أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - ليلة فرح














المزيد.....

ليلة فرح


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3332 - 2011 / 4 / 10 - 12:25
المحور: الادب والفن
    


ليلة فرح مطرّزة بالبهجةِ


سكرتُ من الفرحِ، انعشتِ روحي في هذا الزَّمن الضَّحل، هل من المعقول أن نملكَ كل هذه المساحات الحميميّة بين تجاعيدِ الشَّوقِ، أحبُّكِ يا غاليتي أكثر من الحبّ، أكثر من دقاتِ الرُّوحِ، أحبكِ بطريقةٍ لا أفهمها ولا أريد أن أفهمها لأنَّها أعمق من كلِّ المفاهيمِ، بطريقة أعيشها، أخبئها بين أوجاعي لعلّ روحكِ المتشظية من أوجاع هذا الزَّمان تداعب بعنفوان أوجاعها أوجاعي، لأنّ أوجاعي لا يمكن أن يهشّمها فرحاً، تحتاج أوجاعاً من نكهةِ الانكسار تارةً ونكهة الاشتعال، أوجاعكِ يا صديقتي تغلغلت منذ أن عبرتِ خميلة غربتي وتهتِ بين تعاريجِ الحلمِ وحلمي مفروش على قبَّة الرُّوحِ.
آهٍ يا صديقتي، لو راودكَ سؤالاً من هو صبري؟ لا تجيبي عن السُّؤال، وانسَي كلّ قصصي وكلّ أشعاري ولا تصدِّقي ما قرأتينه في جموحاتِ عروسِ البحرِ، فعروسُ البحرِ التي خبَّأتها بينَ جوانحي هي عروسُ بحري وأمَّا ما قرأتينه رذاذات متطايرة من وجنةِ البحر وهي تحلّقُ فوقَ أرخبيل شاطئِ العمرِ، فقد خنتكِ يا صديقتي عبر نصّي، خفتُ عليكِ يا بهجةَ شوقي، خفتُ على تصالباتِ اشتعالِ الشَّوقِ إلى خصوبةِ اللَّونِ، لونكِ يا صديقتي من لونِ الحصادِ، من لونِ عباءةِ اللَّيلِ.

أحبُّكِ بطريقةٍ تسمو فوقَ إغفاءاتِ اللَّيل، أحبُّكِ حبَّاً عذباً، أفرحُ لأنني أحبُّكِ بطريقةٍ تبهرني، هل تعلمي يا صديقتي عندما قرأتُ النصوصَ التي لم أدخلها في متونِ النصِّ، كنتُ أرتعشُ من شدَّة اشتعالِ الفرحِ، اعذريني يا صديقتي لو خنتُكِ باختلاسِ أبهى ما جاءَ في الحلمِ، حلمُ الادهاشِ والاندهاشِ، حلمُ الحرفِ وهو يندلقُ فوقَ مويجاتِ الرُّوحِ، هل شعرتِ في بداياتِ نيسان روحكِ تتماوجُ مع قوسِ القزحِ، أو تتوهُ صوبَ القمرِ أم أنَّكِ كنتِ غائصة في كثافاتِ ولاداتِ الألمِ، حزنُكِ يا أميرتي هو الذي ولَّد في قلبي حبّي، أحبّكِ يا أجملَ حزنٍ صادفته في تعاريجِ غربتي، أحبُّكِ رغم أنفِ البحارِ، رغم أوجاعي المتهاطلة فوقَ سفوحِ الرُّوح، أحبُّكِ رغمَ تلاطماتِ النَّسيمِ المعانقِ بحيرات ستوكهولم، البارحة زارني عاشق وعاشقة من لونِ البحرِ، تمعنّتُ في زرقةِ الحضورِ، اقتربتُ من بهاءِ الرَّوعةِ، سديمٌ معطَّرٌ بتداعياتِ الحلمِ، سربلا أحلام يقظتي فتهتُ استجمعُ حنيني المتدفِّق منذ أن كنتُ بين حقول القمح، منذ أن كنتُ طفلاً أركضُ خلفَ الفراشاتِ وأمسكَُ الجرادَ الأخضر، وفرسَ الأميرِ، آهٍ يا صديقتي كم أشتاقُ إلى شيخوخةِ والدي، رحلَ والدي تاركاً خلفه شيخوخة تعانقُ شواطئ الرُّوح ـ روحي، هل تشيخُ الرُّوح أم تبقى ساطعةً فوقَ جبهةِ العمرِ، طفولة ململمة حولكِ بتيجانِ الشَّوكِ.

