أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام حتاته - نقد الفكر الدينى : (4) اشكاليات قرآنية 3/4















المزيد.....


نقد الفكر الدينى : (4) اشكاليات قرآنية 3/4


هشام حتاته

الحوار المتمدن-العدد: 3324 - 2011 / 4 / 2 - 16:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نستمر من خلال هذه المقالة الى باقى الاشكاليات القرآنية مع العلم التجريبى ثم من العلوم الانسانية الاخرى ( علم التاريخ والآثار وعلم المنطق )
رابعا : اقتربت الساعة وانشق القمر :
هذه هى الآية الاولى ضمن سورة القمر ، وهى مكية وياتى تفسيرها على قولين :
- الاول يقول ان القمر انشق نصفين وظهر من خلال النصفين جبل احد
- والثانى ان الساعة اقتربت ومن علاماتها سيكون انشقاق القمر .
القول الاول هو الاصح لان الاية التاليه مباشرة تقول ( وان يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر) 2 القمر .
فهل انشق القمر فعلا فى عهد الرسول للدلالة على معجزة الاهية كما تقول الآية الثانية ، واذا كانت تمت هذه المعجزة لماذا لم يؤمن به الا الاقلية الضيئلة من اهل مكه طوال اثنى عشر عاما قضاها بينهم ( مابين سبعين الى تسعين على اكثر الاقوال ) ، ولماذا عندما طالبه اهل مكه بمعجزة من التى تمتلئ بها آيات القرآن للانبياء السابقين يرد عليهم : ( وما منعنا أن نرسل الآيات الا ان كذب بها الاولون ) الاسراء آية 59 ، ولماذا لم يستجيب لهم عندما قالوا لن نؤمن بك الا ان ( يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتاب نقرؤه....) فيرد عليهم ( قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسول) الاسراء 93 .
الواقع ان ماحدث لم يكن سوى ظاهرة خسوف القمر والتى حدثت فى عهد الرسول كما تحدث حتى هذه الايام ، ولكن علماء التفسير الذين جاءوا بعد اكثر من مائة عام من وفاه النبى ، فهم كما قلنا من قبل يؤمنون بحرفية النص دون المعنى المجازى ن وقد ساروا على هذا النهج فى الآية ( الم نشرح لك صدرك ) وبدلا من تاويلها على سبيل المغزى أو المجاز سمعنا قصص خرافية عن شق حقيقى للصدر قام به جبريل ، وطست من الفضة ، وعلكة سوداء استخرجت من الصدر ...... الخ
اما مايدعيه زغلول النجار من ان علماء وكالة الفضاء الامريكية ( ناسا ) التقطوا صورا للقمر تفيد ان انشق الى نصفين فى زمان مضى ، فهذا تهافت علمى لاسقاطه على النص القرآنى ، فاذا كان انشق فهل عاد للالتحام مرة اخرى ..؟؟
اما مايعنينا فليس بالدرجة الاولى انشاق القمر ، ولكن مايعنينا هو اقتراب الساعة التى بشرنا بها القرآن وبشرنا بها الحديث النبوى : ( قال الإمام أحمد : حدثنا حسين ، حدثنا محمد بن مطرف ، عن أبي حازم ، عن سهل بن سعد قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " بعثت والساعة هكذا " . وأشار بإصبعيه : السبابة والوسطى ) ص : 471- منذ اكثر من الف وربعمائة عام ، اما مايتردد على السنة الشيوخ تدلسيا على البسطاء ان اليوم عند ربك بألف او بمائه الف ام بخمسمائة الف مما تعدون فلا نعرف منها على سبيل اليقين ماهو اليوم الالهى ، وهل يحدثنا الله بيومه الالهى ام بيومنا الشمسى او القمرى الذى نعرفه ، ثم ان الحديث المذكور اعلاه يفيدنا ان المسافه بين السبابه والوسطى هى اقل حتى من الزمن الارضى .
