أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالخالق حسين - دبلوماسية.. أم توبة بن آوى؟؟















المزيد.....

دبلوماسية.. أم توبة بن آوى؟؟


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 220 - 2002 / 8 / 15 - 00:44
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

 

 

 

بعد أن تأكد صدام أن أيامه باتت معدودة وأن أمريكا جادة هذه المرة في توجيه الضربة القاضية له ولنظامه المتهرئ، وأن دوره قد استنفد ولم يعد للغرب به حاجة وقد انتهى ما عنده من خدمات يقدمها للأسياد القدامى الذين جاءوا به إلى السلطة كما انتهى دور أمثاله، بن لادن والطالبان من قبل، حيث سحقوا كما تسحق الحشرة، فجأة ظهر علينا الجلاد بلبوس التقي الورع والدبلوماسي الحاذق واعظاً وناصحاً الغرب أن القوة لا تفيد وعلينا بالحوار المتمدن لحل مشاكلنا السياسية…!!

آخر زمان.. صدام حسين يتخلى عن لغة العنجهية وينصح بالحوار والدبلوماسية!! أليست هذه من علامات الساعة!!

 

نعم، لجأ صدام مؤخراً إلى لغة الدبلوماسية في مسرحية أعدت له سلفاً في لقاءه مع صديقه الحميم النائب العمالي البريطاني جورج غلاوي في ملجأ من ملاجئه المحصنة تحت الأرض في بغداد، ويعتقد البعض أن هذه المسرحية هي من إقتراح وإعداد غالاوي نفسه للتأثير على عواطف الشعب البريطاني وبالتالي عسى ولعل أن يؤثر على مشاعر رئيس الحكومة البريطانية توني بلير نفسه وبذلك يستطيع "القائد الضرورة" البلطجي إبن العوجة رئيس دولة المنظمة السرية، أن يضحك على السياسيين البريطانيين من أحفاد دزرائيلي وتشرتشرل وغيرهما.

 

تقول المسرحية أن غالاوي قابل صدام فراح الأخير معاتباً الحكومة البريطانية على موقفها من العراق مذكراً ضيفه بالوشائج التاريخية القوية التي كانت تربط البلدين فلماذا هذا الجفاء الآن، فالعراقيون يحبون بريطانيا وكانوا أيام زمان يقضي أكثر من مليون عراقي عطلته في بريطانيا سنوياً..ألخ

 طبعاً نسي صدام أن يقول أن سبب قطع سفر العراقيين هو نظامه الذي جعل العراق سجنا كبيراً لشعب بأكمله وكل عراقي تتسنى له فرصة الخروج سوف لن يعود إليه إلا بعد زوال نظامه الجائر… وأن في بريطانيا يعيش الآن أكثر من ربع مليون عراقي لا كسواح بل معارضين لنظامه يناضلون ليل نهار للإطاحة به.

ثم راح صدام يبدي إعجابه ببريطانيا وقادتها التارخيين وبضاعتها، فهو معجب بونستون تشرتشرل ويحب الجكليت البريطاني (كوالتي ستريتquality street  ). طبعاً كانت مهيأة على المنضدة علبة كبيرة من هذا الجكليت، فقدم صدام العلبة إلى ضيفه العزيز غالاوي طالباً منه أن يختار الأنواع التي يفضلها شخصياً. ثم راح يمتدح صدام الباصات البريطانية ذات الطابقين والتي عرفتها بغداد منذ زمن بعيد.

صدام الشقي المعروف بعنجهيته ولا يتصرف إلا "من موقع الإقتدار" و "وفق حسابات دقيقة" في سياساته التي قادت العراق إلى الهاوية، راح يتوسل بالبريطانيين متودداً إليهم طالباً منهم الرحمة أن يرأفوا بحاله ويبقوه على كرسي السلطة مدة أطول لتقديم خدماته الجليلة لهم ولإسرائيل.. ولكن هيهات. فكما يقول المثل الشعبي (جاءك الموت يا تارك الصلاة).. فالإنكليز يضرب بهم المثل في برودة أعصابهم ودهائهم وقراءة ما بين السطور وهذه (الكلاوات) سوف لن تعبر عليهم.

