أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صاحب الربيعي - العلاقة بين الكاتب والقارئ














المزيد.....

العلاقة بين الكاتب والقارئ


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 994 - 2004 / 10 / 22 - 08:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن مهمة الكاتب الأساس طرح الأسئلة ومناقشة الإشكاليات الاجتماعية، وقد يلجأ الكاتب لاقتراح بعض المعالجات والحلول للقضايا الشائكة. ولكنها ليست بالضرورة أن تكون حلولاً صحيحة، لأنها مجرد آراء وأفكار قابلة للنقاش والتداول للوصول لصياغة جديدة تسهم في تقديم الحلول والمعالجات الفعالة للمشاكل الاجتماعية.
كما أن الكاتب ليس منجماً يتنبأ بالمستقبل، لكنه يمتلك قدراً من الثقافة وذخيرة من المعرفة تمكنه من تحليل الواقع وكشف مفاصل الخلل في السلطة السياسية. وتلك المعرفة والثقافة تمنحه المسؤولية كمثقف، يجد من مهامه الرقابة على الأداء السياسي للسلطات والأحزاب السياسية وكشف مواضع الخلل وتعرية السلوك الشأن الذي يضر بالشأن الاجتماعي.
يقول الأمام ((جعفر الصادق-ع)) "أن كثرة النظر في العلم تفتح العقل، وكثرة النظر بالحكمة تلقح العقل".
الأفكار والآراء التي يطرحها الكاتب في مقالة أو بحث ليس بالضرورة أن تتفق مع آراء القارئ لأن من مهام الكاتب طرق الأبواب الموصدة ومناقشة المورثات السائدة، والخروج عن سمات الواقع السائد وإلا ما الفرق بينه وبين الإنسان العادي المتناول للشؤون اليومية العامة التي تمس القشرة وليس جوهر المشكلة الاجتماعية.
وهذا الأمر، يدفعنا للنظر في السؤال القديم: هل الفن للفن، أم الفن للجمهور؟ وبمعنى أخر، هل يتوجب على الكاتب النزول إلى ثقافة الجمهور أم يتوجب على الجمهور أن يرتقي لمستوى ثقافة الكاتب؟.
ويرى ((ماركس))" إن شئت أن تستمتع بالفن، فعليك أن تكون شخصاً يمتلك ثقافة فنية".
إن من مهام المثقف المساهمة في رفع الوعي لدى الجمهور، لكنه غير معني بعملية التثقيف للجمهور!. الثقافة شأن ذاتي، يسعى إليها الفرد من خلال التثقيف الذاتي وقراءة الكتب والتحصيل العلمي..وغيرها. وكلما زاد الفرد من ثقافته، كلما نهض بذاته من مستوى ثقافي محدود لمستوى ثقافي أخر يسهم في خلق الوعي اللازم لديه لإدراك الحقيقة بشكل أكبر وإلا فأنه سيبقى متلقياً للأفكار والآراء ويصعب عليه استيعاب حركة التطور في الثقافة والعلوم الاجتماعية.
يحث ((جيزو)) الناس قائلاً: أغنوا أنفسكم بأنفسكم.
إن الأفكار والآراء العظيمة أنجزها العظماء للوصول للحقيقة، وناقشها وطورها عظماء آخرون، تعاطوا مع نفس اللغة الفلسفية والثقافية التي تعاطها الأولون. لذا فأن الثقافة نخبوية وليست شعبية، وعملية التبسيط للآراء والأفكار العظيمة التي تسعى إليها بعض الأحزاب السياسية تهدف لاستقطاب الفئات الاجتماعية. ولكنها لاتعكس الجوهر الحقيقي لتلك الثقافة وأنما لقشورها.
كما أنها لا تهدف إطلاقاً لردم الهوة بين الفئتين لاستحالة الأمر!. إذاً على القارئ أن يمتلك قدراً من الثقافة الذاتية ليتمكن من فهم واستيعاب ما يكتبه المثقف، وليس من مهام المثقف النزول بمستوى الثقافة لمستوى ثقافة القارئ من خلال التبسيط للآراء والأفكار وإقناعه بالقشور وليس بالجوهر.
الثقافة خلقت لمن يتمتع بقدر من الفهم والاستيعاب لها، أنها شأن ذاتي يحققه الفرد لذاته وليس بمقدور مؤسسة أو جهة حزبية أن تحقن الثقافة في عقل فرد ما لتجعل منه مثقف!. ولكنها قد تعمد لرفع شأن مثقف حزبي من خلال مؤسستها الإعلامية لمستوى ثقافي لايتناسب وإمكانياته الحقيقة من اجل إعلان شأنها من خلاله كونها تفتقد لمقومات الثقافة ذاتها!.
