أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم كاصد - اليباب والثراء الإنسانيّ















المزيد.....

اليباب والثراء الإنسانيّ


عبدالكريم كاصد

الحوار المتمدن-العدد: 3331 - 2011 / 4 / 9 - 14:55
المحور: الادب والفن
    


أجرى اللقاء: الشاعر علي عطوان الكعبي- مجلة الشبكة العراقية


شاعر يمتد نبضه عبر ثلاثين عاماً، ابتدأ من نقطة اليباب الذي عانى منه، مغادرا مدينته البصرة إلى منفاه عام 1978،حين اتخذ من جمل و(تنكر ماء) وسيلة إلى ثرائه الإنساني،عابرا الصحراء ، لا ليقطع مسافة الأرض والزمن،فحسب،إنما ليقطع أبجدية الكلمات وصولا إلى أبجديته التي شكل حروفها من تربة الشعر، وغيث الكتابة.تنقل في أمكنة عديدة،محملا بهاجس إبداعي تمخض عن أكثر من ثماني مجموعات شعرية ،كالحقائب، والنقر على أبواب الطفولة، والشاهدة،ووردة البيكاجي، ونزهة الآلام، سراباد، ودقّات لا يبلغها الضوء، وقفا نبكِ،والزهيريات،فضلا عن مسرحيتين، وترجمات شعرية عن الفرنسية والانكليزية. هو الشاعر عبدالكريم كاصد ،الذي كان لنا معه هذا الحوار عن رحلة الكتابة والحياة



= ما الذي حملته معك وانت تغادر العراق، قبل أكثر من ثلاثين عاما، وما الذي عدت محملا به بعد أن عدت إليه آخر مرة ؟


* غادرتُ البصرة بصرّة وعدتُ بصرّةٍ. وبين المغادرة والعودة ثمة ثلاثون عاماً وأمكنة عديدة. وحين أقول صرة فليس ذلك مبالغة أو مجازاً، فبعد رحلتي عبر الصحراء على جملٍ لسبعة أيام حشرتُ في تنكر ماء أنا وعشرون شخصاً لمدّة خمس ساعات ولم يكن معي غير صرّةٍ ملابس ارتديتها، بعد أن خلعت، على عجلٍ، ثياب البدو التي كنت أرتديها، وقد تبقعت بالماء المتبقي في التنكرالذي قذفنا وسط بيوت خالية لم يكتمل بناؤها بعد. أما عودتي فلك أن تسميها ما شئت، وقد تبيّن لي، بعد أن فقدتُ ما فقدت، أن الحاضر الذي كنت أنشده لم يكن بأفضل من ماضيّ، وأن المستقبل ليس سوى تكرارٍ للحاضر.



= قد تشكل المدينة ثراء إنسانيا في وجدان المبدع ،وقد لاتترك أيضا سوى اليباب ، فأين تضع مدينتك البصرة بين هذين المؤثرين . وهل تغني الكتابة عن الملامسة الحية للأمكنة وحركة الحياة في الناس ؟


ليست البصرة حاضراً فلها ماضيها العريق الذي سيصلها بمستقبلها يوماً، مهما كان حاضرها بائساً. إنها اليباب والثراء الإنسانيّ معاً. والذي يحدّق في يبابها لا يعدم أن ثمة ثراء إنسانياً هو جوهر المدينة لا في راهنها حسب، وإنما في تاريخها وامتداداتها وحزنها أيضاً. إنها أوسع من ذاكرتي، وأبعد من مستقبلي، وأعمق من حاضري، وقد تتجلى لي في أشياء لا يراها الآخر، وقد أكرهها لمحبتي لها وأحبها لكراهتي لها، وأنا بين ثرائها ويبابها، وبين حبّي وكراهتي لها، أظلّ ذلك الطفل الذي يرضع من حليبها حتّى لو جفّ، ففي مخيّلتي البصرة لن تكون سوى أمّ التصق بها في حزني وفي فرحي، مهما ابتعدتْ أو اقتربتْ. كتبتُ عنها الكثير من القصائد، وبعد عودتي من البصرة قبل أشهر لم أكنْ أتصور أنني سأكتب عنها ديواناً كاملاً هو ديوان (البصرة على مرمى حجرٍ) الذي لم أنشره بعد.
أما بالنسبة إلى الشقّ الثاني من سؤالك فإنني لم أفترق عنها يوماً. إنها حاضرة فيّ روحاً، مثلما أنا حاضرٌ فيها جسداً. لقد زرتها مرات عديدة ، وفي المرة الأولى مكثتُ فيها شهرين وفي المرة الأخيرة أكثر من شهر، ولعلّ في الحديث عن الملامسة الحية للأمكنة وحركة الحياة في الناس واستحضارها في غيابها ما يصب في الحديث عن جوهر الشعر وقدرته على استحضار ما هو غائب، وتغييب ما هو حاضر أو التنقل بين الاثنين دون أن يكونهما معاً. من هنا تأتي ندرة الشعر على كثرته في جميع الأزمنة.



