أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاروق عطية - الخيبة القوية فى المسألة الليبية














المزيد.....

الخيبة القوية فى المسألة الليبية


فاروق عطية

الحوار المتمدن-العدد: 3325 - 2011 / 4 / 3 - 21:35
المحور: المجتمع المدني
    


فى الشهرين الماضيين مرّيت بحالة جديدة من الثقة بالمجتمع والناس وحسيت إن الأشيا معدن وكله فى التمام, وعمّنى الانشراح وقُلت وداعا للاكتئاب والشعور بالإحباط والغيظ والفرسة اللى كانت معششة فى نافوخى منذ أكثر من 60 عام. ولكن يبدو إن المفروس مفروس حتى لو علقوا على قفاه فانوس. تقوللى ما انت كان ربنا نور بصيرتك وشرح صدرك إيه اللى رجعك لحالة الهم والغم والانفراس من جديد؟ أرد عليك واقول لك وركز معايا وعلى رأى المثل إذا كان الكاتب اللى هو سيادتى مجنون فالقارئ اللى هو جناب فخامتك لازم يكون عاقل. منذ ريعان الشباب ومع حركة العسكر وضياع الأمل فى الديموقراطية ووقوعنا تحت نير واستعباد مماليك العصر الحديث وأنا أعيش النكسة والوكسة وذل تكميم الأفواه ومش قادر انطق ولا حتى أقول البغل فى الأبريق, وفجأة جات ثورة الشباب اللى بلّت الريق, قلت يا واد الجو راق واحلو وهنقول اللى مكناش قادرين نبعبع بيه ولو حتى فى السر وبطلت اكتب عن المواضيع المملة اللى كنت داوش دماغكم بيها, وبديت اكتب عن ثورات مصر حتى يعلم الجيل الجديد أن المصرى وإن كان طيب وودود وعنده صبر أيوب ولكنه لا يقبل الذل والخنوع, تمام زى الجمل يخزّن ويخزّن لحد القشه اللى تقسم ظهره عندها ينطلق من عقاله ومحدش يقدر يلمّه. وفجأة حسيت بالخطر ورحت اهرش نفوخى يمكن افهم إيه اللى بيجرى, مش عندنا بس لكن فى الشرق الأوسط الموكوس والمنحوس والعامر بأمثال ابن على وابن مبارك وابن اللب.. آسف ابن الأسد وابن صالح وابن قذاف الدم وغيرهم من مزابل الحكام, واختلطت فى راسى المعايير واتلخبطت القيم اللى ربونا عليها ورحت أضرب كف على كف, ولجأت لكل الوسائل من قراية الفنجان وفحص الكف وتفرس أوراق الكوتشينه وبتوع جلا جلا ولكن للأسف لقيتهم محتاسين حوستى ومش قادرين يستوعبوا الموضوع وأجمعوا على أن الخيرة فيما اختاره الله وبلاش هرشة مخ.
صعبان على اللى بيحصل فى ليبيا وشعبها الطيب. كانوا متعايشين مع الأخ الفقيد رغم غلاسته وأفكاره المهلبية ومخه اللى مش فاضل فيه غير بقايا آخر برج, لكنهم كانوا مستريحين ومبسوطين وعال العال. ولما اجتاحت الفوضى الخلاقة برّ بلاد العرب, والعرب طول عمرهم أمجاد يا عرب أمجاد. أخواننا الليبيين مكدبوش خبر واتلحلحوا واتنحنحوا وقالوا نقلد اخواننا المصريين ومحدش أحس من حد. وشمروا عن ثورتهم الليبية ضد النظام, بدأت سلمية سلمية.. ثم فجأة تحولت إلى معارك حربية تستخدم فيها كل وسائل الحرب, مدافع وصواريخ وقنابل وبلا أزرق لا أدرى من أين شعب أعزل حصل عليه. وصمم الأخ الفقيد على مواصلة المشوار حتى آخر مواطن ليبى دفاعا عن الكرسى وقال إنه تسلم الرياسة والشعب الليبى تعداده اتنين مليون راس وأصبح فى حكمه الزاهر تمنية مليون قفا, ومن حقه أن يبيد سته مليون ويبقى خلّص ضميره ورجّع تعداد ليبيا لما كانت عليه قبله ويبات مرتاح البال. وبعد بدايتها السلمية كما هو الحال فى ثورتى تونس ومصر, اتحولت بقدرة قادر إلى حرب ضروس, كر وفر ومدافع ثقيلة وقنابل وكل ما يخطر على البال من وسائل قتال منظّم. طيب منين الثوار حصلوا على هذه الأسلحة؟ ومتى تدربوا عليها؟ وكيف دخلت البلاد؟ يقول الأخ الفقيد أنه يحارب قوات القاعدة فى ليبيا ويستغيث بالغرب لأن الثوار ليسوا إلا تجمع للإرهاب قدموا من أفغانستان والعراق واليمن التعيس والصومال. ويقول الثوار أن قوات من جيش ليبيا الذى همّشه الفقيد قد انضم إليهم بآلاته ومعداته الحربية ويحارب مليشيات القذافى وأولاده المكونة من مرتزقة أفريقيين مجلوبين من الكونغو ومالى وبلاد تركب الأفيال, وهم أيضا يطلبون مساعدة الغرب. هرشت مخى أصدق مين واكدب مين والحقيقة فين ولم أصل لنتيجة. ويبدو أن الغرب أيضا احتاس حوستى وهرش أمخاخ مخه ليصل للحقيقة فلم يصل, وحتى يريح الغربيين وعلى رأسهم الولايات المتحدة ضمائرهم تمحّكوا فى الجامعة العربية معربين عن تطلعهم لموافقة جامعة الدول العربية على التدخل, من منطلق أن اللى اتلسع من شربة العراق لازم ينفخ فى زبادى ليبيا. وأخونا عمرو موسى ما صدق ووجدها فرصة لتلميع نفسه استعدادا للرياسة المنتظرة وتقربا وتزلفا للثوار قال فى عقل باله لمّا أساعد ثوار ليبيا يرضى عنى ثوار مصر وأفوز بالرياسة متذكرا لما درسه من شعر فى الصغر البيت الذى يقول "ويفوز باللذات كل مجازف ويموت بالحسرات كل جبان", وتملكته أواصر الشجاعة وجازف ناسيا العروبة ونصرة العروبة والدفاع العربى المشترك وانصر أخاك ظالما أو مظلوما, وطلب من الغرب وبارك تدخلها لحماية الثوار. طيب عمرو موسى حسبها كما حسبها مخالى اللى المثل بيقول عنه مخالى حسبها غلط, طب أيه مبرر موقف دول الخليج من هذا الأمر؟ لم يؤيدوا التدخل الغربى فقط بل شاركوا بطائراتهم المقاتلة لدك حصون أخوهم فى العروبة ونادى المتسلطنين وعميد أسرة الحاكمين بالقوة الأخ الفقيد منتصرين للفرنجة والصليبيين فى حربهم ضد بلاد المسلمين, ولم يخطر على بالى حلا لهذه الفزورة, ولم أجد لها تفسيرا غير أن العرب لغز محير قد اتفقوا على ألا يتفقوا وأنهم عند التلاقى يتحاضنون ويتباوسون وكل منهم يمسك للآخر خنجرا مسنونا خلف ضهر أخيه, وأن القومية العربية هى مجرد شعار للاستهلاك المحلى كما تُستهلك أوراق التواليت فى المراحيض, وأن التضامن العربى اللى وجعوا دماعنا فى حفظة تلقينا ليس إلا مجرد شعار زائف لا يمكن وضعه موضع التنفيذ وأمجاد يا عرب أمجاد من تونس إلى بغداد, وتحيا العروبة وتعيشى يا بلاد الإسلام. والتقطت أذنى من بعيد أصداء صوت العندليب يشدو: بصرت ونجمت كثيرا ولكنى لم أقرأ فنجانا يشبه فنجانك.. فسماءك ممطرة وطريقك مسدود مسدود يا ولدى..!!



