أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مكارم ابراهيم - الويكيليكس والفيسبوك وتناقضات الديمقراطية!















المزيد.....

الويكيليكس والفيسبوك وتناقضات الديمقراطية!


مكارم ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3330 - 2011 / 4 / 8 - 00:50
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    



الويكيليكس والفيسبوك وتناقضات الديمقراطية!

عندما اذكر الديمقراطية ببعدها الفكري فانني أعني هنا حق المواطنيين في حرية التعبير.فالديمقراطية ليست مجرد صندوق اقتراع يضع فيه المواطن اسم مرشحه المفضل بل إن الديمقراطية تعني ان لايستغل المرشح المال بشراء قنوات تلفزيونية من اجل حملته الانتخابية وتضليل عقول المواطنيين بحقيقته.واكثر دليل على الديمقراطية الحديثة الزائفة هي قضية رئيس الحكومة الايطالية سيلفيو بيرلسكوني حيث استطاع بيرلسكوني اول البارحة بتاريخ 5 ابريل ان يكسب لصالحه غالبية الاصوات في البرلمان الايطالي وتأجيل محاكمته بتهمة ممارسة الجنس مع فتاة مومس قاصروكذلك ولعشرات المرات مع راقصات النوادي الليلية. فقد حصل بيرليسكوني على تأييد 324 صوت مقابل 302 صوت معارض لقرارتأجيل محاكمته للدراسة من جديد واقتراح توقيف قرارمحاكمته.

والمثير للسخرية ان عدد من الكتٌاب العرب او مايمكن ان يطلق عليهم باشباه مثقفين يكتبون مقالات واضح عليها الغباء والجهل التام بحقيقة مايجري في العالم. حيث تراهم يمجدون ديمقراطية الغرب وعلمانيته ويستهزؤن وبتعميم مطلق بكل الشعوب العربية على انها شعوب تسودها التخلف والجبٌن والتعاطف مع الظالم وثم يتسائلون من منطلق عبقريتهم ,ماذا قدم المسلمون والعرب للغرب؟.و لم يتساءلوا للحظة واحدة ماذا قدم الغرب لنا ؟.والغرب واقعا لم يقدم لنا سوى الغزو والاحتلال وتهجيرنا من بلادنا باسم اسقاط الديكتاتور الذي اصلا تم تسليطه علينا من خلالهم وفوق كل هذا يزودونه باحدث الاسلحة لقتلنا.

اواليس الغرب هو من كان يساند ولاخر لحظة الرؤساء العرب المخلوعين رغم مطالبة هذه الشعوب برحيل زعمائها الطغاة ومع هذا تجد هؤلاء الكتاب مازالوا يطلقون على هذه الشعوب العربية بانها شعوبا متخلفة.
يقول الكاتب الدنماركي مورتن كرون "ان نفس الحكومات الغربية والاتحاد الاوروبي التي تسعى اليوم بكل جهدها للاطاحة بنظام القذافي باسم الديمقرطية هي نفسها لعبت دورا كبيرا ومنذ عام 2005 وحتى عام 2009 في تسليح القذافي باحدث الاسلحة والاجهزة الاستخباراتية واعادة بناء جيشه وبيعه كل الوسائل القمعية الحديثة التي تستخدم في قمع المتظاهرين وذلك مقابل النفط والذي يقدربحوالي 6,2 مليار كرونة دنماركية.
والمثير للسخرية هنا ايضا ان الطائرات الفرنسية تقصف اليوم في ليبيا الدبابات التي باعتها شركة ايطالية للقذافي عام 2010 .
اما بيتر ويزمان المتخصص بشؤون بيع الصفقات العسكرية في مؤسسة سيبري يقول "انه من المضحك ان الحكومة الايطالية وضعت كل قواعدها العسكرية في خدمة طائرات الدول الغربية التي تقصف القذافي الا انها في نفس الوقت قامت ومنذ فترة وجيزة ببيع احدث اجهزة المراقبة الاستخبارتية للقذافي من اجل محاربة الثوار!. ويضيف بيتر ويزمان بان الرئيس الفرنسي نيكولاس سيركوزي كان اول الناس الذين ييبيعون الاسلحة للقذافي وهو اليوم من اول الزعماء الاوربيين الغربيين الذين يقاتلون القذافي الذي يقمع شعبه بتلك الاسلحة التي اشتراها من الحكومة الفرنسية نفسها!

