أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - عبدالخالق حسين - دعوة لإنقاذ أوغنديات من العبودية في العراق













المزيد.....

دعوة لإنقاذ أوغنديات من العبودية في العراق


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 3329 - 2011 / 4 / 7 - 21:35
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


قرأنا وسمعنا الكثير عن قيام بعض الناس في السعودية ودول خليجية أخرى باستعباد نساء آسيويات وبالأخص فلبينيات، واستغلال حاجتهن إلى العمل خارج بلداهن لدعم عائلاتهن. وهناك عصابات من المجرمين يقومون بدور الوسيط في تهريب البشر (human trafficking) يعطون وعوداً معسولة لضحاياهم بتعيينهن في وظائف شريفة وبرواتب مغرية في دول الخليج الغنية. ولكن ما أن يصلن إلى بلد المضيف حتى ويتم بيعهن إلى أناس لا ذمة ولا ضمير لهم، حيث يقوم المشتري بحجز جواز الضحية ويحبسها في بيته، ويعاملها كمملوكة له من مُلك اليمين، إذ لا يكتفي بتشغيلها كخدامة في البيت فحسب، بل وحتى تعريضها للضرب والاغتصاب الجنسي.

هذه الظاهرة صارت شائعة في دول الخليج وبالأخص السعودية، وما الحوادث التي نسمع ونقرأ عنها في هذه الدول إلا الجزء الضئيل المرئي من الجبل الجليدي. ولكن لم يخطر ببالنا أن يحدث الشيء نفسه في العراق، خاصة بعد تحريره من حكم البعث الفاشي. إذ شاهدنا مرة على شاشات التلفزة البريطانية في عهد حكم البعث البغيض فتاة إنكليزية تعرض حالتها، وكيف تورطت في مثل هذه العبودية في بيت بارزان التكريتي (الأخ غير الشقيق لصدام حسين). كانت الفتاة تبحث عن عمل كمربية أطفال (nanny) وحصلت على هذا العمل في بيت بارزان عن طريق مكتب وكالة في لندن مختصة في هذا النوع من التعيينات. وبعد أيام من مباشرتها العمل في بغداد فوجئت بأنها تعامل كوصيفة، بل وحتى كانت تضرب وتعامل بقسوة ورعونة. وأخيراً استطاعت أن تتصل بالسفارة البريطانية وتتخلص من محنتها.

هذا كان يحصل أيام حكم البعث، وكان محصوراً على نطاق ضيق جداُ في العائلة الحاكمة في العراق، العائلة التي استعبدت الشعب العراقي كله لخمسة وثلاثين سنة. أما وأن يحصل في عراق ما بعد حكم البعث الغاشم، ولعشرات النساء الأوغنديات، ومن قبل مواطنين عراقيين لأنهم أثرياء، فهذا ما لم يخطر على البال مطلقاً.

لقد صعقت بقراءة تقرير منشور على موقع بي بي سي العربي بعنوان (أوغنديات تحولن إلى خادمات منازل في العراق) الرابط في الهامش. ولو كان التقرير من غير بي بي سي لما صدقته، ولكن يبدو أن الخبر صحيح مع الأسف الشديد.

يفيد التقرير: "حصلت بي بي سي على روايات مفصلة بشأن انتهاء نساء أوغنديات إلى العمل خادمات في المنازل بالعراق وكيفية إنقاذهن على نحو مثير من واقع العبودية الذي وجدن أنفسهن فيه.
كانت بروسي تعمل مدرسة في إحدى المدارس عندما سمعت بإعلان مغر في الإذاعة الأوغندية. يقول الإعلان إن شركة في كمبالا توظف نساء أوغنديات للعمل في محلات تجارية داخل القواعد الأمريكية بالعراق مقابل أجور مرتفعة. ووقعت بروسي على عقد العمل المغري رفقة 146 امرأة أوغندية أخرى.. لكن ما أن وصلت إلى بغداد حتى اكتشفت أن رجلا عراقيا اشتراها مقابل 3500 دولار. وعملها الحقيقي هو خادمة في منزل عائلة عراقية. ومثلما هو الشأن بالنسبة للأخريات اللاتي جئن معها، أرغمت بروسي على العمل لساعات طويلة وأحيانا من الساعة الخامسة صباحا وحتى منتصف الليل... وكانت تتلقى في الغالب طعاما قليلا وماء شحيحا ويُقفل عليها الباب في المنزل. وقالت بروسي: "كان هناك عمل كثير بسبب الغبار والعواصف الرملية...وبالتالي عليك أن تواصلي التنظيف من الصباح حتى موعد النوم."
" وتعرضت بروسي للاغتصاب من طرف صاحب المنزل. وقالت نساء أوغنديات أخريات تحدثنا إليهن أنهن تعرضن للاغتصاب أيضا. وسمع مقاول أمني أوغندي يعمل في قاعدة عسكرية أمريكية ويدعى صامويل توم_ويسيجيي عما حدث لهؤلاء النساء. ثم قرر الاتصال بإحداهن وتدعى أكنيس على هاتفها المحمول الذي كانت تخبأه ووعد بمساعدتها."

