أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - ثانيا ..مصر مستعمرة وهابية















المزيد.....

ثانيا ..مصر مستعمرة وهابية


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3325 - 2011 / 4 / 3 - 21:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ حوالي سنة ونصف (ديسمبر 2009) كتبت مجموعة من المقالات بعنوان مصر مستعمرة وهابية محذرا من ازدياد نفوذ رجال الوهابية علي الشارع المصرى واستلابهم لفكر وروح المصريين .
ورغم رصدى المبكر للظاهرة الا ان اكثر تقديراتي تشاؤما وجنونا لم تتخيل ان يأتي اليوم الذى يجلس فيه عدد من وهابي مصر في جامع عمرو بن العاص يعلنون أن علي المسيحيين ان ارادوا ان يعيشوا في أمان أن يستسلموا لحكم الله وكأن أربعة عشر قرنا لم تمض بعد وكأن صاحب الجامع يجلس بين جنوده يملي شروطه بعد غزوته الموفقة واحتلاله العاصمة الاسكندرية .
الوهابيون أو السلفيون كما تود ان تطلق عليهم يتخيلون انهم قادمون علي ظهور الخيل في رباط يحملون الرماح والنبال والسيوف يهددون ويخضعون اهل الوادى الريان لدين الاسلام مخططين ان تجعلهم الجزية المحصلة من الموالي يعيشون في رغد عاشته الاوائل ..والا باعوهم- اى اهل مصر - في سوق النخاسة عبيد وجوارى عدا من يسعدها الحظ فينتقيها الامير لتصبح ملكا ليمينه .
ولان المصريون أخطأوا عندما لم يسحقوا الثلاثة الاف وخمسمائة بدوى (الذين عبروا العريش متجهين الي الوادى ) قبل ان يستفحل خطرهم ويحصلون علي امدادات من جزيرة العرب ليصبحوا اثني عشر الفا يحتلون حصن بابليون ثم عموم المدن المصرية ، فالواجب الا يكررو الخطأ ويتركون الثلاثة الاف مقاتل القادمون من افغانستان يتكاثر عددهم بواسطة امدادات الدولارات بالمليارات القادمة من هطـٌل السعودية يحتلون بها صناديق الانتخابات ويصنعون دستورهم علي نمط دستور سيد القمني، ينتخبون بناء عليه خليفة المؤمنين المرتقب الذى سيتبع سنة الخلف الصالح في حكم مصر " وبعد ان استقر عمرو بن العاص في الفسطاط جمع القبط وقال لهم من كان عنده كنز وكتمه عني ضربت عنقه ".." فوجد مخبأة اسفل الفسقية فيها ذهب دنانير مسبوكة كعرمة القمح فنقله بالقفاف الي دارة ثم اكتال الربع فاذا هو اثنان وخمسون اردبا ". (بن وصيف شاة في اخبار مصر ) ، " ثم ان عمرا احضر بطرسا بين يديه وضرب عنقه يحضره جماعة من القبط فلما رأوا ذلك صار كل من كان عنده كنزا احضره بين يدى عمرا والا صار مثل بطرس ". هذا هو الامن الذى قدمه السلف الصالح لمن استسلم لحكم الله من المسيحيين وهذا هو ما ينتظر الذين سيستسلمون للغازى الجديد .
الاسلام كما بشر به ملالي الشيعة وشيوخ الوهابية ويطبق في ايران ، السعودية، غزة ،السودان ،الصومال ،العراق ،افغانستان ، بالاضافه الي مناطق نفوذ حزب الله في لبنان .. لم يعد يصلح لهذا الزمن ( القرن الحادى والعشرين ) لقد اصبح أقصر الطرق للتخلف والجمود ..اسلام قاهر للارادة الحرة للفرد ،محط من قيمة المرأة ، مصرا علي مزاولة سلوكيات واعمال هجرتها البشرية من اجيال فالمسلمون هم الوحيدون الذين يبيعون ويشترون البشر من اسواق نخاسة (علنية أوسرية ) كان اخرها بيع 150 سيدة أوغندية في العراق . الاسلام كما يطبقه رجال الطالبان بافغانستان يمنع التلفزيون ،الكمبيوتر ، التليفون ،التعليم للاناث ويزاول عقوبات بدنية ممنوعة دوليا كالجلد ، الرجم ،قطع الاعضاء البشرية، ويدمر الاثار والتماثيل ويوحد ملابس الرجال في الجلباب القصير مع تربية اللحية .ويحرض علي ضرب المرأة والزواج باكثر من واحدة خصوصا لو كانت طفلة انثي اقتداءً بالسلف الصالح .
الاسلام كما يطبق في الصومال يجعل من القرصنة اسلوب حياة ولا تنجو من مليشياته حتي المساعدات الانسانية المخصصة لنجدة من يموت جوعا من اهله .
الاسلام الجنجويدى كما يطبق في السودان يعني غزو القبائل الآمنة وسبي النساء واغتصابهن في دارفور وشرق البلاد .
اسلام ملالي ايران يوزع قائمه باسعار الدعارة المقدسة حول مدينة " قم " للحجاج الذين في حاجة لرفيقة صبية تنعش كهولتهم ولكل زوجة مؤقتة سعر حسب سنها ومدة استخدامها وما اذا كانت بكر ام ثيب "القائمة علي النت لمن يرغب ".
