أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد علاونه - وأخيرا جاءت وفاء سلطان















المزيد.....

وأخيرا جاءت وفاء سلطان


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3325 - 2011 / 4 / 3 - 00:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بدأ يومي وكأنه يومٌ عادي جدا, نهضتُ من سريري الذي لا يشاركني فيه أحد وأخذتُ ملابسي لحمام الصباح ووضعت جسمي تحت سيطرة الماء الدافئ ومن ثم خرجتُ منتعشا أهزُ بمعطفي الجلدي وكأنني قط أفريقي أو كأنني عصفور ينتفض من قطرات الماء وجلستُ أمام الحاسوب وحاولتُ قراءة بعض الرسائل التي لا أفهمها تأتيني من أشخاص لا أعرفهم وأحيانا أو غالبا لا أفهم ما الذي يريدونه مني..وأفهم أحيانا أنهم يريدون أن أكتب لهم تعليقا على ما يكتبونه من مقالات أو قصائد أدبية واطلعت على بعض الردود التي جاءتني من رسائل قمتُ بإرسالها إلى بعض الأصدقاء ثم سمعتُ صوت زوجتي وهي تصرخ وتئن عندها فقط صار يومي ليس بعاديٍ على الإطلاق فعرفتُ بأن موعد وصول (البتول) هو اليوم فاليوم أتمت شهرها التاسع بالتمام وبالكمال وبالساعة وبالدقيقة, واستغربتُ من التزام (وفاء سلطان بهذا الموعد) فأولادي السابقون كانوا فوضويون في وصولهم فمنهم من جاء بعد الشهر التاسع بعدة أيام ومنهم من جاء قبل أن يتم شهره التاسع, ولميس بالذات ذهبنا وأتينا فيها على مستشفى التوليد أكثر من 5 مرات وفي النهاية جاءت بصعوبة بالغة وكأنها لا تريد أن تأتي, إلا هذه والتي سأناديها (وفاء) فلربما أنها ملتزمة بالحياة ومع نفسها كما هي وفاء سلطان, وربما لأن زوجتي ستسميها البتول أيضا تريد أن تقول لنا بأن البتول كانت وما زالت على حق, ورغم أنني منذ البداية أطلقت على البتول اسما مركبا وهو (وفاء سلطان) غير أن زوجتي قالت(يا زلمه طول عمري أنت وأخواتك تسمون بأولادي أعطوني هذه المرة فرصتي ..أنا طوال العمر أحلم بأن تأتيني البتول ) فقلت: البتول.. البتول فقط لأنني من دعاة المساواة ورغم ذلك سأبقى طوال عمري أناديها باسم (وفاء) فأنا معجب أيما إعجاب بالكاتبة الشهمة وفاء سلطان وهي معجبة بشدة إعجابي بها ولي عليها كثير من الملاحظات فهي تشعر بما أشعرُ به من تفاصيل الحياة وآلام الذبحة الإسلامية والتي تشبه الذبحة الصدرية وعانت الدكتورة وفاء ما أعانيها أنا اليوم من المجتمع الإسلامي ووفاء سلطان طيبة القلب وراقية في أسلوب تفكيرها وتملك في منزلها عدة فناجين لشرب القهوة غير أنها ما زالت هذه السيدة العظيمة إلى اليوم تشرب هي وزوجها من نفس فنجان القهوة متحدية كل الأمراض التي تنتقل بالعدوى وخصوصا تلك المتعلقة بعدى الحب والرومانسية والحياة الديمقراطية, وأعترف بأنني في البداية حين سمعتُ بهذه القصة قد تفاجأتُ وقلت: مسكينة الدكتوره وفاء..يا حرام ما فيش عندها فناجين قهوة..والله لو أنها جارة لي غير أعطيها فنجان من عندي عشان يصير في بيتها أو في مطبخها أكثر من فنجان قهوة وبهذه الحالة ستحصل على حصتها الكاملة من ثروة القهوة الأمريكية وستشرب كل يوم وكل صباح فنجان قهوة لوحدها دون أن يشاركها فيه من الناس أحد لا زوجها ولا حتى العفريت الأزرق , ولكن اكتشفت أثناء قراءتي عنها أنها تملك في بيتها كثيرا من فناجين القهوة ولكنها تشترك مع (حبيب العمر) زوجها فنجانا واحدا من القهوة كتعبير عن الشراكة الحقيقية في كل شيء, وأنا بصراحة منذ زمن وأنا أفكر بالكتابة عن وفاء سلطان وعن فنجان قهوتها تماما كما أتمنى أن يأتي يوم أكتب فيه عن (تنورة نادين البدير) وكنتُ أنتظر أن تضع زوجتي ما في بطنها محرراً من كل اثم ومحررا من عبادة الأوثان والحجر الأسود والأصنام الحديثة, كنتُ أفكر بأن تأت هذه المناسبة العظيمة والعزيزة على قلبي يوم تنجبُ زوجتي مني ابنة جميلة أسميها وفاء سلطان أو (نادين البدير) وقررتُ في النهاية تسميتها باسم (وفاء سلطان) نظرا لأن للاسم الثاني قصة أخرى فيها كثير الخوف وكثير من الألم بالنسبة لرجل مثلي , وساء أكان هذا أو ذاك أنا كل ما أريده هو أن أرى الحب في حياتي والتفكير المنطقي والسليم وأريد من ابنتي حين تكبر أن تبحث في المقابر عن وفاء سلطان فتجدها وتجد معانيها وتتمثل حياتها في كل شيء , فتنام على طريقتها وتعشق وتحب زوجها وشريك عمرها على طريقة وفاء سلطان وأخيرا تشرب مع زوجها من فنجان قهوة واحد لاغير حتى وإن كان في بيتها مليوم فنجان قهوة , وأريد أن تشيع المساواة وأن يكون في بيتي شيء من الحب وشيء من الوفاء وشيء من الرفاهية الفكرية وشيء من حسن التفكير, وأنا بصراحة أريد أن أسمي المولودة بإسم (وفاء سلطان) لكي يسألني الناس عن مناسبة الاسم فنحن كشعب دائما ما نسأل عن اسم المولود أو المولودة ولماذا مثلا تمت تسميته بهذا الاسم أو بذاك الاسم فأقوم بالتحدث عن وفاء سلطان تلك الإنسانة التي تلتفتُ لي حين ينساني أعز الناس على قلبي وتلك الإنسانة التي تتذكرني حين ينساني أهلي وقومي من قوم عادٍ وثمود, أريد أن يسألني الناس ما اسم البنت الأموره: فأقول أسمها (وفاء) تيمناً بوفاء سلطان الكاتبة السريانية السورية الشهمة والمفكرة والمبدعة تلك التي تكتشف دائما في خبايا العهر العربي وتلك المرأة التي سيحشرني ألله والرب معها يوم الدينونة الأعظم فإن كنا على صواب فسنحشرُ أنما وهي في قصرٍ واحد بجانب قصور المسيح وسأجد في جوارل قصرها امرأة تشاركني القهوة من فنجان واحد ,وإن كنا على خطأ فسنوضع في زنزانة واحدة أنا وهي وزوجها وسنشرب من فنجان قهوة واحد ومن نفس الكأس وسنأكل من شجرة زقوم واحدة وسنوضع مع بعضنا في نفس الفرن وفي نفس درجة الحرارة التي تعادل حرارة قلوبنا التي نحبُ فيها الناس والحياة والعصافير والزهور والأشجار والأرض الطيّبة.