ونشر غلاوي مقالة عما جرى في تلك المقابلة في صحيفة (ذي ميل أون صندي) اللندنية وتعمدت الصحف البريطانية على نشر ملخص المقالة والحديث الودي الذي دار بين صدام وغالاوي كنكة من نكات الموسم ومن أجل إذلاله وكشف ضعفه وفضح إنتهازية جورج غلاوي أيضاً.

 

ليس هذا الحديث وحده الذي صدر عن النظام بل غيَّرت صحافته أيضاً اتجاهها بمقدار 180 درجة مستخدمة لغة الدبلوماسية، ليس مع بريطانيا وحدها فحسب بل وحتى مع أمريكا، إذ تفيد الأنباء أن الصحف العراقية استخدمت لغة هادئة غير مسبوقة.. تدعو واشنطن للحوار وتطبيع العلاقات، وقالت صحيفة (بابل) التي يشرف عليها "الأستاذ الدكتور" عدي صدام حسين في افتتاحيتها : "إن الحوار يمثل أقصر الطرق وأكثرها أمنا في معالجة تداعيات تشابك السياسات الإقليمية والدولية لضمان مصالح الجميع".

ومضت قائلة إن "الحرب ليست الطريق الذي تريده دول العالم وشعوبها وإنما ما تريده هذه الدول هو اعتماد خيار الحوار طريقا للتوصل إلى حلول لإزالة معاناة شعب العراق والمنطقة".

سبحان الله.. وسبحان مغيِّر الأحوال. أين كان هذا "العقل الحكيم"؟ من الذي شن حرباً طاحنة على إيران لمدة ثمانية أعوام أتت على كل شيء ونشرت الدمار في البلدين.؟ من الذي غزا الكويت؟ ومن الذي تحدى التحالف الدولي وعلى رأسه الدولة العظمى، الولايات المتحدة، صاحبة أعظم قوة حربية مدمرة في العالم.. تلك الحرب التي أعادت العراق إلى ما قبل المرحة الصناعية؟ أين كان هذا العقل والحكمة ولغة الدبلوماسية في حل النزاعات السياسية؟

نحن نعرف إذا غيرت الحية جلدها فهذا لا يعني أنها غيَّرت طبعها؟ كلا وألف كلا.. والشيء الإيجابي الوحيد في الغة النظام الدبلوماسية الخادعة، هو أن النظام يعرف في قرارة نفسه أنه زائل لا محال.

14/8/2002



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يكفي العراقيين ما بهم.. فلا تحملوهم المزيد
- قراءة في كتاب رياض العطار: إنتهاكات حقوق الإنسان في العراق
- ثورة 14 تموز لم تكن إنقلاباً فاشلاً
- ثورة 14 تموز وموضوعة تسييس العسكر في العراق
- ثورة 14 تموز وموضوعة الديمقراطية
- ملاحظات حول كتاب عزيز الحاج: شهادة للتاريخ


المزيد.....




- لعلها -المرة الأولى بالتاريخ-.. فيديو رفع أذان المغرب بمنزل ...
- مصدر سوري: غارات إسرائيلية على حلب تسفر عن سقوط ضحايا عسكريي ...
- المرصد: ارتفاع حصيلة -الضربات الإسرائيلية- على سوريا إلى 42 ...
- سقوط قتلى وجرحى جرّاء الغارات الجوية الإسرائيلية بالقرب من م ...
- خبراء ألمان: نشر أحادي لقوات في أوكرانيا لن يجعل الناتو طرفا ...
- خبراء روس ينشرون مشاهد لمكونات صاروخ -ستورم شادو- بريطاني فر ...
- كم تستغرق وتكلف إعادة بناء الجسر المنهار في بالتيمور؟
- -بكرة هموت-.. 30 ثانية تشعل السوشيال ميديا وتنتهي بجثة -رحاب ...
- الهنود الحمر ووحش بحيرة شامبلين الغامض!
- مسلمو روسيا يقيمون الصلاة أمام مجمع -كروكوس- على أرواح ضحايا ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالخالق حسين - دبلوماسية.. أم توبة بن آوى؟؟