أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد العتيلي - عن ماذا تدافع أيها العقيد ..؟؟














المزيد.....

عن ماذا تدافع أيها العقيد ..؟؟


مؤيد العتيلي

الحوار المتمدن-العدد: 3330 - 2011 / 4 / 8 - 17:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خطيئتك الكبرى والتي لا تقل بشاعةً عن سلسلة خطاياك تجاه شعبك ووطنك والتي تختتم بها حياتك السياسية أيها العقيد أنك وضعت الغالبية العظمى من أبناء هذا الوطن الكبير في موقف لا يحسدون عليه..، فهم جميعاً كبالع الشفرة ذات الحدين ..، هل تصور أحد يوماً ما أن تمر العمليات الحربية ضد بلد عربي من قبل حلف الناتو الذي هو في جميع الأحوال لا يكنّ أي مودّة لأي من أقطار وشعوب هذا الوطن .. بل هو الذراع العسكري للقوى الطامعة في الهيمنة والسيطرة على كافة بقاع هذا الوطن وهو في كل الأحوال ليس فقط غير معنيٍّ بالاستقرار والأمن لهذه البلاد فهو شريكٌ رئيسيٌّ للشركات الكبرى والتي تحتكر عقود الإعمار في كافة بقاع الأرض التي يتولّى فيها الدمار.. هل تصور أحد أن تمر مثل هذه العمليات الحربية دون أن تبدر ردة فعل رافضة لها من أي من شعوب المنطقة .. بل أكثر من ذلك .. هناك ما يقرب من التأييد بل والحماس لهذه العمليات .. كيف وصل الأمر إلى هذا الحد .. إنها فعلاً إحدى معجزات العقيد الذي ما فتىء يغدق على بلده وعلى الوطن الكبير بل على العالم معجزة إثر معجزة .. حتى أصبح نموذجاً صارخاً للزعيم الخارق للحدود والآفاق ..!

إنها المهزلة فعلاً .. وربما كان العالم بحاجة لمثل هذه المهزلة لاختبار الكثير من المبادئ والقيم والأخلاق الواجب توافرها في الزعامة .. وقيادة البشر .. معاكسة تماماً لما تم الترويج له من قيم ومبادئ هشة قابلة للكسر تحت وطأة الاختبار أياً كانت درجته أو مستواه ..،،

كانت الزعامة في تونس نموذجاً لذلك وكذلك الزعامة في مصر .. لكنها في ليبيا قدمت نموذجاً غير قابل للتكرار .. أو المنافسة ..،،

وما تزال مصرّاً أيها العقيد على اشتراح المعجزات ..، لكني أسألك بالعربية الفصحى .. عن ماذا تدافع أيها العقيد ..؟؟؟ بحكم ثوريتك التي تغنيت بها طوال أربعين عاماً .. كان يمكن أن يشفع لك عداؤك الصاخب لقوى الاستعمار كما كنت تصرخ دائماً .. باعتبارها قوى تهدف بالأساس إلى نهب ثروات الشعوب وإعاقة التنمية وتعميق التخلف باعتبار ذلك عوامل مساعدة لتكريس الهيمنة والسطو .. وإطالة مداها إلى أبعد زمن ممكن ..،، تلك هي صنائع الاستعمار التي كانت تبرر صراخك الصاخب عليه .. وبما يشفع لك أمام شعبك وشعوب المنطقة عموماً .. أما وقد مارست أنت نفسك وطوال أربعين عاماً .. ما هو أبشع من ممارسات هذا الاستعمار ... وشرعنت تلك الممارسات ونظّرت لها .. وأوصلتها حد الإبداع النادر من قبل زعيم نادر .. غير قابل للتكرار .. فتلك مأساة لم ولن تتكرر عبر التاريخ قديمه وحديثه ...

أيها العقيد ...

ما الذي أضفته من منجزات لبلدك عبر الأربعينٍ عاماً .. غير مهزلة إصرارك الدائم على الإقامة في خيمتك المزركشة أينما ذهبت وأينما حللت .. أي رمزية حمل ذلك الإصرار أيها العقيد ..، وما الذي قدمه ذلك لشعبك ووطنك ..؟؟ كنت تقصد الأصالة ..؟؟ ما هي الأصالة بعرفك أيها العقيد ..؟؟ هل هي تكريس الروابط القبلية شكلاً ومضموناً في زمن تجاوزت فيه الحياة كافة دوائر الانتماء الضيقة ..؟؟ وهل جنّبت هذه الأصالة التي توهمتها شعب ليبيا كافة صنوف الفاقة والفقر ..؟؟ هل ارتقت بحياة الناس المعيشية إلى مستويات تليق ببلاد تتكدس فيها الثروة .. ويمتد شاطئها الجميل عبر آلاف الأميال مجاوراً لأجمل بحار العالم .. قديمه وحديثه ..؟؟

ما الذي قدمته أيها العقيد .. لوطن كان يمكن أن يكون ضاجّاً بالنشاط الاقتصادي الصناعي الرافد للتنمية والتطوير ليس فقط داخل حدود الوطن الليبي، بل وبما يفيض عبر دائرة تشمل أوطاناً بأمسّ الحاجة لمثل هذا النشاط المنتج بالضرورة تنميةً وتطويراً لواقع البلاد والعباد .. بآلية معاكسة تماماً لما مارسته من تقديم الهبات والرشوات لأنظمة وعصابات أشد فساداً وانسلاخاً عن شعوبها وأوطانها ...