واذا كانت اسطورة ايزيس واوزيريس المصرية القديمة هى اول من تحدثت عن عودة اوزيريس عندما تمتلئ الارض جورا ليحكم البلاد وينشر العدل ثم تقوم الساعه ، فنراها مازالت فاعلة الى اليوم فى كل الادبيات الدينية ، مابين انتظار اليهود لمسيحهم الموعود ليعطيه ملكوت الارض ، والى قول المسيح ( اقترب ملكوت الله ) والى المهدى الشيعى والمسيح عيسى الاسلامى . انها الرغبة الانسانية فى المخلص الذى سيعود من سجف الغيب ليملأ الارض عدلا بعد ان ملأت الارض جورا ، ولكنها وفى الاية التى نتحدث عنها فهى تستلهم اقتراب الساعة ولكن للتخويف من عذاب الآخرة .

خامسا : الانجيل
يقع الفكر الدينى فى اشكالية تتصادم مع علم التاريخ لم يستطيع الخروج منها حتى الآن ، وقبل ان نوضح هذا المأزق نتعرف على الحقائق التالية :
- يذكر القرآن الانجيل كانه واحد لاغير ، ويذكره معرفا بالالف واللام 12 مرة ، وبأنه كتاب سماوى منزل من الله الى نبيه عيسى ، نعرض منها على سبيل المثال الايات الداله دلاله قطعية على تنزيل الانجيل على عيسى :
" نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ . مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ " (آل عمران:3 ،4 ) " يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتْ التَّوْرَاةُ وَالإِنجِيلُ إِلاَّ مِنْ بَعْدِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ (آل عمران: 65 ) " وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (المائدة: 46
" قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ " (المائدة: 68) . +" وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ " (المائدة 66 (
- نعرف من آيات القرآن الاخرى والتى لاداعى لذكرها لانها معروفة للجميع ، ان المسيح عيسى بن مريم هو نبى مثله كمثل موسى ومحمد ، وينكر اتحاد اللاهوت والناسوت التى يقرها الانجيل والتى قامت عليها عقيدة التثليث المسيحية ( الآب والابن والروح القدس ) بل يكفر فى نهاية المطاف من قال بها ( لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة ) وان كان لاينكر الحمل الالهى عن طريق نفخة جبريل فى السيدة مريم الا انه يصر ان المولود بشرا سويا .
اذن فالمسيح عيسى بن مريم هو رسول من البشر بغض النظر الى معجزة الحمل بنفخة الروح لمريم العذراء ، انزل اليه كتاب سماوى ( الانجيل ) كما انزل على موسى ( التوراه ) وانزل على محمد ( القرآن )
نحن هنا لن نناقش تحريف الانجيل الذى تعارضه الآيات المذكورة وباقى الآيات الاثنى عشر التى تحدثت عن الانجيل ، ولن نناقش عقيدة التثليث المسيحية ، ولكننا سنناقش فقط الانجيل المنزل على عيسى والاناجيل الاربعة الموجودة حاليا والتى اختيرت من المجامع المقدسة من بين اناجيل عدة كانت موجودة والتى تم بموجبها اعتماد اربعة اناجيل هى : انجيل متى – انجيل مرقس – انجيل – انجيل لوقا – انجيل يوحنا ، واعتبار كل ماعداها اناجيل غير قانونية وغير معتمد لاهوتيا ، والتى ترجح الروايات التاريخية انهم كتبوا فى القرن الاول الميلادى بين الاعوام 58 الى 85 م لنوضح النقاط التالية :
- سواء كتبت هذه الاناجيل حسب التواريخ المذكورة او بعدها بمائه او مائتى او ثلاثمائه او ربعمائة عام الا انها عند مبعث النبى محمد فى القرن السادس الميلادى كانت موجودة بالاضافة الى عدد آخر من الاناجيل تم تحريمها فيما بعد بمعرفة المجمامع المقدسة المسيحية .
