أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - الصراع ضمن الثورات















المزيد.....

الصراع ضمن الثورات


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 3332 - 2011 / 4 / 10 - 10:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الصراع ضمن الثورات
أستأثرت، الثورة التي أنطلقت من مدينة سيدي بوزيد، والتي لاتزال أوارها مستعرة في معظم أرجاء الدول العربية، والمتوقعة بأنها سوف تخترق حدود هذه الدول إلى أرجاء أوسع شمولاً، الآلاف من المقالات، والمحاورات، والمقابلات، والندوات المختلفة، تناولت جميعها، مختلف أنواع التحاليل الفكرية، وأبعادها، ومفاهيم الثورة، وغاياتها، و ومداركها، والنتائج المتوقعة والغير المتوقعة، تناولوا أدق تفاصيلها، وتفاصيل القوى المناهضة لها، والكثير منهم تعمقوا في كتابة إستنتاجات مستقبلية لواقع المنطقة، والإختلافات كانت عديدة ومتضاربة ومتناقضة إلى حد الصراع، حتى بين المؤيدين، وفي الجانب الآخر حيث يتهافت تجار الآفاق، والمطبلين للسلطات الدكتاتورية، يبدعون في خلق الآعذار، والحكم لمسيرة طغاتهم في العهود الماضية، والتمجيد لنهضة لم تحصل، وإصلاحات سوف تأتي.
كل هذه الصراعات لم تؤد إلى النتائج التي من أجلها هرع جموع الشباب إلى أزقة وساحات الوطن مضحين بأرواحهم دون وجل، هناك في داخلهم طموح وآمال ومفاهيم لا يدركها معظم الذين تجاوزوا العصر الذي ينتمي إليه هذه الشريحة من الشباب، لهم منطقهم الخاص في الحياة والحرية، ونظرة تختلف عن نظرتنا إلى الله والدين، والعلمانية والديمقراطية، والسلطة والطغاة... لهم تحليلاتهم وإستنتاجاتهم النوعية المختلفة، لهم شعاراتهم وصرخاتهم المغايرة لما تربت عليها أدمغة الماضي، كالأختلاف بين المطلق والنسبية. الشريحة الحقيقية التي بدأت الثورة دون وجل وعن قناعة تامة ورؤية واضحة للمستقبل، رغم قلة نسبتهم في المجتمع، لكنهم خلقوا طفرة نوعية في عالم الثورات، وتغيير في مسيرة الحضارة الإنسانية.
لكن الذين ركبوا المسيرة، كانوا قوى معروفة، أرادوا تسخيرها لغاياتهم الذاتية، دعموا الثورة، وساندوا الشريحة، على بنية أجندات واضحة مسبقاً، لهم ثقل ما على الساحة السياسية، مقتنعون بأن الثورة ملك إيمانهم، وهم الآن حماتها. لكن عند دراسة نوعية دقيقة للواقع، والإنتباه إلى ما يجول على الساحة السياسية يستطيع الفرد أن يدرك وبوضوح ويتأكد بأن هؤلاء الذين يستغلون الواقع سوف لن تتحفهم النجاح. حيث مركب الثورة ليس بذاك المركب الذي يتوقعوه، قيادتها ليست سهلة، فمن يقودها عليه أن يمتلك مفاهيم مغايرة عما تعودت عليه الأجيال السابقة، وهذه المفاهيم بعيدة جداً عن مفاهيم أصحاب مبدأ " الفن سياسة الممكن " أو " الغاية تبرر الوسيلة ".
أنبثق طور تاريخي مختلف عما توقعه جميع المنظرين السياسيين والإقتصاديين السابقين، لم يتنبأ أي من الفلاسفة والإيديولوجيين إلى هكذا طفرة في المجتمع، ثورة بهكذا نوعية ومن هذه الشريحة. دراسات غير قليلة تناولت مدى تأثير عصر الإنترنيت على هذا الخلق، لكنها دراسات لم تسبق الحدث، معظمها سايرت أو تأخرت عنها، لذلك فهي بعيدة بمجملها عن النظرة النوعية للمستقبل والتوقع للآتي.