واذا كان هؤلاء الكتاب يفتخرون بالعلم والتكنلوجيا الغربية عليهم ان يدركوا ان الشعب العربي يملك عدد كبيرمن المبدعين تم تصفيتهم بايدي هؤلاء او بقمعهم من قبل حكوماتهم التي ساندتها الحكومات الغربية طوال الوقت والتي ادت الى يأس العديد منهم وبالتالي هجرتهم الى الخارج الذي كان اصلا مخططا لاستقبالهم وتشجيعهم على ان يتركوا بلدانهم القمعية وطبعا كل الفضل للغرب في بقاء هذه الحكومات الديكتاتورية المتسلطة على رقاب شعوبها.

واريد ان اتناول احدى اهم الامثلة على تناقضات الديمقراطية الحديثة في العالم وهي موقع الفيس بوك.

فعلى الرغم ان موقع الفيس بوك كان المتنفس الوحيد للمواطنيين بالتعبير عن آرائهم بعيدا عن قمع الحكومات والانظمة النيوليبرالية البرجوازية المافيوية . إلا انه مؤسسها السيد مارك زوكربرغ لم يسلم من الملاحقة القضائية لسماحه لبعض الفئات من التعبير عن رايها على صفحات الموقع .حاله حال صاحبه السيد آسانج مؤسس موقع الويكيليكس .
فقد رفع الكيان الصهيوني في اسرائيل الذي يصفه بعض الكتُاب العرب (اشباه المثقفين) بانه نظام ديمقراطي! فقد رفع الكيان الاسرائيلي مؤخراٌ دعوى قضائية على السيد مارك زوكربرغ لانه سمح بفتح صفحة باسم الانتفاضة الفلسطينية الثالثة والتي يشترك فيها نصف مليون مؤيد ولم يكتفي الكيان الصهيوني بدعوى القضاء بل طالب تعويضا ماليا من ادارة موقع الفيس بوك .

كما ان البعض لايرى بان الفيس بوك كان له دورا فاعلياٌ في اشعال الحراك الشعبي من اجل الديمقراطية في الدول العربية. ولكن هذا غير صحيح فانا اتفق مع السيد جوليان آسانج مؤسس موقع الويكيليكس بان موقع الفيس بوك لعب دورا هاما في فضح الفساد الاداري واساليب القمع للمواطنين اصحاب الراي المناهض للنظام ويؤكد جوليان آسانج بان فضح نظام بن علي في تونس في الفيس بوك كان له دور في اندلاع الثورة حتى انه صرح بان موقعه الويكيليكس ساهم في اندلاع الثورات في العالم العربي كما في تونس.

فعندما اسس السيد جوليان آسانج موقع الويكيليكس بهدف فضح العمليات المشبوهة والمؤامرات التي يقوم بها زعماء العالم كان يعلم مسبقا بانه سيواجه تحديات كبيرة من تلك الحكومات جميعا على الرغم انها تصرح ليلا نهارا بانها تدافع عن الحرية والديمقراطية وتدافع عن حقوق الانسان , ومع هذا فان آسانج صمم على التحدي والمواجهة بكل شجاعة. والمثير للسخرية ان هذه الحكومات الغربية نفسها تغزو الدول وتحتلها باسم نشر الديمقراطية والقضاء على القمع الذي يتعرض له المواطن من نظامه ولكنها تقمع اسانج لانه يفضحها .
لقد حاولت غالبية الحكومات اختراق موقع الويكيليكس وقرصنته وارسال تهديديات مباشرة للمؤسس اسانج الى ان وقع فعلا في ايدي القضاة بتهمة الاغتصاب .

ومن حسن الصدف ان جميع الحكومات كانت منشغلة يوميا بقراءة الفضائح والجرائم التي ينشرها عنهم آسانج في موقعه ,ولم ينتهبوا الى موقع الفيس بوك الذي كان يقوم بنفس الدورفي فضح جرائمهم عن طريق نشر الفيديوات والوثائق والتقارير والتي كانت لها دور اكبر من دور الويكيليكس وذلك لانها ساهمت في تحشيد فئة الشباب بالذات التي كانت اكثر فئة تريد التحدي والعيش بكرامة فاذا كان موقع الويكيليكس فضح الحكومات فان موقع الفيس بوك عبرعن نبض الشارع ولهذا استطاع أن يفجر الانتفاضات التحررية البطولية في العالم العربي.