المهزلة الأكبر أيها العقيد .. أنك سوّقت نفسك زعيماً ثورياً صاحب نظرية فريدة ترتكز على محاربة الإمبريالية .. والانحياز لكافة القوى الثورية في العالم ..، فما هي إنجازاتك في هذا المضمار أيها العقيد ..؟؟ كتاب أخضر ضمّ أفكارك التي تقدمت على كافة النظريات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي أبدعها البشر عبر التاريخ ..؟؟ ماذا كانت نتيجة هذه الأفكار في بلدك أيها العقيد ..؟؟ لجان ثورية ..؟؟ مؤتمرات شعبية ..؟؟ كيف إذن تقلصت دائرة الحكم لتنحصر في شخصك الملهم وأبنائك الأشاوس ..؟؟ كيف إذن تم تغييب طاقات أبناء الشعب الليبي وتقزيم قدراتهم بل والسخرية منها ... وإقصائها باعتبارها قاصرة حتى عن فهم مضمون كتابك الأخضر المقدّس ؟؟ ألم تدرك أيها العقيد أن الحياة أوسع من أن تنحصر في صفحات كتاب ضمّ شطحات وأوهاماً قاصرة بالأساس .. وأن الأفكار مهما كانت مبدعة فهي خاضعة لإعادة البحث والتمحيص بحكم التقدم الذي يحرزه البشر في كافة مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية ..؟؟ بمعنى أنه لا أفكار بشرية مقدسة ما دامت الحياة تفيض بما لديها وبالقدر الذي يستطيع فيه البشر استيعاب هذا الفيض ..،،

هذا على المستوى العام أيها العقيد .. أما على المستوى الشخصي فإن الحقيقة صارخة وتعرّي كافة المخادعات والتضليلات التي ارتكزت عليها طوال فترة حكمك الصاخب بالمهازل والادعاءات والتخبطات المقصودة وتلك التي أفرزتها أوهامك عن شخصك المنزّه عن الأخطاء والخطايا ...

فالحقيقة أيها العقيد .. أن ما تدافع عنه هو ما كرّست له أربعين عاماً لإنجازه على المستوى الشخصي والعائلي .. ثروة لم تكن تحلم بها أيها العقيد .. وسطوة تتيح لك أن تقول ما تشاء وتفعل ما تشاء .. وتحظى بهتاف وتصفيق من دول وزعماء ليسوا أقلّ منك فساداً وطغياناً .. أو هم في أحسن الأحوال يستغلّون جنونك وأوهامك .. لنهب المزيد من ثروة هدرتها أنت وأبناؤك وحاشيتك في سبيل تكريس زعامة زائفة .. ومجد زائف .. وثورية زائفة لا أساس لها لا على المستوى الوطني ولا القومي .. وفي الأصل لا أساس لها في ذهنك أيها العقيد ..!!



#مؤيد_العتيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دََمُهُم والخَطيئة
- مصر .. هكذا ينهض العملاق
- حديث في الأزمة (اليسار في الأردن – الحزب الشيوعي الأردني نمو ...
- كيفَ إذن تتواصَلُ فيكَ الدِّماء
- فواصل
- العُروشُ زَبَدْ
- عبدَ الرحمن
- سيفُ بنُ نخلة .. كان وحيداً
- ترنيمة فلسطينية
- دُبَيّْ
- نشيد العشاء الأخير
- ليسَ الفتى حَجَرُ*
- مشهد
- قصائد
- مرثاه
- صمود
- طائر الفينيق
- بَوْح
- ما لم يقله الراوي


المزيد.....




- نتنياهو لعائلات رهائن: وحده الضغط العسكري سيُعيدهم.. وسندخل ...
- مصر.. الحكومة تعتمد أضخم مشروع موازنة للسنة المالية المقبلة. ...
- تأكيد جزائري.. قرار مجلس الأمن بوقف إسرائيل للنار بغزة ملزم ...
- شاهد: ميقاتي يخلط بين نظيرته الإيطالية ومساعدة لها.. نزلت من ...
- روسيا تعثر على أدلة تورّط -قوميين أوكرانيين- في هجوم موسكو و ...
- روسيا: منفذو هجوم موسكو كانت لهم -صلات مع القوميين الأوكراني ...
- ترحيب روسي بعرض مستشار ألمانيا الأسبق لحل تفاوضي في أوكرانيا ...
- نيبينزيا ينتقد عسكرة شبه الجزيرة الكورية بمشاركة مباشرة من و ...
- لليوم السادس .. الناس يتوافدون إلى كروكوس للصلاة على أرواح ض ...
- الجيش الاسرائيلي يتخذ من شابين فلسطينيين -دروعا بشرية- قرب إ ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد العتيلي - عن ماذا تدافع أيها العقيد ..؟؟