مع عبد الله العروي في محبسه الترانسوندونتالي Transcendantale الماروكاني اللا ألماني اللا كانطي

محمد فكاك

الحوار المتمدن-العدد: 3330 - 2011 / 4 / 8 - 17:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

إن كان أحد من المغاربة شديد الاعتزاز بالأستاذ عبد الله العروي وبمعماريته الفكرية فهو هذا الشخص الذي أبى إلا أن يستنهض عبد الله العروي لينظم إلى الثورة المغربية و يعززها ويدعمها ويحرسها من أعدائها.
أدعو عبد الله العروي إلى استكمال كتابه التاريخي الإيديولوجية العربية المعاصرة لان الثورة انتصرت للديموقراطية لحق الشعب في تقرير مصيره و هزيمة الشيخ السلفي والتقنوقراط و البيروقراطية.
لا أريد لعبد الله العروي أن يكون في موقف المتفرج الصامت من الثورة ، ثورة المغاربة جميعا في كفاحهم المضني من أجل الديمقراطية و العدالة الاجتماعية و التقدم الحضاري و الاستقلال الحقيقي و الكرامة الوطنية و الحرية و المساواة و الإخاء.
إن من أولى واجبات الأستاذ العروي أن يعيد كتابة تاريخية جديدة لسلسلة مؤلفاته: مفهوم الدولة – مفهوم الحرية – مفهوم العقل – مفهوم التاريخ بصياغة ثورية جديدة تربط النظرية بالبراكسيس أي الممارسة فتصبح العناوين الجديدة: في ممارسة الثورة – في ممارسة الديمقراطية – في النضال من أجل إقامة دولة حداثية حديثة قوامها الديمقراطية، دستور شعبي ديمقراطي ، نظام برلماني ، العلمانية، العقلانية ، التقدم الفكري والعلمي والتقني والفلسفي...
إنني أخشى ألا يقرأ العروي كتاب الثورة المغربية والعربية وألا يستخف بها فقد تكلم كبار الفلاسفة و المفكرين و الشعراء لتحية الثورة وتململ ضريح محمد بن عبد الكريم جدلا فرحا بتباشير الثورة الريفية بعد أن حمله رجال ثورة 23 يوليوز بقيادة المناضل العظيم جمال عبد الناصر ملفوفا بالعلم المصري فظن أعداء الثورة والجمهورية الريفية أنهم برحيله قد ارتاحوا إلى الأبد في حين أن عبد الكريم دخل غرفته ليرتاح ويتدبر أمر الثورة من جديد وهاهو يعلن من القاهرة أنه مصر وماض في ثورته حتى تحقيق الحرية للشعب المغربي و للمضطهدين في العالم.
إن اعتقاد عصابة الحسن الثاني المجرمة التي دكت الريف بالمدرعات و الطائرات و المدافع قصد إخضاع الشعب وتركيعه ليسود نظامه العميل ، ولن يفلح أبدا لقهر ودحر جيش عبد الكريم الأحمر، ودفعه للتخلي عن سلاحه ، وإنما لمزيد من الإصرار الثوري و التنظيم الثوري والحشد الجماهيري الشعبي لتحرير المغرب بكامله من القبضة الاستعمارية الامبريالية الصهيونية والرجعية.
إن عبد الله العروي هو في سواد قلب المغاربة وسط الشغاف، فلا أحد يزايد علينا في احترامه ، فنحن أولى بتقديره حق قدره ، ولكننا إذ نحب عبد الله العروي ، نحب الحقيقة ،وحبنا للحقيقة أعظم وما الحقيقة إلا تنبيه الأستاذ للالتفات إلى ثورة شعبية وينخرط فيها ليكتحل ناظره بمرود الثورة ، وألا يرحل عن الثورة ولما يقل كلمة تبرؤه من الصمت والتواطؤ واللامبالاة.
كيف يصمت عبد الله العروي وقد زرف على الثمانين ووهن العظم منه، وتفشغ الشيب في يأفوخه أ ما شاهد أقرانه من كبار الساسة و المفكرين بمصر كيف يحجون إلى ميدان التحرير للقيام بصلاة الثورة والتمسح بها حتى لا يتخلفوا عن موعد التاريخ لقد حركت الثورة حتى أبا الهول فتهلل بشارة وفرحا لثورة الشباب واخناتون أضحكته الثورة وأبكته وسيدة مصر الأولى نفرتيتي تبسمت ضاحكة بعد حزنها الدفين مزغردة لثورة النيل..
ماذا تنتظر يا عبد الله ؛ النظام اللاوطني اللاشعبي اللاديمقراطي فوت كل شيء ، الوطن، المواطن، التاريخ ،وظاهر الأعداء الداخليين والخارجيين من امبرياليين وصهاينة ورجعية خليجية ، يعيثون فسادا في الأرض ، يدوسون بأقدامهم جميع الأعراض والقيم والمبادئ ، حتى الجامعات و المعاهد و المدارس و الجوامع هي الآن محتلة و محاصرة ومقادة بأجهزة القمع المخزني ؛ فالعمداء والمديرون والمساعدون ينتمون إلى المخابرات البوليسية ويمنعون حرية العمل النقابي وحرية الفكر والتقدم العلمي، وحرمة الجامعة واستقلاليتها وتقدميتها وديمقراطيتها.
