أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء نايف الجبارين - قراءة في نتائج الثورات العربية














المزيد.....

قراءة في نتائج الثورات العربية


علاء نايف الجبارين

الحوار المتمدن-العدد: 3325 - 2011 / 4 / 3 - 02:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تعيش الأمة العربية هذه الحالة الثورية والرفض للواقع الذي تعيشه منذ عقود، والفضل في ذلك يعود لشاب تونسي أبت كرامته إلا أن يشعل في نفسه النيران التي امتدت لتحرق عروش القيادات العربية والتي عفا عليها الزمن.

البوعزيزي كان السبب المباشر لثورة تونس التي امتدت لدول عربيه أخرى ولكن الأسباب الغير مباشرة والتي كانت الدافع لكل من خرج لشوارعنا العربية قد بنيت وتطورت منذ سنوات بفعل الضغوط الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تعيشها بسبب سياسات الأنظمة القمعية التي لم تتوانى عن استخدام كافة الوسائل والسبل الغير مشروعه في كبت الحريات واستغلال الشعوب لحفظ حكمها واستمراره، ووصل بالبعض ومن شدة غروره أن صار يرتب الأوضاع لخلافة أبنائهم لهم للحفاظ على كرسي السلطة في نفس البيت ولنفس العائلة ، إلا أن الأمور وصلت إلى حد لا يطاق وشدة الضغط دائما تولد الانفجار الذي بدأ كسيل جارف يأخذ في طريقه كل فاسد وظالم.

المفارقة أن القادة المخلوعين اتخذوا نفس الأسلوب كنهج في التعامل مع مطالب شعبهم والتي بدأت بالاستخفاف ومن ثم الاهتمام مع الترفع عن التعامل المباشر مع القضية على اعتبار أن المتظاهرين غير ناقمين عليه باعتباره القائد الملهم، ومع تطور الأمور ظهر للناس واعظا لهم محذرا من خطورة الفوضى على مستقبلهم المرتبط في وجوده، واعدا بتغيير الوزراء ومحاسبة المفسدين والذين هم بالحقيقة من الطفيليات التي نمت على عفن حكمه، وانه سوف يسن التشريعات التي تخفف عنهم وفي نفس الوقت لا تمس من سلطاته، وحينما رفضت الجماهير طالب العسكر بالتدخل ففي تونس رفض الجيش قتل أبناء شعبه وفي مصر كذلك وباليمن وليبيا وسيحذو الجيش السوري أقرانه من الشرفاء، وفي النهاية يسقط وسيسقط الشهداء ولكن سينتصر الحق الشعبي على الباطل الرسمي.

الموقف الغربي متناقض تسيره مصالحه الاقتصادية والسياسية يستخدم الأخلاق كوسيلة لتبرير تصرفاته حينما تتفق مطالب الشعوب مع تلك المصالح ويطالب باحترام حقوقهم الإنسانية، ففي الحالة المصرية تخلت الولايات المتحدة عن حليفها مبارك لأنها أدركت من قبل أن مبارك لن يستمر ولا بد من تأييد التغيير واحتواء القيادات الجديدة، وفي ليبيا النفط سارع الغرب على التدخل العسكري لوقف المجازر التي يرتكبها ألقذافي بحق أبناء شعبه، مع أن الرئيس اليمني علي عبدا لله صالح قام بنفس الفعل وان كان بوتيرة اقل ولكن المصلحة الأمريكية تتطلب وجود صالح في الحكم لدوره في محاربه القاعدة والخوف من وصول الإسلام المتشدد للحكم في ظل مجتمع يمني قابل للتطرف، ولا ننسى الخوف من تعاظم النفوذ الإيراني هناك.

في سوريا قالت كلينتون أنها لن تتدخل في الشأن السوري واعتقد أن ذلك الموقف جاء بطب إسرائيل التي ستتضرر كثيرا في حال سقوط النظام السوري، وذلك لدوره في حفظ جبهة الجولان هادئة، ووجود مجاميع فلسطينية معبأة ضد إسرائيل والقرب الجغرافي لسوريا مما يؤدي إلى تهديد امن إسرائيل