= بين (الحقائب ) ديوانك الأول، و(الزهيريات)، ثمة دواوين عدة ،تمثل تجربة شعرية عميقة. فمتى يكون (الشاعر خارج النص) ؟

* لا يكون الشاعر خارج النص إن لم يكن داخله. الخارج هو المسافة الضرورية لكلّ عمل إبداعي.. بدون هذه المسافة يصبح الكاتب مستلباً غير واعٍ بشروط فنّه ولا بشروط واقعه . ما الداخل وما الخارج في العملية الإبداعية ؟ هل العملية الإبداعية منفصلة تماماً لا تحتوي واقعاً ولا معرفة بهذا الواقع أوبهذا النص؟
هذا الفاصل بين الداخل والخارج لا يمكن الحديث عنه إلا عندما نجرّد العمل الفنّي من محتواه. وحين نجرّده ما الذي يتبقّى منه، وحين اسألك عن المحتوى هل هو خارج النص أم داخله يصبح الجواب أشدّ إرباكاً، لأنّ في كلّ نص إبداعيّ تاريخ وحاضر، وعي ولا وعي، أي أنّه يحتوي في داخله، نفسه، ما هو خارجه ايضاً



= لم تزل صلة الكثير من الأدباء والمثقفين العراقيين في الخارج، مع المشهد الثقافي في العراق، غير إيجابية ،رغم زوال المؤثر،ورغم أنها تمر بتحولات جديدة. ماتفسيرك لهذا ؟