وبرغم كل ذلك وكل هذا الشرح المطول إلا أن زوجتي مصرة كل الإصرار على تسميتها باسم (البتول) أو (بتول ) بدون أل التعريف وكله يؤدي نفس المعنى سواء بتول أو مريم أو ماري أو مارغريت ومعنى كل هذه الأسماء (البنت العذراء الطاهرة الشريفة النقية), وبناء على رغبتها_أي زوجتي- فسيكون للبتول وجه واحد يشرق على الشمس ويغيب عن الشمس وسيكون لها اسمين اسم هو البتول وهو الاسم الرسمي في شهادة الميلاد ويوم تذهب إلى المدرسة وأسم آخر في البيت يوم تكون في حضني ويوم تركب على رقبتي ويوم أدللها وهو (وفاء) وأعرف بأن المعركة ستكون شرسة في السنوات القادمة وسنواجه كثيرا من التحديات أمام زوجتي والتي تمثل التيار الأصولي الذي لم يقرأ بحياته ورقة واحدة عن التاريخ الإسلامي وبين التيار اليساري بقيادتي لوحدي أنا وحدي من يمثله في كل الاجتماعات الرسمية وغير الرسمية وإن تغيبتُ عن أي اجتماع أنوب به أيضا أنا عن نفسي وعن تياري الفقير في كافة المصادر, وسأبقى طوال عمري أقول (نهضت وفاء من النوم) وزوجتي ترد عليّ وتقول (تناولت البتول قنينة الحليب).

أنا أريد أن أرسل إلى العالم رسالة أنه في السنوات القادمة سيكون عند العرب 100مليون وفاء سلطان, تماما كما يوجد في الصين 100مليون يحملون اسم (كونفشيوس) فلو دققنا النظر في تكرار الأسماء لوجدنا أن كل أمة من الأمم تعبر عن وعيها من خلال أكثر اسم متكرر في عائلاتها, فأسم (محمد) اليوم متكرر جدا في الدول العربية والإسلامية وهذه حقيقة ليس عنها مناص فإن كل عائلة إلا وفيها شخص اسمه محمد وإن لم يكن محمد فإمه محمود وإن لم يكن محمود فإنه حمدان أو حامد أو حميد أو عبد الحميد وأعرف عائلة في قريتنا لديهم خمسة رجال كلهم يحملون اسم (محمد أمين ومحمد تاج ومحمد, ومحمد...) وفي الصين أيضا هنالك في كل عائلة شخص يحمل اسم (كونفشيوس) وبالتالي أنا مؤمن بأن مجتمعاتنا العربية بعد هذه الثورات السياسية سيسمون بناتهم باسم وفاء وسنجد في كل عائلة امرأة اسمها وفاء.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأوراق المتسخة
- أنا مجرد رقم
- أعداء الأردن
- ممن يتعلم الأطفال الكذب!
- المرأة تستعمل لسانها للحوار والرجل يستعمل يده للحوار
- الريموت كنترول
- مظاهرة تأييد في لواء الطيبه
- تأويل النص
- أمة عرصه ورب غفور
- كيف ينام الرؤساء والملوك العرب!
- يعيش النظام الأردني
- نهاية العرب في السياسة والأدب
- السلاح السري
- مش معقول الفساد في السعودية
- نقد الاسلام السياسي
- آخر ما توصل إليه العلم
- مطلوب طبالين
- جاسوس حارتنا
- مطلوب مرتزقة
- وأخيرا أصبحت خطيرا


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد علاونه - وأخيرا جاءت وفاء سلطان