أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد المذحجي - هوامش ثلاثه عن انطفاء الرجل الذي غادر














المزيد.....

هوامش ثلاثه عن انطفاء الرجل الذي غادر


ماجد المذحجي

الحوار المتمدن-العدد: 994 - 2004 / 10 / 22 - 08:38
المحور: الادب والفن
    


إلى إبراهيم قعدوني...
صدقني يا عزيزي لقد تعودت أن ادفن أصدقائي قبل الرحيل.. ربما لهذا أضعت كفي في المطار تلك الليلة....

*منفذ باتجاه ارتباك ناقص:
ماذا عن الأشياء التي تضيئك في وحدتك حين تتناولها وأنت ممسوس ومرتبك؟!. ماذا حين تصفف تشوشك تجاهها بانفعال حار يجعلك تشبه فضيحة منشوره في ضوء ثخين؟؟. وحين تصير هذه الأشياء حائطاً تربى في ظله الوسوسة وتسوغ لدماغك أن يمتلئ بتأويل بارد يُعلق علامات للاستفهام على أغصانها ويصب زيتها على خشيةٍ تلتهب بين ضلوعك اليابسة كحطب قديم؟؟!!
يبدو هذا الارتباك المتكاثر عليك كالكلام السيء مدخلاً جيداً لإشعال حروب بائسة مع مخاوف تركتها طريه قرب نسيان لم تستطع أن تكمله، ويبدو جيداً أيضاً للتشاغل بأعضائك وشهواتك حين لا تستطيع التماسك أمام استثناءات يوميه تنغرس بين خطاك فجأة وتحيلك إلى ضعفك وتأكلك ايضاً بسرعة سخيفه. إذاً لابد من أن هذا الارتباك هو ما يجعل الأخريين يفترضون دائماً إن ظهرك واسع كفاية لملئه بثقوب النميمة ومزادات الفائدة التي يستطيعون جنيها بينما أنت تهرشه بأصابع لا تكفي...

عن أصابع خسرتها على وجه صديق أغمضت قلبي عليه:*
كيف يمكن تبرير ارتكابك لخيانةٍ لم تكن مضاءه جيداً .. وهل سيكفي توسلك حين تُصبح مهملاً بقربها في صباح أنت لوحدك من سيشعر فيه بالصقيع يملاء القلب!!. ويا ترى هل سيكفي الشجر الواقف في ظمئك لكي تتنفس هواءً لم تثقله الأساطير ولا الغبار....
ليست الخيانات سوى شهوة متكبرة تنبت عالياً في طين أناني، والندم عليها يتحول إلى فم نهمه تقضم امانك المشوش حين تركن إلى تعطيل نفسك عن اللامبالاة.
هذا قاسي تماماً. و يشبه عزلة الكائن الذي ترك حكايةً عن حنينه وخذلانه قرب امرأة يحبها وائطفىء في وسط الليل والبرد والمكابدة المضنية لأشواق تنغرس كالشوك في أطراف القلب...

بخصوص وحده تركل الليل وحنين استبقى رماده في عظامي:*
لاشيء سوى المدينة تتعرق في هذا الليل العالق في دهني.. تفتح شباكاً على خيباتٍ أهملها النوم وأعراس تركها الغرباء على بابك قبل أن يغادرو مثقلين بما لم تقله عن حنينك ووحدتك...
لاشيء سوى اعصابك تتفرع كالثعابين في الشوارع والعتمه.. تتحرش بالتواريخ التي أضعتها تحت الإضاءات الشاحبة وقرب البياض الذي خبأته من برد المكان وضعفه وشراسته. تأكل قلبك أغنيات مصابه بالوحدة، وأفراح أعطبتها بتهورك، ووجوه تركتها تكابد حسرتها على غيابك وانطفاء روحك منذ ازدحمت بالصراخ والمواعيد والبهرجة والضوء الكاذب. لا تفيق إلا حين تلسعك في الصدر رغبه بقرض نفسك من الأطراف إلى الاطراف والبكاء وحيداً وبحرارة على ما خلفته كوابيس ملائكة تركوا حكاياتهم معلقه في الهواء لتشير نحو الأحزان التي تجعل المدن تشيخ والغصة التي يحملها العابرون في حقائبهم.. إلى ابواب الخذلان المفتوحة والدروب التي انتحرت فيها عاشقات صغيرات لم يشبعن من الحب والغيره والأشواق .
هو الحنين بالتأكيد ذلك الذي يزرع ضجيجه تحت الإسفلت وفي الجلد وبين العينين. هو الذي يجعل فراشات الضوء تعود دوماً نحو الضوء. وهو ذلك الذي يغمض عينيك على دمعه ويطلق اشتهائك لامرأة أوشكت أن تُحبها وأوشكت على أن تصلبك حاراً في دمها قبل أن يسرقها انحدارك نحو التخاذل والغياب.



#ماجد_المذحجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التفاصيل باعتبارها ملاحظات يكتبها الرجل الضجر
- عن التهديد بالقتل للصحفيين اليمنيين.. الإقصاء والعنف مفردات ...
- فن السينما... النشاط البصري كصناعة ثقافية
- طروادة فولفجانج بيترسن وإعادة كتابة الأسطورة بصرياً
- الحوثي وعلي عبدالله صالح... لصالح من تنهش اليمن؟؟؟
- أفكار في السماعية والنص الشعري
- الرئيس اليمني يهيج القوات المسلحة والأمن على المعارضة والصحف ...
- أغمض قلبك عن وشاية الريح
- مكسوراً كما تريد الملامة
- عن الوقت الذي يمضي فاخراَ ودون انتباه
- حيث لا ننتبه •• مكايدات لعزله ماهرة
- تذييل لخسارات قديمة .. ومتوقعة...
- يمن خارج سياق المدنية.. وخارج سياق الفعل
- تأملات سريعه في الحزب الاشتراكي اليمني .. والمؤتمر الخامس
- هل بدأت الدولة اليمنية تتخلى عن وظيفتها؟؟....


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد المذحجي - هوامش ثلاثه عن انطفاء الرجل الذي غادر