الفقر، التخلف ، البلطجة ،تفجير الذات والاضرار بالابرياء،كلها نتائج حتمية لتطبيق شريعة الوهابيين، فالعمل عندهم تجارة ، سطو وقطع طرق ،اغارة ونهب استعمارى، ولا يوجد عدا رعى الغنم مهنة اخرى تستحق الامتهان ، لا صناعة او زراعة (عدا الافيون ) او تعدين او حتي استخراج البترول مصدر نعمتهم ..اما التعليم فيقتصر علي علوم الدين التي اوصي بها كبيرهم ولا مكان للرياضة او العلوم او الجغرافية وما شابة بل يعتبر القائل بكروية الارض اليوم في القرن الحادى والعشرين كافر زنديق مروجا للبدع .. الحكم لدى الوهابيين نظاما واحدا لا خروج عنه قائم علي ولاية الفقيه وسيطرته الربانية علي رعيته التي تدين له بالولاء والطاعة .الوهابية تمنع اى تطور او تحديث او جعل الدين معاصرا فالديموقراطية بدعة وكل بدعه ضلالة وكل ضلالة في النار .
اسلام ملالي ايران وشيوخ الوهابية ، جامد ،لايتحرك مع الزمن ،لايتطور، ولا يسمح باى اختلاف عن ما كان يزاوله السلف الصالح الذى يختارهم المستفيدون من اصحاب النفوذ والدولارات .
الاسلام كما هو معروف لم يمضي علي نفس الوتيرة طول الـ 1400 سنة منذ ظهوره لقد تعددت قراءاته لدرجة متراوحة بين الطالبانية واسلام امريكي تؤم السيدات فية الصلاة وتخطب الجمعة ..فاسلام الرسول صلعم وخليفته ابوبكر اختلف عن الاسلام الذى مارسه مؤسس الامبراطورية الخطابية، الاسلام الامبراطورى زاول تمييزا وقهرا بين المسلمين العرب والعجم وبينهم وبين الشعوب المهزومة (الزميون ،الموالي ،العبيد ) ونزح الثروات من المستعمرات لتصبح فيئا للمسلمين وتموين جيش الجائعين .. وهو يختلف عن اسلام الاباطرة الامويين الذى لم يحترم فيه معاوية ويزيد مقدسات، فهدما الكعبة وسربوا الخمر و زاولوا ملكا وعزا لم يحزه كسرى او قيصر .. العباسيون ايضا زاولوا قسوة غير انسانية لدرجة ان عبد الله الجزار مد ابسطة طعامه فوق جثث الامويين وجلس يتناوله هو و حاشيته ..اسلام الامين غير اسلام المامون غير اسلام والدهما هارون ..اسلام العباسيين يخالف اسلام التتار وتيمور لنك وهولاكو الذين واقعوا نساء دمشق في الجامع الاموى امام رجالهن الاسلام الذى انتشر في البنغال يخالف الاسلام الذى زاولته الامبراطورية العثمانية وكلاهما تسبب في ندوب لا تندمل في الهند واوروبا .
مع مطلع القرن العشرين و سقوط الخلافة العثمانية بدأت تيارات اصلاحية معتدلة تناقش امكانية لحاق الاسلام بالعصر الحديث عن طريق تجديد الخطاب الديني ..جمال الدين الافغاني ، محمد عبدة ،الشبان المسلمين ،خالد محمد خالد ، حتي نصر حامد ابو زيد ..بالاضافة لكل خريجي الازهر من اصحاب البدل والطربوش مثل سعد زغلول و طة حسين ، حاولوا وقدموا قراءة معاصرة بعيدا عن الرق والسبي وقطع اليد والرجل والادن ..قراءة تجعل الاحتفالات بالاعياد طبقا للفلك وليست لرؤية رجال الاستطلاع للهلال.. قراءة تحترم الاخر وتستمع لرأيه وتجعل الرابطة بين سكان الوادى من خلال المواطنه لا التمييز والتبعية ..مواطنون لا اشراف وموالي ..قراءة تسمح لنصف المجتمع ان يؤدى دوره في خدمة الوطن دون قيود متدنية لدورهن ..قراءة لا تعالج ببول الابل ولا تطلب المطر بالصلاة والاستخارة .
الاسلام كان باستطاعته ان ينقل معتنقيه حضاريا بنفس الاسلوب الذى انتقلت به المسيحية من العصور الوسطي المظلمة الي زمن النهضة عن طريق فصل الدين عن الدولة والتعمق فى الفلسفة اللاهوتية بدلا من آليات الطقوس ، ولكن بظهور البترول فى الخليج وامتلاك الجهلة لثروات لا يعرفون كيف يستخدمونها ، مولت التخلف بمساعدة امريكا بمحاربة الاتحاد السوفييتى فى أفغانستان ، او بمساعدة إسرائيل لمحاربة ياسر عرفات بواسطة حماس ، او إطلاق الملالى لإرهاب أصحاب البترول ألا يخرجون عن النفوذ الأمريكى.. وضاعت الفرصة ليواجه العالم بهذا الوجه التكفيرى الذى يرتدى الأحزمة الناسفة فيفجر نفسه بين الآمنين ، أو يفجر فكره بين البسطاء المحتاجين ، وهكذا تم إحتلال مصر ثانية ، بعد 1400 سنة بالقادمين من الجزيرة العربية ، يحملون نفس الأفكار والمبادئ التى جاء بها الأولون يهددون بطرسا ورفاقه أن يخرجوا كنوزهم والا أطاح السيف بالرقاب .
السؤال الآن .. هل سيستسلم المصريون كما طلب منهم هؤلاء البلهاء !! أم سيواجهونهم بأسلحة التنوير، أسلحة الزمن الحديث ، الدولة العصرية، لانسان المتحضر الذى يحترم جاره وزوجته وآثار بلاده ، ويزاول ديموقراطية تسمح بانتشار التعليم وحقوق الانسان حتى فى أصغر كفر من كفور ريف مصر .
الوجه القبيح لمتخلفى القرون الوسطى الممولين من بترول الخليج ، استعمار يجب مقاومته بنفس أسلوب الكفاح الوطنى ضد أى مستعمر غادر يحتل البلاد .
فى مصر أعلن بعض السلفيين أنها قد أصبحت مستعمرة وهابية من جامع عمرو ابن العاص يوم السبت 2/4/2011 ، وعلى شبابها وشيوخها رجال ونساء مسلمين وأقباط مقاومة الاستعمار والمستعمرين ، فالى معركة التحرير الوطنى الكبرى ليعرف سادتهم ومموليهم ان مصر ليست أفغانستان ولن تسقط بسهولة غزة.