هل ننسى لك رفضك القاطع الاستمرار ومواصلة التدريس بالجامعات الأمريكية خوفا من الاغتراب والغربة عن الوطن ، وخوفا من أن تتأمرك لغة وحضارة وثقافة وتقاليدا فتضيع روحك...والآن أتبخل على شعبك بصوتك العلمي الوقور من بناء نظام ديمقراطي يليق بمقام الشعب المغربي الهمام؟ ألا تطالب بصحافة حرة مستقلة وجامعة حرة مستقلة ديمقراطية وإلغاء المعتقلات، وقضاء مستقل ودستور ديمقراطي شعبي عبر مجلس منتخب لا معين. ألا تطالب معنا بإلغاء المعتقلات التي شوهت وجه المغرب، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وحرية تكوين الأحزاب و النقابات و الجمعيات على أساس ديمقراطي؟.
إننا أحوج ما نكون الآن إلى الكلمة ، الممارسة الفعلية ؛ فالنظام القائم في المغرب لا يحاربنا فقط بقوات الجيش والدرك والبوليس ،بل يدير ضدنا جبهة عريضة وواسعة من جيش الكتاب والسياسيين والمثقفين والمذيعين ورجال الدين وفقهاء القانون. انه يستنفر قواته الاحتياطية من أهل الردة والمسكنة، ويقاتلنا قتالا ضاريا على مختلف الجبهات: اللجنة الاستشارية لتعديل الدستور، المجلس الوطني لحقوق الإنسان، المجلس الاقتصادي الاجتماعي...
يجب أن يتكلم عبد الله العروي لأننا في حاجة إلى تكريس كل مثقف حر ووطني وديمقراطي للمواجهة والنضال ؛ وأي صمت أو تباطؤ هو هروب حقيقي من ميدان المعركة.
إننا لن ننسى أبدا دماء شهدائنا من حرب الريف العظيمة وجيش التحرير والمقاومة وشهداء الحركة الوطنية: علال بن عبد الله والزرقطوني وموحا وحموالزياني والمهدي بن بركة وعباس المسعدي وعمر بن جلون ودهكون ورحال وزروال وسعيدة المنبهي والدريدي مولاي بوبكر وعبد الحق شباضة وبلهواري والقائمة طويلة من آلاف الشهداء.
إن دماء هؤلاء الشهداء لم تجف بعد.
الأستاذ العروي انتصر للثورة ولا تعط المثال السيئ لتاريخ المفكرين والمناضلين الذين كان صباحهم ثورة ومساؤهم ثورة مضادة: أمثال همنجواي العظيم الذي لم يستشهد في ساحة الحرب التي تغنى بها بل مات منتحرا خائبا . ومالرو الذي خاض شخصيا أشرس المعارك وأنبلها وكتب عنها الروائع الخالدة وإذا به يخونها بقبوله وزيرا للثقافة خصما شرسا مناوئا لثورة الطلاب الفرنسية 1968 ، وجان بول سارتر الذي رفعه الوطن العربي عاليا كرمز للحرية ونصرة المظلومين فإذا به ينكص على عقبيه ويتظاهر مناصرا الصهيونية واغتصابها لفلسطين، وسالم حميش صاحب العلامة رضي بمنصب وزير الثقافة في حكومة نظام معاد للثقافة الديمقراطية حتى العظم.. وعبد اللطيف المنوني الذي حظي بثقة الطلبة المغاربة ليكون رئيسا للاتحاد الوطني لطلبة المغرب المنظمة التقدمية الديمقراطية الجماهيرية الوحدوية والمستقلة، رضي بأن يكون مع القاعدين والخوالف وفرح بمقعده خلاف ثورة شعبه ومبادئها ووجه صفعة قوية إلى الديمقراطية المغربية..والصبار الذي خرج من حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي ليهرب إلى معسكر أعداء الحزب والثورة والشعب وتنكر لقسم الثورة : بيننا وبين النظام السفاح روح وجثة المهدي وعمروزروال وسعيدة و....وهنا أحيي حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي حين تبرأ من الصبار مؤكدا أن لا علاقة تنظيمية تربط الصبار بالحزب وبذالك يحرمه من شرف الانتماء إلى الحزب ماضيا وحاضرا ومستقبلا.
أما نحن فسنقاتل مع حركة 20 فبراير الشبابية قتالا إما النصر أو الاستشهاد..
يقول نزار قباني في أعذب قصيدة "فتح":

مهما هم تأخروا فإنهم يأتون
في حبة الحنطة
أو في حبة الزيتون
يأتون في الأشجار والرياح والغصون
....
من حزننا الجميل ينبتون
أشجار كبرياء
ومن شقوق الصخر يولدون
باقة أنبياء
ليس لهم هوية ليس لهم أسماء
لكنهم يأتون
لكنهم يأتون
هذه القصيدة شاهدة تؤكد إيماننا الراسخ بان طغاة النظام في المغرب هم عابرون في كلام عابر وأن الشعب هو وحده المالك والسائد والخالد والباقي والأبدي.
التحق العروي أم لم يلتحق فالثورة لا تنتظر أحدا


07 أبريل 2011
حامل اللواء
محمد فكاك

#محمد_فكاك (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات