أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فراس سعد - (المجلس الحربي للتجمع الليبرالي في سورية (مشكلة الشخص و الفكرة*















المزيد.....

(المجلس الحربي للتجمع الليبرالي في سورية (مشكلة الشخص و الفكرة*


فراس سعد

الحوار المتمدن-العدد: 994 - 2004 / 10 / 22 - 08:12
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


على الرغم من تسرّع الصديق العزيز حسين عجيب في الرد و الحديث عن بيان التجمع الليبرالي في سورية فإن المرء لا يستطيع إلاّ شكره على اهتمامه الحار بما يطرح على الساحة الفكرية السورية و عمق ألمه ممّا يسودها ثقافيا من انحرافات وممارسات متخلفة هي البقية الباقية من موروثات عهود الظلام العثمانية و البعثية -لاسيما في مقالاته عن مهرجان جبلة الثقافي بغض النظر عن اتفاقنا أو عدمه مع العزيز حسين فيما يخص المهرجان المذكور -.
و بغضّ النظر عن مقالة د. شاكر نابلسي في السياسة الكويتية التي يشكك فيها بما يتوقع أن يكون وليدا جديدا لم يولد بعد _ التجمع الليبرالي السوري- لأن الأعلان عن التجمع لم يمر عليه سوى أربعة أيام لا أكثر, هذه المقال التي يهمز فيها الكاتب من قناة مولود لم نكد نرى رأسه بتهمة لم يكن قد ارتكبها بعد, لا هو – التجمع – و لا الجهة الثانية التي يتهمها د.النابلسي - أي الولايات المتحدة – و قد ارتكبتها فيما بعد جهات أقليمية و دولية بحسب تصريح السيد جهاد نصرة , و هو أسلوب في التفكير الرهابي العصابي يسم أغلب الكتابات السياسية و الثقافية السياسية العربية , و خوفا من كل جديد لآنه يكسر رتابة تفكيرنا و سلوكنا و عاداتنا و تفاهة شخصياتنا القزمة .
الخوف من الجديد أجل , فلماذا فلان يؤسس حزبا أو تجمعا و ليس أنا , لماذا دعى إليه فلان و علتان و لم يدعني أنا , إذا فلان عميل و كل الذين معه ؟! هكذا ببساطة أسهل من شربة ماء نطلق مقالات و حملات التشكيك و اتهامات التخوين شرقا غربا .
في سورية يعجز الأنسان عن القيام بأي نشاط أو عمل ثقافي أو سياسي دون أن يخوّن من مثقفي السلطة إذا كان نشاطه مستقلا عن السلطة و خارج فلكها و من مثقفي المعارضة إذا كان برعاية الدولة أو ضمن إطار مؤسساتها . بذلك نحكم جميعا على أنفسنا بالموت و نحكم على الثقافة و السياسة في سورية بالموت غير الرحيم .
ربما لأجل ذلك بالضبط , و بسبب الخوف من تخوين التجمع جاء الأعلان عن حلّه من قبل السيد جهاد نصره عقب خروجه من التوقيف الذي دام عدة أيام , أجل الخوف من التخوين بسبب اتصالات " أقليمية و دولية " جرت مع بعض أركان التجمع الليبرالي ؟!
ربما صدق الأستاذ شاكر النابلسي في تلميحه لدعم ما سيأتي من الخارج و لربما تمنّاه و هو ما حصل لكن الذي لم يتوقعه النابلسي أن هذا الدعم المفترض – الوهمي برأينا – سوف يكون مقبرة التجمع الوليد ؟! و هكذا كان , ونحن لا نبرّئ أجهزة مخابرات قد تكون وراء توجيه سياسيين أقليميين و أجانب للأتصال بالتجمع ليكون ذلك حجة لاتهامه بتلقي دعم خارجي و بالتالي أجهاضه على الفور و قبل أن ينطلق فعليا و يشتد عوده , لكن السيد نصره لم يترك للأجهزة السورية أن تشعل حرب الأتهامات و أراحها بأن أعلن عن حل التجمّع فور خروجه من التوقيف و الأفراج عنه و هو بذلك قد يكون مخطئا و قد يكون مصيبا , هذا أمر نتركه للتاريخ , المهم أن الرجل أخذ موقفا واضحا على غير عادة السياسيين عندنا , و أنا- كمواطن و مهتم بالشأن السوري - أشكره على وضوحه و جرأته التي أرجو ألاّ تكون تسرّعا ,لكني أرجو أن تستفيد الأحزاب و التيارات الليبرالية الجديدة من التجربة االأولى لحركة ليبرالية سورية و أرجو أن تتجاوز كل عثراتها....
-2-
في الحقيقة ليس هذا هو الموضوع الأساسي لمقالنا هذا , الموضوع الأساسي يخص قيادة أو مؤسسي التجمع الليبرالي في سورية على الرغم من كونه الآن في طور الحل و لا تجوز على الميت إلاّ الرحمة لكن على الرغم من ذلك سوف نتحدث بصراحة, رحمة بسورية و بالتجمع و الحالة الليبرالية الناشئة كيلا يحصل لها ما حصل مع لجان التجمع المدني و الحزب السوري القومي الأجتماعي في سورية الخمسينيات , المسألة تتعلق بالذات و الموضوع أو الشخص و الفكرة , فالأفكار السياسية الجديدة في سورية لاسيما الليبرالية منها تنال أعجاب و رضى معظم المثقفين و الكتّاب و قطاع ليس بالقليل من الشعب السوري , لكن هل يحصل القائمون على التجمع الليبرالي في سورية على هذا الرضى و الأعجاب ؟ لا نعتقد ذلك فالخلفية الشيوعية للأستاذ نصرة إضافة لكرهه و اتهاماته العنيفة للأسلام عبر سلسلة مقالاته " غربلة المقدسات "- التي يرفضها الأكثر منه شيوعية و ماركسية- لا تمنحه شخصية القائد أو الفاعل السياسي في الأوساط السياسية الوطنية اللهم إلاّ إذا كانت غاية و أهداف التجمع محصورة بالتوجه و مخاطبة عدد من الكتّاب و المثقفين على أهمية هذه الغاية , كذلك الحال بالنسبة للباحث الأستاذ نبيل فياض- أدعو الله الأفراج عنه بأسرع ما يمكن - الذي يهاجم الأسلام بحجة الأسلامويين و لا يترك مناسبة تمر دون الإساءة للأسلام و المسلمين , الأمر الذي أرفضه تماما مثلما أرفض أن يهاجم أيا كان المسيحية و المسيحيين أو البوذية و البوذيين ...
اعتقد أن هذه النوعية من مؤسسي التيارات أو الأحزاب حتى لو نجحت في الأوساط المثقفة و النخبوية فهي ستفشل فشلا زريعا في الأوساط العمومية فكيف و المجتمع السوري ذو طابع متدين و مؤمن يرفض الإساءة للدين و الأسلام خصوصا تحت أية ذريعة ؟
أنا كمؤمن أرفض السير وراء داعية ليبرالي أو شيوعي أو بعثي أو ناصري أو قومي ..من أمثال نبيل فياض أو جهاد نصرة على الرغم من اعتقادي أن الليبرالية أو القومية أو الشيوعية أو البعثية قد تكون حلاً لمآزق المجتمع السوري و العربي , لذلك كي تنجح البداية الليبرالية في سورية نطالب بأشخاص ليس لديهم مشكلة مع الأسلام و لا مع المسلمين أي ليس لديهم مشكلة مع 90 بالمئة من المجتمع السوري , و ليس لديهم مشكلة مع المسيحية و المسيحيين , ليس لديهم مشكلة مع الدين عموما , نطالب بقادة و دعاة يحترمون مشاعر و عقائد و خيارات الآخرين – عموم الشعب و المجتمع – حتى لو كانت خيارات خاطئة بالمفهوم العلمي و العقلي , على هؤلاء الدعاة أن يمارسوا السياسة مع المجتمع بمعنى المسايسة و الأستيعاب و الأحتواء و ليس النبذ و الكراهية و النعيق بحجة فضح مساوئ التاريخ الأسلامي و هم بذلك يزيدون المتدينين تطرفا و يزيدون الطين بللا, و يحرفون الصراع المجتمعي مع السلطة و النظام الفاسد عن مجراه باتجاه قضايا أقل أهمية أو باتجاه قضايا زائفة تطيل أمد الأزمة الوطنية السورية أربعين عاما أخرى ؟!
أطالب برجال لأمة , رجال دولة و ليس مراهقين سياسيين , مع أني لست ضد المراهقة بأي معنى كانت لكني أرفض أن يقودني مراهق أو متهور طالما أني أملك قليلا من النضج . فرق كبير بين الكتابة و التأليف و بين قيادة مجموعة من البشر فما بالك بقيادة تجمع أو حزب أو تيار؟
لتنطلق الليبرالية السورية دون عثرات نطالب برجال مناسبين يستطيعون الأبتسام و المحبة و تقبل المتطرف قبل المتسامح , ليكون لليبرالية شأن في حياتنا نطالب برجال مناسبين لم يتآكلوا بعد و لم تحترق ثلاثة أرباع أوراقهم , فالسوري كالعربي كالشرقي لا يتقبل فكرة من رجل لا يحبه حتى لو كانت من عند الله أو من الملأ الأعلى ... و فهمكم كفاية.. و للحديث صلة ....

ملاحظة : *
كتب القسم الأول من المقال بعيد تأسيس التجمع الليبرالي و تم لاحقا أجراء بعض التعديلات عليه ..



#فراس_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مئة فكرة وفكرة عن المرأة-1
- الأسلام و المسلمون و ثلاثة مفكرين ماركسيين *
- من أجل سورية استقالة البعث من الحكم
- مئة فكرة و فكرة عن المرأة-1
- الفساد .. عودة الموساد ؟( أفكار
- أيها السوريون : كل مخرّب عميل اسرائيلي
- أحداث أيلول السورية و 11 أيلول الأمريكية – تشابك المصالح و ا ...
- مع حاكم العراق ليس مع أياد علاوي رسالة للحكومة و للمثقفين ال ...
- مأساة سورية و الأكراد السوريين
- متى تطلقون سراح البروفسور عارف دليلة ؟رسالة إلى السيد رئيس ا ...
- الأصلاح بالقوة أو التعايش مع الأنهيار ؟! - أحلام عن مسقبل ال ...
- فقط في سورية - أمن - بلا أمان .. و فوبيا الديمقراطية


المزيد.....




- -ضربه بالشاكوش حتى الموت في العراق-.. مقطع فيديو لجريمة مروع ...
- آلاف الأردنيين يواصلون احتجاجاتهم قرب سفارة إسرائيل في عمان ...
- نتانياهو يوافق على إرسال وفدين إلى مصر وقطر لإجراء محادثات ح ...
- الإسباني تشابي ألونسو يعلن استمراره في تدريب نادي ليفركوزن
- لأول مرة.. غضب كبير في مصر لعدم بث قرآن يوم الجمعة
- القيادة المركزية الأمريكية تعلن تدمير 4 مسيّرات للحوثيين فوق ...
- صاحب شركة روسية مصنعة لنظام التشغيل Astra Linux OS يدخل قائم ...
- رئيسا الموساد والشاباك يتوجهان إلى الدوحة والقاهرة لاستكمال ...
- مصر.. فتاة تنتحر بعد مقتل خطيبها بطريقة مروعة
- علاء مبارك يسخر من مجلس الأمن


المزيد.....

- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد
- تشظي الهوية السورية بين ثالوث الاستبداد والفساد والعنف الهمج ... / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فراس سعد - (المجلس الحربي للتجمع الليبرالي في سورية (مشكلة الشخص و الفكرة*