أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - باقر الفضلي - العراق:إغتيال المثقفين كارثة وطنية..!














المزيد.....

العراق:إغتيال المثقفين كارثة وطنية..!


باقر الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 3330 - 2011 / 4 / 8 - 23:59
المحور: حقوق الانسان
    


المثقفون؛ هم الشموع التي تنير الظلام؛ وإن كان لدى الدول والشعوب ما تفتخر به وبإعتزاز على المستوى العالمي والإقليمي، وعلى مستوى الثقافة والتعليم والحضارة، فليس لها غير كنز المثقفين؛ فالمثقفون هم طليعة الشعوب والأمم، وحملة مشعل الحضارة، وحافظوا تأريخ وأمجاد شعوبهم وأممهم وبلدانهم.. نعم المثقفون هم ثروة الأمة وعين الشعب المبصرة، وقلبه النابض، وبوصلته المرشدة، وأمله المنشود في المحن والشدائد..!

أكتب هذه المقدمة، وأنا إستذكر ثمان عجاف، أتين على الزرع والضرع، وطال بلائها نفوس الناس، فإبتلتهم بألد الخصام؛ فأهلكت الحرث والنسل، وعاثت في الأرض فسادا؛ فعم الجورُ والظلم، وسُفكت دماءٌ غزيرةٌ بغير حق، وأستُبيحت الأموالُ وإنتُهِكت الأعراضْ، وشُرِدَ مَنْ شُرِدْ ، وغُيبَ مَنْ غُيبْ.. وكان نصيبُ المثقفين العراقيين، من كل ذلك، ما لا يحده حد، ولا في نسبته، ما يبلغه عد..!؟

المثقفون؛ وهم الفئة النادرة بين سائر الفئات في المجتمع؛ الفئة الأقل عَدداً والأكثرُ عِددا، قد نالها من جحيم السنوات الثمان، ما فاق سائر الفئات الأخرى، وكانت خسائرها هي العظمى، وما أصابها من دمار وخسارة، يرقى الى مستوى (الكارثة الوطنية)؛ فلا عجب إن كان هناك ما يزيد كثيراً على 250 مثقفاً عراقياً من علماء وأكاديميين ورجال صحافة وإعلام، من نالتهم يد الإجرام والإرهاب، إذ أُزهِقَتْ أرواحُهم أوغُيبت أجسادُهم، وشُردت عوائلهم، كان آخرهم إغتيال الدكتورة إنتصار حسن التويجري مديرة مستشفى العلوية للولادة في منطقة الكرادة في بغداد، وإغتيال البروفيسور الصيدلاني محمد علي الدين مؤخراً في واسط بعد شهر من عودته الى الوطن بعد تحصيله العلمي الجديد، ليلحقه قبل أيام من ذلك مصرع الصحفي (الدكتور كمال قاسم محمد) ، ولم تتوقف عجلة التدمير للثقافة الوطنية العراقية، فكان آخر ضحاياها، العالم الدكتور عميد كلية الطب في الجامعة المستنصرية الدكتور الشهيد محمد حسن علوان بتأريخ 29/3/2011، وليلحقه هذا اليوم 8/4/2011 برصاص الغدر الكاتم للصوت، الشهيد الراحل طه جعفر،مدير قناة سومر الفضائية..!!؟؟


كل هذا وتعيدنا للذاكرة، جريمة إغتيال المناضل الوطني (الشهيد كامل شياع)، المستشار الثقافي في وزارة الثقافة الإعلام، والذي مرت الذكرى الثانية على إستشهاده يوم 23/8/2008، في وضح النهار بسلاح كاتم الصوت، ذلك السلاح الذي بات المحبب لنفوس القتلة المجرمين، والمجرب في تصفية رجال العلم والثقافة العراقية، وإسكات افواه رجال الإعلام والصحافة؛ كي تموت الكلمة الحرة، وتكمم أفواه الأخرين.. ذلك الموت المخيم على الرؤوس، والذي لا زال يحيق بهذه النخب الرائعة، كل يوم وفي أي ساعة أو في أية لحظة.. الموت الذي ما إنفك يسجل ضد مجهول، أما ضحاياه فتظل شموعاً وقناديلَ تشير بثقة الى القتلة المجرمين..!!؟؟


لا أدري كيف سيكون بإمكان المرء أن يعثر على وصف لصورة تراجيدية يمكنها أن تجمع كل هذا الألم والحزن، الذي حل بالعراق خلال تلك السنوات، وأن تجسد حجم الكارثة التي حلت بثروة العراق العلمية والثقافية، التي من الصعب تعويضها مادياً ولا معنوياً أو روحيا..!!؟


