أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسين رشيد - بناء الانسان














المزيد.....

بناء الانسان


حسين رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 3326 - 2011 / 4 / 4 - 12:08
المحور: المجتمع المدني
    



يردد البعض من المسؤولين وخاصة مسؤولي الجانب الخدمي، أننا الان في مهمة صعبة ومعقدة ومهمة جدا. الا وهي مهمة بناء الإنسان العراقي الذي دمرته الحروب والنكبات والدكتاتورية البعثية، من غير ان يعرفوا او يتطرقوا الى كيفية هذا البناء ووفق أية مواصفات وقياسات فكرية، او اجتماعية، او ثقافية يريدون بناءه. ومن هي الجهة التي ستقوم بهذا البناء، متناسين او متغافلين ان الفرد هو جزء من الأسرة، والأسرة جزء من المجمتع. لذا بناء الانسان وكما هو معلوم يبدأ من الاسرة مرورا بالمدرسة والجامعة او المعمل والحقل والسوق بمعناه الاجتماعي. وهنا تختلف النشأة من مكان الى اخر حسب ما يطرح من افكار وقيم في كل مكان. وهي في الوقت ذاته أي القيم والافكار)، خارجة من موروث اجتماعي واسري أحياناً يكون قابلاً للتأثير والتغيير.
الامر الاخر في هذه التصريحات يظهر ان البلد ليس بحاجة لشيء الان سوى بناء ناسه، وهؤلاء الناس مستغنون عن الخدمات الانسانية، كهرباء، ماء، مجاري صرف صحي. شوارع نظيفة، ارصفة مشجرة حدائق عامة، ومتنزهات، سينمات مسارح، مدن ترفهية وسياحية..الخ من وسائل الراحة والرخاء التي لابد ان ينعم بها الفرد العراقي.
في فترة النظام السابق كان كل تقصير وفشل يعلق على شماعة الحصار وفي كل الجوانب الخدمية والاقتصادية والرياضية والثقافية والفنية، وكأنهم ملائكة ولادخل لهم بذلك الفشل والاخفاق. اما بعد مرحلة التغيير السياسي والفوضى في السنة الاولى والثانية وحتى الثالثة حتى تشكيل حكومة المالكي الاولى وتحقيق بعض الاستقرار الامني الذي كان عذرا اولا بعدم توفير الخدمات ظل الحال على ما هو عليه. ولم تستطع المؤسسات والدوائر المعنية بهذا الجانب من توفير ولو شيئاً بسيطاً مما يحتاجه هذا الانسان، باستثناء ترميم وتبديل الارصفة بين اونة واخرى. وهي عملية اثارت الكثير من اللغط والاستهجان عند عامة الناس. والاكثر استهجانا ان اغلب هذه الارصفة، هدمت الان بعقد مع الشركة التركية المعنية بتطوير بعض شوارع العاصمة استعداد للقمة العربية؟
اظن ان بناء الانسان يكون من خلال توفير اساسيات الحياة، العمل، حق المواطنة، توفير الخدمات، حرية التعبير والرأي، المساواة. فحين يكون هناك شارع مبلط وسيارة نقل توصل الطالب الى المدرسة والمعهد والجامعة للتعلم، في اقصى الظروف الجوية، هذا بناء للانسان. وحين تكون هناك كهرباء على مدار اليوم تساعد الطالب والموظف والعامل على اتمام واجباته واستحقاق حقوقه، هذا بناء للانسان، حين تتوفر فرصة العمل بعد التخرج، حين يكفل الدستور حق الجميع في نيل الفرص، وحين تكون هناك مؤسسات علمية بحثية تستلهم التجارب العالمية وتستفيد منها بالقدر المناسب.. هذا بناء للانسان. ان الانسان ابن بيئته او مكانه، أي المكان العام من شوارع وساحات وبنايات، بمعنى ان المكان يعكس طبيعة الانسان وسلوكه، فمهما كان الانسان متحضرا ومتقدما احيان ينعكس المكان على سلوكه، اذ ما مر بشوارع مليئة بالنفايات والاوساخ، وانتهى من شرب عبوة ماء او قنينة عصير او حتى عقب سكارة، باعتقادي مهما كان درجة الوعي عنده عالية فسوف يرمي العبوة او القنينة او عقب السكارة فوق كومة الاوساخ، والامر يمكن ان ينعكس بالشكل الاخر.



#حسين_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باطل ... نريد ان نعرف؟
- لماذا يتمسكون ويختفون؟
- المناداة في اللهجة العامية
- المناداة باللهجة الشعبية
- شهربان … جميلة باطيافها كحبات رمانها
- قصص قصيرة جدا
- عينكاوا والحفر بالذاكرة
- لهجتنا العامية
- بخدمتك
- تسميات نقدية
- تظاهرة في الكرادة
- تراث المدينة المعماري الشعبي
- ثقافة الناقد
- الزعيم عبد الكريم قاسم والحكومة الجديدة
- النقد والإبداع والفن والأخلاق
- توقيع كتاب
- لماذا الا صرار على المنفى ؟
- صنعة الادب
- المثقف والمواطن والسلطة
- جمعة السينما


المزيد.....




- الحكومة اليمنية تطالب الأمم المتحدة بإعادة النظر في التعامل ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى إجراء تحقيق دولي بشأن المقابر الجماعي ...
- مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة: نحاول إعادة تشغيل مستشفى الأ ...
- الأمم المتحدة: توزيع مساعدات على نحو 14 ألف نازح حديث في الي ...
- خطة ترحيل اللاجئين إلى رواندا: انتقادات حقوقية ولندن تصر
- حملة -تطهير اجتماعي-.. الشرطة الفرنسية تزيل مخيما لمهاجرين و ...
- الأمم المتحدة تطلب فتح تحقيق دولي في المقابر الجماعية في مست ...
- أرقام صادمة.. اليونيسيف تحذر من مخاطر -الأسلحة المتفجرة- على ...
- أهالي الأسرى الإسرائيليين يحتجون في تل أبيب لإطلاق أبنائهم
- بدء أعمال لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان بمقر الجامعة الع ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسين رشيد - بناء الانسان