رغم الدراسات الماركسية – اللينينية الواسعة والمتشعبة الأطراف، والمتعمقة في التنبؤات المستقبلية، والهيغلية بكل أبعادها، والإقتصاديين الرأسماليين بكل مداركهم وتحليلاتهم للعالم السياسي والإقتصادي، لم ينتبهوا إلى مثل هذه الشريحة على إنها سوف تقود المجتمع إلى الشارع لخلق ثورة نوعية مغايرة لكل ما سبق.
الطبقة العاملة التي تستند عليها النظرية الماركسية - اللينينية، كانت وللأسف في بدايات الثورة مرتبكة في مواقفها، بل حتى وإنها دفعت بها في الفترات الأولى إلى الشارع من قبل السلطات، وقد شاهدناها في الأيام الأولى من ثورة الياسمين، وفي الأيام التي سبقت تجمعات ساحة التحرير، والآن لاتزال مواقفها مرتبكة وهزيلة في سوريا، وقد شاهدناهم في شوارع المدن السورية في المسيرة التي حشدت فيها جميع الطلبة والعمال والموظفين لإظهار التأكيد الجماهيري المهرج لسلطة الأسد. علماً بأنهم ينتبهون إلى هذا الخطأ المصيري بعد أن كانوا قد متنوا بعض الشيء من قوة الطغاة في الشارع، ولا شك بأن اولئك الذين كانوا في المسيرة السورية المليونية سوف نجدهم في الأيام القادمة إلى جانب الشريحة الثائرة ضد الدكتاتورية.
مع ذلك من المنطق أن نبين بأن هذه الطبقة لم تحاول أن تستغل الثورة لمصالحها، ولم تحاول أن تمتطيها، كالأحزاب الإسلامية، بل وقفت إلى جانبها، في تونس ومصر، وكان وقوفها صامداً مبدئياً، ولا يزال المساندون الصامتون، محاولين بين فترة وأخرى إدراك ما يغلي في الواقع السياسي، علماً بأن قادة هذه الطبقة " والتي هي كقوة على الساحة، هزيلة نسبياً " تدرك الأساليب التي تستغل من قبل الآخرين لتغيير مسار الثورة إلى الجهة التي تتلائم ومصالحهم. وهناك الكثيرون الذين يثمنون مواقف هذه الطبقة.
بالمقابل استطاعت القوى الإسلامية بكل أحزابها ومذاهبها أن تركب المسيرة بدهاء، وتسخر الشارع لغاياتها، وتتلقف إرادة الإصرار من تلك الشريحة "النخبة " في الثورة، وهم كانوا قد انتبهوا إلى الثورة رغم صمتهم المؤقت في بداياتها، لكنهم لم يتوانوا من استغلال أدق تفاصيلها، حتى أنهم كثيراً ما أندلجوا في خلق شعارات جديدة تتلائم وأهدافهم، علماً بأن شعارات شباب الثورة لها منطق مختلف، ورنة موسيقية ذات شجية لا تتلائم والأجيال المهترئة، تخرج عن المألوف سابقاً وذات مفاهيم مغايرة. ربما لقصر وقلة الخبرة، والصدق في المسيرة والإيمان بالهدف، وعدم النفاق على جماهيرها، أُستغلوا، إلى حد ما، من قبل هذه القوى الإسلامية السياسية، غير مختلفين في الكثير من نقاط التعامل السياسي عن القوى الحاكمة السابقة. سوف تظهر مساوئها بعد عزل الطاغية وحاشيته بشكل كامل، بإمكان هذه القوى الدخول مع السلطات الدكتاتورية أو مع مخلفاتها في تحالفات، كتشكيل الحكومة، لتقوية مراكزهم، على أقل تقدير.
