رضا كريم
الحوار المتمدن-العدد: 3332 - 2011 / 4 / 10 - 08:24
المحور:
الادب والفن
البرابرة
منذ التقيت بقلبي أمام فوهة بندقية عابثة ،
في يوم بارد والعائلة تلملم صوتها خلف الباب محتدمة ،
صادفتني أول المغامرات ،
أجلستني على طريق الأماني
طريق الأسلاك الشائكة ،
لماذا هذه البندقية عابثة وباردة
لماذا الأصوات خلف الباب خفيضة وحارة ؟
منذاك
وأنا أعالج الفاصلة الجالسة على تخوم القلب ،
هبة السماء ، هبة الوطن ، أو حتمية المصير .
منذاك
وأنا حائركيف أرقع خطواتي إلى ما أضنه البيت ،
بيت لي في حجارته بعض ما حفرت ونسيت ،
تاريخ ولادة مهمل ، مكان ناقص ، لا أعرف من أين إليه أتيت ،
نخلة كانت تأخذنا لضلها هززت جذعها وقبل هطول الندى تواريت ،
كان فيما مضى لي بيت وغيمة على بابه ،
لاعبتها كم أجبرتني على الإنتظار كحجرة من أحجاره
لحين بزوغ الشمس لأمرح أمام عنوانه ،
هو البيت
منذاك وأنا والحقائب وطير الصبح والأصدقاء نرنو إليه
فهل كل هذا بيت
***
قبل أن أتعرف على الكلمات ، عندما رأيت حكمائنا يحصون أفراد عوائلهم
على غير عادتهم الصباحية بين حرائق التبغ والشاي
على غير مزاجهم لمقاومة ضجيجنا أمام عتبات الديار
جديتهم تلك الفاصلة الكبيرة بين ارتخاء الصمت الغامض ،
إنهم على غير العادة بإصغائهم لجهاز الراديو
يكررون الكلمات تتراقص بلا معنى أمام أحداقنا
قبل أن تلتصق بالفضاء
أولائك نلم إرثهم نحمله خلفهم ونمشي بلحظات الوداع الاخير
بما فيهم ذلك الوسيم الطالع بحنوه علينا كظل
عندما دحرج كلمة لا غير ،
كوجه الحق ، إنها كلمة لاغير :
لقد جاء البرابرة ،
قالها ثم طواه النسيان ،
***
عانقت أجمل الأوقات
ألتي ترعرعت بزمن لا يذكر
أغسلها بماء الورد وراقبتها لتكبر
أفرش لها راحة اليد عند النعاس
تعتني أوأعتها لكنها لصقي تمسك قلبي مهما مشيت .
***
لقد جاء البرابرة
ليذهب برابرة ،
هكذا منذ وضعت يدي على قلبي
وتمليت كرة النار من فوهة الصباح البارد
منذ عرفت بأن لي قلبا تناهشته الضواري
وشيوخنا محتدمون بتفسير معنى الوطن .
#رضا_كريم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