أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - دياري صالح مجيد - الازمة البحرينية والتوازنات الاقليمية















المزيد.....

الازمة البحرينية والتوازنات الاقليمية


دياري صالح مجيد

الحوار المتمدن-العدد: 3332 - 2011 / 4 / 10 - 11:54
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


البحرين ليست بالدولة النفطية الهامة في خريطة الانتاج النفطي العالمي , فهي دولة ذات موارد نفطية محدودة بالقياس الى ما تملكه دول خليجية – عربية من موارد نفطية هائلة كما هو الحال بشكل خاص مع السعودية والامارات على وجه التحديد . وهو ما يفند فكرة الصراع على الموارد النفطية التي تُستخدم عادة من قبل العديد من المهتمين في محاولة تفسير الصراع في الكثير من دول العالم ومنها ذلك الذي توصف به الاوضاع اليوم في البحرين .

لا يُخفى على احد من المتتبعين للازمة البحرينية , الحقيقة التي تشير الى تحول الاحتجاجات الشعبية , الى مصدر من مصادر التنافس على المجالات الحيوية في المنطقة من قبل القوى الاقليمية ذات التاثير الكبير في العديد من الدوائر والكتل الجيوبولتيكية الضخمة التي لا تنحصر اثار الافعال في احدها دون ان يكون لها ردود افعال في اخرى غيرها , لتتعدى بذلك حدود تاثير هذا التنافس منطقة الشرق الاوسط نحو اسيا الوسطى و شمال افريقيا . وفي مجمل هذه القضية يشكل اقليم الشرق الاوسط نقطة ارتكاز جغرافية مهمة للتواصل فيما بينها . فكيف اسهم مثل هذا التنافس في تنشيط الحركة الاقليمية فيه وبالشكل الذي يُظهر للعيان , بطريقة لا يغلفها اللبس او الغموض , طبيعة الحدث وما تركه من امكانية في تشكيلة التحالفات الموجودة في المنطقة ؟ .

اذا ما حاولنا ان نتوجه نحو الشرق الاوسط لوجدنا ان هنالك تحالفات مختلفة شهدها هذا الاقليم عبر فترات زمنية متعددة , كان اساسها يقوم على ادامة فكرة السلام فيها عبر الاحتفاظ بصيغ متنوعة من التوازن , التي عادة ما تقوم على الاستثمار العقلاني من قبل الاطراف الفاعلة في تلك التحالفات , لعناصر الجغرافيا - السياسية , بهدف الابقاء على لعبة السلام التي عادة ما تعصف بشروطها متغيرات تعد مُدخلات لضرورة اما العمل على تفعيل ادامة التحالفات او تغييرها .

في هذا الاطار نشير الى الفكرة الخاصة بمثل هذه التحالفات وكما تصورها السيد احمد داوود اوغلو في كتابه ( العمق الاستراتيجي ) التي يؤكد فيها على تاريخية ومكانة مثلث القوة الاقليمية الاتي ( تركيا – ايران – مصر ) , وعادة ما يوجد مثلث فرعي ذو علاقة بهذا المثلث الرئيسي في المنطقة اركان اضلاعه الاساسية هي العراق – سوريا – والسعودية , ومثلث اخر اقل تاثيراً هو لبنان – سوريا – وفلسطين . وعادة ما تقوم التحالفات فيه لادامة مرحلة من السلام او الحد من تمدد الصراع في الاقليم , عبر تحالف دولتين في المثلث الاول مع واحدة من الثاني واثنين من الثالث وفقاً لصيغة 2 + 1 + 2 , في مقابل صيغة اخرى هي 1 + 2 + 1 لبقية الدول , على ان الصيغة الخاصة بتحالفات المثلث الاول والثاني هي الاكثر اهمية من دور المثلث الثالث الذي عادة ما تتسم دوله بعدم الثبات في انضمامها او انسحابها من الاحلاف , وربما يعود ذلك الى صغر حجمها وقلة مواردها وبالتالي ضعف تاثيرها في طبيعة الاحلاف , مما يجعلها تبحث عن مكاسب من هذا الطرف ومن ثم من خصمه والادلة على ذلك كثيرة , ومما يجعل ايضاً موقفها في التحالفات مثيراً للشكوك من جهة ومثيراً لتباين وجهات النظر من جهة اخرى .