تعالي يا صديقتي أريد أن أقتلعَ الشَّوكَ المتفاقمَ فوقَ روحِكِ، أريدُ أن أفتحَ معكِ صفحةً أبهى من الشَّوقِ، شوقي يستطيعُ أن يخلخلَ كلَّ الأشواكِ النابتةِ على مساحاتِ عمرِكِ، لا أجيدُ النَّومَ ولا أريدُ النَّوم طالما أرى شوكاً فوقَ وجنتيكِ، تمرمرُكِ أكثر من مراراتِ الحنظلِ، شوقي من لغةِ البكاءِ وصحارى العمرِ يا عمري، شوقي شوقٌ حارقٌ أكثرَ اشتعالاً مثل لهيبَ الجمرِ، شوقي بهجةُ عشقٍ، اِندلقَ من خاصرةِ القمرِ، عفواً صديقتي، لا تقلقي من جموحي فأنا ابن المسافاتِ، ابن ديريك العتيقة وأحزان الدُّنيا تراكمت فوقَ خدّي، أحبُّكِ بطريقةٍ تستنهضُ عظام ديناصواتِ الكونِ، تعالي فقد حانَ الأوان أن أقبِّلَ وجنةَ الرُّوحِ، أينَ تقعُ وجنةَ الرُّوحِ من خصوبةِ الاشتعالِ؟ وكيف سنعانقُ لجينَ البهاءِ، أحبِّكِ أكثر من عصافيرِ حلمي، أكثر من وردةِ العشقِ، أكثر من شعري، أنتِ أجمل من شعري لأنَّكِ أبهى من خمائل عمري، تاهت ذاكرتي خلفَ أوجاعِ هذا الزَّمان فصادفت صديقة متطايرة من شهقةِ الشَّفقِ فتصالبت شهقتها مع اوكسجينِ دقَّاتِ الحياةِ، تهربُ الذَّاكرة ذاكرتي مختبئة بينَ تنانيرِ أمّي فتنهضُ أمّي بكلِّ حنانِها تعانقُ بهجةَ البهجاتِ ثم يكبرُ وجهَ الهلالِ، يضحكُ نسيمُ الصَّباحِ فاتحاً صدره لبسمةِ البدرِ وغيومِ العمرِ، تعالي يا صديقتي نرتّقُ اندلاقاتِ جموحِ الشَّوقِ، هل ثمّة حنان في الدُّنيا ممكن أن يخفِّفَ من جمرةِ الشَّوقِ، شوقي أعمق من شهقةِ العشقِ، أعمقَ من لظى العناقِ، أبهى من نقاوةِ الماءِ الزُّلالِ، شوقي يحملُ بين خمائله عصافيرُ الجنّة، يا جنّةَ الجنّاتِ، تعالي نحرقُ أوجاعنا خلسةً ونرميها بعيداً عن هلالاتِ القصائدِ، هل أنا أنا فعلاً يا صديقتي أم انّني أنّاتٌ تعلوها أنّاتي؟

أحبُّكِ رغمَ أنفِ غِيرةِ القمرِ، رغمَ امتعاضِ الجمرِ، رغمَ اكفهرارِ اللَّيلِ، رغمَ الدَّساتيرِ المبرقة في وهادِ الكونِ، تعالي يا صديقتي نحلّقُ فوقَ بهاءِ اللَّونِ، يا برعماً خصباً أعبق من نكهةِ البيلسانِ! أحبُّكِ رغم دكنةِ اللَّيلِ ورغمَ هجرةِ الطُّيورِ إلى أقصى بقاعِ الكونِ، تعالي يا أنشودتي الأزليَّة أرسمُكِ حرفاُ من بتلّاتِ الزُّهورِ، تعالي أفترشُكِ فوقَ وجنةِ الحلمِ فأنا يا روحي المندلقة من خاصرتي منذُ الأزلِ، أنا حفيدُ كلكامش، ابن اللَّونِ أحملُ بين أجنحتي عشبةَ الخلاصِ، خلاصُك من جلاوزةِ هذا الزَّمان، تعالي يا صديقة حرفي كي أرسمَكِ وردةً فوقَ أرخبيلِ اللَّونِ، كي أخلّدَكِ بينَ أسطورةِ الأساطيرِ، نحنُ من السُّلالة الجلجامشية نصنعُ عشقاً من نكهةِ الخلودِ، نتوهُ عالياً كي نلامسَ وجنة الشَّمسِ، يا إلهي أريدُ ان أزلزلَ خشونةَ الكونِ، كي أزرعَ بسمةَ الحياةِ على شفاهِ الطُّفولةِ، كي أرسمَ وشماً فوقَ جبينِ غزالةِ الحلمِ!


ستوكهولم 2003
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]



#صبري_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انبعاث بوح القصيدة
- حنين إلى ذاكرة من بكاء
- تبذرُ القصيدة بخورَ المحبّة 40
- موجةُ بحرٍ هائجة 39
- غيمةٌ تائهة في مذاقِِ العناقِِ
- سموّ نحوَ الأعالي 38
- وشوشاتُ البحرِ تبلسمُ صباحي 37
- أيّتها السَّاطعة بينَ موشورِ القصائدِ 36
- أنثر وردتي فوقَ لواعجِ الحنين!
- كيفية ولادة القصيدة
- وما مللنا من المللِ 35
- غربة مستشرية في شواطئِ روحي 34
- تشطحُ أحزاني فوقَ جبهةِ الحرفِ 33
- أين سأهربُ من دفءِ القصيدة؟! 32
- على خدودِ اللَّيلِ قبلة 31
- تزهرُ أحزاني مثل بتلاتِ الزُّهورِ 30
- يا وشاحاً مذهّباً بخصوباتِ القصائد 29
- الشِّعرُ بهجةُ خلاصي من ضجرِ الحياةِ
- رقصٌ منبعثٌ من تجلّياتِ الاشتعال
- 26 سليمة السليم


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - ليلة فرح