أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - جاسم الحلفي - مشروع قانون الأحزاب بين ذهنيتين














المزيد.....

مشروع قانون الأحزاب بين ذهنيتين


جاسم الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 3329 - 2011 / 4 / 7 - 09:35
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


هناك ثلاثة نماذج رئيسة للأنظمة السياسية في العالم وهي: النظام الرئاسي ونموذجه النظام السياسي في الولايات المتحدة الأميركية، والنظام البرلماني ونموذجه النظام السياسي البريطاني، ونظام الجمعية ونموذجه النظام السياسي السويسري. ومهما اقتربت بقية الأنظمة السياسية في العالم او ابتعدت عن هذه النماذج الثلاثة، فإنها تتفق في كون الأحزاب السياسية أساس المنظومة السياسية فيها. ويمكن الجزم بعدم وجود نظام ديمقراطي واحد في العالم بدون الأحزاب السياسية ونشاطها.
ولا يمكن تصور حياة سياسية مستقرة دون وجود قانون للأحزاب ينظمها، ويضمن التعددية السياسية. وبطبيعة الحال تنطلق فلسفة القانون من نص الدستور وروحه، وبما ينسجم مع حزمة قوانين ديمقراطية أخرى مثل قانون الانتخابات، وقانون المنظمات غير الحكومية، وقانون النقابات والاتحادات المهنية، وقانون الإعلام الحر، وقانون الشفافية وإتاحة الحصول على المعلومة للجميع.
ونظرا لأهمية قانون الأحزاب، يتوجب ان يوفر مجلس النواب فرصة مناقشته وإبداء وجهات النظر بشأنه من طرف كل المعنيين، وذلك قبل الشروع بقراءته في المجلس. ولكن هذا لم يحصل مع الأسف الشديد، فبدا وكأنه يخص القوى الممثلة في البرلمان وحسب، أو انه صمم لتأبيد الواقع الحالي، بينما يفترض ان يكون هدف القانون هو تنظيم الحياة الحزبية والسياسية في العراق الآن ومستقبلا، سواء كانت الأحزاب هي القائمة الممثلة في البرلمان، ام غير الممثلة فيه، او التي يمكن أن تتشكل مستقبلاً. هذه أول ملاحظة على طريقة التعامل مع قانون له مثل هذه الأهمية. ومن جهة أخرى يتوجب ان يشكل هذا القانون قطيعة كاملة مع عهد الدكتاتورية، وان يبتعد عن ذهنية الاستبداد والتهميش والإقصاء.
ومن البديهيات ان لا تكون مؤسسات السلطة التنفيذية هي الجهة التي ترخص للأحزاب، مثلما ورد في مشروع القانون، انما يجب ان تناط هذه المهمة بجهة مستقلة محايدة، بغية ابعاد هيمنة السلطة التنفيذية وأجهزتها عنه بكل الأحوال. من جانب ثانٍ تأتي أهمية تشريع القانون من كونه يترجم قيم الديمقراطية ويتبناها على الصعيد الفكري، وفي البناء التنظيمي والممارسة السياسية، ويجسد الأحكام الخاصة بالحقوق والحريات والواردة في الدستور، بكل دقة وإيجاز ووضوح، كي يتيح ممارسة الحياة الحزبية بسلاسة وانسيابية وبدون عقبات ( إدارية وسياسية) ومن دون عوائق وتعقيدات مفتعلة. وهذا يتطلب تسهيل الإجراءات واختصارها بإخطار الجهة المسؤولة عن منح الإجازة، والتي ينبغي ان تقوم بإشهار ذلك ونشره في وسائل الإعلام، بعد تدقيق الشروط المطلوبة.
كما يتعين ان يوفر القانون فسحة مناسبة للشباب، عن طريق خفض الحد الادنى لعمر المؤسسين والمنتمين الى الثامنة عشرة، وهو السن الذي اقره الدستور لممارسة الحق الانتخابي. وفي نفس الوقت ينبغي ضمان إشراك المرأة في بناء الأحزاب وتعزيز مساهمتها في الحياة الحزبية، كما ينبغي ان تقام الأحزاب على أساس المواطنة والمساواة، وليس على أساس اثني او ديني او طائفي، وان تقر آليات العمل الديمقراطية في أنظمتها الداخلية، وتعكس ذلك في أنشطتها وعلاقاتها، وتؤكد حق جميع الأعضاء في الترشح لتبوء المسؤوليات في الحزب، وتوفر أجواء المساهمة الديمقراطية في صنع القرار وتنفيذه.
وان على القانون ايضا ان يكون واضحا في ما يخص التمويل والمال السياسي والميليشيات واستغلال مؤسسات الدولة ورموزها ومواردها وعلاقاتها الخارجية. وبطيعة الحال يجب ان يضمن القانون استقلالية الأحزاب وخصوصياتها، وعدم التدخل في حياتها الداخلية الا حينما تتقاطع مع الديمقراطية وآلياتها، لا كما ورد في مشروع القانون الذي يتيح التدخل في أمور تفصيلية، هي من حقوق اعضاء الحزب وحدهم، كما ان من الصحيح تقديم الدعم المالي للاحزاب من ميزانية الدولة، وحسب قواعد العدالة والإنصاف.
الملاحظ في مشروع القانون انه كتب تحت تأثير ذهنيتين: الأولى منشدة للماضي كثيرا، فيما الثانية يتنازعها تأبيد الحاضر والتطلع الديمقراطي.



#جاسم_الحلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان شباب شباط ما له وما عليه
- -الصباح-.. صباح الخير
- ثلاث وجهات نظر
- ديمقراطية بمخالب الدكتاتورية
- ديمقراطية منع التجول !
- أشهد على حضور البعث الصدامي في ساحة التحرير!
- مواقف محبطة واخرى تؤكد الحق في الاصلاح
- ثلاثة تصريحات
- درس وفهم مختلف
- ثلاثة تلميحات
- ثلاث لقطات
- رأي حول ارتباط الهيئات المستقلة
- درس اخر يا حكام!
- حراك اجتماعي في مواجهة أنظمة فاسدة
- ليس منهم من (يكيت)!
- جهد واعي لهدف واعد-استنهاض قوى وشخصيات التيار الديمقراطي-
- آخر خميس!
- كهرمانة والأربعين وزير!
- قضايا تستحق الكفاح
- حكومة الترضية!


المزيد.....




- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- من اشتوكة آيت باها: التنظيم النقابي يقابله الطرد والشغل يقاب ...


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - جاسم الحلفي - مشروع قانون الأحزاب بين ذهنيتين