- ان كل هذه الاناجيل الذى الغى منها والموجودة الآن ليست كتابا منزلا من السماء ولكنها اقوال المسيح التى تنسجم مع كونه اتحادا للناسوت مع اللاهوت ( الانسانى مع الالهى ) حسب عقيدة التثليث ، فاذا كان الناسوت نطق بها فانها عين كلمات اللاهوت ( الله ) . ومن هنا يعتبرها المسيحى هى كلمات الله المتحد ناسوته مع لاهوته ، او ان الروح القدس حلت بكتبة الاناجيل الذين لم يعايشوا المسيح
لذا .. فاننا امام مأزق بين آيات قرانية تقول ان الله انزل انجيلا واحدا على النبى ( عيسى ) ، وبين الحقيقة التاريخية التى تقر بوجود اناجيل اخرى فى نفس الفترة ولكن فى اماكن اخرى غير مكة - باعتبارها كلمة الله ( اللاهوت ) التى نطق بها المسيح ( الناسوت ) باعتبار الاتحاد بينهم ، وامام هذه الحقيقة التاريخية المزعجة يبرر مشايخ الاسلام هذا التناقض بأن الانجيل المنزل على النبى عيسى حسب ماجاء بالقرآن قد اختفى .
وهنا نطرح عدة اسئلة : - ما هو الإنجيل الذي نزل على عيسى ؟- وما هو محتواه ؟ - وأين هو الآن ؟ -وإذا كان ليس هو ما معنا فأين الأصلي ؟- وكيف أختفى ؟- وهل شرح ذلك القرآن ؟- وإذا كان لم يوضح ذلك فلماذا لم يفعل ؟
وللاجابه على كل هذه التساؤلات علينا ان نرجع الى القس ورقة بن نوفل لنعرف حقيقة هذا التناقض ، ونعرف معنى كلمة النصرانية .
تفيدنا كل المراجع الاسلامية ان القس ورقة بين نوفل ابن عم السيدة خديجة زوجة النبى ( وعراب زواجها من النبى ) كان امرئ تنصر فى الجاهلية (فالنصارى هم اليهود الذين اتبعوا المسيحية ) وكان ينقل الانجيل العبرانى الى العربية ، " كان على دين موسى , ثم صار على دين عيسى عليهما الصلاة والسلام , أى كان يهودياً ثم صار نصرانياً " سيرة إبن هشام 1/ 203 ( وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَىٍّ ـ وَهْوَ ابْنُ عَمِّ خَدِيجَةَ أَخُو أَبِيهَا، وَكَانَ امْرَأً تَنَصَّرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ يَكْتُبُ الْكِتَابَ الْعَرَبِيَّ فَيَكْتُبُ بِالْعَرَبِيَّةِ مِنَ الإِنْجِيلِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكْتُبَ ) صحيح البخارى 7068 ـ
من الواضح ان الانجيل العبرانى الذى كان لدى ورقة وينقل منه الى العربية ماشاء كان هو انجيل النصارى الذين التحقوا بالمسيح ورأوا فيه نبيا عظيما من الأنبياء لا يعترفون بلاهوته ولا ببنوته لله بل يقولون أنه رجل كسائر الرجال جاءه الوحي بعد معموديته على يد يوحنا المعمدان أو بالحريأن المسيح المبدأ الأزلي دخل يسوع يوم عماده وفارقه يوم استشهاده تقوم رسالته على التعليم والتبشير دون الفداء والخلاص . أما فروضهم فترتكز على الإغتسال الدائم بالماء للوضوء والتطهير وعلى تحريم الذبائح ويشددون على أعمال البر و الاهتمام باليتامى و العناية بالفقراء و المساكين و ابناء السبيل و يوصون بإعالة المحتاجين و اطعام الجياع و إقراء الضيوف و الغرباء- .( ذكرهم أريناوس ضد البدع و أوريجانوس في كتابه ضد سلسوس و أبيفانوس في كتابه الشامل في الهرطقات - .ومن الواضح انها نفس تعاليم النبى محمد فى العهد المكى .
