أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الأحمد - الضلال الطويلة رواية تشهد على الزمن اللا مٌسرد















المزيد.....

الضلال الطويلة رواية تشهد على الزمن اللا مٌسرد


محمد الأحمد

الحوار المتمدن-العدد: 3326 - 2011 / 4 / 4 - 10:13
المحور: الادب والفن
    


رواية (الضلال الطويلة) لأمجد توفيق
شهادة السرد على عصره
قراءة : محمد الأحمد
• جنس الرواية لا يخلو من مجهود ذهني كبير، على العموم، ولا يخلو من رسالة ما، ورسالتها هي التي تجعل لها قيمتها الموضوعية، لتكون عملا يستحق منا جهد القراءة المواز لفعلها الكتابي، وكنايته المضمرة، والمعلنه في زمن تحضر مع الكتب المتنوعة الشيقة قنوات ثقافية تكنولوجية أشدّ يسرّا، وتقنية، وبهجة.. حاضرة عصرها، وفعلها... ولزاماً على اي عمل أدبي مجترح ان يبرز هويته، وعتبة مطلعه، ليلامس قضية انسانية لفئات كثيرة من القراء- الجمهور- بقدر ما تكون رسالة العمل من موضوعية عصرية. فاي نص بريء لا يشغل عقل متلقيه، فهو نص غير عميق، ومسطح خال من العلمية التي تكوّن لذلك العمل الأدبي قيمتهُ العُليا، أو الدُنيا في عالم انحصر نحو المُغويات والمُغريات.. وتحتكم رواية (الضلال الطويلة ) على كنىّ ثقافية مهمة، عصفت بالعراق من شرقه الى غربه ومن شماله الى جنوبه، ولم تستثن موقعا، من خارجه لتدمر فيه كناه السابقه، باخرى مُدعمة بغزوّ تدميري، كما لم يستثن شخصاً حاملا للجنسية العراقية.. (إننا ندعو إلى دراسة الكناية بالإفادة من مستويات التداعي بعيدا عن الرؤية المنطقية، وذلك بتوظيف الصورة والقراءة الحرّة التي تبحث في مراكز دلالية تخاطب الذهن وتولد المفارقة وتحقق عنصر المفاجأة والتغريب الذي يقوم عليه الإبداع الأدبي )..
• السيناريو المتتابع: كعمل فني متواصل التشويق على سيناريو يتداخل بمحاور عدة أولهما فصلها (الأولـ الرابع) كيفية تكون خلية (الخاتون سارقة البنوك) محور الشر، (الثاني والثالث) مسار (بشار البصير- الملحق الثقافي في فرنسا، والذي لم تتوضح مؤهلاته الدراسية، والتقنية) محور الخير.. هكذا الخامس السابع ثم السادس الثامن والسابع التاسع حتى اجمتع المحورين للرواية في مشهد الترجمة.. (المثقف المكسور اداةً بيد الجهل المتنفذ)..
• المحور الدلالي: تأثثت الرواية بشكل فني محترف، وذكي جدا يعرف باقتدار التكوين الفسلجي لجهاز استخدمه الآخر– العدوّ- بغرض تقويض خوفه وبناء دفاعه به، وشرحته الرواية تفصيليا (هذا ما يحسب للرواية، كموقف) من حثالة الناس، وأحطّهم قدراً، من الموغلين بالجريمة.. فتأسست شخصيات الرواية كوظيفة حيوية ودينامية للخيال الذي يكفل للإحداث حيوتها وتجددها.. فإنها تبدو كوجود جديد لا يعبر عن الطبيعة الاجتماعية العراقية عندما غاب عنها قانونها الحاكم الدكتاتور المطلق فيما تكونه.. تتجاوز الصورة التي يبدعها الخيال واقعها الفيزيقي كي تصبح تعبيرا عن حالة واقعة بسحرها الحق.. ولا يمكن الميل لرأي (دوركهايم) لفصل علم النفس عن الانثروبولوجيا (علم الإنسان) والسوسيولوجيا (علم الاجتماع)- إلا لأجل قوة علم النفس التفسيري، وتفوقه على الانثروبولوجيا السياسية، وعلم الانثروبولوجيا يعاني اليوم حسب الرأي يعني من غياب أي محاولة لجعله يشتمل على نظرية الفرد والذاتية. فكان الجهاز المُسرد (مجموعة الشخصيات) التي تقودها المرأة (انتصار) فاعلاً ومؤثرا إلى حدّ كبير، وكأنها تُنصّل المقاومة كمصطلح من عفويته البراقة)..