* سؤالك إن كان صحيحاً فلابدّ التوجه به إلى المؤسسات الثقافية الرسمية وليس إلى الأدباء والمثقفين في الخارج الذين هم ليسوا خارج المشهد الثقافي وإن كانوا خارج وطنهم فهم جزء من هذا المشهد إن لم يكن جزءه الحيوي الذي استطاع أن يمتد في تاثيره خارج الوطن والأمثلة على ذلك كثيرة. السؤال الحقيقي هو ما نوع هذه الصلة ؟ الولاء للمؤسسات الرسمية و للسلطة؟ الصمت بحجة أنك لست في صميم حركة الواقع، إذا كان ثمة حركة لهذا الواقع الذي يحتضر ويستنزف دمه في حروب دائمة، ومشاكل تتراكم بدلاً من أن تتضاءل. وكيف تتضاءل في ظلّ صراعات طائفية ومليشيات تظهر وتختفي بقدرة قادر تبعاً لموازين سياسية تحكمها المنافع الآنية، ناهيك عن المشاكل المؤجلة، ذخرنا المأساوي القادم المخبئ للمستقبل والذي تشحذ الأحزاب أسنانها استعداداً له. أما التحولات الجديدة فإن هي موجودة كما يفترضها السؤال فلماذا لم تشمل هذه الصلة؟ أم أن هذه الصلة في منأى عن أيّ تحوّل جديد. السؤال عندئذٍ لماذا؟ ومن المسؤول عن ذلك؟ وجوابه ربما هناك في هذه الفوضى العارمة وفقدان السلطة والحكومة التي لم تتشكل، أو تتشكل بعمليات جراحية أشدّ خطورة، رغم كل القواعد الموضوعة وغير الموضوعة لما يسبقها من اشتراطات وانتخابات كما هو مفترض أيضاً. فإن كانت هذه القواعد أفضت بنا إلى الاتهامات بالتزوير فما بالك بمناحي الحياة الأخرى التي لا تضبطها قواعد ولا أصول مهنية أو أخلاقية. ولعل ما يثير الغرابة أن من يحاكمون الأدباء في الخارج يحاكمونهم بهذه الفوضى فإن انتقدت المؤسسات الثقافية كان الرد أنكم لا يحق لكم أن تنتقدوا فأنتم لم تكتووا بنار الواقع وكأن المنفى لم يكتو بناره آلاف العراقيين الذي لم يستطعيوا أن يتلاءموا مع منافيهم أبداً وإشكالاته الخفية والمعلنة، وكان الأحرى بمن يستنكرون النقد أن يعرفوا ذلك من مسؤوليهم من ذوي الجنسيتين والحسابات الضخمة في البنوك والإقامة شبه الدائمة في المنافى؟ وبعد كل ذلك هل الأدباء والمثقفون يشكلون كتلة واحدة لنتكلم عنهم بصيغة المفرد؟ أم أنهم أطراف شتى تتطاحن في ما بينها وقد ضمت البعثي الذي وجد ضالته في الاحتلال وكأن هذا الاحتلال البغيض شارة رفضهم وحدهم، فرحين بالمجازر اليومية للناس الضحية دوماً لأن من يفعل ذلك هي المقاومة! مثلما ضمت المرتزق والمرتشي والهارب بأموال السلطة، إن لم نقل بأموال الناس، وصاحب اللسان الذرب والضمير المعطوب والأرهابيّ الضحية والجلاد السابق والوزير الحالي إن كان مثقفاً وأصحاب الألفاظ المثقوبة التي يملؤونها برمل ما استقام الآن من وضع. ما من مشكلة للمثقف العراقيّ في الخارج مع المشهد الثقافي الذي هو مشهده، وإنما مشكلته مع المؤسسات الثقافية التي احتوت أميين وممثلي أحزاب طائفية وقومية ومحاصصات واختلاطات وسرقات واحتفالات ومصروفات وهمية أم واقعية فهي سيان في لا جدوى حرثها في الهواء . الثقافة العراقية الآن تسيّرها الصدفة، وليس التخطيط والاستحقاقات والتقييم الحقيقيّ للمبدع العراقيّ . وإذا كان ثمة تقييم فهو يأتي على شكل صدقات ممن لايستحقون حتى أن يكونوا أدلاء للسائحين في هذا الوطن البائس الذين يجهلون حتى خريطته .
لقد كان ثمن التحولات الجديدة إن كان ثمة تحولات هو هذا العدد الغفير من القتلى من صحفيين وأدباء وأساتذة جامعة، وناس بسطاء لا يعرفون هوية قاتلهم.



= هل من الممكن إن نسدل الستارة على الطفولة ،لأن ليس ثمة فسحة لطفولة أخرى، كما تقول، في كلام لك ، أليس الشاعر طفلا منفلتا على الأشياء، فكيف يمكن للطفولة أن تغيّب ؟

* العبارة التي وردت في مقابلة سابقة معي، كاملة، هي "مثلما أسدلت الستارة على تجربة ما، هي تجربتي في الغربة لأودعها في الحقائب، اسدلت الستارة أيضاً على طفولتي حين أدركت أن هذا الواقع لا فسحة فيه لطفولة أخرى".
وأعني بها مرحلة الطفولة الحقيقية في حياتي التي شهدت نهايتها كما أشرت في المقابلة ذاتها في 14 تموز حين "غدت الكرنفالات حشوداً والحياة شعاراً والكلمات ضجيجاً" واستشهدت بهذا المقطع لي:


لماذا تتقدّم الرايات
ويتقهقر البشر؟


ثم عقّبت في المقابلة ذاتها قائلا: "كتبت (النقر على أبواب الطفولة) حين عد تُ من غربة دامت سنوات ثلاثاً، وكتبت قصيدة أو ديوان (الفصول ليست أربعة) "طبع هذا الديوان أول مرة بعنوان (صبخة العرب)" بعد غربة دامت ثلاثين سنة، وإذا كان الأول عن طفولتي فالثاني هو عن طفولة محلتي (صبخة العرب). إنه كتاب سيرتها هي لا سيرتي ومن يدري أين هي حدود سيرتها وأين هي حدود سيرتي؟. وبين هذه المجموعة وتلك مجموعة ثالثة بعنوان ( غيمة سوداء .. حصان أبيض) أهديتها إلى ابنتي سارة وولدي زياد. غير أن الطفولة حاضرة في دواويني الأخرى بشكل أو بآخر تظهر وتختفي، تختفي وتظهر بخرافاتها الواقعية، وواقعها الخرافيّ الأغرب من الخرافة ذاتها أحياناً".
مما يجعلى على توافق مع إجابتك المتضمنة في سؤالك ذاته من أن الطفولة لا تغيّب ابداً. حين تغيّب الطفولة في الشاعر سيغيّب الشعر معها بكل تأكيد. وهذا لا ينطبق على الشاعر وحده بل على كل فنان حقيقيّ إن لم نقل كل إنسان حقيقيّ، لأنها جوهر الإنسان وفتوته الدائمة.
الشعراء الحقيقيون لن يهرموا



= وقت السلام يدفن الأبناء الآباء، أما وقت الحرب فيدفن الآباء الأبناء،هذا مايقوله المؤرخ هيرودوت، تُرى ماالذي دفنه الشاعر عبدالكريم الكاصد ،وهوابن لبلد طاعن في الحروب ؟

* ليس ثمة سلام في العراق لنتحدّث عن هذا الفارق، وحتى لو كان ثمة سلام فهو سلام ظاهريّ هشّ لا يمكن الاطمئنان إليه أبداً وقد انشطرت السلطة ورسخ الاحتلال لا بجيوشه التي ستغادر عما قريب بل بما خلّفه من آثارٍ ليست هي غير آثار أخرى لما سبقها من آثارسلطة سابقة لا مثيل لها في التاريخ بعسفها وهمجيتها ويقينها مما أكسبها تميزاً في هذا التاريخ الطويل من آثار العسف التي انطبعت عميقاً في أعماق الشخصية العراقية والتي تكاد أن تظهر لدى هذا ألشخص أوذاك في هذا المناسبة أو تلك، بدرجات متفاوتة من الألم والقسوة التي تحتاج إلى مواجهة حقيقية من الذات ولاسيما ذات المثقف اليقظة المحترسة بأحكامها ومواقفها.
أما ما دفنته أنا فليس موضع سرده هنا وقد خلفت ورائي قبوراً عديدة لأحباء واصدقاء وأهل في المنفى وفي الوطن وليس بقائي ذاته سوى مصادفة حسب، في زمن تحكمه الضرورة التي لا تعرف غير وجهٍ واحد لمصادفتها هو: القتل.



= في جواب عن سؤال وجه لك عن انخراط المثقفين العرب في القضايا والأحداث العالمية .. قلت:(إن الإعلام العربي إعلام مؤسساتي مشوه .. ). أتعتقد بأن الإعلام العراقي الذي انعتق من ربقة المؤسسة،ألآن ، يقع ضمن هذا الإطار ؟


* أنا أتحدث عن الإعلام الرسمي وليس عمّن انعتق من ربقة المؤسسة. نعم ثمة أصوات جريئة في مواجهة ما يجري الآن من تغييب للوعي والمنطق ولكن بعض هذه الأصوات على جرأتها مرهونة بحدود لا تستطيع أن تتجاوزها ... حدود تفرضها عوامل شتى ابتداءً من الاحتلال وانتهاء بالمليشيات مرورا بالسلطة التي تتنازعها سلطات عديدة، والمؤسسات الحرة التي هي، في أغلبها، ليست حرة على الاطلاق سواء في تمويلها أو تبعيتها إلى مسؤولين في السلطة ذاتها.
أين تضع مثل هذه المؤسسة الإعلامية غير الرسمية التي تتظاهر في الشارع وهي المرتهنة لأعلى رأس في السلطة. كان الأولى بصاحبها، رئيس مستشاري هذا الرأس، أن يتظاهر أيضاً ضدّ وليّ نعمته الجديد، وذابح رفاقه، في الأمس القريب، في المجزرة الشهيرة، لأنه آثر الصمت إزاء ما يتظاهر ضدّه من خرقٍ للحريات، مثلما آثرت الصمت، إزاء ما يجري، قوى أخرى ادعت الليبرالية والعلمانية لكسب الأصوات الانتخابية في الدورة السابقة.
هذا النفاق السياسي الذي هو أحط أشكال السياسة لابدّ أن ترافقه فوضى حتى في أبرز مظاهر الواقع انسجاما.
الالتباس الآن هو شارة هذا الوطن وهو الذي يجمع خيرة المبدعين العراقيين مع مقاولي السياسة في تظاهرات هي فرصة هؤلاء المقاولين الذهبية في هذه الأحداث السوداء.
يقابل هذا الالتباس واقع مكشوف إلا في جرائمه. أي أن الالتباس ليس في الواقع نفسه، واقع السلطة والأحزاب، وقد أصبح مكشوفاً لأبسط الناس بل في ما يقابله من مواقف في قسم كبير من هذا الاعلام الذي يسمى حرّا وفي مواقف أولئك المقاولين الذين أشرت إليهم وصنائعهم من مثقفين وغير مثقفين. ما دور الإعلام الحر في واقع مازال مكشوفاً، وإن سعى بعض الإعلاميين إلى تغطيته، وجرائم مازالت غامضة؟