هناك عبارة ترددت كثيرا فى التراث الدينى ذكرت فى اكثر من مصدر، ولكننا زيادة فى التوثيق سننقل عن البخارى – اصح كتاب على وجه الارض بعد القرآن - (‏ ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّيَ، وَفَتَرَ الْوَحْىُ فَتْرَةً حَتَّى حَزِنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِيمَا بَلَغَنَا حُزْنًا غَدَا مِنْهُ مِرَارًا كَىْ يَتَرَدَّى مِنْ رُءُوسِ شَوَاهِقِ الْجِبَالِ، فَكُلَّمَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ لِكَىْ يُلْقِيَ مِنْهُ نَفْسَهُ، تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ حَقًّا‏.‏ فَيَسْكُنُ لِذَلِكَ جَأْشُهُ وَتَقِرُّ نَفْسُهُ فَيَرْجِعُ، فَإِذَا طَالَتْ عَلَيْهِ فَتْرَةُ الْوَحْىِ غَدَا لِمِثْلِ ذَلِكَ، فَإِذَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِك () صحيح البخارى 7068
الخلاصة :
فى نهاية القرن السادس الميلادى يقرأ النبى محمد قرآنا من الله ( كلى المعرفة ) لايعرف شيئا عن الاناجيل الاخرى الموجودة فى زمانه ، ولايعرف انها اقوال المسيح بصفته الآب والابن والروح القدس - والتى يكفر من يقول بها - ، ويعتبر ان انجيل العبرانيين لدى ورقة بن نوفل هو الكتاب المنزل على نبى الله عيسى بن مريم رغم انه كان احد هذه الاناجيل الموجودة فى ذلك الزمان ....!!

سادسا : الزبور
نفس مشكلة الانجيل تقريبا تواجهنا مرة اخرى مع الزبور ، فبحسب الاسلام فان الزَبُورْ هو كتاب الله الذي أنزله على نبيه داود ويسمى كذلك سفر المزامير. قال الله في القران: ( وآتينا داود زَبُوراً ). قال ابن كثير: الزبور هو الكتاب الذي أوحاه الله إلى داود عليه السلام. وقال القرطبي: الزبور كتاب داود وكان مائة وخمسين سورة ليس فيها حكم ولا حلال ولا حرام، وإنما هو حِكَم ومواعظ.. وكان داود حسن الصوت، فإذا أخذ في قراءة الزبور اجتمع إليه الإنس والجن والطير والوحوش لحسن صوته
يقول القرآن ايضا : ﴿وَلَقَدْ آَتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ﴾«‌34‏:10». والفضل الذي أعطاه الله هو: النبوة والزبور والعلم والقوة وتسخير الجبال والحكم بالعدل وإلانة الحديد والصوت الحسن. وداود أرسل إلى قومه بني إسرائيل.
ويقول ايضا : " ولق كتبنا فى الزبور من بعد ةالذكر ان الارض يرثها عبادى الصالحون " الانبياء 105
وكلمة الزبور بالقلب اللسانى – وهى ظاهرة معروفة فى اللغة العربية - هى المزمور ، والمزمور المقصود قرآنيا هو كتاب منزل من الله على نبية داوود ، فهل هو كذلك ..؟؟
الحقيقة التى تقرها التوراة ان داوود لم يكن نبيا وحتى ابنه سليمان لم يكن ايضا نبيا ، ولكنه كان احد ملوك بنى اسرائيل ، وحقيقه المزامير عند قراءتها لاتدل انها كلمات الله ، ولاقال بذلك داوود ولا قالت حتى بذلك التوراه . ولكن يبدو ان اليهود المهاجرين الى جزيرة العرب بعد ان انهى الرومان آخر ماتبقى من دولتهم عام 70 م هم الذين اشاعوا ، هذا كما اشاعوا ايضا مقولة " النبى المنتظر " ، وربما قال بذلك ورقة ابن نوفل حسب نصوص توراة العبرانيين التى كان ينقل منها الى العربية والتى اندثرت .
