أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عبير ياسين - على هامش الثورة المصرية (١٨): عندما يستهدف الجيش!!















المزيد.....

على هامش الثورة المصرية (١٨): عندما يستهدف الجيش!!


عبير ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 3331 - 2011 / 4 / 9 - 14:54
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    



لعل السؤال الذى سألته لصديق خلال مكالمة طويلة عن الأحوال فى مصر تحول بعد ساعات لتساؤل مشروع: أن أردت أن تعيد تجديد بيتك الذى تسكن فيه هل ستقوم بهد كل شئ مرة واحدة؟ هل ستقوم بافراغ كل الحجرات، ووضع كل الأشياء على الأرض خلال القيام بعملية الدهانات مثلا؟ وكيف ستعيش فى البيت عندما يحدث هذا؟ هل ستبحث عن بيت بديل يمكن الحياة فيه حتى تنتهى عمليات التجديد؟ وأن حدث ووجدت هذا البيت البديل: هل تثق بأن محتويات بيتك الأصلى لم تتأثر سلبا بسبب طريقتك فى التغيير؟ ألن تتأثر محتويات البيت بالفعل؟ وألن تصبح عملية التغيير أصعب مع الهدم الكلى الذى حدث؟ ألن تصبح عملية البناء أكثر تكلفة وأطول زمنا ويتخللها حالات يأس ممتدة من صعوبة الحل

تلك التساؤلات التى لا تبدو على المستوى العام تساؤلات كبرى، تظل كذلك عندما يتعلق الأمر بالفرد ومساحته الخاصة. وعندما نأتى للحديث عن الدول تصبح المساحة العامة للدولة شأن يخص مكونات تلك الدولة وتحديدا عنصرها البشرى. ومن المؤكد أن عمليات الهدم أو التجديد لها قواعد للقيام بها، وكلما زادت الانعكاسات الممكنة أو المحتملة لها، زادت المسئولية وأصبح من الضرورى أن نراعى المزيد من الاعتبارات فى عملية الهدم والبناء

تلك الحالة هى التى تثيرنى فى المشهد المصرى منذ فترة وقد ظهرت واضحة خلال أحداث الجمعة الموافق ٨ أبريل ٢٠١١ فيما أطلق عليه جمعة التطهير، فالأجندات التى تبنتها تلك الجمعة جاءت مثيرة لتساؤلات ومدشنة لحالة تنذر بغياب حالة الثورة الشعبية عن المشهد أن استمر ميدان التحرير فى سياقه الدائر

جزء من المشهد المصرى أصبح يعبر عنه بمن يريد أن يغير بيته، وهو يسكنه، ويقوم بتكسير كل شئ، وانزال كل الأشياء من أماكنها على أمل أن يبدأ بعد الهدم فى البناء

من يقوم بمثل هذا التحرك فى الشأن الفردى يفتقد الرشادة، لأنه ببساطة لم يحافظ على قدر من الاستمرارية لما لديه يمكنه من استمرار الحياة فى مساحته الخاصة دون أن يهدم أو يتحول عالة على أحد ما. فمن يقوم بالهدم الكامل على أمل البناء يخسر الكثير ليس فقط من حياته التى تتحول لحياة غير طبيعية، ولكن يفتقد الكثير من الأشياء الأخرى التى يحتاج اليها من أجل البناء لاحقا. ويتأكد مع الوقت أن النظام والبناء المتوازى أفضل كثيرا

عندما ننتقل للمشهد المصرى نجد تزايد لدعاوى الهدم، دعاوى تجعل بعض الأفراد تتولى بنفسها دور الدولة عن طريق هدم قواعد الدولة ذاتها باسم الإصلاح، يطالبون الشعب بالهجوم على المحافظات والجامعات ومقار الحزب الوطنى وينتقلون لمهاجمة الجيش ممثلا بصفة أساسية فى المجلس الأعلى للقوات المسلحة

ولكن السؤال هل مثل تلك التحركات تساهم فى بناء مصر أم هدمها؟ وأن كانت تساهم فى عملية البناء فهل نتعلم من حالة الهدم والبناء الشخصى لحالة الهدم والبناء العام