الشريحة الثورية تدرك ما تؤول إليه المسيرة، ويشاهدون الواقع الذي يتوضح يوماً بعد يوم، لذلك نشاهد عودتهم إلى الساحات بين فينة وأخرى، لرفع مطلب وراء آخر، ولا يستبعد في القادم من الزمن، حدوث ثورة أخرى ضمن هذه، بل خروج نفس الشريحة إلى الشارع والساحات، لإسقاط أولئك الذين كانوا البارحة معهم يصرخون لإسقاط الدكتاتور، فهم في الواقع، حتى اللحظة، لا يدركون ماهية مفاهيم الثورة التي من أجلها خرجت هذه الجموع، عندها سيكون هؤلاء قد اكتسبوا خبرة في التعامل السياسي وتبلورت مفاهيمها لديهم، وتتشكل النخبة التي سوف يتكلمون بأسمهم وبقوة.
ما يضع القوى الإسلامية السياسية، في كفة الثقل السياسي، مقابل الطبقة العاملة التي كانت حتى البارحة تمثل العالم العلماني الإشتراكي، ومن ثم يبعد الطبقة هذه مع القوى الإسلامية عن الشريحة النوعية الجديدة على الساحة كقوة سياسية تملك معظم أدوات التغيير، كالوعي والإدراك والمفاهيم الجديدة المغايرة للقوى الأخرى، والجرأة والإقدام على الموجهة بدون وجل، ولها وسائلها العصرية، المغايرة لمفاهيم قوة العمل والمصنع، القرآن والجامع. فهم من العصر وللعصر ولهم القابلية لخلق الحضارة القادمة تحت مفاهيم مغايرة لكل ما قيل وبحث فيه.
من المهم جداً الإنتباه إلى أن القوى الإسلامية تملك مدارك واسعة للواقع الحالي، ويعلمون جيداً ما يهرعون إليه، رغم الإختلافات والتنوع في المذاهب والأساليب في الكفاح، لكن ما يرى وبشكل واضح ظهور التيار الليبرالي إلى الساحة السياسية، وبقوة والتي لا شك بأنها سوف تسيطر خاصة على القوى السياسية الإسلامية الأخرى، وما القوى المسلحة المتنوعة والعديدة سوى شرائح تتنوع في عمليات الصراع من أجل مصالح آنية ولمجموعة معينة، وهذه تختلف عن غايات القوى الإسلامية الليبرالية، والتي انحازت إليها في السنوات الأخيرة العديد من القوى والشخصيات ورجال كبار من علماء الدين، وقد مثلهم بشكل واضح حزب العدالة والتنمية، وعلى رأسها السيد أردوغان، إنحازت إلى طرفهم الكثير من القوى الإعلامية، كقناة الجزيرة مثلاً، في الوقت الذي كانت تعتبر البوق الصارخ للقوى السلفية وخاصة القاعدة، ها هي الآن تلعب أعظم الأدوار في الثورات الحاضرة، وبالتأكيد ليست لعيون شريحة الشباب بل الغاية استلام التيار الإسلام الليبرالي للإمامة. بلغت قوة تأثير هذا التيار إلى مدارات واسعة، كان يتردد شكوك على تعامل خفي بينها وبين الماسونية العالمية وبوساطة قوى الرأسمالية العالمية، لكنها الآن أصبحت حاضرة الوجود على الساحة العالمية وبدون سند، لا تقل تأثيراً عن قوى محافل الماسونية في العالم، رغم عمق هذه الأخيرة التاريخي وخبرتها القادمة من عهود ما قبل االميلاد.
ربما الإسلام الليبرالي قوة حديثة العهد نسبياً لكن لها ثقل وتشعب واسع وعميق في الاقتصاد العالمي، اقتصاد خام غير مستغل وقابل للاستثمار من قبل القوى الرأسمالية العالمية، لهذا نجدها أحد أهم الداعمين لهذه القوة، وجدناها كيف دعمت الإقتصاد التركي منذ مجيء حزب العدالة والتنمية إلى الحكم في تركيا، وكيف استطاعت اخراج هذه الدولة من حالة العجز والفقر والتدهور الاقتصادي، إلى مصاف الدول الرأسمالية العالمية وتجعلها الدولة الثامنة عشرة بمستوى الدخل الوطني " ليست بحسب الدخل القومي " في العالم.
