أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - محمد زفزاف شاعر الرواية المغربية














المزيد.....

محمد زفزاف شاعر الرواية المغربية


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3326 - 2011 / 4 / 4 - 00:35
المحور: الادب والفن
    


محمد زفزاف قاصّ وروائي مخلص للكتابة الادبية الابداعية الملتزمة بهموم الانسان، كان له حضوره الواسع ومكانته البارزة في المشهد الادبي المغربي. وقد حظيت نتاجاته واعماله القصصية والروائية باحترام الاوساط الثقافية والشعبية في الوطن العربي.
قدم الى الحياة سنة 1945 من قاع الشعب وعمل مدرسا ثانويا ثم ترك العمل وتفرغ للادب والكتابة، فكتب الشعر والمقالة النثرية والقصة القصيرة والرواية وانتمى للوعي النقدي والادب الواقعي الذي يعبر عن القضايا الشعبية والهواجس والعذابات الانسانية، ووقف بحزم ضد الكتابة المأجورة والمدجنة والمداهنة والمراوغة.
حاصره البؤس والفقر والقهر وعاش فقير الحال لا يهتم بشكليات الحياة، وفي اواخر عمره صارع المرض والموت الى ان لفظ انفاسه الاخيرة سنة 2001. وكان زفزاف على علاقة خاصة ومميزة وواسعة مع بسطاء الشعب والفقراء والمهمشين والمحرومين والمنكسرين والباعة المتجولين ومع اطفال الحارة والزقاق الذين كانوا يقبلون يده وقد عرفه الناس من ملابسه الخشنة ولحيته الطويلة وعينيه النابضتين بالحياة. وجعل محمد زفزاف من التمرد شعارا له، ورغم طباعه الهادئة ورقة مشاعره – كما وصفه مريدوه – الا انه كان غاضبا ومتمردا ومتفجرا ومناهضا لقيم المجتمع البرجوازي القائم على الانحلال والفساد والاحتيال والغش والخداع والظلم والتسلط القمعي والتهميش واستغلال القطاعات الجماهيرية الكادحة والمنسحقة والتلاعب بمصيرها.
ولمحمد زفزاف اضمامة من المجموعات القصصية والروائية والكتب الادبية التي صاغ ونسج خيوطها وحروفها بخياله الجامح ودبجها بيراعه الحاد والنقي ونذكر منها "افواه واسعة، بائعة الورد، المرأة والوردة، الغابة، بيضة الديك، محاولة عيش الحي الخلفي، الثعلب الذي يظهر ويختفي، سيرة الدار البيضاء، مدينة المفارقات، مدينة الاسمنت، وغيرها".
محمد زفراف يقف في خندق الواقعية ويستقي ويستلهم موضوعاته وعناوينه ومادة نصوصه من حركية الواقع الاجتماعي الزاخر بالتناقضات، وينقل الحكايات والصور الواقعية المثيرة للاهتمام والفضول ويرسم المشاهد من حياة المقهورين والمنبوذين والمقموعين والمضطهدين والمطاردين في الشوارع والارصفة والازقة ويعري اخلاقيات وسلوكيات العناصر والقوى والفئات البرجوازية والاقطاعية التي تستغل وتضطهد الفقراء والعمال والشغيلة وتسلب كرامتهم وتفقدهم حريتهم، ويطرح قضايا اجتماعية وهموما حياتية يعيشها المجتمع المغربي والعربي.
ويمتاز زفزاف بلغته التعبيرية الشاعرية البسيطة والشفافة والسلسة والصافية والمدهشة ذات الحميمية والدفء الانساني الخاص والجمالية الفنية القريبة من الروح والنفس البشرية الجريحة والمعذبة، ويمكن القول بانه شاعر الرواية المغربية.
محمد زفزاف كاتب انساني ملتزم وملتصق بقضايا الناس والشارع والمجتمع والحياة، لم يغب الانسان المهمش والمعذب في أي عمل من اعماله، وهو نموذج متفرد للكاتب الجاد والحقيقي الذي يغوص في الاعماق ويعيش واقع القهر والبؤس والحرمان الاجتماعي ويعبر بكل صدق ووضوح وشفافية وبمهارة فائقة عن حياة البؤساء المتطلعين الى المستقبل الزاهر والوضاء ويؤسس لمملكة جديدة تدين بالاخلاق الانسانية والولاء للقيم الثقافية والابداعية والحضارية ونشدان الحرية والدمقراطية والعدالة الاجتماعية.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عاش يوم الارض الخالد
- عن اليوم الوطني للثقافة الفلسطينية
- شباب 15آذار والمصالحة الوطنية الفلسطينية
- حول الكتابة النسوية
- الأرض في أدبنا الفلسطيني
- عيد الأم
- محمد البطراوي يموت واقفاً كالأشجار
- (الاصلاح) مشروع ثقافي لم يكتمل..
- العدد (12) من مجلة -الاصلاح -الثقافية
- توفيق طوبي رجل المواقف والمهمات الصعبة
- أهكذا يكرّم ابو خالد البطراوي؟!
- تحية حب واضمامة ورد الى المرأة العاملة في عيدها
- لكل جواد كبوة : كبوة سميح القاسم
- مرة اخرى عن جابر عصفور و-جائزة القذافي-
- نظرة على تطور الادب القصصي الفلسطيني ابان الانتداب
- هاشم كلوب : الفنان الفلسطيني الطالع من عمق المخيم
- وقفة مع الشاعر الفلسطيني عبد الناصر صالح
- نبذة عن الأديب والمؤرخ محمود كناعنة
- -الفيتو-الامريكي وكيفية الرد عليه
- المثقف موقف..!


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - محمد زفزاف شاعر الرواية المغربية