أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جمال الهنداوي - لم يفعل النظام السوري الا ما هو أهله..














المزيد.....

لم يفعل النظام السوري الا ما هو أهله..


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3332 - 2011 / 4 / 10 - 22:21
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


نفاذ صبر كبير..وتذمر معلن من سوء طوية الشعب السوري ونكرانه لجميل وافضال وايادي النظام البيضاء الكثيرة..كان هو ما ابداه السيد د. وليد المعلم وزير الخارجية السوري تجاه تداعيات الحراك الشعبي الثائر الذي يضرب باطناب ارض الشام المعطاء والذي عزاه الى "عناصر مخربة" استطاعت"الاندساس" بين المتظاهرين واطلقت النار عليهم وعلى رجال الامن لـ"الجر للعنف واحداث فوضى"الامر الذي "لم يعد يمكن السكوت عنه"..واصبح مزعجا جدا للنظام الذي تطاول عهده بالشعب الودود اللطيف الخانع مشرع القفا لكف الحاكم الحنون يصعفه متى شاء وشاء له الهوى..وهو مما "يتطلب اتخاذ الإجراءات الكفيلة بحفظ الأمن والاستقرار وسلامة الوطن ومواطنيه"..اي المزيد من القمع حسب ما يمكن ان يفهم من كلام السيد الوزير المعلم..
نفاذ صبر..بل وعيد..وتهديد صريح بأن الصبر قد أخذ مداه وأن للنظام اولا واخيرا سوط يحميه..وأن الرئيس الطيب اللطيف دائم التبسم قد يضطر الى ان يعاقب شعبه بما تيسر له من جيش ومدد واعوان وحديد..رغم ان ذلك قد يكون مما لا يرتضيه ويسرع في نزول السواكب من عينيه.. فالمضطر يركب الصعب لان "مثل هذه الحوادث تؤدي للإضرار الكبير باقتصاد البلاد وسلامة المواطنين وأمنهم. كما أنها محاولة للإساءة إلى سمعة سورية الدولية، وهذا ما يهدف إليه المخربون، الأمر الذي لم يعد يمكن السكوت عنه"..
نفاذ صبر ووعيد وتهديد صريح بشر مستطير سيكون لو طال المطال وطول بالانتفاضة الشعبية المناهضة لحكم الوريث..وتبشير باجراءات ستتخذ..وهو مما يثير الحيرة والاستغراب والتساؤل عن التوصيف الدقيق الذي يراه النظام معبرا عن كل هذه الدماء الغزيرة التي عمدت شوارع وازقة واسواق درعا واللاذقية وحمص وغيرها من المدن السورية الثائرة الباحثة عن مكان تحت شمس الله الساطعة وابراء ذمة الشعب تجاه الوطن والتاريخ..
فكأنما يقرأ في خاتمة الصفحات الاخيرة من كتاب ابجديات القمع والاستبداد.. كان النظام يتصرف وهو يبطش بمواطنيه مع اول الهمسات الخافتة الخجولة التي تبادلت كلمات الحرية والنور والغد المنتظر..والى السلاح الحي والقنابل المسيلة للارواح واستعداء الخارج والاعتقالات العشوائية وتكميم الافواه ذهب النظام المخابراتي العائلي المغلق مع اول تذوق للذة الهتاف العلني عالي الصوت لكلمات الحق والمساواة والعدالة وحلاوتها على لسان الشعب المجهد النبيل.. قمع وتنكيل وتقتيل وسحق وتكسير للعظام كان خيار الحكم مع اول خطوات الشعب المتعثرة في ساحات المجد والنضال والنداء بحق التعبير الحر وحقوق الانسان ..وكل هذا والنظام يكابد الصبر الجميل عن الاذى..فماذا ادخرت ليوم كريهة او لنفاذ صبر..
من المهين للسلطة التخابئ خلف الشبيحة والبلطجية و"المندسين" لتبرير ممارساتها القمعية الارهابية..مهين ومذل بقدر ما في هذا الموقف من اعتراف واقرار ضمني بوحشية ولا انسانية وجرمية الافعال التي تقترفها القوى الامنية ..كما انها حجة قد تكون من الهزال بحيث لا تقوى على الصمود امام التساؤل البسيط البديهي عن هوية الجهة"المندسة" التي تقوم بقطع خدمات الشبكة الدولية والاتصالات وحجب المواقع عن المناطق الثائرة ..وكيف تتحصل على صلاحية استدعاء الجيش وفرض حظر التجوال..
وعيد وتهديد كان ما ادلى به السيد الوزير..بل هو قلق وخوف وارتعاش ناتج من استنفاذ النظام لجميع ما بين يديه من اوراق لا يملك سواها ولا يحسن اللعب بغيرها..ولم يتوقع احدا خلاف ذلك من مثل هذا النظام البعثي البغيض..فهذا القتل الممنهج والارهاب المنظم هو كل ما يعرفه..وكل ما يقوى عليه..فلا تتوعد ولا تهدد..فلن ينتج نفاذ صبرك عن أي شئ اكثر مما كان..ولن ترهب كلماتك الشعب السوري العظيم..فهو لم يفاجئ بكل ذلك الاجرام ..ولم يحتسب منك غيره..ولم يظن بك غير ما انت اهله..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرصة اخيرة ..في عالم متغير..
- التحشيد الطائفي..ممارسة غير محسوبة العواقب..
- مصر وايران..تقارب جيد في توقيت سئ..
- دفاعا عن حق السوريين في الحرية..
- اقدام فتية تدوس على قلب الثورة..
- عندما يستحضر موسى كوسا تجربة حسين كامل..
- ما لكم وما للشام..
- خطاب الوريث..وليس خطاب الرئيس..
- الطائفية..الخط الدفاعي الاخير للانظمة المتهاوية..
- البحرين..بين بشرة اوباما وسرعة بديهية عبد السلام عارف..
- لم يعد لديك شعب لتحكمه بعد الآن..
- حرب ..وتدخل..ودخان مدمع..
- الخنوع بالنيابة..بعد الحروب بالنيابة..
- جريمة قرية الصول..التواطؤ بين الحكم والناقوس والقلنسوات الصف ...
- عندما يختلف الفقهاء فيما اتفقت عليه الشعوب..
- وماذا عن العالقين في الداخل الليبي..
- لكي لا تستنسخ المقابر الجماعية على ارض ليبيا الطاهرة..
- الموت على ايقاع هذيانات الاخ العقيد..
- ليس الشعب هو من يخون يا سيدي الرئيس..
- الخطوة الاخيرة ما قبل النزول الى الحفرة..


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جمال الهنداوي - لم يفعل النظام السوري الا ما هو أهله..