وبالاضافة الى ماقلنا ... لنقرأ بعضا من مناجاه داوود التى كان يترنم بها بصوته العذب على مزموره والتى لم تزيد عن كونها أساليب مختلفة استخدمها المؤمنون عبر العصور للتقرب إلى الله في الصلاة والتضرع. وفيه عبرت المشاعر البشرية عن ذاتها في حالاتها المتباينة من حزن وفرح، وغضب وصبر، وشك وإيمان، وتوبة وتسبيح. وفيه أيضا تصوير رائع لذكريات الماضي، وأزمات الصراع في الوجود الحاضر . لنعرف هل ضمير المخاطب فيها هابطا ام صاعدا ، بمعنى هل هى الى الله ام من الله :
ـ طوبى للرجل الذي لم يسلك في مشورة الاشرار وفي طريق الخطاة لم يقف وفي مجلس المستهزئين لم يجلس. لكن في ناموس الرب مسرّته وفي ناموسه يلهج نهارا وليلا. فيكون كشجرة مغروسة عند مجاري المياه. التي تعطي ثمرها في اوانه. وورقها لا يذبل. وكل ما يصنعه ينجح . ليس كذلك الاشرار لكنهم كالعصافة التي تذريها الريح. لذلك لا تقوم الاشرار في الدين ولا الخطاة في جماعة الابرار. لان الرب يعلم طريق الابرار. اما طريق الاشرار فتهلك (مزامير 1: 1-6
ـ الرب نوري وخلاصي ممن اخاف. الرب حصن حياتي ممن ارتعب. عندما اقترب اليّ الاشرار ليأكلوا لحمي مضايقيّ واعدائي عثروا وسقطوا. ان نزل عليّ جيش لا يخاف قلبي. ان قامت عليّ حرب ففي ذلك انا مطمئن. واحدة سألت من الرب واياها التمس. ان اسكن في بيت الرب كل ايام حياتي لكي انظر الى جمال الرب واتفرس في هيكله. لانه يخبئني في مظلته في يوم الشر. يسترني بستر خيمته. على صخرة يرفعني. والآن يرتفع راسي على اعدائي حولي فاذبح في خيمته ذبائح الهتاف. اغني وارنم للرب . استمع يا رب. بصوتي ادعو فارحمني واستجب لي. لك قال قلبي قلت اطلبوا وجهي. وجهك يا رب اطلب. لا تحجب وجهك عني. لا تخيب بسخط عبدك. قد كنت عوني. فلا ترفضني ولا تتركني يا اله خلاصي. ان ابي وامي قد تركاني والرب يضمّني. علمني يا رب طريقك. واهدني في سبيل مستقيم بسبب اعدائي. لا تسلمني الى مرام مضايقيّ. لانه قد قام عليّ شهود زور ونافث ظلم. لولا انني آمنت بان ارى جود الرب في ارض الاحياء. انتظر الرب. ليتشدد وليتشجع قلبك وانتظر الرب (مزامير 27: 1-14
ـ نجني من الدماء يا الله اله خلاصي. فيسبح لساني برك. يا رب افتح شفتيّ فيخبر فمي بتسبيحك. لانك لا تسرّ بذبيحة والا فكنت اقدمها. بمحرقة لا ترضى. ذبائح الله هي روح منكسرة. القلب المنكسر والمنسحق يا الله لا تحتقره ( مزامير 51: 1-17
ـ الساكن في ستر العلي في ظل القدير يبيت اقول للرب ملجإي وحصني الهي فاتكل عليه. لانه ينجيك من فخ الصياد ومن الوبإ الخطر. بخوافيه يظللك وتحت اجنحته تحتمي. ترس ومجن حقه. لا تخشى من خوف الليل ولا من سهم يطير في النهار. ولا من وبإ يسلك في الدجى ولا من هلاك يفسد في الظهيرة. يسقط عن جانبك الف وربوات عن يمينك. اليك لا يقرب. انما بعينيك تنظر وترى مجازاة الاشرار لانك قلت انت يا رب ملجإي. جعلت العلي مسكنك. لا يلاقيك شر ولا تدنو ضربة من خيمتك. لانه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك في كل طرقك. على الايدي يحملونك لئلا تصدم بحجر رجلك. على الاسد والصل تطأ. الشبل والثعبان تدوس. لانه تعلق بي انجيه. ارفعه لانه عرف اسمي. يدعوني فاستجيب له. معه انا في الضيق. انقذه وامجده. من طول الايام اشبعه واريه خلاصي مزامير 91: 1-16