• الصراع والنزاع: الملاك السياسي عندما يرفض ان يكون أداة قمع ونقل وتشويه. الرجل من موقعه الباريسي المؤثر ببذخ وحرية يكون مقموعا من عدة عوامل أولاهما فعل الزوجة وحنيها للعودة الى الوطن. وثانيا الموقع السياسي الايجابي وفقده لحريته عندما يتعامل معه المسؤولين.. انها رسم لصورة الطهارة التي يحلم بها السياسي ويبرأ ساحته من كل ما يمكن ان يلحق به من صفات كانت تلحق برجال النظام القاهر المراقب والمعاقب بالآن نفسه.. فالراوي السارد يتحدث لغته الخاصة التي لا تعبر عن أي شيء آخر سوى ارتباطه الحميم بالعالم والطبيعة عندما كان في باريس هذه العلاقة الحميمة التي يعبر عنها بشكل عياني في السرد الروائي لها القدرة على الحلم، بإنسان (نتيشه) السوبرمان النظيف، المتمثلة بشخصية بشار البصير، البعيد عن كل التهم، والجرائم التي كان يقترفها الجهاز الحاكم يوم ذاك، فما يريده الروائي هو أن التأكيد على واقعية الخيال، ويكون الخيال حاضرا في الكلمة نفسها ومبطنا فيها وكان الكلمة نفسها التي تحلم وتتخيل ولهذا فهو يرى- كما يرى باشلار- أن الصورة التي يحلم بها الشاعر وهو في حلم يقظته الكونية يتخذ على عاتقه مهمة تأسيس ما يسميه- علم كون الكلام أو الحديث أن الصورة على حد تعبير أدموند جابيه تتشكل من كلمات تحلم بها، ولهذا يتساءل باشلار لم نحلم حينما نكتب)..
• الفعل كمؤامرة: نرجسية الكاتب الحالم ب"ازابيل" المرأة الرسامة لقاءاً سيكون في الحانة ومن بعدها في شقتها الباريسسية كما أضغاث حلم بريء لا يحمل في طياته سوى حلاوة سرد حالم، وليكملها قي الفصل الخامس، ليربطها مواصلة بانها ابنة مخابرات، ولم يكن سوى وقيع فخ يهودي امريكي كله انتصار عليه، وعلى عراقيته، الفطنة عندما يربط الدلائل بالنتائج لتكون مفهوما بان الرجل الشرقي تجتذبه نظرية المؤامرة في كل مفاهيمه المفتوحة على كل الأصعدة)..
• المسار: الشخصية الأكثر وضوحا في الرواية "انتصار الرئيسة المتصدرة للعملية السياسية" تبتدئ بالدار المشتراة من "ثري ترك العراق قبل الحرب، يقال انه احد حيتان أسواق الشورجة، وينحدر من أصول إيرانية" لتكون وكراً لمكائد، ودسائس ومؤامرات، وغدر حيث تسلب جارها ماله في ليلة مبرمجة من سهرة صهباء مُقرّة بإمرتها الغادرة، وبمعية خماسيها فتضرب ضربتها المعدة سلفاً وعبر سياجها الذي بقيت تأتمن به.. توضح العلاقات بين أدواتها فردا فردا، وتستوضح الرموز التي تشير بوضوح الصورة إلى نبؤه الراوية المكتوبة قبل ستة سنوات بان "انتصار" لم تكن مجردة امرأة، حيث تكتمل صورتها في الفصل التالي في اشعال الفتنة بين القاصي والداني وايضا من بعد حصولها على مجندة اسيرة.. وتكافي بطلها بالنوم معه، كأنها مسار جديد لامتداد قضية حرب الخليج الأولى. فيذكرنا بقول (غاتسون بشلار) الشهير "العالم هو نرسيس ضخم، وهو يفكر في ذاته” موضحة روعة رسالة- الرواية الجريئة..
• الموقف: الرواية حقيقة تاريخية دونها الروائي باقتدار بين، وصلحت لان تؤدي - دورها- رسالتها، وشهادة الاديب على عصر اختلطت فيه الصور، وقالت بان المواطن البريء هو ضحية عصر تزايدت فيه قنوات الصراع، وتداخلت عليه ولم يعد لاحد ان يزور التاريخ فابدع ليستحق منا الثناء، والتقدير لاجل ان نصفه بين صفوف روائيين اجادوا شهادتهم بموضوعية..
‏الجمعة‏، 01‏ نيسان‏، 2011



#محمد_الأحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية (ورد الحب... وداعا) سيرة حرب
- الصندوق الاسود ... وعاء الافكار الجديدة أم جدليتها الحيوية
- جاء الفيس بوك يارك الحاسبة
- فرن الخواجة
- اين السارد من المسرود في الحلم بوزيرة
- كيف بدأت مع عالم الكتب، وأين تكمن قيمة أي عمل أدبي؟
- كتاب جديد للدكتور فاضل عبود
- العقل المريض بجماله
- رسائل قرة العين
- كنت شيوعياً
- فليم حسن ومرقص
- كونشيرتو النسيان
- المثقف العربي في زمن الانحطاط العربي: على أي جانبيه يميل..؟
- علم الاجتماع الآلي
- الترفع غربة المثقف العراقي المقصي
- خسارة متأزمة بالفقدان
- النص
- التعددية محنة الاعلام الثقافي العراقي
- قصة قصيرة: ربيبة السيد المسؤول
- عام قاس بعد رحيل البعقوبي (ياسين أبو ظفار)


المزيد.....




- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الأحمد - الضلال الطويلة رواية تشهد على الزمن اللا مٌسرد