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذا النظام غير قابل للاصلاح
- نعيب بين اطلال نظام مبارك
- - غزوة الصناديق - 19 مارس .2011
- وطن بديل ..يا محسنين
- هل يؤسس البشرى والجمل لخلافة اسلامية
- سيدى الرئيس .. هل أدوات سلفك مناسبة لك ؟؟
- لا أملك الا.. دموعي
- لماذا يكره فقهاء الدستور .. مصر!!
- اكشفوا، افضحوا، جرسوا من سرقوا مصر
- كابوس أن يحكم مصر عصابة لصوص
- الشعب لم يسقط بعد النظام
- حكم مبارك البائد.. بلطجة و فساد
- اسرائيل.. هل تمزح ام تمهد لاحتلال سيناء!!
- سيادة الرئيس .. أنت لست بطلا
- حلم تفكيك الدولة الأمنية (2)
- البياداجوجيا وحلم تفكيك الدولة الامنية
- توجيهات حزبية بخصوص الانتحار حرقا
- حنحارب..حنحارب..تحيا مصر.
- ثلاثة أسئلة عن أكتوبر 73
- عبد الناصر .. و أنا (3) ملوك أم أنصاف الهة.


المزيد.....




- كينيا: إعلان الحداد بعد وفاة قائد الجيش وتسعة من كبار الضباط ...
- حملة شعبية لدعم غزة في زليتن الليبية
- بولندا ترفض تزويد أوكرانيا بأنظمة الدفاع الجوي -باتريوت-
- إصابة أبو جبل بقطع في الرباط الصليبي
- كيم يعاقب كوريا الجنوبية بأضواء الشوارع والنشيد الوطني
- جريمة قتل بطقوس غريبة تكررت في جميع أنحاء أوروبا لأكثر من 20 ...
- العراق يوقّع مذكرات تفاهم مع شركات أميركية في مجال الكهرباء ...
- اتفاق عراقي إماراتي على إدارة ميناء الفاو بشكل مشترك
- أيمك.. ممر الشرق الأوسط الجديد
- ابتعاد الناخبين الأميركيين عن التصويت.. لماذا؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - ثانيا ..مصر مستعمرة وهابية