يجري كل هذا في زمن يُفتقد فيه الشعور بالمسؤولية، ويغيب فيه الأمن والأمان، وتتنصل فيه الجهات الحكومية بما فيه راعي العملية السياسية المحتل، من كل إلتزام قانوني أو أدبي في توفير الأمن والسلامة لثروة الوطن الثقافية، وفي مقدمتها سلامة طلائع نخبه المثقفة؛ من الأكاديميين ومن رجال الصحافة والإعلام طبقاً للقوانين الدولية، ناهيك عن مراكز ومتاحف الثقافة الوطنية، التي غدت نهباً بيد السراق والطفيليين، لتباع نفائس التراث "خردة" في متاهات الأسواق السوداء العالمية..!!؟؟


لقد جسدت عمليات تصفية النخب المثقفة العراقية، أبشع جريمة وصفحة سوداء علقت في جبين الأحتلال الغاشم، وهو الآن يحزم حقائبه مهرولاً الى خارج الحدود، بعد أن ترك خلفه إرثاً كريهاً لن تقوى كل صلوات وتبريكات حلفائه ومريديه، على منحه بركاتها والصنع منه مثالاً ل"لتحرير"، وسط برك الدم وأطلال الخراب والدمار لتراث الشعب وكنوزه التي لا تقدر بثمن ولا تعوض بمال مهما كان، ورغم كل ذلك الهوان الذي سببه الإحتلال الغاشم فلا زال هناك من يتشبث بتمديد بقائه والمسك بأذياله..!!


نعم يظل الإحتلال مديناً للشعب العراقي بكل ما سببه لهذا الشعب والوطن، من كوارث فائقة بحق حياة الناس المسالمين، وبحق تراث البلاد، و كنوزها الوطنية الروحية منها والمادية.. ويأتي كل هذا في وقت لا زال فيه هناك، من يتشدق مفتخراً ب"التحرير"، ومن لا زال يحاول من إيجاد المبررات لتمديد بقاء قوات الإحتلال تحت مختلف الحجج والذرائع المهينة، متناسياً حجم الكوارث التي عصفت بأرث وتراث هذا الشعب المجيد..!!؟


ومع جسامة ما يتحمله الإحتلال من مسؤولية قانونية وأخلاقية أدبية، بما حل بالعراق من الكوارث الإنسانية والإجتماعية والإقتصادية عبر السنوات الثمان من الإحتلال، فإن هذا لا يعفي السلطات الحكومية من تحمل مسؤوليتها كاملة في تأمين السلامة والأمن والأمان للمواطنين العراقيين، وصيانة كنوزه وأثاره الوطنية والتأريخية، بما فيه كنوزه الثقافية التي يشكل فيها العلماء والمثقفون والإعلاميون، على مختلف مستوياتهم ، إرثاً لا يمكن الإستهانة به بأي حال من الأحوال؛ وبحكم مسؤوليتها الدستورية والقانونية والأدبية تظل تلك السلطات، مطالبة بالإجابة والكشف عن خفايا جرائم الإغتيال التي ما أنفكت تطال نخب الثقافة والإعلام ورجال السياسة والكوادر العلمية والعسكرية..!!
8/4/2011
__________________________________________



#باقر_الفضلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جوليانو..!(*)
- الفجر..!(*)
- ليبيا: بين سندان الشرعية الدولية ومطارق الإحتلال..!
- ليبيا: بين الثورة والتثوير..!!؟
- لا للإنقسام..!*
- آذارالأعياد....!(*)
- العراق: خطوة في الطريق الخطأ..!!؟
- بغداد تفتخر...!
- العراق: ما الذي يريده الشعب وما تريده الحكومة..!؟
- شياع..!(*)
- فلسطين: الفيتو الأمريكي..!
- طوبى مصر..!
- مصر: لقد تخلى الرئيس..!
- مصر: التغيير المنتظر..؟!
- العراق: [الهيئات المستقلة] بين الإستقلالية الدستورية والتبعي ...
- فلسطين: الحلقة المركزية في الصراع..!
- العراق : الأطياف الدينية وخطر الإِنحلال..!
- تونس: وهكذا إنتصر الشعب..!
- جمرات الأمس..!
- فلسطين: ليبرمان والرقص على الحبال..!


المزيد.....




- فيديو يوثق استخدام كلب بوليسي أثناء اعتقال شاب في الضفة الغر ...
- فيتو أميركي يفشل مشروع قرار منح فلسطين العضوية في الأمم المت ...
- مساعد وزير الخارجية الأسبق: عرقلة منح فلسطين عضوية بالأمم ال ...
- اعتقال أكثر من 100 شخص خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين في جامعة كو ...
- السعودية تأسف لفشل مجلس الأمن في اعتماد مشروع عضوية فلسطين ا ...
- فيتو أمريكي يمنع عضوية فلسطين في الأمم المتحدة وتنديد فلسطين ...
- الرياض -تأسف- لعدم قبول عضوية فلسطينية كاملة في الأمم المتحد ...
- السعودية تعلق على تداعيات الفيتو الأمريكي بشأن عضوية فلسطين ...
- فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي ...
- حماس تحذّر من مساع -خبيثة- لاستبدال الأونروا


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - باقر الفضلي - العراق:إغتيال المثقفين كارثة وطنية..!