واذا كانت الشبكة الاجتماعية الفيسبوك، تؤمن للحكومات العربية اكبروسيلة للتجسس على المواطنيين فان الحكومات الغربية تستخدم الفيس بوك للتجسس على مواطنيها بطريقة اخرى فمثلا نرى ارباب العمل والشركات الكبرى في اوروبا وامريكا يستخدمون موقع الفيس بوك في التجسس على الحياة الشخصية للعاملين وبالتالي فصلهم من العمل او حتى احيانا رفض طلبات التقديم للوظائف اذا لم يعجبهم سلوك الشخص.
وحتى المؤسسات الحكومية او البلديات في الغرب تستخدم موقع الفيس بوك للتجسسس على الحياة الشخصية للمواطنين وذلك عندما يكتب المواطن على الفيس بوك بانه متزوج بينما في البلدية مسجل بانه مطلق كي ياخذ اعانة مالية .
وكما ان موقع الويكيليكس لم ينجوا من محاولات القضاء عليه فإن موقع موقع الفيس بوك ايضا . فقد تمت محاولة إغراء صاحبه بالمال لشراء الموقع والغائه حيث حاول ملك المملكة السعودية عبد الله بن عبد العزيز شراء موقع الفيس بوك بمبلغ 150 مليار دولار وتصور بغبائه المميز بانه لو فعل ذلك فانه سيكمم افواه الشعوب وتصور بانهم لن يستيطعوا فتح الآلاف من الفيس بوك بدل عنه.

علينا ان ندرك تماماٌ بان الديمقراطية في كل دول العالم حتى تلك التي تدعي انها تمارسها لها وجهين متناقضين فهي في نفس الوقت الذي تمنح شعوبها حق التعبير عن آرائهم في موقع مثل الفيسبوك فهي تستغل الموقع نفسه في قمعهم وتضليلهم.
فاعطاء الشعوب فرصة للتعبير عن وجهات نظرهم في صفحات الكترونية لايعني بانه يدعوهم للمشاركة في القرارات السياسية كلا ,بل من اجل التجسس عليهم وقمعهم وايقافهم عند الضرورة الى جانب ان الحكومات في العالم تستغل موقع الفيس بوك في نشر اجندتها وافكارها .
فربما استطاعت الشعوب العربية ان تسقط الطغاة امثال بن علي ومبارك, ولكن هذا لايعني بانهم نالوا الديمقراطية كلا مطلقا. فالطريق الى الديمقراطية على مايبدوا طويل وشاق ليس فقط في العالم العربي بل في كل العالم .

وختاما باسمي وباسم الصديقة الكاتبة الاديبة سماهر الخزندارأدعو الى انشاء موقع للفيس بوك بادارة عربية مستقلة تؤمن بحرية التعبير لكل المواطنين ولاتنحني امام المغريات.
الهوامش:
http://www.alarrabnews.com/newsView.php?id=23109
http://www.alwatan.com.sa/nation/News_Detail.aspx?ArticleID=45906&CategoryID=3
http://mwaaten.blogspot.com/2011/04/blog-post.html
http://www.alarrabnews.com/newsView.php?id=23109
الصحيفة الدنماركية ميترو اكسبرس عدد 6 ابريل 2011
الصحيفة الدنماركية اوربان عدد 6 ابريل 2011



#مكارم_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موقف الدنمارك من الحرب في ليبيا
- ليبيا نعم والبحرين لا!
- لماذا لا يحاكم الزعيم العربي المخلوع؟
- لنهنئ المراة في عيدها على الانجازات التي حققتها
- ألن تفكرالشعوب الغربية بالثورة على انظمتها ايضا؟
- الثورات العربية خيبت آمال ثلاثة !
- إما مع المالكي أو ضده!
- مازال الطريق شاق امام التغيٌير
- المجد للشعب والجيش الليبي الصامد
- وماذا عن العراق؟
- هل سيتمكن القذافي من الوصول الى بيرلسكوني ؟
- قراءات في كتابات يسارية
- موقف الحكومات الغربية من الانتفاضات العربية!
- رسالة الى الشعب العراقي
- الجيش المصري ضالع في تعذيب المتظاهرين
- طلب خاص للجيش المصري
- ثورات الفيسبوك كانت المدّ !
- الصهيونية والانظمة العربية وجهان لعملة واحدة
- بالرصاص الاسرائيلي ايضا سقط شهداء تونس
- هل ستكون تونس عراق ثانية؟


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مكارم ابراهيم - الويكيليكس والفيسبوك وتناقضات الديمقراطية!