الفكرة الأساسية التى تسيطر لدى فيما يخص دور القوات المسلحة ممثلة فى مجلسها العسكرى الذى يتولى السلطة فى مصر تقضى بأن هناك رمز يحافظ على صورة الدولة ويدير عملية التحول بافتراض الا يتم الهدم الشامل لمؤسسات الدولة باسم الإصلاح القادم

الفكرة الأساسية أن غياب رئيس الدولة ليس مفتاحا للإصلاح فى مصر حيث الفساد متوغل ومنتشر فى الكثير من المؤسسات والأهم فى أنماط الحياة اليومية

الفكرة الأساسية فى الثورة أن هناك من يحافظ على حالة تماسك الوطن حتى لا تسقط جدرانه ويصبح البناء مسألة مشكوك فيها وشديدة الصعوبة أن تمت

عندما حدثت الثورة فى مصر كان من الواضح أن الجيش هو الملجأ الأخير، والعنصر الذى يحقق لمصر حالة الأمان المفتقد أمام عنف النظام الحاكم. وعندما ظهر الجيش فى الصورة كان من الواضح أنه منتمى للشعب الذى ينتمى له، وأنه لم يتخذ كما حدث فى دول أخرى مواقف ضد الثورة من خلال الانتصار للنظام الحاكم مثلا. وعلى الرغم من هذا ظل البعض يتحدث عن تؤاطو الجيش أو عدم كفاية تدخله ومرت المرحلة دون قطيعة ولكن مع بعض المخزون المحمل ضد الجيش

انتقلنا لمرحلة أخرى حيث تولى الجيش المسئولية مؤكدا على أنها مرحلة انتقالية، وأنه لا يرغب فى الحكم، وأنه باق حتى تتم الانتخابات ويعود لدوره الأمنى. ومع تصورى أن جزء من السيولة نابع من زهد الجيش فى الحكم، فأن مواقفه تبقى واضحة ومعلنة وغير قابلة لإعادة التفسير لأنه كان يملك القول أنه سيبقى لسنة او أكثر كما يحدث فى حالات أخرى أو كما طالبه البعض

بدأنا كما يفترض فى عملية البناء التى طالب بها الجيش أو رسمها المجلس الأعلى للقوات المسلحة، والذى يفترض أنه تحدث عنها مع العديد من تلك الشخصيات والاسماء التى تطرح نفسه على المشهد الإعلامى منذ أحداث التحرير. وبالفعل تم أجراء الاستفتاء وتحديد موعد الانتخابات التشريعية. ولكن بدلا من التركيز على برامج وتوعية وانتخابات قادمة يفترض أن تدشن تغيير وجه مصر فعليا لدولة قانون، تفرغ البعض للحديث عن جهل الشعب الذى قال نعم، وعن رفض النتيجة والحديث عن مظاهرات ضد النتيجة رغم أنها شعبية وليست عبر صناديق معدة سلفا

وبدلا من المسار الإصلاحى التغييرى المفترض بدأنا فى مرحلة جديدة تتحدث عن اسقاط المشير والمجلس الأعلى للقوات المسلحة فى صورة تتسم بالفوضوية

بدلا من ان نفرز من نستمع له ومن يملك المعرفة والحق للحديث أصبحنا نتحدث عن أى أحد، ونشير لفرد واحد بوصفه دليل كاف للتحرك الذى يخص مستقبل دولة وشعب كامل، وعدد من المنتمين للقوات المسلحة الثائرين والمتحدثين عن فساد الجيش وضرورة اسقاط المشير، وفديوهات لمن قيل بانتماؤه للجيش.. ومع عملية النقل وإعادة النقل عبر الفضائيات وقنوات التواصل الاجتماعى المختلفة تتحول الكلمة الواحدة إلى معلومة ومصدر وصفحات واتباع للآسف

بعد تلك الخطوات التى جلس فيها الجميع مع المجلس الأعلى ووضعوا ما يرغبونه على مائدة النقاش فى الغرف المغلقة والحوارات التلفزيونية نبدأ مرة أخرى للحديث عن اسقاط المجلس وتشكيل مجلس رئاسى على الرغم من توافق الشعب عبر الاستفتاء على خطوات المرحلة القادمة