عربيا الكل خائف ويرتجف مع كل يوم يمضي الثورات مستمرة في دول الجوار، وأصداء نجاحاتها تدوي في كل مكان، وأيمان أغلبية شعوب المنطقة بأن الحل الوحيد للخروج من عصر الجاهلية الذي نعيشه يتلخص برحيل رعيل القادة الحاليين، فدول الخليج حاربت وبكل شدة وبدعم أمريكي الاحتجاجات في البحرين وان كان الموضوع البحريني قابل للنقاش للحالة الخاصة والمتعلقة بالمشروع الإيراني الطائفي، وأكثر المفارقات المبكية المضحكة الموقف العراقي من خلال تصريحات قياداتهم السياسية والمتهمة بالقتل والتهجير والتعذيب لتطالب بحماية الشعب البحريني متناسين أنفسهم ودورهم في تدمير بلدهم والفساد المستشري يستحق جلسة برلمانية ومؤتمر صحفي أكثر من الالتفات لتظاهرات ربما دوافعها طائفية في البحرين وان كانت إيران ضمت صوتها للساسة الطائفيين في العراق فقد وقفت اغلب الدول وبخاصة الخليجية منها بجانب الملكية هناك، فالسعوديين يخشون التغلغل الإيراني،والقطرين بضغط خليجي وربما دولي لم يقفوا هذه المرة مع الممانعة

فلسطينيا فالأمر الطبيعي أن تتأثر القضية الفلسطينية بالأحداث الجارية بحكم السياسة الفلسطينية القائمة على العمق العربي واتخاذ اغلب القرارات المصيرية بالتشاور مع الدول العربية و وضعها في صورة الموقف، على المستوى المصري تصدرت تصريحات قيادي من حماس عن رغبة المصريين فتح سفارتها في غزة اغلب الصحف الفلسطينية والتي نفتها الحكومة المصرية وأعلنت أنها مع الشرعية الفلسطينية لوئد المحاولة الحمساوية في إحداث بلبله في الموقف المصري وتصوير الأمر انه انحياز للجمهورية الفلسطينية بعد الثورة لصالح حماس.

في سوريا تكمن المعادلة وفيها يعيش اغلب قيادات الفصائل الإسلامية والوطنية والتي تستخدمهم دمشق كأوراق تفاوضية مع إسرائيل لتحقيق أهدافها الذاتية، ففي حال أن الثورة التي بدأت وطنية شعبية واستمرت كذلك فسوف يتغير الموقف السوري وتتوارى الضغوط عل القيادات هناك، وأما إذا حدث واستولى الإخوان المسلمين على الثورة ومسكوا زمام الأمور فموقف حركة حماس سيصبح أكثر قوة وبالتالي يتخندق كل فريق خلف موقفه ويصبح حلم إنهاء الانقسام أكثر صعوبة

إيران هي أكثر الدول المتأثرة مما يحدث في المنطقة العربية، لأنها تعمل ومنذ عقود على تنصيب نفسها كدولة قائدة في المنطقة من خلال استغلال الطائفية وتكوين التحالفات والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وبخاصة الخليجية، وبالتالي فالنتائج المترتبة على هذه التحركات الجماهيرية ستؤثر على الموقف الإيراني، فما يحدث في اليمن وفي حال سقوط صالح وحصول الحوثيين على مكاسب سياسية فسيساهم ذلك في تحويل اليمن إلى مركز يساهم في تنفيذ أجندتهم، وفي سوريا إذا رحل الأسد و وصلت القوى الوطنية للسلطة التي سترفض التدخل الإيراني فسيؤدي ذلك لخسارتها حليف يعتمد عليه في المنطقة، وسيؤثر ذلك بالطبع على احد أهم أدوات إيران وهي جماعه حزب الله



#علاء_نايف_الجبارين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب الفلسطيني لاستخدامات أخرى
- تحركات شباب فلسطين فشلت
- مصر ثورة ام تغيير نظام
- من في الجنة ومن في النار
- حكامنا العرب اياكم والدوحة
- رسالة حماس للحاق بالقطار
- اللاجئين بين الشرعية الدولية والمبادرة العربية
- مشعل يستثمر ألانتصار
- الانتصار ليس الان
- انتفاضة ثالثة في الافق
- قراءة في المبادرة العربية
- رحل أبو الوليد أين اليسار الفلسطيني؟
- وثيقة الاستقلال الإستراتيجية الضائعة
- إمارة غزة ترحب بضيوفها الكرام
- هوس اوباما
- دروس رياضية للسياسة الفلسطينية
- حوار القاهرة من سينتصر
- الدولة ثنائية القومية خيار فلسطيني
- وثيقة الاستقلال وصية درويش
- نصر الله انتصار بطعم الهزيمة


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء نايف الجبارين - قراءة في نتائج الثورات العربية