السن له لحية كثة بيضاء وبشرة متعبة مرهقة، بانت عليها تأثيرات الزمن.
كان قد نثر مجموعة كتب على الطاولة تعود للمؤلف (شو).
اثارت الكتب فضول القارئ مما جعله يتقدم للشيخ ويستأذنه الجلوس معه على الطاولة نفسها.
اشار الشيخ بيده آذناً له بالجلوس من دون اية نظرة او تعبير.
دخل الشاب في حوار ودي معه وطلب له كوباً من الشاي في محاولة منه للدخول في حوار يخص الكتب والمؤلف.. إلا انه سرعان ما بوغت بنظرات الشيخ وكلامه الباسم:
-هذه كل اصداراتي التي ترجمت الى العربية؟
الشاب بدهشة وحذر:
-هل انت الكاتب الايرلندي الشهير جورج برنارد شو؟!
-نعم وانا هنا من اجل النقاش معك بشأن كتاباتي التي شكلت لديك بعض التساؤلات.
نظر الشاب من حوله باحثاً عن اي تفسير منطقي لما يشهده ويحسه في تلك اللحظة.
إلا انه فكر في استغلال وجوده حتى لو كان خيالياً لغرض كسب أكبر عدد من المعلومات، وقال له:
-استاذي الفاضل.. انا قرأت معظم مؤلفاتك وعدد كبير من الاقوال والحكم التي كتبتها وتأثرت فيها لدرجة اني اعدّها افضل مدرسة حياتية، غير اني احتاج تفسير يتعلق بمقولتك: (لا نتوقف عن اللعب لأننا كبرنا؛ إننا نكبر لأننا توقفنا عن اللعب)
وانا اعتقد ان هذه المقولة غير كاملة لانك لم تذكر فيها من لم يكن يعرف اللعب ابداً.. او من لعبت به الحياة او من لعب في ضمائر الناس، ولم تتحدث عن أطفال ترعرعوا من اجل اللعب في السلاح..
اجاب (شو) مقاطعاً: انت قارئ جيد، يستحق التقدير والثناء وأنا آسف لتجاهلي هذا الموضوع.. غير اني غادرت الحياة لاجلك ولاجل اقرانك القراء الجادين.. لامنحكم حق التساؤل والكتابة والمعالجة التي لم اتوصل إليها في كتاباتي، لطفكم تصحيح اخطائي واخطاء الجيل الجديد الذي نطمح ان يلعب بالزهور والالوان اكثر من اي شيء آخر.. ثم ترك صداه يصدح في قلب المكان واختفى تماماً.

الدرس الثاني:

في ما مضى كان لدي حبيبية تعلو في قلبي كما قمم الجبال الشاهقة، جميلة كأية باقة ورد ملونة، عذبة كصباحات بغداد وصوت فيروز، بسيطة كأمي... غير انها تجهل الصمت ولو لثوانِ معدودات، مما يضيع كل مميزاتها.
كنت على قناعة تامة بكلام سمعته من اجدادي عن الطبع والتطبع، وعشت خمس سنوات على أمل تغييرها ونقلها إلى عالم يعرف الهدوء والسكينة ولكن من دون جدوى، عملت على نصحها بان الثرثرة تشكل عنصراً سلبياً لدى المرأة، غير انها كانت توتر اعصابي من خلال الدخول في نقاشات غير مجدية.
وفي يوم من الايام، كنت انتظر موعد قدومها المعتاد.. هرعت مسرعاً لتعليق مقولة (شو) والتي تقول (الشخص الوحيد الذى يأمر المراة بالصمت فتطيعه.. هو المصور) وأضفت عليها: امل ان اكون مصوراً ولو ليوم واحد، وكنت قد كتبتها بخط كبير واضح للعيان..
دخلت عليّ بصوتها العالي غير مهتمة بمعنى الحكمة.. وقالت لي:
-حبيبي لماذا شوهت حائطك بمثل هذه التفاهات.. هل تجد اجمل من صوتي في الحياة؟
بقيت ساهماً شارد الخيال، وفوجئت بـ (شو) يخاطب مخيلتي قائلاً:
- عزيزي.. لقد كتبت مقولتي هذه ولم اكن اعلم بان حبيبتك هي من قتلت المصور، وبعثرت كل صور النساء التي في حقيبته.. حاول الخلاص من فوضويتها وغبائها قبل ان تقتل هدوءك.. وانا اعدك بانك ستكون مصوراً لعشرات النساء في يوم ما.



#نهار_حسب_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موسيقى السلاح وانسانية القلم.. قصتان قصيرتان
- التفاؤل في زمن مشؤوم.. قصص قصيرة جداً
- التعبير الصامت.. قصتان قصيرتان
- منجز وطني.. قصة قصيرة
- عصفورة في ميدان الحرب والقلم.. قصتان قصيرتان
- صور..قصص قصيرة جداً
- الباحثات عن الحب.. قصص قصيرة جداً
- دماء كنيسة سيدة النجاة بريشة فنانة عراقية
- ستة قصص قصيرة جداً
- الالوان.. قصص قصيرة جداً
- قصص خبرية ساخرة
- كلب الملك وحكمة دجلة.. قصتان قصيرتان
- عذراً ياسيدي ابليس وثوب الزفاف.. قصتان قصيرتان
- صلاة الميت.. قصة قصيرة
- ألم أم وغائبون.. قصتان قصيرتان
- العقل وقانون السكوت.. قصتان قصيرتان
- قصتان قصيرتان جداً
- قرارات.. قصرة قصيرة
- 5 قصص قصيرة جداً
- 3 قصص قصيرة


المزيد.....




- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهار حسب الله - دروس برنارد شو.. قصتان قصيرتان