= غالبا مايكون المنفى أمرا غير اختياري، فما الذي أضافه لك على الصعيد الإبداعي، وماالذي أخذه منك ؟


* سبق أن أجبت عن هذا السؤال في لقاءات سابقة ولكني أقول لك صراحة إنني وقد اصدرت أكثر من عشرين كتاباً ولديّ الآن ، تحت الطبع، ما يقرب من عشرة كتب هي جهد سنوات عديدة مرّت بالإضافة إلى المخطوطات الأخرى من ترجمات وغيرها أصبحتُ أوثر أن يجيب عن سؤالك هذا النقد والمعنيّون بالمشهد الثقافي من أدباء أو مثقفين من داخل العراق أو خارجه ولست أنا إن كانت هذه الكتب تحمل سيرتي في المنفى، هذه السيرة التي لم تنته بعد. ولعل ما يؤرقني هو ليس منفاي بل هذا المنفى الواسع الذي يمتدّ إلى الوطن الذي يغادره أبناؤه حتى الآن .. متى ترى يتوقف المنفى؟ وهذه اللفظة ذاتها دخلها من الالتباس الشئ الكثير فلم تعد تدل على معناها إذ أصبحت ذات دلالة أخرى لمن أعوزهم لا الضمير وحده بل المعرفة ايضاً : لقد اصبحت تعني الفردوس في قواميسهم الضحلة. وهي الفردوس حقاً لأصحابهم ممن هربوا بمليارات البلد إلى الخارج. وكأن هؤلاء ممن فقدوا المعرفة والضمير لا شاغل لهم سوى هؤلاء مواطنيهم البسطاء ممن يعيشون على المعونات الاجتماعية والتي تترصدهم حكومات المنفى لممارسة أحط الأعمال وقد استكثرت عليهم هذه المعونات التي لا تعني شيئا أزاء ميزانياتها الضخمة وما يؤديه هؤلاء المواطنون من خدمات عبر أبنائهم واحفادهم ربما ووحشتهم في بياض أوربا الموحش حتى لأبنائها والذي يمتد أشهراً وسط العواصف والثلج.



#عبدالكريم_كاصد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن معرض الكتاب في الدار البيضاء
- تعليقات على وضعٍ راهن
- قصيدتان إلى مصر
- مراثٍ أربع
- ديوان: الفصول ليست أربعة
- مكان يهرب..بداية تبتعد
- شمس عبر الأوراق: شينكيجي تاكاهاشي
- ما الذي نفتقد؟
- الديوان المغربيّ
- القصيدة-النص
- لا وجود لداخلٍ أو خارج بشكلٍ مطلق
- باتجاه الجنوب.. باتجاه لوركا
- مختارات شعرية: نوافذ
- عن المسرح الشعريّ
- ديوان: وردة البيكاجي
- عن الملائكة- رافائيل ألبرتي
- ديوان الأخطاء
- ديوان : ولائم الحداد
- قصيدة طائفية
- مقاهٍ لم يرها أحدٌ


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم كاصد - اليباب والثراء الإنسانيّ