وأخيراً تم إنقاذ 14 من هن عن طريق القاعدة الأمريكية. أما البقية فما زلن رهن العبودية في العراق.
لذلك نطرح هذه المحنة الإنسانية المؤلمة على المسؤولين في الأجهزة الأمنية، وأعضاء البرلمان، والإعلاميين في العراق، للتحري بالأمر، والبحث عن البائسات الأوغنديات اللواتي وقعن فريسة لكيد النصابين والمحتالين الأوغنديين، لإنقاذهن من الوحوش البشرية من الذين لا ذمة ولا ضمير لهم في العراق.

ففي العراق ترتكب أعمال إجرامية ولا أخلاقية فوق ما يتحمله شعبه، أما وأن يجلبوا نساء من أوغندا، وربما من جنسيات أخرى، لاستعبادهن ومعاملتهن بمنتهى الوحشية كملك اليمين، فهذا ما لم يخطر ببال أحد، ومنافي لجميع القيم الإنسانية والأخلاقية، ويجلب السمعة السيئة إلى العراق.
ـــــــــــــــــــــــــــ
تقرير بي بي سي: أوغنديات تحولن إلى خادمات منازل في العراق
http://www.bbc.co.uk/arabic/worldnews/2011/04/110402_iraq_uganda_domestic_servants.shtml

[email protected] العنوان الإلكتروني للكاتب



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب والغوغاء من منظور علي الوردي
- نقد أم تصفية حسابات؟ (رداً على الدكتور كاظم حبيب)
- انتفاضة البحرين وموقف الطائفيين منها
- القذافي على خطى صدام
- إذا كنت لا تستحي يا علي عبدالله صالح
- العداء بين الشعب والسلطة
- حول (إهداء) أربع فرق عسكرية إلى الصدريين!!
- تضامنا مع الحزب الشيوعي العراقي
- تأملات في مظاهرات (الغضب العراقي)
- يسيرون نحو الهاوية وهم نيام
- نعم للتظاهرات ضد الفساد..لا لتسلل البعثيين فيها
- مصر: من الانتفاضة إلى الثورة
- دور المخابرات الأجنبية في انقلاب 8 شباط الدموي
- تحديات تواجه الانتفاضة المصرية
- تكتيكات فدائيي مبارك لضرب الانتفاضة
- مرحى لانتفاضة الشعب المصري
- محنة الكرد الفيلية.. حتى في العراق الجديد؟
- مخاطر تهدد الثورة التونسية
- انتفاضة الشعب التونسي ترعب الحكام العرب
- الحلول المقترحة لمشكلة الطائفية والحكم في العراق


المزيد.....




- تسع عشرة امرأة.. مراجعة لرواية سمر يزبك
- قتل امرأة عتيبية دهسا بسيارة.. السعودية تنفذ الإعدام -قصاصا- ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- البرازيل.. القبض على امرأة يشتبه في اصطحابها رجلا ميتا إلى ب ...
- فيديو.. امرأة تصطحب جثة إلى بنك للتوقيع على طلب قرض
- في يوم الأسير.. الفلسطينيون يواصلون النضال من داخل المعتقلات ...
- السعودية: إيقاف شخص -سخر من القرآن- وآخر -تحرش بامرأة- وثالث ...
- السعودية: إيقاف شخص -سخر من القرآن- وآخر -تحرش بامرأة- وثالث ...


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - عبدالخالق حسين - دعوة لإنقاذ أوغنديات من العبودية في العراق