في الحقيقة هنالك العديد من الشواهد التاريخية التي تدلل على هذه الصيغة العامة ( للتحالفات في عناصر المثلث الاول والثاني بشكل خاص ) التي حاولت فيها تركيا ان تكون عنصرا للوصل مع الجانب الاخر من التحالف لا عنصرا للقطيعة الدائمة التي كانت تُمارس من الطرف المضاد ( بصيغة 2 في التحالف الاول مقابل استبعاد الطرف الثالث ) بشكل شبه قطعي مع الطرف المنبوذ خارج هذا التحالف . فمثلاً نجد بأن هذا التحالف ارتسمت ملامحه بالشكل التالي في ازمة الحرب العراقية – الايرانية في ثمانينيات القرن الماضي (مصر + السعودية + الاردن و فلطسين ) في مقابل ( ايران + سوريا ( استثناء العراق على اعتباره طرفا في الصراع ) + لبنان), حيث ساهم الموقف التركي الاقرب في دعمه الى تلك الدول منه الى ايران , في امكانية وقوف العراق بوجه القدرة الايرانية وتحقيق التوازن مع قوتها في ذلك الحين خاصة وان موازين القوى بين طرفي النزاع حصراً لم تكن لصالح العراق في ضوء المقارنة البسيطة بين العناصر المشكلة للقوة ومنها الجغرافية على سبيل المثال , فلو كان موقف السعودية او غيرها من دول هذا الحلف مغايراً , لما امكن للمرء ان يتصور ان تُفضي تلك الحرب الى النتيجة التي انتهت عليها . وخلال ازمة احتلال الكويت وما بعدها كانت صورة التحالف بالشكل التالي (تركيا - مصر + السعودية + الاردن و لبنان) في مقابل تحالف اخر قوامه ( ايران + العراق + فلسطين ) في حين يشير اوغلو الى ان انضمام تركيا ( وسوريا ) الى دول المثلث الاول , هي التي اسهمت بشكل جوهري في فرض الحصار على غريمه وتغيير طبيعة الحلف الخاص به فيما بعد بنبذ العراق الى خارج منظومة التوازن التي يمثلها المثلث الذي ينتمي اليه طوال الفترة 1990-2003. مما يعني انه كان هنالك دائماً توازن يقوم على فكرة اهمية المثلثان الاول والثاني بحيث تفضي نتيجتهما الى التساوي , وهو ما يقود الى السلام النسبي في الاقليم . واذا ما اختلت هذه النتيجة المتساوية , فان ذلك يعني بان احد الاطراف يريد اعادة توزيع القوة في هذه التحالفات وبالشكل الذي يمكنه من صياغتها من جديد او صياغة ميزان القوى فيها , والذي عادة ما يكون مرافقاً لردود فعل تتسم بالقوة من قبل اعضاء التحالفات تلك .

يبدو ان القوى المؤثرة في المثلث الرئيسي يدرك كل منها لعبة التوازنات ويُريد ان يستثمر ما قد يحصل من احداث في اعادة رسم التوازنات لصالحه , وهو امر مُعتاد لدى القوى الاقليمية . لذا هي تستثمر كل الاوراق المتاحة لها لتحقيق تلك الغاية , وهو ما قد يُفسر حجم الاهتمام الذي توليه بشكل خاص القوى الرئيسية في تلك المثلثات للجغرافيا والتاريخ باعتبارهما اساساً لفهم الذات والاخر . وهي شروط مهمة لمن يريد ان يحقق مزيد من القوة على حساب الخصم في العلاقات الدولية . لذا ارتسمت هذه التحالفات بشكل خاص بعد الاحتلال الامريكي للعراق بطريقة مغايرة نوعاً ما على اعتبار ان التحالفات عادة ما تتغير كلياً او جزئياً في ظل حدث ما يجري في المنطقة .