ويعتقد ((لينين))" على القارئ الحقيقي، أن لايتلقى الأفكار سلباً دون أن يعمل عقله. والقارئ الحقيقي هو الذي يفكر ويطرح الأسئلة على نفسه ولديه القابلية والاستعداد ليتقدم وحده في طريق الفهم واستخلاص النتائج. وإن الأدب الشعبي لايعني النزول لمستوى لغة (الناس) العادية ،اليومية، أو لمستواهم العقلي. وأنما تحريك وإيقاظ وتوجيه، وتفاعل بين الكاتب والقارئ من أجل التقدم باستمرار.
وعلى الكاتب أن يطلع باستمرار على ثقافات الشعوب وتجاربها من أجل زيادة خزينه الفكري، ليتمكن من النظر بعين فاحصة ودقيقة في المشاكل الاجتماعية. وانقطاع الكاتب عن التواصل الثقافي، يفقده الملكة لصياغة الأسئلة والرؤيا الصحيحة. وحينها لن تكون كتابته ذا شأن، لأنها عبارة عن هذيان وخطابة وعبارات بلاغية عديمة المعنى. وبهذا فأنه لايفقد الاحترام لنفسه حسب، بل يفقد احترام القارئ الحقيقي المتابع للشأن الثقافي والاجتماعي.
يقول الأمام ((جعفر الصادق-ع)) "البلاغة ليست بحدة اللسان ولا بكثرة الهذيان، ولكنها إصابة المعنى وقصد الحجة".
والقارئ الحقيقي والمتابع للمسار الثقافي، يمكنه بسهولة الحكم على القيمة الثقافية لمقالة الكاتب. والتقييم الحقيقي للمقالة الأدبية أو الاجتماعية يجب أن لايخضع للمقاييس الحزبية وتوافقها التام مع رأي القارئ، وأنما يستند التقييم للفهم والاستيعاب للآراء المخالفة بغية الوصول للحقيقية. ويتعلق ذلك بالمستوى الثقافي للقارئ، فأن كان المستوى متدني طغت النوازع الحزبية والشخصية المخالفة.
و يأتي التقييم بشكل عام من خلال المناقشة للآراء والأفكار المطروحة، وليس من (التصويت) عليها. لأن التصويت يتم على أغنية تافه، وحينئذ يصوت التافهين مع أو ضد الأغنية وبغض النظر عن كلماتها أو نشاز الموسيقى لأن الأمر متعلق بالمزاج والذوق!.
لذا فأن الأفكار والآراء المخالفة يتوجب مناقشتها (إيجاباً أو سلباً) فالأمر هنا لا يتحمل المزاج والتعصب الحزبي والتقوقع الفكري، بل يتعلق بالمستوى الثقافي للأخر فإن كان متدنياً وغير قادر على خوض غمار المناقشة الفكرية اتخذ أقصر الطرق للتعبير عن مستواه الثقافي المتدني!.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهام الكاتب ومسؤوليته كمثقف
- دور المثقف والسياسي في الثورة والاحتلال
- موقف السلطة الفاشية من الثقافة
- السياسية والعنف في المجتمع
- السياسة والثقافة في المجتمع
- الأحزاب السياسية وجماعات الضغط
- الأحزاب الشمولية وقياداتها الديناصورية
- العملية الانتخابية وشرعية السلطات
- ظاهرة تفشي الرشوة والفساد الإداري سياسة جديدة تتبعها الأنظمة ...
- سلطة الاستبداد والعنف في المجتمع
- التحديث والعصرنة للأحزاب السياسية في الوطن العربي
- المؤسسات الدينية والسلطة في الوطن العربي
- صراع السلطات بين الدين والدولة
- أنماط التداخل والحدود بين الثقافة والسياسة
- توظيف التاريخ والأعراف الاجتماعية لخدمة العملية الديمقراطية
- معوقات التغير والتحديث في المجتمع
- المنظومات الشمولية والديمقراطية واللبيرالية بين الممارسة وال ...
- الديمقراطية تعبير عن الذات والحب
- السلطة الديمقراطية والمجتمع
- الأهداف والتوجهات في الفكر الشمولي والديمقراطي


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صاحب الربيعي - العلاقة بين الكاتب والقارئ