العلاقات المسبقة بين الرأسمالية العالمية والماسونية ذات الروابط التاريخية المتينة والمبنية على بنية اقتصادية عملاقة وواضحة المعالم تجعلهم يتحكمون عن طريقها على مصير البشرية، والتي حددت منذ عهود ركائز هذه الاتفاقيات، لاتمنعهم عند ظهور القوى الإسلامية الليبرالية والتي تمثلها العديد من دول العالم الإسلامي، والغنية بمواردها الخام، والجاهزة للإستغلال، في خلق مخارج لها لجذبها إلى داخل محيطها، والدخول معها في تحالفات استراتيجية متشعبة الأطراف، خاصة وهذه القوة الإسلامية تزداد قوة يوماً بعد يوم، تثبت مكانتها للحصول على المساندة الخفية، والدعم اللوجستي في محاولاتها لركوب مسيرة الثورات الجارية في البلاد العربية، والتخفي وراء الشباب الثائر.
لكن مع ذلك تخمرت قوى شبابية من أحضان الجماهير خلقت وانبثقت من أعماق هذا الغنى وهذه العلاقات، بمفاهيم ومدارك كانت كافية لإشعال شرارة الثورة، وهم وقودها مع إيمان في غد مشرق لعالمنا الذي يطغي عليه الظلام منذ عقود، وسيكونون روادها في القادم من الزمن، حينها قد لا تنتهي القوة الإسلامية الليبرالية، لكنها وبالتأكيد ستحاول التلائم مع الواقع المفروض عليه.
خلال هذه الفترة الانتقالية، ستنبثق علاقات دولية على اسس وبنود مغايرة لما كانت عليه الطغاة وسلطاتهم، حيث الحقيقة كانت تخفى عن الشعب، وما كان يلقن الشعب يتغاير مع ما كان يكتب وراء الستارة. الوضوح والصراحة في العلاقات الدولية سوف تكون أكثر نزاهة، كما إن التعامل مع الشعوب الموجودة ضمن الوطن العربي ستكون بأساليب حضارية أكثر إنسانية. لا يستبعد بأنه سيكون هناك تعامل جديد مع دولة إسرائيل كدولة منعزلة عن الصهيونية العالمية، ولا يستبعد إعادة لدراسة القضية الفلسطينية بمعزل عن مصالح الدول العربية الأخرى، ومصالح الطغاة وكراسيهم، الذين استعملوا الورقة الفلسطينية في كل طالعة ونازلة وابتذلوها مع كل القيم الوطنية.
نسائم الحرية الحقيقية، والكرامة الإنسانية، وتقدير المواطن وقيمه، إنبعاث لعزة النفس البشرية، تجاوزت مراحل التخمر في هذه الأوطان وبدأت تتجلى بعنفوان الشباب الخالق لهذه الثورات.
الدكتور محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للشنكال عهد مع الأزل


المزيد.....




- الصحة في غزة ترفع عدد القتلى بالقطاع منذ 7 أكتوبر.. إليكم كم ...
- آخر تحديث بالصور.. وضع دبي وإمارات مجاورة بعد الفيضانات
- قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة ...
- بوريل من اجتماع مجموعة السبع: نحن على حافة حرب إقليمية في ال ...
- الجيش السوداني يرد على أنباء عن احتجاز مصر سفينة متجهة إلى ا ...
- زاخاروفا تتهم الدول الغربية بممارسة الابتزاز النووي
- برلين ترفض مشاركة السفارة الروسية في إحياء ذكرى تحرير سجناء ...
- الخارجية الروسية تعلق على -السيادة الفرنسية- بعد نقل باريس ح ...
- فيديو لمصرفي مصري ينقذ عائلة إماراتية من الغرق والبنك يكرمه ...
- راجمات Uragan الروسية المعدّلة تظهر خلال العملية العسكرية ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - الصراع ضمن الثورات