ازاء الازمة البحرينية ( كمثال على مثل هذا الحدث ) كشف لنا المشهد السياسي عن مدى الرغبة التي كانت لدى بعض الاطراف في استثمار لحظة الخلل التي اصابت احد اهم اضلاع المثلث الاول وهي مصر, التي خرجت لتوها من احدى اهم الهزات الارتدادية لجيوبولتيكا الاحتجاج الشعبي في المنطقة العربية , لتحاول ايران استثمار ذلك عبر ما شهدته البحرين عن طريق تغيير صياغة نموذج توازن القوى في المنطقة ( بعد احتلال العراق ) بما يعزز مكانتها الاقليمية من خلال التحالف الاتي ( ايران + العراق – سوريا + لبنان 1+2+1) بحسب المثلثات المطروحة في اعلاه , في مقابل تحالف اخر قوامه ( تركيا – مصر + السعودية + الاردن – فلسطين 2 +1+2 ) لذا فقد بدا بان التحالف الاول اكثر قوة وتماسكاً من التحالف الثاني الذي لم يشهد ذات الاهتزازات بعد , في حين شهد التحالف الثاني الكثير من نقاط الضعف والبؤر الساخنة كما هو الحال مع مصر ومن ثم السعودية عبر تهديدها بامتداد تأثير زلزال مشكلات البحرين واليمن اليها , في ظل موقعها الجغرافي الحساس منها , وهو ما فُسر على انه قد يكون مصدراً من المصادر المهمة لاعادة صياغة التوازنات في المنطقة عبر تفعيل الضعف في التحالف الثاني على حساب التحالف الاول وبما يقود الى فترة مليئة بالاظطراب في المنطقة تمهيداً " ربما " الى سحب او تفكيك احدى دول هذا التحالف باتجاه الاخر المستقر . وبالتالي لا يمكن للمرء هنا نسيان العامل الدولي وبالذات منه الامريكي – الروسي – الصيني , ففي الوقت الذي تدفع فيه امريكا باتجاه تأييد التحالف الذي تتزعمه تركيا , نجد بقية الاطراف تميل ضمنياً الى التحالف الثاني . وهو ما قد يسعفنا في تفسير ما يجري في سوريا منذ فترة وربما ما يلحقه فيما بعد من اعادة لمشاهد العنف في العراق او ما ستفضي اليه الامور بحسب هذه الرؤية فيما يتعلق باليمن التي يبدوا انها لن تشهد تغييراً جوهرياً ( رغم امكانية الاطاحة بالرئيس اليمني او تغييره على ذات النموذج المصري ) يجعلها تهدد التحالف الذي تشترك فيه السعودية .
وفي كل ذلك اشارة الى الرغبة في اللعب بكل الاوراق التي من شانها ان تدفع بالقوى الرئيسة لهذه التحالفات باتجاه حماية ما تراه على انه تحالف يضمن توازن مصالحها وبالتالي السلام وفقا لمنظورها هي لا منظور الشعوب المضطهدة في هذا الاقليم . والذي يتم عبر استثمار ما يمكن استثماره في لعبة تحقيق التوازن , ليس فيما يتعلق بالمكاسب فحسب وانما في طبيعة الاضرار ايضاً , اذ يبدوا بان اضطراباً ما في احدى دوائر تاثير احد الاحلاف , يقود الى ردة فعل باتجاه رفع حدة الاظطراب في احدى دوائر الحلف الاخر , كي يتم الابقاء على التوازن . الامر الذي يدعونا في النهاية الى طرح التساؤلات الاتية " هل ستقنع القوى الاقليمية والدولية الداعمة لها بطبيعة التوازنات الحالية التي تعود الى ما قبل الاحتجاجات الشعبية ؟ , ام اننا امام فترة مليئة بالاظطراب وعدم الاستقرار لأعادة صياغة التحالفات ؟ وهل ستستمر تركيا بلعب هذا الدور المهم في تخفيف حدة التوتر عبر التواصل مع اطراف التحالف الآخر ام ستغير هذا التوجه بحسب ما سيطرأ في النهاية على الارض من تطورات ؟ " . وهي اسئلة فيها دعوة للنظر بشكل معمق في دور وفاعلية كل دولة من الدول ذات العلاقة بالموضوع , كي يتم التمكن من صياغة اطار ستراتيجي فاعل للتعاطي مع هذه المستجدات .



#دياري_صالح_مجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اغتيال الكورد الفيلية مجدداً ( النصيحة التي يمكن ان اتقدم به ...
- تركيا والازمة البحرينية
- البحرين وقرار الحرب ضد ليبيا : هل من علاقة ؟
- الازدواجية الغربية بين ثورتي ليبيا واليمن
- امام انظار وزارة التعليم ... مع التحية
- رسالة عاجلة الى وزارة التعليم العالي : انقذوا ثروة العراق من ...
- صدور الكتاب الاول للدكتور دياري صالح مجيد
- طرد الموظف الذي يكتشف التزوير !!!
- السيد رئيس الوزراء : لا تغيير الا اذا ما دعمتم الموظف على حس ...
- قراءة في كتاب : الجغرافيا على المحك
- باريس تكرم العميد البحري بييري : استقبال خطط له من قبل الجمع ...
- جدل الديمقراطية والدولة في العراق
- قيادة العراق التعليمية امام تحدي الاهانة
- الديمقراطية في العراق : هل هي فقط الحق في الانتخاب ؟
- الاحتجاجات الشعبية في العراق ... حوار افتراضي هاديء
- النظرة الرسمية للاحتجاجات الشعبية في العراق !!!
- المسيحيون مجددا ... لماذا ؟
- المثقف بين الشرق والغرب
- هل من تغيير ؟
- السيد برهم صالح .... رؤية متعقلة للتغيير في اقليم كردستان ال ...


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - دياري صالح مجيد - الازمة البحرينية والتوازنات الاقليمية