#فاروق_عطية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم لقد تم اختطاف الثورة
- العاقبة وسوء المآب بين الهوجة والانقلاب
- أخشى على الثورة من المتسلقين
- أحلام لما بعد الثورة
- ثورات المصريين ضد الغزاة العرب
- التنحى بالذوق أو بالعرشزوق
- من تونس بدأت شرارة الغضب
- بيت الذل يا شيخنا
- يا دلع دلع والقلب مولع
- كنيسة العمرانية بين الواقع وسوء النية
- الحضارة الفرعونية المجنى عليها
- الديموقراطية هنا وهناك
- الإرهاب بين عودة الخلافة وانتظار المهدى
- أمراضنا المزمنة آن الأوان للتخلص منها


المزيد.....




- بعثة إيران في الأمم المتحدة تعلق لـCNN على -تقييد- تحركات وز ...
- الصراع في السودان يعطل الدراسة ويحول مؤسسات التعليم إلى مراك ...
- وزير المهجرين اللبناني: لبنان سيستأنف تسيير قوافل إعادة النا ...
- تقرير حقوقي يرسم صورة قاتمة لوضع الأسرى الفلسطينيين بسجون ال ...
- لا أهلا ولا سهلا بالفاشية “ميلوني” صديقة الكيان الصهيوني وعد ...
- الخارجية الروسية: حرية التعبير في أوكرانيا تدهورت إلى مستوى ...
- الألعاب الأولمبية 2024: منظمات غير حكومية تندد بـ -التطهير ا ...
- لبنان: موجة عنف ضد اللاجئين السوريين بعد اغتيال مسؤول حزبي م ...
- الأمم المتحدة: -لم يطرأ تغيير ملموس- على حجم المساعدات لغزة ...
- مع مرور عام على الصراع في السودان.. الأمم المتحدة?في مصر تدع ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاروق عطية - الخيبة القوية فى المسألة الليبية