لا أنفى تحيزى للقوات المسلحة المصرية فى عمومها، وأعلن كما علمنى أساتذتى عن هذا التحيز كجزء من الموضوعية العلمية كلما كان هذا ضروريا. ولكن من يملك الآن الحديث باسم شعب مصر؟ ومن يجعل فرد يتحدث لفضائية جديرا بالحديث عن الشعب المصرى كما فعل غيره من قبل

لست أتحدث باسم أحد، وليس لى أجندات مع أحد فيما سبق أو فيما يلى فأجندتى الوحيدة للأبد هى مصر كما اتمناها وأرجوها دولة مدنية قوية حرة عبر حرية مواطنيها. وأعرف أن مسمى المصلحة العامة والأمن القومى وحب الوطن دوما قد يقود للجنة والنار فى ذات الوقت، المطلوب فقط الا نهدم البيت باسم البناء، والا نهدم الوطن باسم البناء

مع غياب الأمن الذى لازال مسيطرا بروح القلق على عدد غير قليل من البشر، والذى تظهر انعكاساته واضحة من نوعية الجرائم التى تحدث وتوقيتها، ومع الدخول فى نقاط لا تمس روح الدولة نصبح فى مجال للتساؤل: هل سنبقى أمام ثورة شعبية فعلا؟ هل سنكون قادرين على عملية البناء؟ أم أننا سنتحول لفرق بعضها يضع أجنداته وبعضها يخرج لمعارضة تلك الأجندات؟ هل ستصبح مصر كما أردناها أم سنتحول لصورة البيت المتهدم على أمل
البناء



#عبير_ياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هامش كارثة (٣): عندما تتحدث الضحية
- على هامش الثورة المصرية (١٧): صديقى الفلاح وحادث ...
- على هامش الثورة المصرية (١٦): السخرية ما لها وما ...
- على هامش كارثة (٢): العودة لمصر بين الواقعية والإخلاقي ...
- مشاهدات على هامش كارثة (١): زلزال اليابان وتميز البشر
- على هامش الثورة المصرية (١٥): أمن الدولة: هل هو ...
- على هامش الثورة المصرية (١٤): مصر تريد رئيسا.... ...
- على هامش الثورة المصرية (١٣): مصر والثورات العرب ...
- على هامش الثورة المصرية (١٢): حادث كنيسة أطفيح و ...
- على هامش الثورة المصرية (١١): قرار استقالة وزير ...
- على هامش الثورة المصرية (١٠): المواطن المصرى وفو ...
- على هامش الثورة المصرية (٩): قالو وقلنا
- على هامش الثورة المصرية (٨): فى العالم العربى
- على هامش الثورة المصرية (٧): قائمة الشرف والعار: تصور ...
- على هامش الثورة المصرية (٦): تعليقا على خطاب العفو وال ...
- على هامش الثورة المصرية (٥): مشاهدات البشر على الفيسبو ...
- على هامش الثورة المصرية (٤): عالم من علامات التعجب
- على هامش الثورة المصرية (٣): كلمات شكر واجبة
- على هامش الثورة المصرية (2) الكتلة الصامتة ومستقبل الثورة
- على هامش الثورة المصرية (1) استعادة الجماهير للسيطرة على الش ...


المزيد.....




- رئيس وزراء فرنسا: حكومتي قاضت طالبة اتهمت مديرها بإجبارها عل ...
- انتخاب جراح فلسطيني كرئيس لجامعة غلاسكو الا?سكتلندية
- بوتين يحذر حلفاء أوكرانيا الغربيين من توفير قواعد جوية في بل ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 13 ...
- رئيس جنوب إفريقيا يعزي بوتين في ضحايا اعتداء -كروكوس- الإرها ...
- مصر تعلن عن خطة جديدة في سيناء.. وإسرائيل تترقب
- رئيس الحكومة الفلسطينية المكلف محمد مصطفى يقدم تشكيلته الوزا ...
- عمّان.. تظاهرات حاشدة قرب سفارة إسرائيل
- شويغو يقلّد قائد قوات -المركز- أرفع وسام في روسيا (فيديو)
- بيل كلينتون وأوباما يشاركان في جمع التبرعات لحملة بايدن الان ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عبير ياسين - على هامش الثورة المصرية (١٨): عندما يستهدف الجيش!!