سابعا : موسى وفرعون
اشكالية اخرى مهمة يقودنا اليها موضوع الزبور. حيث اورد الكثير الكثير من الباحثين ، التشابه الكبير بين مزامير داود ومناجاته لله ، وبين اناشيد اخناتون التى كان يناجى بها الهه آتون ( راجع : فجر الضمير لعالم الآثار جيمس هنرى برستيد – طبعة الهيئة المصرية للكتاب من ص 301 الى ص 312 ) ، بل ذهب بعضهم فى عديد من الدراسات ان موسى كان هو نفسه اخناتون ( النبى موسى وآخر ايام تل العمارنه – سيد القمنى ) و المح بذلك احمد عثمان فى ( تاريخ اليهود ) ، وقول آخرانه كان احد امراء اخناتون وبعد الاطاحة به من العرش تزعم بقايا المؤمنين بديانه سيده ومعهم بقايا اليهود فى مصر وخرج بهم من مصر الى سيناء واسس لهم الديانه اليهودية التى تتشابه ايضا فى مراحلها الاولى مع ديانه اخناتون ( موسى والتوحيد – فرويد ) ، هذا غير من انكر وجود اليهود اصلا فى مصر وخروجهم منها ولكنهم كانوا فى جبال عسير شمال شرق السعودية الآن ( التوراه جاءت من بلاد عسير – د. كمال الصليبى ) ومن يقول ان مصرايم التى ذكرت فى التوراه لم تكن مصر الفرعونيه ، ولكنها بلده فى الساحل المقابل لمصر ( السحر فى التوراه والعهد القديم – شفيق مقار ) .
كل هذه الابحاث كان سببها مأزق آخر اوردته التوراه واعتمده القرآن فى قصة موسى وفرعون ، حيث الصمت التام فى التاريخ المصرى عن وجود نبى اسمه موسى فى مصر وغرق فرعون وهو يطارده بجنوده ، ومملكة سليمان العظيمة التى بناها الجن ، حتى ان كل المكتشفات الاثرية واللغة المسمارية فى الرافدين لم تذكر اى من هذه الوقائع . كل ماليدنا هو لوح مرنبتاح ( 1225 ق.م ) التى يذكر فيه انتصاراته خارج مصر ومن ضمنها هذه العبارة : ( وخربت اسرائيل ولم يعد لابنائها وجود ، واضحت فلسطين ارضا لمصر ) .
والى المقالة القادمة واشكاليات قرآنية اخرى .



#هشام_حتاته (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد الفكر الدينى : (4) اشكاليات قرآنية 2/4
- نقد الفكر الدينى : (4) اشكاليات قرآنية 1/4
- بعد التعديلات الدستورية : الثورة المصرية الى اين ..؟؟
- ثورة اهل الذمة وانتهاء الحلم الاخوانى
- الشباب يصنع الثورة والشيوخ يسرقونها : القرضاوى نموذجا
- عفوا استاذى سيد القمنى : ماالفرق بين المفكرين والعوام ..؟
- الشكر والحمد للشباب.. والشعب أكبر
- نائب الرئيس يلوح بالعصا الغليظة
- الى السيد الرئيس : اسألك الرحيلا
- الى شباب حزب الفيسبوك : احذروا الاخوان المسلمين
- حزب الفيسبوك يصنع مستقبل مصر
- نقد الفكر الدينى : (3) عفاريت الجن 2/2
- نقد الفكر الدينى : (3) عفاريت الجن 1/2
- نقد الفكر الدينى : (2) الشيطان
- نقد الفكر الدينى : (1) الوحى 3/3
- نقد الفكر الدينى : (1) الوحى 2/3
- هل يتبنى حوارنا المتمدن التقسيم الطائفى ..؟
- نقد الفكر الدينى : (1) الوحى 1/2
- دور المخابرات السعودية لنشر المذهب الوهابى
- الوهابية ... التاريخ - الجزء الاخير


المزيد.....




- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام حتاته - نقد الفكر الدينى : (4) اشكاليات قرآنية 3/4